تهاوت أمس كبرى معاقل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية بسيطرة الجيش العربي السوري على بلدتي سقبا وكفر بطنا.

ويبدو أن انهيار معاقل هؤلاء اضطر ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» للرضوخ للتسوية فكان لافتاً الأنباء التي ترددت عن هدنة في حرستا معقلها الرئيس حتى الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم، وأخرى في جنوب دمشق بعد تقدم للجيش أحرزه في منطقة الحجر الأسود على حساب تنظيم داعش الإرهابي.

على نحو متسارع، سارت عمليات الجيش السوري في الغوطة الشرقية، معلنة السيطرة على المزيد من القرى والبلدات التي كان آخرها استعادة بلدتي سقبا وكفر بطنا، على حين دخلت حرستا على قائمة الانتظار مع الإعلان عن هدنة الأربع والعشرين ساعة، لإفساح المجال لإنجاز اتفاق تسوية، في إجراء مشابه لما يتم مع دوما منذ نهاية الأسبوع الماضي، على حين كان بيان الجيش يؤكد السيطرة على نحو 70 بالمئة من مساحة الغوطة.

ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، عن مدير «المرصد السوري  المعارض رامي عبد الرحمن، أن قوات الجيش سيطرت أمس على بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر معارك مع ميليشيا «فيلق الرحمن» الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية، ولم يعد موجوداً سوى في بضع بلدات فقط.

وفي وقت سابق من يوم أمس، نقلت مصادر أهلية أن الجيش تقدم في بلدة سقبا وحرر 40 بالمئة من أحيائها وسط فرار جماعي للمسلحين باتجاه بلدة حزة، على حين قالت مصادر أخرى إن قوات الاقتحام في الجيش تقدمت في كفر بطنا بعمق الغوطة وسيطرت على مساحات واسعة من البلدة، وسط اشتباكات عنيفة مع الميليشيات المسلحة وقصف مدفعي وصاروخي مكثف على نقاط المسلحين.

وألقى الجيش بحسب المصادر القبض على مجموعة مسلحة في كفر بطنا بعد أن حاصرها في إحدى الأبنية على خطوط الاشتباك.

جاء ذلك عقب إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها أول من أمس أن الجيش استعاد 70 بالمئة من أراضي الغوطة التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.

وفي السياق، استهدفت مدفعية الجيش برمايات مكثفة مواقع الميليشيات المسلحة في مدينة عربين، بالترافق مع تنفيذ الطيران الحربي سلسلة غارات جوية على مواقع ونقاط الميليشيات المسلحة في حرستا، حسبما ذكرت صفحات على «فيسبوك».

وفي وقت لاحق، أفاد نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي بأنه تمت «هدنة في حرستا حتى الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم (الأحد) لإفساح المجال أمام المدنيين للمغادرة» ولم يتسن لـ«الوطن» التأكد من صحة هذه الأنباء.

إلى ذلك أعلن الجيش السوري أمس وقفاً لإطلاق النار لمدة 24 ساعة، وسرى الوقف عند الساعة الثالثة عصراً، حيث سيستمر لغاية الساعة الثالثة من عصر اليوم الأحد وذلك لإفساح المجال للمدنيين في متابعة خروجهم باتجاه نقاط الجيش السوري في معبر الموارد المائية، وخرج حتى ساعة تحرير هذا الخبر حسبما ذكر «الإعلام الحربي»، أكثر من 170 مدنياً من مناطق سيطرة المسلحين في حرستا، وتم نقلهم إلى سكن مؤقت في منطقة حرجلة.

إلى ذلك رجحت مصادر وثيقة الاطلاع على ملف المصالحات المحلية لـ«الوطن»، التوصل إلى اتفاق تسوية في مدينة حرستا يقضي بتسوية أوضاع الراغبين وخروج الرافضين للاتفاق من المنطقة إلى شمال البلاد، وقالت: «من شبه المؤكد أنه تم التوصل إلى اتفاق تسوية في حرستا»، ولفتت المصادر إلى أن أغلبية المسلحين ربما يتجهون إلى تسوية أوضاعهم والبقاء في البلدة، حالهم كحال ما يقترب من إنجازه في مدينة دوما المجاورة، والتي يعيش فيها حالياً نحو 300 ألف مدني، وسيقوم معظم عناصر ميليشيا «جيش الإسلام» بتسوية أوضاعهم والبقاء في المدينة باستثناء عدد قليل ربما سيغادر إلى إدلب عبر حافلة واحدة ليس أكثر.

ومع التهاوي المستمر لحصون الإرهابيين بالغوطة، أعلنت ميليشيات «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، في بيان مشترك استعدادهم «التام لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة لبحث آليات وإجراءات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي يقضي بوقف إطلاق النار»، يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أنه «في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، تستمر روسيا في الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل، ويقوم المركز الروسي للمصالحة بتنظيم عمل تفاوضي نشط مع قادة المعارضة السورية المسلحة في كافة أنحاء سورية».

ولفتت الوزارة إلى أن «العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية، تنفذ حصراً ضد الجماعات المسلحة التي لا تقبل المصالحة وتعمل على ترهيب السكان المحليين».

أما في جنوب العاصمة دمشق، فقد أفادت صفحات على «فيسبوك» بأنه تم الاتفاق أمس على هدنة في جنوب دمشق، سبقها اشتباكات عنيفة خاضها الجيش مع مسلحي تنظيم داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم، بالترافق مع استهدافات جوية ورمايات مدفعية ضربت معاقل التنظيم في تلك المناطق، وقصف مدفعي وصاروخي لمواقع التنظيم على محور معمل بردى وبور سعيد في حي القدم، وسط معلومات عن تقدم للجيش في الحجر الأسود.

في المقابل، أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء، بأن عدداً من القذائف أطلقتها الميليشيات المسلحة المنتشرة في الغوطة على منازل الأهالي في حي الزاهرة، أسفرت عن إصابة 8 مدنيين بجروح متفاوتة، في حين أصيب 4 مدنيين بجروح نتيجة قذيفة صاروخية أطلقها المسلحون على حي المزة، كما أصيب مدني بجروح في حي الكباس نتيجة اعتداء إرهابي بقذيفة على منازل الأهالي. وبين المصدر أن قذائف أخرى سقطت على حي الدويلعة، أسفرت عن إصابة 3 مدنيين بجروح، على حين سقطت 3 قذائف على حي الشاغور، أسفرت عن أضرار مادية.

وفي مدينة جرمانا بين مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق في تصريح مماثل، أن الإرهابيين استهدفوا حي الآس بالقذائف، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل بجروح متفاوتة.

من جانبها، ذكرت صفحات على «فيسبوك» أن قذيفتي هاون سقطتا قرب ساحة العباسيين في العاصمة، على حين سقطت قذيفة صاروخية في محيط المالكي وأخرى في محيط ركن الدين ومثلها في المنطقة الصناعية بدمشق، من دون أن تسفر القذائف عن أية إصابات، على حين سقطت قذيفة هاون في محيط دوار البطيخة جنوب العاصمة، دون معلومات عن إصابات.

  • فريق ماسة
  • 2018-03-17
  • 10697
  • من الأرشيف

بعد دوما....هدنة في حرستا وجنوب دمشق.. والميليشيات تواصل استهدافها للعاصمة … تهاوي كبرى معاقل الإرهابيين في جيب الغوطة الجنوبي

تهاوت أمس كبرى معاقل التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية بسيطرة الجيش العربي السوري على بلدتي سقبا وكفر بطنا. ويبدو أن انهيار معاقل هؤلاء اضطر ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» للرضوخ للتسوية فكان لافتاً الأنباء التي ترددت عن هدنة في حرستا معقلها الرئيس حتى الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم، وأخرى في جنوب دمشق بعد تقدم للجيش أحرزه في منطقة الحجر الأسود على حساب تنظيم داعش الإرهابي. على نحو متسارع، سارت عمليات الجيش السوري في الغوطة الشرقية، معلنة السيطرة على المزيد من القرى والبلدات التي كان آخرها استعادة بلدتي سقبا وكفر بطنا، على حين دخلت حرستا على قائمة الانتظار مع الإعلان عن هدنة الأربع والعشرين ساعة، لإفساح المجال لإنجاز اتفاق تسوية، في إجراء مشابه لما يتم مع دوما منذ نهاية الأسبوع الماضي، على حين كان بيان الجيش يؤكد السيطرة على نحو 70 بالمئة من مساحة الغوطة. ونقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، عن مدير «المرصد السوري  المعارض رامي عبد الرحمن، أن قوات الجيش سيطرت أمس على بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر معارك مع ميليشيا «فيلق الرحمن» الذي يسيطر على الجيب الجنوبي للغوطة الشرقية، ولم يعد موجوداً سوى في بضع بلدات فقط. وفي وقت سابق من يوم أمس، نقلت مصادر أهلية أن الجيش تقدم في بلدة سقبا وحرر 40 بالمئة من أحيائها وسط فرار جماعي للمسلحين باتجاه بلدة حزة، على حين قالت مصادر أخرى إن قوات الاقتحام في الجيش تقدمت في كفر بطنا بعمق الغوطة وسيطرت على مساحات واسعة من البلدة، وسط اشتباكات عنيفة مع الميليشيات المسلحة وقصف مدفعي وصاروخي مكثف على نقاط المسلحين. وألقى الجيش بحسب المصادر القبض على مجموعة مسلحة في كفر بطنا بعد أن حاصرها في إحدى الأبنية على خطوط الاشتباك. جاء ذلك عقب إعلان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان لها أول من أمس أن الجيش استعاد 70 بالمئة من أراضي الغوطة التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة. وفي السياق، استهدفت مدفعية الجيش برمايات مكثفة مواقع الميليشيات المسلحة في مدينة عربين، بالترافق مع تنفيذ الطيران الحربي سلسلة غارات جوية على مواقع ونقاط الميليشيات المسلحة في حرستا، حسبما ذكرت صفحات على «فيسبوك». وفي وقت لاحق، أفاد نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي بأنه تمت «هدنة في حرستا حتى الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم (الأحد) لإفساح المجال أمام المدنيين للمغادرة» ولم يتسن لـ«الوطن» التأكد من صحة هذه الأنباء. إلى ذلك أعلن الجيش السوري أمس وقفاً لإطلاق النار لمدة 24 ساعة، وسرى الوقف عند الساعة الثالثة عصراً، حيث سيستمر لغاية الساعة الثالثة من عصر اليوم الأحد وذلك لإفساح المجال للمدنيين في متابعة خروجهم باتجاه نقاط الجيش السوري في معبر الموارد المائية، وخرج حتى ساعة تحرير هذا الخبر حسبما ذكر «الإعلام الحربي»، أكثر من 170 مدنياً من مناطق سيطرة المسلحين في حرستا، وتم نقلهم إلى سكن مؤقت في منطقة حرجلة. إلى ذلك رجحت مصادر وثيقة الاطلاع على ملف المصالحات المحلية لـ«الوطن»، التوصل إلى اتفاق تسوية في مدينة حرستا يقضي بتسوية أوضاع الراغبين وخروج الرافضين للاتفاق من المنطقة إلى شمال البلاد، وقالت: «من شبه المؤكد أنه تم التوصل إلى اتفاق تسوية في حرستا»، ولفتت المصادر إلى أن أغلبية المسلحين ربما يتجهون إلى تسوية أوضاعهم والبقاء في البلدة، حالهم كحال ما يقترب من إنجازه في مدينة دوما المجاورة، والتي يعيش فيها حالياً نحو 300 ألف مدني، وسيقوم معظم عناصر ميليشيا «جيش الإسلام» بتسوية أوضاعهم والبقاء في المدينة باستثناء عدد قليل ربما سيغادر إلى إدلب عبر حافلة واحدة ليس أكثر. ومع التهاوي المستمر لحصون الإرهابيين بالغوطة، أعلنت ميليشيات «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، في بيان مشترك استعدادهم «التام لإجراء مفاوضات مباشرة في جنيف مع الجانب الروسي برعاية الأمم المتحدة لبحث آليات وإجراءات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2401 الذي يقضي بوقف إطلاق النار»، يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أنه «في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401، تستمر روسيا في الوفاء بالتزاماتها بشكل كامل، ويقوم المركز الروسي للمصالحة بتنظيم عمل تفاوضي نشط مع قادة المعارضة السورية المسلحة في كافة أنحاء سورية». ولفتت الوزارة إلى أن «العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية، تنفذ حصراً ضد الجماعات المسلحة التي لا تقبل المصالحة وتعمل على ترهيب السكان المحليين». أما في جنوب العاصمة دمشق، فقد أفادت صفحات على «فيسبوك» بأنه تم الاتفاق أمس على هدنة في جنوب دمشق، سبقها اشتباكات عنيفة خاضها الجيش مع مسلحي تنظيم داعش في مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم، بالترافق مع استهدافات جوية ورمايات مدفعية ضربت معاقل التنظيم في تلك المناطق، وقصف مدفعي وصاروخي لمواقع التنظيم على محور معمل بردى وبور سعيد في حي القدم، وسط معلومات عن تقدم للجيش في الحجر الأسود. في المقابل، أفاد مصدر في قيادة شرطة دمشق في تصريح نقلته وكالة «سانا» للأنباء، بأن عدداً من القذائف أطلقتها الميليشيات المسلحة المنتشرة في الغوطة على منازل الأهالي في حي الزاهرة، أسفرت عن إصابة 8 مدنيين بجروح متفاوتة، في حين أصيب 4 مدنيين بجروح نتيجة قذيفة صاروخية أطلقها المسلحون على حي المزة، كما أصيب مدني بجروح في حي الكباس نتيجة اعتداء إرهابي بقذيفة على منازل الأهالي. وبين المصدر أن قذائف أخرى سقطت على حي الدويلعة، أسفرت عن إصابة 3 مدنيين بجروح، على حين سقطت 3 قذائف على حي الشاغور، أسفرت عن أضرار مادية. وفي مدينة جرمانا بين مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق في تصريح مماثل، أن الإرهابيين استهدفوا حي الآس بالقذائف، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل بجروح متفاوتة. من جانبها، ذكرت صفحات على «فيسبوك» أن قذيفتي هاون سقطتا قرب ساحة العباسيين في العاصمة، على حين سقطت قذيفة صاروخية في محيط المالكي وأخرى في محيط ركن الدين ومثلها في المنطقة الصناعية بدمشق، من دون أن تسفر القذائف عن أية إصابات، على حين سقطت قذيفة هاون في محيط دوار البطيخة جنوب العاصمة، دون معلومات عن إصابات.

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة