لم يعد مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب، هدفاً بعيد المنال بالنسبة للجيش السوري الذي تفصله عنه مسافة أقل من أربعين كيلو مترا، وهو الذي شكل الهدف الإستراتيجي للمعارك التي انطلقت من محور بلدة الحمرا باتجاه الحدود الإدارية الفاصلة بين ريفي حماة وإدلب. واستطاع الجيش خلال الأيام الأولى للمعارك السيطرة على عدة بلدات ومناطق بالغة الأهمية لجهة مواقعها العسكرية، كان آخرها دوما، وربيدة، وقصر العلي، وقصر الشاوي، وسط انهيار شبه تام لإرهابيي "النصرة" الذين فوجئوا بالكثافة النارية الإستثنائية للجيش السوري، وما تلاها من تقدم سريع ومدروس لوحدات الإقتحام.

 

قصر الشاوي في قبضة الجيش

 

 في الخلفية الزمنية لمعارك الجيش السوري المتواصلة في ريف حماه الشمالي الشرقي، شكلت بلدة الشيخ هلال قاعدة إنطلاق العمليات العسكرية باتجاه الشمال الغربي. وكان الهدف الذي تحقق لاحقا هو تأمين طريق أثريا - خناصر الذي شكل شريان الحياة بالنسبة لمدينة حلب. المرحلة الجديدة من المعركة انطلقت من شمال بلدة السعن وسيطر خلالها الجيش السوري على عدد كبير من القرى والبلدات والمناطق، كان آخرها الشاكوسية، وسوحا، وغيرها من البلدات على محور أثريا، الشيخ هلال، السعن، باتجاه الشمال والشمال الغربي، والغرب، ليرتفع العلم السوري فوق المناطق التي كانت تتنازع عليها كل من "داعش" وجبهة "النصرة".

 

طبيعة العمليات العسكرية وجغرافيا المنطقة اقتضت من الجيش السوري تثبيت مواقعه من جهة الشاكوسية والتمدد لإستئصال "النصرة" من جهة سوحا. وبعد فراغه من تثبيت مواقعه في الشاكوسية، انطلقت القوة المتواجدة هناك باتجاه بلدة الحمرا شمال صوران وتابعت سيرها شمالاً باتجاه مطار أبو الضهور لتكون حصيلة أربعة أيام من العمل العسكري هناك هي سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى والبلدات أهمها اربيدا، ودوما، وقصر العلي، وقصر الشاوي، ليصبح بعدها المطار العسكري على مسافة ستة وثلاثين كيلو مترا باتجاه الجنوب.

 

أهداف العملية

 

قائد ميداني في الجيش العربي السوري أوضح لموقع "العهد" الاخباري أن "لهذه العملية العسكرية أهدافاً متعددة ومتكاملة، وهي عزل أماكن سيطرة جبهة "النصرة" وجيش العز وما تبقى من إرهابيي "داعش" الذين تسللوا إلى هذه المنطقة ووضع موطئ قدم للجيش السوري داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب تمهيدا للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري الذي تنطلق باتجاهه أيضا وحدات من الجيش السوري المتواجدة في ريف حلب الجنوبي بغية الإلتقاء مع القوات المهاجمة من المحاور الآخرى وفق الخطة المعلنة للجيش والتي تسير حتى هذه اللحظة وفق السيناريو المخطط له والموضوع بعناية من قبل غرفة عمليات الجيش السوري المتواجدة في ريف حماة الشمالي الشرقي. والغاية هي خنق جبهة "النصرة" في جيب ممتد من مطار أبو الضهور وصولا إلى الشاكوسية شرقا وسوحا في الجنوب الشرقي. ولكن ذلك كله يحتاج من الجيش السوري السيطرة مسبقا على منطقتي حي أبو دالي وسنجار اللتين تقعان اليوم في سلم اهتماماته الميدانية قبل أن يصبح الطريق مفتوحا باتجاه المطار العسكري.

 

الجيش يستقدم التعزيزات

 

المعلومات الواردة من جبهات القتال في ريف حماه الشمالي الشرقي تفيد باستقدام الجيش السوري لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى هناك من قمة النبي يونس في ريف اللاذقية. حيث أوضح ضابط ميداني في الجيش العربي السوري لموقع "العهد" الاخباري أن المدة الزمنية الموضوعة للوصول إلى مطار أبو الضهور لا تتجاوز الأسبوعين كحد أقصى ليصار بعدها إلى تحقيق هدف وازن له أبعاده الإستراتيجية في كافة الإتجاهات، وهو فتح الجزء المهم من اتوستراد دمشق حلب الدولي المار بخان شيخون والمحاذي لمعرة النعمان وسراقب في ريف إدلب الشرقي وهو ما يمثل الهدف الأكبر لعمليات الجيش السوري في ريفي حماة الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي ويصبح بذلك الطريق الدولي سالكا بين حلب ودمشق وبالعكس، خصوصا مع قرب تفعيل الإتفاق الجاري مع مسلحي ريف حمص الشمالي لفتح الجزء الواصل بين حمص وحماة. فضلا عن أن فتح الأوتوستراد الدولي يشكل ترجمة لإتفاق آستانة بضم إدلب إلى مناطق تخفيف التصعيد وتثبيت نقاط مراقبة روسية إيرانية شرق المحافظة أي في محيط الأتوستراد المذكور.

  • فريق ماسة
  • 2017-11-17
  • 14973
  • من الأرشيف

توسّع الجيش السوري مستمر في ريف حماة الشمالي الشرقي.. ومناطق جديدة تحت السيطرة

لم يعد مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب، هدفاً بعيد المنال بالنسبة للجيش السوري الذي تفصله عنه مسافة أقل من أربعين كيلو مترا، وهو الذي شكل الهدف الإستراتيجي للمعارك التي انطلقت من محور بلدة الحمرا باتجاه الحدود الإدارية الفاصلة بين ريفي حماة وإدلب. واستطاع الجيش خلال الأيام الأولى للمعارك السيطرة على عدة بلدات ومناطق بالغة الأهمية لجهة مواقعها العسكرية، كان آخرها دوما، وربيدة، وقصر العلي، وقصر الشاوي، وسط انهيار شبه تام لإرهابيي "النصرة" الذين فوجئوا بالكثافة النارية الإستثنائية للجيش السوري، وما تلاها من تقدم سريع ومدروس لوحدات الإقتحام.   قصر الشاوي في قبضة الجيش    في الخلفية الزمنية لمعارك الجيش السوري المتواصلة في ريف حماه الشمالي الشرقي، شكلت بلدة الشيخ هلال قاعدة إنطلاق العمليات العسكرية باتجاه الشمال الغربي. وكان الهدف الذي تحقق لاحقا هو تأمين طريق أثريا - خناصر الذي شكل شريان الحياة بالنسبة لمدينة حلب. المرحلة الجديدة من المعركة انطلقت من شمال بلدة السعن وسيطر خلالها الجيش السوري على عدد كبير من القرى والبلدات والمناطق، كان آخرها الشاكوسية، وسوحا، وغيرها من البلدات على محور أثريا، الشيخ هلال، السعن، باتجاه الشمال والشمال الغربي، والغرب، ليرتفع العلم السوري فوق المناطق التي كانت تتنازع عليها كل من "داعش" وجبهة "النصرة".   طبيعة العمليات العسكرية وجغرافيا المنطقة اقتضت من الجيش السوري تثبيت مواقعه من جهة الشاكوسية والتمدد لإستئصال "النصرة" من جهة سوحا. وبعد فراغه من تثبيت مواقعه في الشاكوسية، انطلقت القوة المتواجدة هناك باتجاه بلدة الحمرا شمال صوران وتابعت سيرها شمالاً باتجاه مطار أبو الضهور لتكون حصيلة أربعة أيام من العمل العسكري هناك هي سيطرة الجيش السوري على عدد من القرى والبلدات أهمها اربيدا، ودوما، وقصر العلي، وقصر الشاوي، ليصبح بعدها المطار العسكري على مسافة ستة وثلاثين كيلو مترا باتجاه الجنوب.   أهداف العملية   قائد ميداني في الجيش العربي السوري أوضح لموقع "العهد" الاخباري أن "لهذه العملية العسكرية أهدافاً متعددة ومتكاملة، وهي عزل أماكن سيطرة جبهة "النصرة" وجيش العز وما تبقى من إرهابيي "داعش" الذين تسللوا إلى هذه المنطقة ووضع موطئ قدم للجيش السوري داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب تمهيدا للوصول إلى مطار أبو الضهور العسكري الذي تنطلق باتجاهه أيضا وحدات من الجيش السوري المتواجدة في ريف حلب الجنوبي بغية الإلتقاء مع القوات المهاجمة من المحاور الآخرى وفق الخطة المعلنة للجيش والتي تسير حتى هذه اللحظة وفق السيناريو المخطط له والموضوع بعناية من قبل غرفة عمليات الجيش السوري المتواجدة في ريف حماة الشمالي الشرقي. والغاية هي خنق جبهة "النصرة" في جيب ممتد من مطار أبو الضهور وصولا إلى الشاكوسية شرقا وسوحا في الجنوب الشرقي. ولكن ذلك كله يحتاج من الجيش السوري السيطرة مسبقا على منطقتي حي أبو دالي وسنجار اللتين تقعان اليوم في سلم اهتماماته الميدانية قبل أن يصبح الطريق مفتوحا باتجاه المطار العسكري.   الجيش يستقدم التعزيزات   المعلومات الواردة من جبهات القتال في ريف حماه الشمالي الشرقي تفيد باستقدام الجيش السوري لتعزيزات عسكرية كبيرة إلى هناك من قمة النبي يونس في ريف اللاذقية. حيث أوضح ضابط ميداني في الجيش العربي السوري لموقع "العهد" الاخباري أن المدة الزمنية الموضوعة للوصول إلى مطار أبو الضهور لا تتجاوز الأسبوعين كحد أقصى ليصار بعدها إلى تحقيق هدف وازن له أبعاده الإستراتيجية في كافة الإتجاهات، وهو فتح الجزء المهم من اتوستراد دمشق حلب الدولي المار بخان شيخون والمحاذي لمعرة النعمان وسراقب في ريف إدلب الشرقي وهو ما يمثل الهدف الأكبر لعمليات الجيش السوري في ريفي حماة الشمالي الشرقي وحلب الجنوبي الغربي ويصبح بذلك الطريق الدولي سالكا بين حلب ودمشق وبالعكس، خصوصا مع قرب تفعيل الإتفاق الجاري مع مسلحي ريف حمص الشمالي لفتح الجزء الواصل بين حمص وحماة. فضلا عن أن فتح الأوتوستراد الدولي يشكل ترجمة لإتفاق آستانة بضم إدلب إلى مناطق تخفيف التصعيد وتثبيت نقاط مراقبة روسية إيرانية شرق المحافظة أي في محيط الأتوستراد المذكور.

المصدر : الماسة السورية/ العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة