اعتبر عبدالفتاح محمد، الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي، إن كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي قال فيها إنه لا يحق لأولئك الذين جاؤوا من أقاصي العالم أن يسألوا تركيا ماذا تفعل قواتك في سوريا والعراق، بمثابة تحد جديد للمحاولات الأمريكية للسيطرة على المشهدين السياسي والعسكري في الشرق الأوسط.

وأضاف محمد، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أن حديث الرئيس التركي عن حق بلاده في الدفاع عن نفسها، من خارج حدودها، يوضح الاستراتيجية التي بدأت تركيا تتبعها في مواجهتها مع الإرهاب، المتهمة بدعمه في الأساس، ولكنه في الوقت نفسه يعد مؤشراً على تعمق أزمة الدولة هناك مع الإرهاب.

وتابع "تركيا بالفعل تمد أذرعها — سواء سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً في عدد كبير من الدول والمناطق الجغرافية، ومن بينها تلك التي تحدث عنها الرئيس رجب طيب أردوغان، وهي سوريا والعراق والبلقان والصومال وأفريقيا والقوقاز، ولكن التدخل الأمريكي هنا في غير محله، لأن الولايات المتحدة بالفعل ليست لديها روابط تاريخية وإنسانية قوية مع هذه المناطق".

وأوضح محمد أنه على الرغم من أن أصابع الاتهام تتوجه نحو تركيا في دعم عدد من التنظيمات المسلحة داخل سوريا، ومن بينها جبهة النصرة، إلا أن هناك أزمة حقيقية تواجه أردوغان داخل بلاده، حيث أن الإرهاب اشتدت شوكته وقويت هناك، وصار عليه أن يجد حلاً على الجبهتين الداخلية والخارجية لمواجهته.

ولفت إلى أن الجبهة الداخلية تشهد انفجارات بشكل شبه أسبوعي، تودي بحياة أعداد غير قليلة من المواطنين، بينما على الصعيد الخارجي يعتبر الرئيس التركي أن من واجبه التصدي لمحاولات الأكراد أن يحصلوا على دولة، على جزء من أرض العراق، أو محاولاتهم السيطرة على مساحات من الأراضي السورية، كما حدث في الرقة مؤخراً.

وتوقع الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي، أن يحدث صداماً سياسياً خلال الفترة المقبلة، بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن الأولى تعتبر نفسها في موقف دفاع عن النفس ضد الإرهاب الداخلي والخارجي، والثانية تعتبر نفسها صاحبة حق الوصاية، من منطلق فرض الرأي بالقوة، وهو ما لا يمكن أن يقبله أردوغان.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في كلمة خلال حفل افتتاح مجموعة من المشاريع القومية، إنه لا يحق لأولئك الذين جاؤوا من أقاصي العالم أن يسألوا تركيا ماذا تفعل قواتك في سوريا والعراق، مشدداً على أنه من حق القوات التركية التواجد هناك حينما تتساقط آلاف القذائف على أراضيها.

وأضاف "يجب أن نسأل الذين جاؤوا من أقصى الأرض ويقولون لتركيا ماذا تفعلين في سوريا والعراق والبلقان والصومال وأفريقيا والقوقاز، ما الذي تفعلونه أنتم هنا؟"

واستطرد "الذين أتوا من مسافة آلاف الكيلومترات إلى المنطقة معتبرين أنّ من حقهم التواجد هنا، لا يحق لهم أن يسألوننا عن سبب وجودنا فنحن نمتلك حدوداً يبلغ طولها 911 كيلومترا مع سوريا، وأخرى مع العراق يبلغ طولها 350 كيلومترا". ورأى أن بلاده يحق لها التواجد في سوريا والعراق بينما تتساقط القذائف على أراضيها ويُقتل جنودها إثر ذلك.

وتابع الرئيس التركي قائلاً إنّ "الذين أغرقوا العالم بالدماء في سبيل توفير الأمن لمواطنيهم، يقومون بتغيير المفاهيم والحدود عندما يتعلق الأمر بمواطنينا"، لافتاً إلى ما وصفها بـ "المعايير المزدوجة" التي تطبقها تلك الدول في الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون والقواعد الدولية.

  • فريق ماسة
  • 2017-10-29
  • 13985
  • من الأرشيف

صدام قريب بين تركيا وأمريكا

اعتبر عبدالفتاح محمد، الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي، إن كلمة الرئيس رجب طيب أردوغان، التي قال فيها إنه لا يحق لأولئك الذين جاؤوا من أقاصي العالم أن يسألوا تركيا ماذا تفعل قواتك في سوريا والعراق، بمثابة تحد جديد للمحاولات الأمريكية للسيطرة على المشهدين السياسي والعسكري في الشرق الأوسط. وأضاف محمد، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أن حديث الرئيس التركي عن حق بلاده في الدفاع عن نفسها، من خارج حدودها، يوضح الاستراتيجية التي بدأت تركيا تتبعها في مواجهتها مع الإرهاب، المتهمة بدعمه في الأساس، ولكنه في الوقت نفسه يعد مؤشراً على تعمق أزمة الدولة هناك مع الإرهاب. وتابع "تركيا بالفعل تمد أذرعها — سواء سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً في عدد كبير من الدول والمناطق الجغرافية، ومن بينها تلك التي تحدث عنها الرئيس رجب طيب أردوغان، وهي سوريا والعراق والبلقان والصومال وأفريقيا والقوقاز، ولكن التدخل الأمريكي هنا في غير محله، لأن الولايات المتحدة بالفعل ليست لديها روابط تاريخية وإنسانية قوية مع هذه المناطق". وأوضح محمد أنه على الرغم من أن أصابع الاتهام تتوجه نحو تركيا في دعم عدد من التنظيمات المسلحة داخل سوريا، ومن بينها جبهة النصرة، إلا أن هناك أزمة حقيقية تواجه أردوغان داخل بلاده، حيث أن الإرهاب اشتدت شوكته وقويت هناك، وصار عليه أن يجد حلاً على الجبهتين الداخلية والخارجية لمواجهته. ولفت إلى أن الجبهة الداخلية تشهد انفجارات بشكل شبه أسبوعي، تودي بحياة أعداد غير قليلة من المواطنين، بينما على الصعيد الخارجي يعتبر الرئيس التركي أن من واجبه التصدي لمحاولات الأكراد أن يحصلوا على دولة، على جزء من أرض العراق، أو محاولاتهم السيطرة على مساحات من الأراضي السورية، كما حدث في الرقة مؤخراً. وتوقع الأكاديمي المتخصص في الشأن التركي، أن يحدث صداماً سياسياً خلال الفترة المقبلة، بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أن الأولى تعتبر نفسها في موقف دفاع عن النفس ضد الإرهاب الداخلي والخارجي، والثانية تعتبر نفسها صاحبة حق الوصاية، من منطلق فرض الرأي بالقوة، وهو ما لا يمكن أن يقبله أردوغان. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال في كلمة خلال حفل افتتاح مجموعة من المشاريع القومية، إنه لا يحق لأولئك الذين جاؤوا من أقاصي العالم أن يسألوا تركيا ماذا تفعل قواتك في سوريا والعراق، مشدداً على أنه من حق القوات التركية التواجد هناك حينما تتساقط آلاف القذائف على أراضيها. وأضاف "يجب أن نسأل الذين جاؤوا من أقصى الأرض ويقولون لتركيا ماذا تفعلين في سوريا والعراق والبلقان والصومال وأفريقيا والقوقاز، ما الذي تفعلونه أنتم هنا؟" واستطرد "الذين أتوا من مسافة آلاف الكيلومترات إلى المنطقة معتبرين أنّ من حقهم التواجد هنا، لا يحق لهم أن يسألوننا عن سبب وجودنا فنحن نمتلك حدوداً يبلغ طولها 911 كيلومترا مع سوريا، وأخرى مع العراق يبلغ طولها 350 كيلومترا". ورأى أن بلاده يحق لها التواجد في سوريا والعراق بينما تتساقط القذائف على أراضيها ويُقتل جنودها إثر ذلك. وتابع الرئيس التركي قائلاً إنّ "الذين أغرقوا العالم بالدماء في سبيل توفير الأمن لمواطنيهم، يقومون بتغيير المفاهيم والحدود عندما يتعلق الأمر بمواطنينا"، لافتاً إلى ما وصفها بـ "المعايير المزدوجة" التي تطبقها تلك الدول في الديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون والقواعد الدولية.

المصدر : الماسة السورية/سبوتنيك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة