تغيّرت قواعد الاشتباك العسكري بين محور المقاومة و الحلف الصهيوغربي منذ إسقاط الجيش السوري للمقاتلة الصهيونية الـF16 و للصواريخ التي أطلقتها أمريكا و شركاؤها الغربيون في عدوانهم الأخير على سوريا و بمنظومة دفاعية سوفييتية عمرها نحو أربعون عاماً،

لكنّ الحدث المفصلي الذي سيُغيّرُ مجرى الأحداث القادمة و يرسمُ قواعد اشتباكٍ جديدة  ستقلب الموازين بشكل فعلي أكثر هو تسليم روسيا منظومة الـ S 300 لسوريا، و جنون العدو الصهيوني من هذا الأمر الذي يوشك على الحدوث بحسب حديث المسؤولين العسكريين الروس خيرُ دليلٍ على ذلك.

رئيسُ إدارة العمليات الرئيسية في هيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي قال أنّ  روسيا سترسل منظومات دفاع جوي جديدة إلى سوريا في القريب العاجل مشيراً إلى أنّ الخبراء العسكريين الروس سيستمرون في تدريب زملائهم السوريين بما يتعلق باستخدام الأسلحة الجديدة، و في هذا السياق قال مصدرٌ سياسي سوري لموقع "العهد" الإخباري أنّ " فهم المشهد القادم في الميدان السوري بعد وصول منظومة الـS 300 الدفاعية الجوية يحتاج إلى العودة لما حصل خلال العدوان الثلاثي الغربي على مواقع عسكرية للجيش السوري، فهذا العدوان عبّرَ بشكل واضح عن طبيعة الإصطفافات العسكرية و بيّنت قوة التحالف العسكري السوري الروسي الإيراني كما أنّ صورُ الصواريخ الغربية التي كانت تتساقط في سماء سوريا  أكدت قوة المنظومة الدفاعية الجوية السورية كما أكدت أنّ التحالف المذكور قد أعدَّ العُدّة جيداً لمثل هذه اللحظة و هذا  إنجازٌ غير مسبوق على مستوى المواجهات العسكرية بين سوريا و حلفائها و الغرب و أتباعه".

و أضاف أنّ " ما فعلته سوريا لا يُستهانُ به على الإطلاق إذ أسقطت صواريخاً مجنحة حديثة بمنظومة دفاعية سوفييتية قديمة جرى تطويرها بقدرات سورية ذاتية، فكيف إذا استحوذ الجيش السوري على منظومة الدفاع الجوي الـ S 300 ، بمعنى أنّ الجيش السوري لم يستعمل منظومات دفاعية حديثة في صد العدوان الثلاثي و استطاع إسقاط غالبية الصواريخ المجنحة التي أطلقتها أمريكا و فرنسا و بريطانيا مع الإشارة إلى أنه لم يستعمل منظومات أكثر حداثة من التي استعملها و أقل من الـ S 300 ".

قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا قد تعرضت قبل يومين لمحاولة هجوم و قالت وزارة الدفاع الروسية أنّ الدفاع الجوي فيها قد تصدى له، و بحسب المصدر السياسي السوري ذاته فإنّ هذا الأمر يعني أنّ هذا الهجوم جزءٌ من المشهد العدواني على روسيا و سوريا و لكن يجب أن يُفرّق بين العدوان الثلاثي على سوريا و بين الهجوم على قاعدة حميميم فالذي حصل في القاعدة الروسية هو اختبارٌ لطبيعة الدفاعات الجوية الموجودة داخلها و على أطرافها أيضاً و لكن الخطورة تكمُن في أنّ هذا الحادث الهجومي قد تكرر عدة مرات و لم يجرأ أي طرف معادٍ على تبنيه و لكن بكل تأكيد هذا الطرف المعادي يريد أن يختبر مدى فاعلية الأسلحة الجوية الروسية.

هذا، واكد المصدر لـ "العهد" أنّ " منظومة الـ  S 300  التي ستُسلّمها روسيا لسوريا ستُعزّز تحالف المصالح الصادق و القوي بين الطرفين، فهناك مصالح لروسيا و لسوريا من هذا التشبيك الإيجابي ترتقي إلى مستوى الأمن القومي لكلا البلدين و لا أثمان مدفوعة في هذا السياق كما يُسوّقُ البعض على وسائل الإعلام المعادية لسوريا فالأثمان مدفوعة عندما يتحول أحد الطرفين إلى تابع و أداة بيد الآخر كما حال دول الخليج التي تدفع مئات مليارات الدولارات لأمريكا و ليس في سياق العلاقة التحالفية القوية الصادقة بين سوريا و روسيا".

بدوره كيان العدو الصهيوني قال أنّ تسليم سوريا منظومة الـ S 300 هو تجاوزٌ لخط أحمر بالنسبة له و لن يقبل بذلك، و لكن المصدر السياسي السوري قد أكد خلال حديثه لموقع "العهد" الإخباري أنّ " روسيا غيرُ مُلزمةٍ بأي أمرٍ اتجاه الكيان الإسرائيلي إذ لا يجمعهما تحالفٌ استراتيجي كالذي بين روسيا و سوريا كما أنه ليست هناك أية مواثيق و اتفاقيات بهذا الخصوص، و طبيعة المواجهة و طبيعة قواعد الاشتباك الحالي تفرض أموراً مختلفةً، فالروسي لا يمكن بكل تأكيد أن يقبل أن تتأثر مصالحه في سوريا سلباً و خصوصاً أن البيئة الإقليمية الجديدة و قواعد الاشتباك الجديدة قد غيّرت كل الخطوط الحمراء و العدو الصهيوني لا يستطيع أن يُؤثّر على القرار الروسي بتسليم الجيش السوري لهذه المنظومة الجوية المتطورة لأن قواعد الاشتباك قد تغيّرت منذ إسقاط سوريا للمقاتلة الصهيونية الـF16 وصد العدوان الثلاثي الغربي الفاشل و لأن خارطة الميدان العسكرية في سوريا قد تغيّرت أيضاً لصالح الطرف السوري  الروسي الإيراني".

  • فريق ماسة
  • 2018-04-27
  • 10666
  • من الأرشيف

الـ’أس 300’ إلى سورية قريباً.. حدثٌ مفصليٌ من عمر المواجهة العسكرية...

  تغيّرت قواعد الاشتباك العسكري بين محور المقاومة و الحلف الصهيوغربي منذ إسقاط الجيش السوري للمقاتلة الصهيونية الـF16 و للصواريخ التي أطلقتها أمريكا و شركاؤها الغربيون في عدوانهم الأخير على سوريا و بمنظومة دفاعية سوفييتية عمرها نحو أربعون عاماً، لكنّ الحدث المفصلي الذي سيُغيّرُ مجرى الأحداث القادمة و يرسمُ قواعد اشتباكٍ جديدة  ستقلب الموازين بشكل فعلي أكثر هو تسليم روسيا منظومة الـ S 300 لسوريا، و جنون العدو الصهيوني من هذا الأمر الذي يوشك على الحدوث بحسب حديث المسؤولين العسكريين الروس خيرُ دليلٍ على ذلك. رئيسُ إدارة العمليات الرئيسية في هيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي قال أنّ  روسيا سترسل منظومات دفاع جوي جديدة إلى سوريا في القريب العاجل مشيراً إلى أنّ الخبراء العسكريين الروس سيستمرون في تدريب زملائهم السوريين بما يتعلق باستخدام الأسلحة الجديدة، و في هذا السياق قال مصدرٌ سياسي سوري لموقع "العهد" الإخباري أنّ " فهم المشهد القادم في الميدان السوري بعد وصول منظومة الـS 300 الدفاعية الجوية يحتاج إلى العودة لما حصل خلال العدوان الثلاثي الغربي على مواقع عسكرية للجيش السوري، فهذا العدوان عبّرَ بشكل واضح عن طبيعة الإصطفافات العسكرية و بيّنت قوة التحالف العسكري السوري الروسي الإيراني كما أنّ صورُ الصواريخ الغربية التي كانت تتساقط في سماء سوريا  أكدت قوة المنظومة الدفاعية الجوية السورية كما أكدت أنّ التحالف المذكور قد أعدَّ العُدّة جيداً لمثل هذه اللحظة و هذا  إنجازٌ غير مسبوق على مستوى المواجهات العسكرية بين سوريا و حلفائها و الغرب و أتباعه". و أضاف أنّ " ما فعلته سوريا لا يُستهانُ به على الإطلاق إذ أسقطت صواريخاً مجنحة حديثة بمنظومة دفاعية سوفييتية قديمة جرى تطويرها بقدرات سورية ذاتية، فكيف إذا استحوذ الجيش السوري على منظومة الدفاع الجوي الـ S 300 ، بمعنى أنّ الجيش السوري لم يستعمل منظومات دفاعية حديثة في صد العدوان الثلاثي و استطاع إسقاط غالبية الصواريخ المجنحة التي أطلقتها أمريكا و فرنسا و بريطانيا مع الإشارة إلى أنه لم يستعمل منظومات أكثر حداثة من التي استعملها و أقل من الـ S 300 ". قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا قد تعرضت قبل يومين لمحاولة هجوم و قالت وزارة الدفاع الروسية أنّ الدفاع الجوي فيها قد تصدى له، و بحسب المصدر السياسي السوري ذاته فإنّ هذا الأمر يعني أنّ هذا الهجوم جزءٌ من المشهد العدواني على روسيا و سوريا و لكن يجب أن يُفرّق بين العدوان الثلاثي على سوريا و بين الهجوم على قاعدة حميميم فالذي حصل في القاعدة الروسية هو اختبارٌ لطبيعة الدفاعات الجوية الموجودة داخلها و على أطرافها أيضاً و لكن الخطورة تكمُن في أنّ هذا الحادث الهجومي قد تكرر عدة مرات و لم يجرأ أي طرف معادٍ على تبنيه و لكن بكل تأكيد هذا الطرف المعادي يريد أن يختبر مدى فاعلية الأسلحة الجوية الروسية. هذا، واكد المصدر لـ "العهد" أنّ " منظومة الـ  S 300  التي ستُسلّمها روسيا لسوريا ستُعزّز تحالف المصالح الصادق و القوي بين الطرفين، فهناك مصالح لروسيا و لسوريا من هذا التشبيك الإيجابي ترتقي إلى مستوى الأمن القومي لكلا البلدين و لا أثمان مدفوعة في هذا السياق كما يُسوّقُ البعض على وسائل الإعلام المعادية لسوريا فالأثمان مدفوعة عندما يتحول أحد الطرفين إلى تابع و أداة بيد الآخر كما حال دول الخليج التي تدفع مئات مليارات الدولارات لأمريكا و ليس في سياق العلاقة التحالفية القوية الصادقة بين سوريا و روسيا". بدوره كيان العدو الصهيوني قال أنّ تسليم سوريا منظومة الـ S 300 هو تجاوزٌ لخط أحمر بالنسبة له و لن يقبل بذلك، و لكن المصدر السياسي السوري قد أكد خلال حديثه لموقع "العهد" الإخباري أنّ " روسيا غيرُ مُلزمةٍ بأي أمرٍ اتجاه الكيان الإسرائيلي إذ لا يجمعهما تحالفٌ استراتيجي كالذي بين روسيا و سوريا كما أنه ليست هناك أية مواثيق و اتفاقيات بهذا الخصوص، و طبيعة المواجهة و طبيعة قواعد الاشتباك الحالي تفرض أموراً مختلفةً، فالروسي لا يمكن بكل تأكيد أن يقبل أن تتأثر مصالحه في سوريا سلباً و خصوصاً أن البيئة الإقليمية الجديدة و قواعد الاشتباك الجديدة قد غيّرت كل الخطوط الحمراء و العدو الصهيوني لا يستطيع أن يُؤثّر على القرار الروسي بتسليم الجيش السوري لهذه المنظومة الجوية المتطورة لأن قواعد الاشتباك قد تغيّرت منذ إسقاط سوريا للمقاتلة الصهيونية الـF16 وصد العدوان الثلاثي الغربي الفاشل و لأن خارطة الميدان العسكرية في سوريا قد تغيّرت أيضاً لصالح الطرف السوري  الروسي الإيراني".

المصدر : الماسة السورية/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة