عندما تستلُّ قلمك ليسيلَ منه حبر يصنع كلماتٍ تدافع فيها عن بلدك فهذا بالنهاية أضعف الإيمان، ولكن تحديداً في القضايا الوطنية العظمى حذار من أن يتغلغل إلى أفكارك خوف مما يقولونه عنك، لا تكترث لمن لا يعجبهُ كلامك أو لا تروق له تعابيرك فأنت أولاً وأخيراً لا تكتب لترضي أحداً، عليك أن تكتب فقط لترضي قناعاتك، ولا تهتم لمن يقرؤك على هواه، تعامل معه بطريقةٍ بسيطة: عزوفكَ عن القراءة ليس سبباً يمنعني من الكتابة، قد تكون الأفكار التي أطرحها من خارج الحواجز التي توهمت أنها تقّيدك.

 

لكن في المقابل الدفاع عن الوطن وإن كان في اتجاهٍ ما هو تسليمٌ للخياراتِ السياسية للقيادةِ في سورية، فهذا لا يعني أبداً أن هذا التسليم هو صك براءة لكل من يمثل الحكومة، ولكي تتضح الصورة أكثر، كثرٌ مثلي من حلقوا عندما سمعوا الرئيس بشار الأسد يقول للغرب خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياتي، وانتشوا عندما سمعوا الوزير وليد المعلم يهدد كيري قائلاً: لا أحد يفرض على السوريين قياداتهم، لكن في الوقت ذاته الكثير مثلي من يصاب بالدوار عندما يضطر أن يقرأ أو يسمع خطاباً لمسؤولٍ حزبي هنا أو مسؤولٍ معنيّ أساساً بشؤون الناس، فمنَ الواضح وجود تلك الهوة بين القيادة التي تدير بإتقان تفاصيل الحرب لتعزفَ لحن النصر، والقيادات في المجال الخدمي والحزبي التي تبيع الوطنيات والوعود، في الوقت ذاته هناك قصورٌ في آليةِ فهم البعض لما نكتب لنبدو بنظرهم كأننا ندافع أو ننتقد من منطلق شخصي، باختصار نحن ندافعُ عن نهجٍ لا أكثر ولا أقل، هذا النهج ببساطة نختصره بكلمةٍ واحدة: مقاومة.

 

لنتخيل مثلاً لو أن الرئيس بشار الأسد قبلَ رفعِ العلم الإسرائيلي في دمشق، فلن نسأل عندها هل كان سيجري ما جرى، بل سنسأل ما مصير المد الشعبي الذي يدعمه؟ حتى الآن هناك من لا يميز بين الدفاع عن النهج والدفاع عن الشخص، فالدفاع عن الشخص أياً كان هذا، يعني بالضرورة أنه منزَّه ولا نزاهةَ لمخلوق، لكن الدفاع عن هذا النهج يعني بالضرورة أن النهج ثابت لكن إدارته من الموكلين به هي التي تمثل ترموستات الوقوف إلى جانبه، أو التخلي عنه.

هذا النهج الذي ندافع عنه هو ذاكَ الذي خطهُ الراحل حافظ الأسد، وهو الذي بنى لسورية منعتها وقوتها، لأنه كان سبَّاقاً في إدراك معنى الرجعية العربية التي لا يؤتمن جانبها، فكانوا ينتظرون على أعتاب دمشق كانتظار المحتضِر لترياق الحياة.

دائماً ما نحاول في بعض المقالات أن نذكر الأجيال التي لم تعِش زمن حافظ الأسد كيف كان يفكر هذا الرجل، نحاول قدر الإمكان استعادةَ نهجهِ لنستقرئ منه ما يفيد، فالراحل ونهجه ليسا ملكاً لحزب ولا لقيادة ولا حتى عائلة، نهجه هو ملك لكل من آمن به، واليوم بعد استعادةِ الحكومة السورية معبرَ نصيب الحدودي مع الأردن، وارتفاع الحديث عن البدءِ بإعادة الإعمار، سال لعاب اللاهثين والمنتظرين، ويهمنا اليوم تناول هذا الأمر بشقيه التركي واللبناني فكيف ذلك؟

في الشق التركي، وبعد اندلاع الأحداث في سورية والزيارة الأخيرة لوزير الخارجية آنذاك أحمد داوود أوغلو إلى دمشق عام 2011، انتظر الجميع هذه الزيارة وما ستسفر عنها، هناك من تحدث عن شروطٍ حملها داوود أوغلو لدمشق، ويومها عاد هذا بخفي حنين وظهر كالأرنب في حضرةِ الأسد، عاد أدراجهُ لترحل معه كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في كل المجالات، بما فيها اتفاقية أضنة الموقعة بين الحكومتين السورية والتركية 1998، يومها خسر الأتراك كل المزايا التجارية التي كانوا يتمتعون بها بعد رفع الضرائب على البضائع التركية وصولاً لإغلاق خط الترانزيت من غازي عينتاب وصولاً إلى معبر نصيب فدول الخليج العربي، اليوم تبدو مشكلة النظام التركي مركبة، مع ما يعانيه الاقتصاد التركي من تعثرٍ وانهيارٍ للعملةِ المحلية، فالقضية ليست فقط عبور البضائع لكنها أساساً تكمن بأن التركي لم يعد يتمتع بأي علاقات مع معظم الدول الخليجية، بل أنه يدرك تماماً أن العودة لما سبق ستحتاج حكماً لاتفاقيات جديدة لا يستطيع تحمل تبعاتها، فيريد الدخول من بوابة إعادة الإعمار لكي يتسنى لهُ تعويض خسائره، ربما سيرسل الكثير من الوفود للتوسط له لكن علينا فعلياً أن نسأل: هل سيخرج التركي من شباك الاتفاقيات التجارية ليدخل من بوابة إعادة الإعمار؟ نثق أن جواب القيادة سيكون حكماً لا، لكن السؤال المطروح لمن يقدم نفسهُ وسيطاً في أمر كهذا، هل أنتم جادون في ذلك؟

أما في الشق اللبناني فالقضية تبدو أكثر تعقيداً، فقبل أيام تحدث وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن عن دورٍ للبنان في إعادة الإعمار داعياً جميع اللبنانيين للمساهمةِ في ذلك، وبدايةً لا نعلم ما الصفة التي كان يتحدث بها الوزير اللبناني فإذا كان يتحدث بصفته ممثلاً لكتلةِ المقاومة، فعندها سنصمت لأن الوزير ببساطة بما يمثل «يمون»، وأساساً من اختلطت دماؤهم بدمائنا في معارك العز والشرف ليسوا بحاجةٍ أساساً للدعوة فهم شركاء بإعادة الإعمار، أما إذا كان الوزير يتحدث بصفته الرسمية فعندها سنسأل من هم الجميع؟ تحديداً لأن كلام الوزير اللبناني ترافق مع عدةِ مقالات نشرتها الصحف اللبنانية تتحدث عن ضرورة أن تتحلى الحكومة اللبنانية بالواقعية السياسية والتعاطي مجدداً مع القيادة السورية ومبادلة هذا التعاطي بأهمية فتح معبر نصيب بوجه البضائع اللبنانية والدور المنتظر لها في إعادة الإعمار.

ربما بدت هذه الصحف وتحديداً تلك التي أتحفتنا ببداية الحرب على سورية بشروطها الأربعة عشر لإنهاء الحرب، كالأحمق الذي ينظر إلى إصبعي وأنا أشير إلى القمر، لا ندري حقاً من أقنعهم بأن الشعب السوري فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار سيسمح لمن تورط بدمائه، ومنهم من يمثلون الشق الرسمي اللبناني، بالمشاركة في ذلك، تحديداً أن أمراء الحرب على سورية جميعهم يمتلكون شركات تُمني النفس بالمشاركة، لكن يبدو أن الرسالة الشعبية لكل هؤلاء واضحة: ولّى زمن تبويس اللحى، فلن تفيدكم تلاوةَ فعل الندامة، ولن تفيدكم بعد اليوم وساطة المتوسطين لأنكم لم تتورطوا ضد سورية بالسياسية، بل تورطم بالدماء.

باختصار لكل الحالمين بنيل حصةٍ من كعكةِ إعادة الإعمار: عندما كان العراق تحت الحصار الدامي ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء، كان هناك خطوط مفتوحة بين الحدود السورية والعراقية تمثل بالنهاية رئة يتنفس منها المواطن العراقي بالتبضع والحصول على احتياجاته، أيامها زار سورية العديد من الوفود الغربية لتطلب من الراحل حافظ الأسد إغلاقها، مستفيدين من الخلاف السوري العراقي زمن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكن من الواضح أن القيادة السورية يومها كانت ترى أن خلافها مع صدام حسين لا يعني معاقبةَ الشعب العراقي، ولم تعر اهتماماً لهذه المطالب أو التهديدات، في السياق ذاته وعندما نتحدث عن النهج فإننا لا ننكر أبداً أن أي سوري مؤمن بوطنه لن يمانع فتح معبر نصيب للبضائع اللبنانية، أما إعادة الإعمار فهي حكماً أمر آخر لن تنفع معها توسلات التائبين ولا وساطات المتوسطين، زمن الموانات انتهى، هي رسالة مِنَ مَنْ نمثل من الشعب السوري على الأقل: لا مكان لكم ولحكومةٍ تأتمر حتى بتحديدِ علاقاتها الدبلوماسية مع جارٍ وشقيق، وحدهم فقط من وقفوا مع سورية في السر والعلن سيكون لهم هذا المكان، بل هم شركاء فيهِ.

 

  • فريق ماسة
  • 2018-07-28
  • 10152
  • من الأرشيف

بين بيروت وأنقرة: إلى الحالمين بكعكة إعادة الإعمار

 عندما تستلُّ قلمك ليسيلَ منه حبر يصنع كلماتٍ تدافع فيها عن بلدك فهذا بالنهاية أضعف الإيمان، ولكن تحديداً في القضايا الوطنية العظمى حذار من أن يتغلغل إلى أفكارك خوف مما يقولونه عنك، لا تكترث لمن لا يعجبهُ كلامك أو لا تروق له تعابيرك فأنت أولاً وأخيراً لا تكتب لترضي أحداً، عليك أن تكتب فقط لترضي قناعاتك، ولا تهتم لمن يقرؤك على هواه، تعامل معه بطريقةٍ بسيطة: عزوفكَ عن القراءة ليس سبباً يمنعني من الكتابة، قد تكون الأفكار التي أطرحها من خارج الحواجز التي توهمت أنها تقّيدك.   لكن في المقابل الدفاع عن الوطن وإن كان في اتجاهٍ ما هو تسليمٌ للخياراتِ السياسية للقيادةِ في سورية، فهذا لا يعني أبداً أن هذا التسليم هو صك براءة لكل من يمثل الحكومة، ولكي تتضح الصورة أكثر، كثرٌ مثلي من حلقوا عندما سمعوا الرئيس بشار الأسد يقول للغرب خسئتم لست أنا من يتخلى عن مسؤولياتي، وانتشوا عندما سمعوا الوزير وليد المعلم يهدد كيري قائلاً: لا أحد يفرض على السوريين قياداتهم، لكن في الوقت ذاته الكثير مثلي من يصاب بالدوار عندما يضطر أن يقرأ أو يسمع خطاباً لمسؤولٍ حزبي هنا أو مسؤولٍ معنيّ أساساً بشؤون الناس، فمنَ الواضح وجود تلك الهوة بين القيادة التي تدير بإتقان تفاصيل الحرب لتعزفَ لحن النصر، والقيادات في المجال الخدمي والحزبي التي تبيع الوطنيات والوعود، في الوقت ذاته هناك قصورٌ في آليةِ فهم البعض لما نكتب لنبدو بنظرهم كأننا ندافع أو ننتقد من منطلق شخصي، باختصار نحن ندافعُ عن نهجٍ لا أكثر ولا أقل، هذا النهج ببساطة نختصره بكلمةٍ واحدة: مقاومة.   لنتخيل مثلاً لو أن الرئيس بشار الأسد قبلَ رفعِ العلم الإسرائيلي في دمشق، فلن نسأل عندها هل كان سيجري ما جرى، بل سنسأل ما مصير المد الشعبي الذي يدعمه؟ حتى الآن هناك من لا يميز بين الدفاع عن النهج والدفاع عن الشخص، فالدفاع عن الشخص أياً كان هذا، يعني بالضرورة أنه منزَّه ولا نزاهةَ لمخلوق، لكن الدفاع عن هذا النهج يعني بالضرورة أن النهج ثابت لكن إدارته من الموكلين به هي التي تمثل ترموستات الوقوف إلى جانبه، أو التخلي عنه. هذا النهج الذي ندافع عنه هو ذاكَ الذي خطهُ الراحل حافظ الأسد، وهو الذي بنى لسورية منعتها وقوتها، لأنه كان سبَّاقاً في إدراك معنى الرجعية العربية التي لا يؤتمن جانبها، فكانوا ينتظرون على أعتاب دمشق كانتظار المحتضِر لترياق الحياة. دائماً ما نحاول في بعض المقالات أن نذكر الأجيال التي لم تعِش زمن حافظ الأسد كيف كان يفكر هذا الرجل، نحاول قدر الإمكان استعادةَ نهجهِ لنستقرئ منه ما يفيد، فالراحل ونهجه ليسا ملكاً لحزب ولا لقيادة ولا حتى عائلة، نهجه هو ملك لكل من آمن به، واليوم بعد استعادةِ الحكومة السورية معبرَ نصيب الحدودي مع الأردن، وارتفاع الحديث عن البدءِ بإعادة الإعمار، سال لعاب اللاهثين والمنتظرين، ويهمنا اليوم تناول هذا الأمر بشقيه التركي واللبناني فكيف ذلك؟ في الشق التركي، وبعد اندلاع الأحداث في سورية والزيارة الأخيرة لوزير الخارجية آنذاك أحمد داوود أوغلو إلى دمشق عام 2011، انتظر الجميع هذه الزيارة وما ستسفر عنها، هناك من تحدث عن شروطٍ حملها داوود أوغلو لدمشق، ويومها عاد هذا بخفي حنين وظهر كالأرنب في حضرةِ الأسد، عاد أدراجهُ لترحل معه كل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في كل المجالات، بما فيها اتفاقية أضنة الموقعة بين الحكومتين السورية والتركية 1998، يومها خسر الأتراك كل المزايا التجارية التي كانوا يتمتعون بها بعد رفع الضرائب على البضائع التركية وصولاً لإغلاق خط الترانزيت من غازي عينتاب وصولاً إلى معبر نصيب فدول الخليج العربي، اليوم تبدو مشكلة النظام التركي مركبة، مع ما يعانيه الاقتصاد التركي من تعثرٍ وانهيارٍ للعملةِ المحلية، فالقضية ليست فقط عبور البضائع لكنها أساساً تكمن بأن التركي لم يعد يتمتع بأي علاقات مع معظم الدول الخليجية، بل أنه يدرك تماماً أن العودة لما سبق ستحتاج حكماً لاتفاقيات جديدة لا يستطيع تحمل تبعاتها، فيريد الدخول من بوابة إعادة الإعمار لكي يتسنى لهُ تعويض خسائره، ربما سيرسل الكثير من الوفود للتوسط له لكن علينا فعلياً أن نسأل: هل سيخرج التركي من شباك الاتفاقيات التجارية ليدخل من بوابة إعادة الإعمار؟ نثق أن جواب القيادة سيكون حكماً لا، لكن السؤال المطروح لمن يقدم نفسهُ وسيطاً في أمر كهذا، هل أنتم جادون في ذلك؟ أما في الشق اللبناني فالقضية تبدو أكثر تعقيداً، فقبل أيام تحدث وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن عن دورٍ للبنان في إعادة الإعمار داعياً جميع اللبنانيين للمساهمةِ في ذلك، وبدايةً لا نعلم ما الصفة التي كان يتحدث بها الوزير اللبناني فإذا كان يتحدث بصفته ممثلاً لكتلةِ المقاومة، فعندها سنصمت لأن الوزير ببساطة بما يمثل «يمون»، وأساساً من اختلطت دماؤهم بدمائنا في معارك العز والشرف ليسوا بحاجةٍ أساساً للدعوة فهم شركاء بإعادة الإعمار، أما إذا كان الوزير يتحدث بصفته الرسمية فعندها سنسأل من هم الجميع؟ تحديداً لأن كلام الوزير اللبناني ترافق مع عدةِ مقالات نشرتها الصحف اللبنانية تتحدث عن ضرورة أن تتحلى الحكومة اللبنانية بالواقعية السياسية والتعاطي مجدداً مع القيادة السورية ومبادلة هذا التعاطي بأهمية فتح معبر نصيب بوجه البضائع اللبنانية والدور المنتظر لها في إعادة الإعمار. ربما بدت هذه الصحف وتحديداً تلك التي أتحفتنا ببداية الحرب على سورية بشروطها الأربعة عشر لإنهاء الحرب، كالأحمق الذي ينظر إلى إصبعي وأنا أشير إلى القمر، لا ندري حقاً من أقنعهم بأن الشعب السوري فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار سيسمح لمن تورط بدمائه، ومنهم من يمثلون الشق الرسمي اللبناني، بالمشاركة في ذلك، تحديداً أن أمراء الحرب على سورية جميعهم يمتلكون شركات تُمني النفس بالمشاركة، لكن يبدو أن الرسالة الشعبية لكل هؤلاء واضحة: ولّى زمن تبويس اللحى، فلن تفيدكم تلاوةَ فعل الندامة، ولن تفيدكم بعد اليوم وساطة المتوسطين لأنكم لم تتورطوا ضد سورية بالسياسية، بل تورطم بالدماء. باختصار لكل الحالمين بنيل حصةٍ من كعكةِ إعادة الإعمار: عندما كان العراق تحت الحصار الدامي ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء، كان هناك خطوط مفتوحة بين الحدود السورية والعراقية تمثل بالنهاية رئة يتنفس منها المواطن العراقي بالتبضع والحصول على احتياجاته، أيامها زار سورية العديد من الوفود الغربية لتطلب من الراحل حافظ الأسد إغلاقها، مستفيدين من الخلاف السوري العراقي زمن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لكن من الواضح أن القيادة السورية يومها كانت ترى أن خلافها مع صدام حسين لا يعني معاقبةَ الشعب العراقي، ولم تعر اهتماماً لهذه المطالب أو التهديدات، في السياق ذاته وعندما نتحدث عن النهج فإننا لا ننكر أبداً أن أي سوري مؤمن بوطنه لن يمانع فتح معبر نصيب للبضائع اللبنانية، أما إعادة الإعمار فهي حكماً أمر آخر لن تنفع معها توسلات التائبين ولا وساطات المتوسطين، زمن الموانات انتهى، هي رسالة مِنَ مَنْ نمثل من الشعب السوري على الأقل: لا مكان لكم ولحكومةٍ تأتمر حتى بتحديدِ علاقاتها الدبلوماسية مع جارٍ وشقيق، وحدهم فقط من وقفوا مع سورية في السر والعلن سيكون لهم هذا المكان، بل هم شركاء فيهِ.  

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة