تزامناً مع عودة الحديث عن  مشروع صهيو- أمريكي ،يستهدف البحث و إعادة تفعيل دور بعض الانظمة العربية " المعتدلة " ، لتنخرط من جديد وبادوار جديدة بمشروع الأمريكان والصهاينة والهادف لمحاصرة إيران ،وهنا يلاحظ كل متابع بهذه المرحلة ،أن  مشروع هذا التحالف القديم – الجديد  الصهيو – أمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، تقف خلفه أجندة مختلفة تبدأ بتكريس أنماط جديدة من الابتزاز”المالي والأمني ” لهذه الأنظمة ولا ينتهي بتنسيق خطط لمواجهة محور المقاومة في المنطقة ، حيث من الواضح أن المستهدف “الحقيقي” بهذه التحالفات هو كل قوة إقليمية أو حركة مقاومة معادية للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ، فهذه القوى وتلك الحركات بدأت اليوم تحقق انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مشروع قذر “كان يستهدف تفكيك المنطقة جغرافياً وديمغرافياً وإعادة تركيبها بما يخدم المشروع الصهيو - أمريكي في المنطقة “.

وبما يخص طبيعة هذا التحالف ،يؤكد الخبراء الصهاينة ، أنه خلف كواليس يستتر تعاون أمني واسع بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني ، وهو آخذ بالتطور ، ففي السنوات الأخيرة على حدّ وصفهم بدأت منظومة علاقات حميمة جداً «مع بعض الأنظمة في المنطقة وخصوصاً مع بعض انظمة دول الخليج وغيرها من الانظمة العربية  ، لأنّ هوية المصالح متشابهة ، فمضمون مسار هذه العلاقات كما وصفها أحد الخبراء الصهاينة يتلخص بالآتي ، حسب قوله “اليوم للعلاقات شكل معيّن .. بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كلّ شيء ، لكن هذه الأنظمة  تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات علنية عليكم أن تظهروا كأنكم تحاولون حلّ الصراع مع الفلسطينيين وطالما أنّ هذا لا يحدث ، فهذه العلاقات ستبقى سرية”.

وتزامناً ، تؤكد وسائل الإعلام الإقليمية والدولية على حجم التطبيع الاقتصادي والإعلامي والذي يمهد للتطبييع السياسي ،فـ عدد الزيارات المتبادلة بين مسؤولي الكيان الصهيوني ومسؤولي النظام السعودي ، بدأ بالارتفاع  وعلى مختلف الصعد حسبما تتحدّث معظم وسائل الإعلام ، وتأتي هذه الزيارات في وقت يتحدّث فيه بعض المحللين العرب الخليجيين والكثير من الخبراء الصهاينة ، “عن ضرورة توحيد ورص الصفوف بين تل أبيب والرياض” ، في وقت زاد فيه بشكل متسارع تطوّر العلاقة بين «محور الاعتدال العربي» والكيان الصهيوني ، وهنا يعلق أحد الخبراء الصهاينة حول تطور هذه العلاقات بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي على وجه التحديد في مقال له بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية ، إنه «في المحصلة العامة ، المعركة في سورية واليمن هي فصل آخر من فصول الصراع بين إيران ، والمحور الناشئ “الرياض – تل أبيب” كجزء من المصلحة المشتركة القائمة بين دول عربية وإسرائيل في كبح الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط» ، ويكمل أنّ “على إسرائيل أن تساعد حلفاءها ، ولكن ليس فقط عن طريق إرسال الجنود لدعم حلفائها في محور الاعتدال العربي ، بل عن طريق بناء رؤى مشتركة تخدم الجميع”.

وفيما يخصّ الملف اليمني يجمع معظم المحللين الصهاينة على وجوب التقاء المصالح الصهيونية مع مصالح النظام السعودي لالتقائها مع بعضها في الملف اليمني ، ويعلق هنا أحد الخبراء الصهاينة بتقرير له بـصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية بالقول: ومن مرتكز أنّ السعودية ودولاً أخرى من بينها «إسرائيل» قلقة من أنّ أنصار الله والجيش اليمني يهدّدون المضيق القريب باب المندب ، والذي يُعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ، عرض المضيق في جزئه الأضيق يبلغ حوالي 27 كم ، ففي معارك حرب تشرين الأول / اكتوبر 1973م أغلقت مصر المضيق في وجه الملاحة «الإسرائيلية» ، واليوم “إسرائيل” قد تعمل سوية مع السعودية من أجل تأمين الملاحة لمصر و”إسرائيل” عبر باب المندب ، وعلى ضوء الحساسية في العالم العربي ، بما في ذلك مصر ، تجاه «إسرائيل» ، فكلّ ما يتعلق بتدخلها العسكري ومساهمتها في تأمين الملاحة في باب المندب يجب أن يجري في الخفاء ، على حدّ تعبيرهم.

اليوم بدأت تتبلور لدى صناع القرار في الكيان الصهيوني معالم المرحلة المقبلة في المنطقة ، فـ “إسرائيل” كما يقولون لديها اتفاقات سلام مع مصر والأردن ، والعراق وسورية تشهدان عمليات تفكك متقدّمة كما يتحدّثون ، مع أنّ الواقع غير ذلك بالمطلق ، وخصوصاً في سورية ، والسعودية طبعاً لن تتوجه ضدّ «إسرائيل» ، بل على العكس في السنوات الأخيرة تمّ نشر سلسلة من الأخبار حول تفاهمات عقدت بين الدولتين ضدّ إيران ، من بين الكثير من الأمور ، وجرى الحديث عن ممرّ جوي سعودي لهجومٍ «إسرائيلي» محتمل ضدّ مواقع إيران النووية.

فـ اليوم يؤكد الخبراء الصهاينة ، انه خلف كواليس يستتر تعاون أمني واسع بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني ، وهو آخذ بالتطور ، ففي السنوات الأخيرة على حدّ وصفهم بدأت منظومة علاقات حميمة جداً «مع بعض الأنظمة في المنطقة وخصوصاً مع بعض دول الخليج وغيرها من الدول ، لأنّ هوية المصالح متشابهة ، فمضمون مسار هذه العلاقات كما وصفها أحد الخبراء الصهاينة يتلخص بالآتي ، حسب قوله “اليوم للعلاقات شكل معيّن … بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كلّ شيء ، لكن هذه الدول تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات علنية عليكم أن تظهروا كأنكم تحاولون حلّ الصراع مع الفلسطينيين وطالما أنّ هذا لا يحدث ، فهذه العلاقات ستبقى سرية”.

إنّ حديث خبراء وجنرالات وساسة الكيان الصهيوني عن تطوّر العلاقات بينهم وبين بعض أنظمة محور الاعتدال العربي ، لم يعد يأخذ منحى عابراً ، بل أصبحت علاقة يرعاها السيد الأمريكي بين الكيان الصهيوني وهذه الأنظمة ، وهذا ما يوحي بتطورات ومشاريع خطيرة ستعيشها المنطقة العربية وشعوبها في المقبل من الأيام.

 وهنا يجب توضيح مسألة هامة بخصوص هذه التحالفات ، فهذه التحالفات تأتي كرد على قوى وحركات المقاومة في المنطقة، التي استطاعت خلال هذه المرحلة من الحرب عليها ، أن تحتوي حرب أميركا وحلفائها “هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون ، يتحدثون عن تعاظم قوة محور المقاومة بعد مراهنتهم على إسقاطه سريعاً” ، فالقوى المتآمرة على محور المقاومة بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة ، بأنّ هذا المحور قد حسم قرار النصر.

فـ “المعطيات الحالية” تجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على محور المقاومة على تغيير موقفها من اتجاهات ومسارات الحرب ، فـ نرى بعض الأنظمة العربية والإقليمية والدولية الشريكة بالحرب على محور المقاومة بدأت التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة .

فـ “الأوضاع الميدانية” في سورية تسير بعكس عقارب المخطط الصهيو أمريكي ، فـ “تقدم الجيش العربي السوري” في جنوب وشرق سورية والوصول للحدود الأردنية والعراقية ، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي  تدور بالقرب من الحدود السورية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل ،وبما يخص الملف اليمني فالواضح أن السعودي مازال غارقاً بالمستنقع اليمني ولم يجد للآن أي مخرج يحفظ ماء وجهه إذا قرر الخروج من المستنقع اليمني ، وبما يخص صفقة القرن والتي يبلور تفاصيلها بن سلمان، وغاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب،والخاصة بتصفية القضية الفلسطينية ،فالواضح أن هذه الصفقة ستكلف السعودي الكثير ،و لن تمر بسهولة كما يخطط لها السعودي .

والواضح أكثر هنا ، أنّ صمود سورية واليمن واستمرار المقاومة بفلسطين وبطرق مختلفة وبدعم من محور المقاومة ، هو الضربة الأولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع ، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية ومحور المقاومة بمجموعه والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة.

ختاماً ، إن هذا التحالف الصهيوني – الأمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، يثبت أن حرب أميركا وحلفائها على قوى المقاومة ما زالت مستمرة ، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أميركا ومعها حلفاؤها أكثر مما يخسر محور المقاومة ، ويدرك الأميركيون وحلفاؤهم هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها ، حسب المشروع الأميركي.

  • فريق ماسة
  • 2018-07-29
  • 13113
  • من الأرشيف

ماذا عن مصير التحالفات الطارئة على المنطقة

تزامناً مع عودة الحديث عن  مشروع صهيو- أمريكي ،يستهدف البحث و إعادة تفعيل دور بعض الانظمة العربية " المعتدلة " ، لتنخرط من جديد وبادوار جديدة بمشروع الأمريكان والصهاينة والهادف لمحاصرة إيران ،وهنا يلاحظ كل متابع بهذه المرحلة ،أن  مشروع هذا التحالف القديم – الجديد  الصهيو – أمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، تقف خلفه أجندة مختلفة تبدأ بتكريس أنماط جديدة من الابتزاز”المالي والأمني ” لهذه الأنظمة ولا ينتهي بتنسيق خطط لمواجهة محور المقاومة في المنطقة ، حيث من الواضح أن المستهدف “الحقيقي” بهذه التحالفات هو كل قوة إقليمية أو حركة مقاومة معادية للمشروع الأمريكي – الصهيوني في المنطقة ، فهذه القوى وتلك الحركات بدأت اليوم تحقق انتصاراً فعلياً على أرض الواقع على مشروع قذر “كان يستهدف تفكيك المنطقة جغرافياً وديمغرافياً وإعادة تركيبها بما يخدم المشروع الصهيو - أمريكي في المنطقة “. وبما يخص طبيعة هذا التحالف ،يؤكد الخبراء الصهاينة ، أنه خلف كواليس يستتر تعاون أمني واسع بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني ، وهو آخذ بالتطور ، ففي السنوات الأخيرة على حدّ وصفهم بدأت منظومة علاقات حميمة جداً «مع بعض الأنظمة في المنطقة وخصوصاً مع بعض انظمة دول الخليج وغيرها من الانظمة العربية  ، لأنّ هوية المصالح متشابهة ، فمضمون مسار هذه العلاقات كما وصفها أحد الخبراء الصهاينة يتلخص بالآتي ، حسب قوله “اليوم للعلاقات شكل معيّن .. بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كلّ شيء ، لكن هذه الأنظمة  تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات علنية عليكم أن تظهروا كأنكم تحاولون حلّ الصراع مع الفلسطينيين وطالما أنّ هذا لا يحدث ، فهذه العلاقات ستبقى سرية”. وتزامناً ، تؤكد وسائل الإعلام الإقليمية والدولية على حجم التطبيع الاقتصادي والإعلامي والذي يمهد للتطبييع السياسي ،فـ عدد الزيارات المتبادلة بين مسؤولي الكيان الصهيوني ومسؤولي النظام السعودي ، بدأ بالارتفاع  وعلى مختلف الصعد حسبما تتحدّث معظم وسائل الإعلام ، وتأتي هذه الزيارات في وقت يتحدّث فيه بعض المحللين العرب الخليجيين والكثير من الخبراء الصهاينة ، “عن ضرورة توحيد ورص الصفوف بين تل أبيب والرياض” ، في وقت زاد فيه بشكل متسارع تطوّر العلاقة بين «محور الاعتدال العربي» والكيان الصهيوني ، وهنا يعلق أحد الخبراء الصهاينة حول تطور هذه العلاقات بين الكيان الصهيوني والنظام السعودي على وجه التحديد في مقال له بصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية ، إنه «في المحصلة العامة ، المعركة في سورية واليمن هي فصل آخر من فصول الصراع بين إيران ، والمحور الناشئ “الرياض – تل أبيب” كجزء من المصلحة المشتركة القائمة بين دول عربية وإسرائيل في كبح الهيمنة الإيرانية على الشرق الأوسط» ، ويكمل أنّ “على إسرائيل أن تساعد حلفاءها ، ولكن ليس فقط عن طريق إرسال الجنود لدعم حلفائها في محور الاعتدال العربي ، بل عن طريق بناء رؤى مشتركة تخدم الجميع”. وفيما يخصّ الملف اليمني يجمع معظم المحللين الصهاينة على وجوب التقاء المصالح الصهيونية مع مصالح النظام السعودي لالتقائها مع بعضها في الملف اليمني ، ويعلق هنا أحد الخبراء الصهاينة بتقرير له بـصحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية بالقول: ومن مرتكز أنّ السعودية ودولاً أخرى من بينها «إسرائيل» قلقة من أنّ أنصار الله والجيش اليمني يهدّدون المضيق القريب باب المندب ، والذي يُعتبر البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ، عرض المضيق في جزئه الأضيق يبلغ حوالي 27 كم ، ففي معارك حرب تشرين الأول / اكتوبر 1973م أغلقت مصر المضيق في وجه الملاحة «الإسرائيلية» ، واليوم “إسرائيل” قد تعمل سوية مع السعودية من أجل تأمين الملاحة لمصر و”إسرائيل” عبر باب المندب ، وعلى ضوء الحساسية في العالم العربي ، بما في ذلك مصر ، تجاه «إسرائيل» ، فكلّ ما يتعلق بتدخلها العسكري ومساهمتها في تأمين الملاحة في باب المندب يجب أن يجري في الخفاء ، على حدّ تعبيرهم. اليوم بدأت تتبلور لدى صناع القرار في الكيان الصهيوني معالم المرحلة المقبلة في المنطقة ، فـ “إسرائيل” كما يقولون لديها اتفاقات سلام مع مصر والأردن ، والعراق وسورية تشهدان عمليات تفكك متقدّمة كما يتحدّثون ، مع أنّ الواقع غير ذلك بالمطلق ، وخصوصاً في سورية ، والسعودية طبعاً لن تتوجه ضدّ «إسرائيل» ، بل على العكس في السنوات الأخيرة تمّ نشر سلسلة من الأخبار حول تفاهمات عقدت بين الدولتين ضدّ إيران ، من بين الكثير من الأمور ، وجرى الحديث عن ممرّ جوي سعودي لهجومٍ «إسرائيلي» محتمل ضدّ مواقع إيران النووية. فـ اليوم يؤكد الخبراء الصهاينة ، انه خلف كواليس يستتر تعاون أمني واسع بين محور الاعتدال العربي والكيان الصهيوني ، وهو آخذ بالتطور ، ففي السنوات الأخيرة على حدّ وصفهم بدأت منظومة علاقات حميمة جداً «مع بعض الأنظمة في المنطقة وخصوصاً مع بعض دول الخليج وغيرها من الدول ، لأنّ هوية المصالح متشابهة ، فمضمون مسار هذه العلاقات كما وصفها أحد الخبراء الصهاينة يتلخص بالآتي ، حسب قوله “اليوم للعلاقات شكل معيّن … بمعنى آخر هم يجلسون معنا في غرف مغلقة ويتصافحون ويتفقون على كلّ شيء ، لكن هذه الدول تقول إذا كنتم تريدون أن تكون هذه العلاقات علنية عليكم أن تظهروا كأنكم تحاولون حلّ الصراع مع الفلسطينيين وطالما أنّ هذا لا يحدث ، فهذه العلاقات ستبقى سرية”. إنّ حديث خبراء وجنرالات وساسة الكيان الصهيوني عن تطوّر العلاقات بينهم وبين بعض أنظمة محور الاعتدال العربي ، لم يعد يأخذ منحى عابراً ، بل أصبحت علاقة يرعاها السيد الأمريكي بين الكيان الصهيوني وهذه الأنظمة ، وهذا ما يوحي بتطورات ومشاريع خطيرة ستعيشها المنطقة العربية وشعوبها في المقبل من الأيام.  وهنا يجب توضيح مسألة هامة بخصوص هذه التحالفات ، فهذه التحالفات تأتي كرد على قوى وحركات المقاومة في المنطقة، التي استطاعت خلال هذه المرحلة من الحرب عليها ، أن تحتوي حرب أميركا وحلفائها “هذه المرحلة تحديداً يطلّ علينا يومياً مسؤولون وساسة وجنرالات غربيون وإقليميون ، يتحدثون عن تعاظم قوة محور المقاومة بعد مراهنتهم على إسقاطه سريعاً” ، فالقوى المتآمرة على محور المقاومة بدأت تقرّ سرّاً وعلناً في هذه المرحلة ، بأنّ هذا المحور قد حسم قرار النصر. فـ “المعطيات الحالية” تجبر الكثير من القوى الشريكة في الحرب على محور المقاومة على تغيير موقفها من اتجاهات ومسارات الحرب ، فـ نرى بعض الأنظمة العربية والإقليمية والدولية الشريكة بالحرب على محور المقاومة بدأت التلويح بورقة التحالفات العسكرية الجديدة . فـ “الأوضاع الميدانية” في سورية تسير بعكس عقارب المخطط الصهيو أمريكي ، فـ “تقدم الجيش العربي السوري” في جنوب وشرق سورية والوصول للحدود الأردنية والعراقية ، بالتزامن مع المعارك الكبرى التي  تدور بالقرب من الحدود السورية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل ،وبما يخص الملف اليمني فالواضح أن السعودي مازال غارقاً بالمستنقع اليمني ولم يجد للآن أي مخرج يحفظ ماء وجهه إذا قرر الخروج من المستنقع اليمني ، وبما يخص صفقة القرن والتي يبلور تفاصيلها بن سلمان، وغاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب،والخاصة بتصفية القضية الفلسطينية ،فالواضح أن هذه الصفقة ستكلف السعودي الكثير ،و لن تمر بسهولة كما يخطط لها السعودي . والواضح أكثر هنا ، أنّ صمود سورية واليمن واستمرار المقاومة بفلسطين وبطرق مختلفة وبدعم من محور المقاومة ، هو الضربة الأولى لإسقاط كل المشاريع والتحالفات الباطلة التي تستهدف تقسيم المنطقة ، وحسب كلّ المؤشرات والمعطيات التي أمامنا ليس أمام الأميركيين وبعض حلفائهم من العرب اليوم سوى الإقرار بحقيقة الأمر الواقع ، وهي فشل وهزيمة حربهم على سورية ومحور المقاومة بمجموعه والاستعداد لتحمّل تداعيات هذه الهزيمة. ختاماً ، إن هذا التحالف الصهيوني – الأمريكي مع بعض الأنظمة العربية ، يثبت أن حرب أميركا وحلفائها على قوى المقاومة ما زالت مستمرة ، ولكن مع كلّ ساعة تمضي من عمر هذه الحرب تخسر أميركا ومعها حلفاؤها أكثر مما يخسر محور المقاومة ، ويدرك الأميركيون وحلفاؤهم هذه الحقيقة ويعرفون أنّ هزيمتهم ستكون لها مجموعة تداعيات مستقبلية تطيح بكلّ المشاريع الصهيو أميركية الساعية إلى تجزئة المنطقة ليقام على أنقاضها مشروع دولة “إسرائيل” اليهودية التي تتحكم وتدير مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية والدينية التي ستحيط بها ، حسب المشروع الأميركي.

المصدر : الماسة السورية / هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة