دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في كل يوم يتكشف لنا فصل جديد من فصول التآمر، والتخطيط على سورية دولة، وشعباً، وتاريخاً، لتؤكد ما كنا نتحدث عنه، وننوه إليه منذ الأيام الاولى للحرب الفاشية – العدوانية،
وآخر هذه الفصول القذرة قصة (الخوذ البيضاء) هذه المنظمة القذرة – الاستخباراتية التي كانت تنتحل صفة إنسانية، وواجهة لإنقاذ المدنيين، والأطفال والنساء، والضحايا حسب زعمها، ليتبين أنها ليست إلا فرعاً لتنظيم القاعدة في بلاد الشام (جبهة النصرة)، وأن الدور الموكل لهذا التنظيم هو ترتيب الأدلة، والصور، والشواهد لقوى العدوان الفاشي كي تشن العمليات العدوانية على سورية سواءٌ من خلال إفتعال ما يعُرف (بالحوادث الكيميائية)، وتصوير الوقائع المفترضة، أو القول والحديث عن أعمال وحشية تقوم بها قوات الجيش العربي السوري، وحلفاء سورية من أجل تحضير المنصة لحفلات (الردح) التي كنا نتابعها عبر الشاشات في مجلس الأمن الدولي حيث كان مندوبو بعض الدول مثل (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا) يستندون إلى معلومات هذه المنظمة الإرهابية لتضليل الرأي العام، والاستمرار في اتهام، وتشويه سمعة الحكومة السورية ،وحلفائها.
ما يطرح الآن من أسئلة كثير للغاية، لا بل يؤكد مرة أخرى دور الأجهزة الاستخباراتية الغربية، والإسرائيلية في ترتيب، وتنفيذ الأعمال الإرهابية، وإدارة التنظيمات الإجرامية في الداخل السوري، والتخطيط المبرمج طوال السنوات السبع الماضية لما حدث ويحدث في المدن، والبلدات السورية.
وهذه الأسئلة برسم أولئك الذين تزعموا (المعارضة السياسية المزعومة)، وحفلات السب، والشتم تجاه بلدهم، وجيشهم، وشعبهم، وقبضوا للأسف ثمن هذه العماّلة الرخيصة، والخيانة الوطنية، وظلوا سنوات ينفون قصة (التخطيط العدواني المبرمج) ضد هذا البلد، وهذا الشعب، وكانوا ينسبون كل شيء للدولة السورية، وأجهزتها الأمنية، وأنها هي التي صنعت داعش، والنصرة، من أجل أن تقضي على (الثورة السلمية) الميمونة ذات الأهداف الكبرى، والتي قبضت من قطر وحدها (137) مليار دولار -حسب صاحب نظرية (الصيدة)- حمد بن جاسم!
الآن أريد أن أطرح على جهابذة مدعي (المعارضة في الخارج) ما رأيكم بهذه العملية السرية التي تمت مؤخراً لسحب (عناصر منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية)؟ ولماذا تم ترحيل هؤلاء مع عائلاتهم بأمر من الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) حسبما قال نتنياهو نفسه؟ ثم ما هذا الكرم الغربي في منح هؤلاء إقامة دائمة في كندا، بريطانيا، وألمانيا في الوقت الذي تصرخ هذه الدول رفضاً للهجرة واللاجئين، وما الخدمات التي قدموها لمعلميهم حتى يجري التعاطي معهم بهذه الطريقة؟ وما علاقة كيان الاحتلال الإسرائيلي بالأمر، ولماذا هذا الترحيل الليلي، والسري بأمر عمليات أمريكي، ومن هؤلاء الثوريون! الذين يتابعهم ترامب ونتنياهو شخصياً!
وإذا صحت المعلومات التي نقلتها إحدى المحطات الفضائية العربية من أن العملية لم تشمل فقط (منظمة الخوذ البيضاء الإرهابية)، وإنما حوالي (2200) من عملاء أجهزة الاستخبارات السعودية، والإماراتية، القطرية وغيرهم من الذين كانوا يديرون، ويوجهون، ويقودون (الثوار المزعومين) في ثورة الحرية، والكرامة، والديمقراطية! فهل يمكن لكم أيها (المنافقون) أن تبرروا لنّا ما الذي يحدث، وما الفرق بين الدور الذي كانت تقوم بها منظمة (الخوذ البيضاء الإرهابية) والهيئة العليا للتفاوض في الرياض، أو قبلها ائتلاف الدوحة أو (كراتين) المعارضات في تركيا، وأوربا، وغيرها؟
بالنسبة لي لا فرق أبداً لأن المُشغل، والممول واحد، فمن كان يدير هذه الشبكات الاستخبارية على الأرض، هو نفسه من كان يدير، ويوجه الشبكات السياسية التي كانت تعطى اسم (معارضة سياسية)، ويؤتى بها إلى قاعات الأمم المتحدة لتفاوض وفد الحكومة السورية، ولكن من يديرها في قاعات الفنادق هم أنفسهم من كانوا يديرون منظمة (الخوذ البيضاء الإرهابية) – نعم هم أنفسهم أي نفس غرفة العمليات، ولكن التقسيم فقط حسب المهمة بين ميداني، وسياسي، وبالتالي بالنسبة لي منطقياً لا أجد فرقاً كبيراً بين طرفي المعادلة، فالإرهاب وتنظيماته، وتشكيلاته كانت الذراع التنفيذية لتحقيق الأهداف السياسية للمشروع، والتي سيأتي على أكتافه أصحاب (الياقات)، ومعارضة الفنادق والزعيق، والسب، والشتم، أو معارضة (الصيدة) حسب مصطلح (الأب الروحي لهم- حمد بن جاسم آل ثاني)!
الآن ماذا نحن فاعلون! هل سيمر هذا الأمر دون أي رد فعل، أو إجراء قانوني يتخذ على مستوى مؤسسات الدولة الرسمية؟ يفترض ألا يتم ذلك، ولهذا نقترح أن يتم الآتي:
1- تجريم منظمة الخوذ البيضاء، وتصنيفها كمنظمة إرهابية – عميلة!
2- قيام المؤسسة القضائية السورية بملاحقة أعضاء هذه المنظمة بموجب أوامر من النائب العام للجمهورية بعد تأمين المعلومات المطلوبة، والملف القضائي الكامل.
3- ملاحقة رئيس هذه المنظمة الإجرامية – المعروف الاسم- والهوية بتهم دعم الإرهاب، وترؤس منظمة إرهابية، والخيانة الوطنية.
4- جمع الأدلة الجنائية كاملة عن نشاطات هذه المنظمة الإجرامية وملاحقة كل من تعاون معها، أو قدم تسهيلات لعملها وفضح أسماء عناصرها باعتبارهم خونة للوطن والشعب.
لا يجوز لنّا بعد الآن أن نتساهل مع الخونة، والقتلة وخاصة أن هؤلاء رحلوا تحت جنح الظلام، وبأمر أمريكي، وتسهيلات إسرائيلية، وفضيحة لكل هذا العالم المنافق الذي ظل لسنوات يضلل، ويضلل حتى سقطت الأقنعة.
يروى عن نابليون بونابرت أنه عندما فشل في احتلال النمسا، قرر اللجوء إلى العمل الاستخباري ليحقق نجاحاً عسكرياً فبحث عن عميل نمساوي ليساعده في ذلك، وفعلاً عثر ضباط نابليون على هذا العميل الذي قدم خدمة كبرى له من خلال تقديمه معلومات عن نقطة ضعف ساعدته في تحقيق الانجاز العسكري.
في أحد الأيام أتى الجاسوس الخائن النمساوي ليقابل نابليون فأدخلوه إليه معتقداً أنه سيكرمه، ويجلسه إلى جانبه، لكن الذي حدث أن نابليون رمى له بصرة النقود على الأرض! فقال الجاسوس: سيدي العظيم، يشرفني أن أصافح قائداً عظيماً مثلك، فرد نابليون عليه: أما أنا فلا يشرفني أن أصافح خائناً لوطنه مثلك! وانصرف الجاسوس، وبصق عليه نابليون من وراء ظهره….. وعندما سأل كبار القادة نابليون عن سبب تصرفه مع الجاسوس بهذه الطريقة بالرغم من أهمية الخدمات التي قدمها له، قال عبارة شهيرة عن الخائن، والخيانة:الخائن لوطنه هو كمثل السارق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه، ولا اللصوص تشكره)!
هناك أناس يمكن أن تسامحهم، وواجبنا جميعاً أن نفعل ذلك لكن هناك آخرين لا بد من ملاحقتهم، ولا مجال للتسامح معهم أبداً – لأنهم خونة- عملاء بالأدلة والبراهين، وهؤلاء كالسارق من مال أبيه…. والبقية لديكم.
المصدر :
الوطن / د. بسام ابو عبد الله
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة