شهد ليل الجمعة ـ السبت الماضي تصفية اثنين من مؤسسي تنظيم "جيش الإسلام" وحاملي أسراره الكبرى منذ الإعلان عن تأسيس هذا التنظيم في الغوطة الدمشقية عام 2013 على يد زهران محمد علوش ومجموعة من السلفيين الدعويين الموالين للسعودية،

 

وفي عملية تصفية تتزامن مع مفاوضات التسوية بين التنظيم والدولة السورية قتل كل من أبو علي إدارة وابو عمر مالية في مكانين منفصلين من دوما ليل الجمعة السبت حسب مصادر ميدانية في دوما تواصل معها موقع "العهد" الإخباري.

 

المصادر قالت في حديثها إن أبو علي إدارة وأبو عمر مالية أخوان كانا من اهم القيادات المؤثرة في تنظيم "جيش الإسلام"، وقد تم التخلص منهما في ظروف غامضة عبر رصاصتين بالرأس لكل واحد وفي مكانين مختلفين، وأضافت المصادر الميدانية في حديثها مع موقع "العهد" الإخباري أن شقيق القتيلين كان من المقربين جدا لزهران علوش قائد "جيش الإسلام" ويدعى ابو نوح وقتل في معركة جبال دمشق عام 2015.

 

المصادر كشفت أن القتيل الأول أبو عمر مالية امسك بكل اموال "جيش الإسلام" تحت قيادة زهران علوش، ولديه اطلاع ومعرفة بكل الحركة المالية للتنظيم مع مصادر تمويله وطرق وصول الأموال، فضلا عن  التجارة التي يديرها التنظيم منذ إنشائه، ويعرف كشوفات المعاشات لدى التنظيم فصلا عن أسماء المستفيدين من الأموال مع كشوفات كاملة وبيانات بأسمائهم وعناوينهم وكل ما يلزم من المعلومات عنهم، ويدير أبو عمر مالية حسابات خارجية عبر شركة "وسترن يونيون" من السعودية والكويت والأردن ولبنان تصب جميعها في حسابات "جيش الإسلام" عبر شبكة مافيا مالية معقدة يعتبر أبو عمر الرأس المدير والمدبر لها وحامل السر الذي بموته مات السر معه ودفن إلى غير رجعة.

 

أبو علي إدارة

القتيل الثاني هو الرجل الأخطر الذي تلقبه المصادر بالداهية، وهو أبو علي إدارة، وهذا الرجل كان الذراع الأمنية لزهران علوش وحامل كل أسراره، وكان علوش يعتمد على  أبو علي إدارة في تصفية خصومه داخل دوما ومتابعة الفروع الأمنية في "جيش الإسلام"، والإشراف الشخصي على أمن زهران علوش وفريق الحماية المرافق له والذي كان يتألف من ثلاث مجموعات واحدة تظهر في حماية علوش في الإحتفالات العامة، ومجموعة كانت ترافقه في زياراته للمواقع العسكرية وفي تنقلاته، والمجموعة الثالثة وكانت بقيادة أبو علي إدارة شخصيا كانت تتولى حماية علوش في اماكن مبيته وفي مخابئه المتنقلة حسب المصادر التي أشارت إلى ان هذا التقسيم والتعداد في فرق الحماية كان بسبب معرفة الناس في دوما بمرافقي علوش الذين يظهرون معه في الاحتفالات وفي الزيارات العسكرية وانكشاف وجوههم  بينما الفريق الثالث بقي مجهولا للناس وبالتالي من الصعب اتباع أثر زهران علوش عبر مراقبة أحد أفراد فريق حمايته بهذه الطريقة.

 

أبو فداء البويضاني قائد "جيش الإسلام" هو الذي امر بتصفية الشقيقين تؤكد المصادر من دوما، وترد سبب اغتيال أبو عمر مالية إلى مخالفته اوامر البويضاني في طريقة توزيع الأمول العائدة لـ"جيش الإسلام" لإخراجها من الغوطة، اما تصفية أبو علي إدارة فسببها تخوف البويضاني من رد فعله بعد تصفية شقيقه أبو عمر، كما تتهم قيادة "جيش الإسلام" أبو علي إدارة بإخراج كامل أفراد عائلته من الغوطة الشرقية الى دمشق، ونيته الإلتحاق بهم، وهذا يشكل خطرا كبيرا على "جيش الإسلام" وقيادته لما يحمله من أسرار.

 

التصفيات داخل قيادات الصف الأول والثاني في تنظيم "جيش الإسلام" لن تتوقف وهي سوف تطال الكثير ممن قد يسبب المشاكل ويكسر قرارات البويضاني في هذه الفترة المصيرية والأخيرة من حياة التنظيم في الغوطة الشرقية، ويعتبر تنظيم "جيش الإسلام" الأغنى بين كل التنظيمات المسلحة في أرياف دمشق وصولا إلى الأردن وهو يمتلك سيولة نقدية تفوق بمرات عديدة ما يملكه "تنظيم النصرة ـ فرع القاعدة في بلاد الشام"، وتنحدر الغالبية الساحقة من مسؤوليه ومقاتليه من الغوطة الشرقية وتحديدا من مدينة دوما، وهو بذلك يعتبر فصيلا مناطقيا ذا عصبية عائلية وعشائرية ضيقة بعيداً عن البعد العالمي الذي تحمله "هيئة تحرير الشام ـ النصرة" أو تنظيم "داعش"، وهو في تركيبته أقرب لحركة "احرار الشام" تختم المصادر كلامها.

  • فريق ماسة
  • 2018-04-04
  • 9183
  • من الأرشيف

التصفيات تدفن قيادات من ’جيش الإسلام’ مع اسرارهم.. أسماء وتفاصيل

شهد ليل الجمعة ـ السبت الماضي تصفية اثنين من مؤسسي تنظيم "جيش الإسلام" وحاملي أسراره الكبرى منذ الإعلان عن تأسيس هذا التنظيم في الغوطة الدمشقية عام 2013 على يد زهران محمد علوش ومجموعة من السلفيين الدعويين الموالين للسعودية،   وفي عملية تصفية تتزامن مع مفاوضات التسوية بين التنظيم والدولة السورية قتل كل من أبو علي إدارة وابو عمر مالية في مكانين منفصلين من دوما ليل الجمعة السبت حسب مصادر ميدانية في دوما تواصل معها موقع "العهد" الإخباري.   المصادر قالت في حديثها إن أبو علي إدارة وأبو عمر مالية أخوان كانا من اهم القيادات المؤثرة في تنظيم "جيش الإسلام"، وقد تم التخلص منهما في ظروف غامضة عبر رصاصتين بالرأس لكل واحد وفي مكانين مختلفين، وأضافت المصادر الميدانية في حديثها مع موقع "العهد" الإخباري أن شقيق القتيلين كان من المقربين جدا لزهران علوش قائد "جيش الإسلام" ويدعى ابو نوح وقتل في معركة جبال دمشق عام 2015.   المصادر كشفت أن القتيل الأول أبو عمر مالية امسك بكل اموال "جيش الإسلام" تحت قيادة زهران علوش، ولديه اطلاع ومعرفة بكل الحركة المالية للتنظيم مع مصادر تمويله وطرق وصول الأموال، فضلا عن  التجارة التي يديرها التنظيم منذ إنشائه، ويعرف كشوفات المعاشات لدى التنظيم فصلا عن أسماء المستفيدين من الأموال مع كشوفات كاملة وبيانات بأسمائهم وعناوينهم وكل ما يلزم من المعلومات عنهم، ويدير أبو عمر مالية حسابات خارجية عبر شركة "وسترن يونيون" من السعودية والكويت والأردن ولبنان تصب جميعها في حسابات "جيش الإسلام" عبر شبكة مافيا مالية معقدة يعتبر أبو عمر الرأس المدير والمدبر لها وحامل السر الذي بموته مات السر معه ودفن إلى غير رجعة.   أبو علي إدارة القتيل الثاني هو الرجل الأخطر الذي تلقبه المصادر بالداهية، وهو أبو علي إدارة، وهذا الرجل كان الذراع الأمنية لزهران علوش وحامل كل أسراره، وكان علوش يعتمد على  أبو علي إدارة في تصفية خصومه داخل دوما ومتابعة الفروع الأمنية في "جيش الإسلام"، والإشراف الشخصي على أمن زهران علوش وفريق الحماية المرافق له والذي كان يتألف من ثلاث مجموعات واحدة تظهر في حماية علوش في الإحتفالات العامة، ومجموعة كانت ترافقه في زياراته للمواقع العسكرية وفي تنقلاته، والمجموعة الثالثة وكانت بقيادة أبو علي إدارة شخصيا كانت تتولى حماية علوش في اماكن مبيته وفي مخابئه المتنقلة حسب المصادر التي أشارت إلى ان هذا التقسيم والتعداد في فرق الحماية كان بسبب معرفة الناس في دوما بمرافقي علوش الذين يظهرون معه في الاحتفالات وفي الزيارات العسكرية وانكشاف وجوههم  بينما الفريق الثالث بقي مجهولا للناس وبالتالي من الصعب اتباع أثر زهران علوش عبر مراقبة أحد أفراد فريق حمايته بهذه الطريقة.   أبو فداء البويضاني قائد "جيش الإسلام" هو الذي امر بتصفية الشقيقين تؤكد المصادر من دوما، وترد سبب اغتيال أبو عمر مالية إلى مخالفته اوامر البويضاني في طريقة توزيع الأمول العائدة لـ"جيش الإسلام" لإخراجها من الغوطة، اما تصفية أبو علي إدارة فسببها تخوف البويضاني من رد فعله بعد تصفية شقيقه أبو عمر، كما تتهم قيادة "جيش الإسلام" أبو علي إدارة بإخراج كامل أفراد عائلته من الغوطة الشرقية الى دمشق، ونيته الإلتحاق بهم، وهذا يشكل خطرا كبيرا على "جيش الإسلام" وقيادته لما يحمله من أسرار.   التصفيات داخل قيادات الصف الأول والثاني في تنظيم "جيش الإسلام" لن تتوقف وهي سوف تطال الكثير ممن قد يسبب المشاكل ويكسر قرارات البويضاني في هذه الفترة المصيرية والأخيرة من حياة التنظيم في الغوطة الشرقية، ويعتبر تنظيم "جيش الإسلام" الأغنى بين كل التنظيمات المسلحة في أرياف دمشق وصولا إلى الأردن وهو يمتلك سيولة نقدية تفوق بمرات عديدة ما يملكه "تنظيم النصرة ـ فرع القاعدة في بلاد الشام"، وتنحدر الغالبية الساحقة من مسؤوليه ومقاتليه من الغوطة الشرقية وتحديدا من مدينة دوما، وهو بذلك يعتبر فصيلا مناطقيا ذا عصبية عائلية وعشائرية ضيقة بعيداً عن البعد العالمي الذي تحمله "هيئة تحرير الشام ـ النصرة" أو تنظيم "داعش"، وهو في تركيبته أقرب لحركة "احرار الشام" تختم المصادر كلامها.

المصدر : نضال حمادة/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة