دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه من محاور أرياف حمص وحماه وتدمر وحلب وصولاً الى الحدود الإدارية للرقة حيث دخلها الجيش منذ أيام، ورغم البعد الجغرافي لهذه الحدود، إلا أنها مُترابِطة عسكرياً ولها أهميتها في مجريات معارك البادية، حيث تعتبر مدينة دير الزور وأريافها الخاصرة الرئيسية لها.
ومنذ أن أطلق الجيش السوري هجماته على جبهات البادية، كان واضحاً أنّها مميزة عن كل الجبهات السابقة لجهة الخطط العسكرية، وفي هذا السياق أكد مصدر ميداني سوري لموقع "العهد" الإخباري أنّ "معارك الجيش في البادية السورية على اختلاف الجبهات المتصلة، تتم بتحديد مناطق تواجد الإرهابيين، ثمّ قضمها تدريجيّاً وبسرعة للتضييق عليهم ومن عدة اتجاهات بحيث يعمل على محاصرتهم وضربهم".
بالإضافة لذلك، عمد الجيش السوري لتشتيت جبهات البادية معتمدًا على عنصري المباغتة والمفاجأة، بحيث يسلب الإرهابيين عنصر الدفاع، ما أدى الى حالة من التخبط لدى مسلحي تنظيم "داعش" والتراجع بسرعة، وهذا بدوره أدى إلى ربط مساحات من المحافظات الخمس المسيطر عليها ببعضها البعض، لتصبح مواقع ذات أهمية كبيرة في مجريات المعارك حسبما أشار إليه المصدر السابق الذي أكد كذلك أن "ربط المساحات هذا سيُؤدي لتوسيع محيط الأمان حول مناطق سيطرة الجيش فضلاً عن الأفضلية الهجومية التي بات يتمتع بها نحو المناطق الخارجة عن سيطرته".
ووفق ذلك سيضع الجيش والحلفاء، القرى والبلدات المحيطة بمحور أثريا ـ الرصافة ـ الرقة، ضمن أهدافه المقبلة، وبالتوازي يكون لعمليات الجيش في ريف السلمية الشرقي حالة مماثلة تمامًا، حيثُ تتربع بلدة عقيربات على رأس لائحة العمليات العسكرية بريف حماه الشمالي الشرقي الواصل للبادية، وأكد مصدر عسكري ثان أنّ "بلدة عقيربات لها أهميتها الكبيرة لموقعها المُتاخم لسلسلة جبال تدمر الشرقية، ما يَضعُها على خط فاصل بين ريفي المحافظة".
وحول المعارك في سلسلة جبال تدمر قال المصدر إنّ "الجيش سيعمل على تطويق هذه السلاسل الجبلية في الوقت الراهن وسيعزل إرهابيي "داعش" المنسحبين، كضربة استباقية لأي هجوم محتمل على مواقعه باتجاه السخنة الإستراتيجية التي تُشكّل صِلةَ الوصل بين حمص ودير الزور فضلاً عن اعتبارها من أكبر تجمعات داعش المتبقية في البادية حتى اللحظة".
وستكون السيطرة على السخنة فاتحة الطريق نحو قصر الحير الشرقي ثم الانطلاق نحو كباجب والشولا في دير الزور الجنوبي الغربي، حيثُ أكد مصدر عسكري لـ "العهد" أنّ "دير الزور هي الهدف الاستراتيجي الأكبر في موازين خطط الجيش ومسار عملياته في البادية"، وأضاف أنه "رّغم المسافات الشاسعة التي تفصلُ الجبهات الخمس إلّا أنها ترتبط ببعضها البعض استراتيجياً وستُؤدي عمليات الجيش عليها جميعها الى المعركة الكبرى، معركة تحرير دير الزور".
المصدر :
الماسة السورية/ العهد
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة