اقترح السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة ان تنظر الولايات المتحدة بنقل قاعدتها الجوية من قطر، وذلك وسط تكثيف الحملة التي تقودها السعودية ودولة الامارات ضد قطر.

كما تحدث العتيبة عن لائحة من المطالب التي يجب أن تستجيب لها قطر من أجل تخفيف حدة الحملة، وقد أكد بالوقت نفسه على أن الحملة ضد قطر لم تكن وليدة اللحظة. وفي نفس السياق، رأى باحث أميركي معروف أن ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعبا الدور الاساس بالحملة ضد قطر، وأن هذه الحملة تم الاعداد لها مسبقاً.

السفير الاماراتي لدى واشنطن يطرح نقل القاعدة الجوية الاميركية من قطر

نشر موقع “Bloomberg” تقريراً أشار فيه الى ما قاله السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة بأن على الولايات المتحدة النظر في نقل قاعدتها الجوية الى خارج قطر.

وفي تصريحات أدلى بها أمام عدد من الصحفيين كشف العتيبة ان دولة الامارات ودول خليجية أخرى ستسلم الولايات المتحدة عمّا قريب لائحة من المطالب التي تريدها من قطر قبل رفع الاجراءات العقابية. وأضاف أن اللائحة هذه ستشمل على الارجح قيام قطر بفرض عقوبات على الحسابات المصرفية للافراد الذين فرضت عليهم عقوبات من قبل الدول الخليجية المجاورة لقطر، وربما فرض عقوبات على المصارف نفسها حتى.

كذلك أعرب العتيبة عن اعتقاده بأن سبب عدم التحرك ضد قطر حتى الآن يعود الى القاعدة الجوية الاميركية الموجودة داخل الاراضي القطرية. وطرح أن يعقد الكونغرس جلسة استماع للنظر بنقل القاعدة الجوية، كما اقترح امكانية عدم نقل كل القاعدة وإنما "توزيعها" بين دول مختلفة "كي لا يكون كل البيض في سلة واحدة"، على حد تعبير العتيبة نفسه.

وبينما قال العتيبة إن الامارات لم تبلغ الولايات المتحدة أنه عليها النظر بنقل القاعدة العسكرية، أشار الى "استعداد" الامارات لاجراء هذا النقاش. كما اقترح نقل القوات الاميركية الى دولة الامارات، ولفت الى اتفاقية تعاون دفاعي جديدة وقعت عليها الولايات المتحدة ودولة الامارات الشهر الفائت، كما لفت الى ان الاتفاقية هذه جهزت "البنية التحتية" المطلوبة لاجراء النقاش حول نقل القوات الاميركية الى الامارات اذا ما ارادت الولايات المتحدة اخراجهم من قطر.

العتيبة تابع بأن لائحة المطالب من قطر سترتكز على "ثلاث شكاوى" عن سلوك قطر، وهي "دعمها للارهاب"، و"التدخل بشؤون الدول الاخرى"، واستخدام وسائل إعلام تدعمها دولة قطر لمهاجمة الدول المجاورة.

 

كما رجح العتيبة أن تضم اللائحة طرد "الارهابيين" من قطر وإغلاق "أو تقليص" وسائل الاعلام التي تمولها قطر والتي تهاجم دولة الامارات وغيرها. وأضاف ان قناة الجزيرة على الارجح ستكون من ضمن القضايا التي سيكون على الدوحة "معالجتها".

كذلك قال العتيبة ان البيت الابيض يدعم هذا التحرك ضد قطر، واستبعد اطلاقاً ان تتخذ دولة الامارات والاطراف الاخرى أي خطوات لتخفيف العزلة التي فرضت على قطر. وأضاف أنه حتى لو وافقت قطر على لائحة المطالب، فسيكون عليها اتخاذ خطوات معينة خلال فترة زمنية لتثبت مدى جديتها، قبل ان تعيد الدول الخليجية الاخرى العلاقات معها. وشدد على انه "سيكون هناك تصعيد للضغط الاقتصادي" الا في حال غيرت قطر مسارها.

السفير الاماراتي لدى واشنطن يؤكد أن الحملة ضد قطر لم تكن وليدة اللحظة

هذا، وقد كتب العتيبة نفسه مقالة نشرتها صحيفة “Wall Street Journal” اتهم فيها قطر باستخدام أرباح استثماراتها في الولايات المتحدة وأوروبا من أجل دعم حماس و"الاخوان المسلمين" وجماعات على صلة بـ "تنظيم القاعدة". وقال العتيبة ان "قطر عليها أن تقرر الآن ما إذا كانت ستنضم بالكامل الى المعركة ضد الارهاب". وأضاف "على قطر أن تعترف أولاً بأن الدوحة أصبحت المركز الرئيسي المالي والاعلامي و الايديولوجي للتطرف". وشدد على ما وصفه "ضرورة اتخاذ قطر اجراءات حاسمة لمعالجة مشكلة التطرف لديها"، ووقف التمويل وأيضاً وقف التدخل بشؤون الدول المجاورة.

وتابع القول "قطر لا يمكنها أن تستثمر في الغرب وتستخدم عائدات هذا الاستثمار لتقدم الدعم المالي الى جماعات تابعة لـ "القاعدة". وأضاف "كذلك قطر لا يمكن أن تضع اسمها على قمصان كرة القدم بينما وسائل اعلامها تروج للتطرف، بحسب تعبيره. واتهم كذلك الدوحة بتوفير ملاذ آمن لحركة حماس والاخوان المسلمين.

وأشار العتيبة أيضاً الى ان الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها الامارات وعدد من الدول الاخرى لم تكن خطوة متهورة، بل جاءت بعد ما وصفه بتراكم السلوك القطري الذي يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة ودولة الامارات و"قطر نفسها"، بحسب تعبيره.

بن زايد وبن سلمان يقودان الحملة ضد قطر

كتب الباحث “Simon Henderson” مقالة نشرتها مجلة “Politico” قال فيها إن "المساعي الهادفة الى عزل قطر نابعة من "الرؤية المشتركة" لـ "أميرين" اثنين وهما ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي العهد الاماراتي محمد بن زايد.

واعتبر الكاتب ان بن سلمان وبن زايد تمكنا من كسب تأييد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مشيراً بالوقت نفسه الى ان ترامب يريد بشدة ان يبرهن ان لديه استراتيجية جديدة لهزيمة "الارهاب" ومواجهة ايران. كما وصف العلاقة بين بن سلمان وبن زايد بأنها مثل تلك بين المتعلم والمتلقي، اذ يرى بن زايد ان بن سلمان هو الملك المستقبلي للسعودية وبالتالي عليه (بن زايد) ان يعطي بن سلمان ارشادات "كتلك التي يعطيها الشقيق الاكبر لشقيقه الاصغر".

الكاتب تحدثت عن اختلاف بين "الاميرين" حيال قطر، مشيراً الى أن بن زايد يبدو أنه يركز على "تعاطف الدوحة" تجاه عناصر من "الاخوان المسلمين"، والى أن ابو ظبي تعتبر شخصيات "الاخوان المسلمين" داخل الامارات خونة. أما بالنسبة لـ "بن سلمان" فلفت الكاتب الى ان الاخير يركز بشكل كبير على العداء لايران.

هذا ورأى الكاتب ان المسعى الذي تقوده السعودية والامارات لعزل قطر يبدو أنه اعدّ مسبقاً، بغض النظر عن صحة ما يقال من أن أمير قطر تميم فعلاً أدلى بتصريحات متعاطفة مع ايران. وتابع أنه والى جانب بن زايد وبن سلمان هناك على الارجح "لاعبان اثنان أساسيان آخران"، وهما السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة وصهر الرئيس الاميركي المدعو “Jared Kushner” الذي يعمل ايضاً كبير المستشارين لترامب.

ووصف الكاتب العتيبة بأنه "رجل بن زايد"، مشيراً الى معلومات تفيد بأن العتيبة هو الذي اقترح لقاء الغداء بين ترامب وبن سلمان بشهر آذار/مارس الماضي (عندما زار بن سلمان واشنطن). وأضاف أن العتيبة هو من "أنجح السفراء" في مجال انشاء التواصل مع “Kushner”، وأن العتيبة هو الذي أجرى الترتيبات للزيارة "شبه السرية" التي قام بها بن زايد الى مقر ترامب بنيويورك من أجل لقاء الرئيس الاميركي (المنتخب آنذاك) وكذلك “Kushner”. ولفت الى أن هذه المساعي ساعدت على تعزيز العلاقات بين “Kushner” وبن سلمان.

الا  ان الكاتب حذر في الختام من عدم التهور في الحملة ضد قطر، وشدد على ضرورة "الاستماع الى العقول الاهدأ" في ابو ظبي والرياض وواشنطن، محذراً من ان الخطأً قد تكون له تداعيات وخيمة للمنطقة والعالم.

 

  • فريق ماسة
  • 2017-06-14
  • 14166
  • من الأرشيف

السفير الاماراتي لدى واشنطن يقترح نقل ’القاعدة الجوية الاميركية’ من قطر

اقترح السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة ان تنظر الولايات المتحدة بنقل قاعدتها الجوية من قطر، وذلك وسط تكثيف الحملة التي تقودها السعودية ودولة الامارات ضد قطر. كما تحدث العتيبة عن لائحة من المطالب التي يجب أن تستجيب لها قطر من أجل تخفيف حدة الحملة، وقد أكد بالوقت نفسه على أن الحملة ضد قطر لم تكن وليدة اللحظة. وفي نفس السياق، رأى باحث أميركي معروف أن ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعبا الدور الاساس بالحملة ضد قطر، وأن هذه الحملة تم الاعداد لها مسبقاً. السفير الاماراتي لدى واشنطن يطرح نقل القاعدة الجوية الاميركية من قطر نشر موقع “Bloomberg” تقريراً أشار فيه الى ما قاله السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة بأن على الولايات المتحدة النظر في نقل قاعدتها الجوية الى خارج قطر. وفي تصريحات أدلى بها أمام عدد من الصحفيين كشف العتيبة ان دولة الامارات ودول خليجية أخرى ستسلم الولايات المتحدة عمّا قريب لائحة من المطالب التي تريدها من قطر قبل رفع الاجراءات العقابية. وأضاف أن اللائحة هذه ستشمل على الارجح قيام قطر بفرض عقوبات على الحسابات المصرفية للافراد الذين فرضت عليهم عقوبات من قبل الدول الخليجية المجاورة لقطر، وربما فرض عقوبات على المصارف نفسها حتى. كذلك أعرب العتيبة عن اعتقاده بأن سبب عدم التحرك ضد قطر حتى الآن يعود الى القاعدة الجوية الاميركية الموجودة داخل الاراضي القطرية. وطرح أن يعقد الكونغرس جلسة استماع للنظر بنقل القاعدة الجوية، كما اقترح امكانية عدم نقل كل القاعدة وإنما "توزيعها" بين دول مختلفة "كي لا يكون كل البيض في سلة واحدة"، على حد تعبير العتيبة نفسه. وبينما قال العتيبة إن الامارات لم تبلغ الولايات المتحدة أنه عليها النظر بنقل القاعدة العسكرية، أشار الى "استعداد" الامارات لاجراء هذا النقاش. كما اقترح نقل القوات الاميركية الى دولة الامارات، ولفت الى اتفاقية تعاون دفاعي جديدة وقعت عليها الولايات المتحدة ودولة الامارات الشهر الفائت، كما لفت الى ان الاتفاقية هذه جهزت "البنية التحتية" المطلوبة لاجراء النقاش حول نقل القوات الاميركية الى الامارات اذا ما ارادت الولايات المتحدة اخراجهم من قطر. العتيبة تابع بأن لائحة المطالب من قطر سترتكز على "ثلاث شكاوى" عن سلوك قطر، وهي "دعمها للارهاب"، و"التدخل بشؤون الدول الاخرى"، واستخدام وسائل إعلام تدعمها دولة قطر لمهاجمة الدول المجاورة.   كما رجح العتيبة أن تضم اللائحة طرد "الارهابيين" من قطر وإغلاق "أو تقليص" وسائل الاعلام التي تمولها قطر والتي تهاجم دولة الامارات وغيرها. وأضاف ان قناة الجزيرة على الارجح ستكون من ضمن القضايا التي سيكون على الدوحة "معالجتها". كذلك قال العتيبة ان البيت الابيض يدعم هذا التحرك ضد قطر، واستبعد اطلاقاً ان تتخذ دولة الامارات والاطراف الاخرى أي خطوات لتخفيف العزلة التي فرضت على قطر. وأضاف أنه حتى لو وافقت قطر على لائحة المطالب، فسيكون عليها اتخاذ خطوات معينة خلال فترة زمنية لتثبت مدى جديتها، قبل ان تعيد الدول الخليجية الاخرى العلاقات معها. وشدد على انه "سيكون هناك تصعيد للضغط الاقتصادي" الا في حال غيرت قطر مسارها. السفير الاماراتي لدى واشنطن يؤكد أن الحملة ضد قطر لم تكن وليدة اللحظة هذا، وقد كتب العتيبة نفسه مقالة نشرتها صحيفة “Wall Street Journal” اتهم فيها قطر باستخدام أرباح استثماراتها في الولايات المتحدة وأوروبا من أجل دعم حماس و"الاخوان المسلمين" وجماعات على صلة بـ "تنظيم القاعدة". وقال العتيبة ان "قطر عليها أن تقرر الآن ما إذا كانت ستنضم بالكامل الى المعركة ضد الارهاب". وأضاف "على قطر أن تعترف أولاً بأن الدوحة أصبحت المركز الرئيسي المالي والاعلامي و الايديولوجي للتطرف". وشدد على ما وصفه "ضرورة اتخاذ قطر اجراءات حاسمة لمعالجة مشكلة التطرف لديها"، ووقف التمويل وأيضاً وقف التدخل بشؤون الدول المجاورة. وتابع القول "قطر لا يمكنها أن تستثمر في الغرب وتستخدم عائدات هذا الاستثمار لتقدم الدعم المالي الى جماعات تابعة لـ "القاعدة". وأضاف "كذلك قطر لا يمكن أن تضع اسمها على قمصان كرة القدم بينما وسائل اعلامها تروج للتطرف، بحسب تعبيره. واتهم كذلك الدوحة بتوفير ملاذ آمن لحركة حماس والاخوان المسلمين. وأشار العتيبة أيضاً الى ان الاجراءات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها الامارات وعدد من الدول الاخرى لم تكن خطوة متهورة، بل جاءت بعد ما وصفه بتراكم السلوك القطري الذي يشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة ودولة الامارات و"قطر نفسها"، بحسب تعبيره. بن زايد وبن سلمان يقودان الحملة ضد قطر كتب الباحث “Simon Henderson” مقالة نشرتها مجلة “Politico” قال فيها إن "المساعي الهادفة الى عزل قطر نابعة من "الرؤية المشتركة" لـ "أميرين" اثنين وهما ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي العهد الاماراتي محمد بن زايد. واعتبر الكاتب ان بن سلمان وبن زايد تمكنا من كسب تأييد الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مشيراً بالوقت نفسه الى ان ترامب يريد بشدة ان يبرهن ان لديه استراتيجية جديدة لهزيمة "الارهاب" ومواجهة ايران. كما وصف العلاقة بين بن سلمان وبن زايد بأنها مثل تلك بين المتعلم والمتلقي، اذ يرى بن زايد ان بن سلمان هو الملك المستقبلي للسعودية وبالتالي عليه (بن زايد) ان يعطي بن سلمان ارشادات "كتلك التي يعطيها الشقيق الاكبر لشقيقه الاصغر". الكاتب تحدثت عن اختلاف بين "الاميرين" حيال قطر، مشيراً الى أن بن زايد يبدو أنه يركز على "تعاطف الدوحة" تجاه عناصر من "الاخوان المسلمين"، والى أن ابو ظبي تعتبر شخصيات "الاخوان المسلمين" داخل الامارات خونة. أما بالنسبة لـ "بن سلمان" فلفت الكاتب الى ان الاخير يركز بشكل كبير على العداء لايران. هذا ورأى الكاتب ان المسعى الذي تقوده السعودية والامارات لعزل قطر يبدو أنه اعدّ مسبقاً، بغض النظر عن صحة ما يقال من أن أمير قطر تميم فعلاً أدلى بتصريحات متعاطفة مع ايران. وتابع أنه والى جانب بن زايد وبن سلمان هناك على الارجح "لاعبان اثنان أساسيان آخران"، وهما السفير الاماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة وصهر الرئيس الاميركي المدعو “Jared Kushner” الذي يعمل ايضاً كبير المستشارين لترامب. ووصف الكاتب العتيبة بأنه "رجل بن زايد"، مشيراً الى معلومات تفيد بأن العتيبة هو الذي اقترح لقاء الغداء بين ترامب وبن سلمان بشهر آذار/مارس الماضي (عندما زار بن سلمان واشنطن). وأضاف أن العتيبة هو من "أنجح السفراء" في مجال انشاء التواصل مع “Kushner”، وأن العتيبة هو الذي أجرى الترتيبات للزيارة "شبه السرية" التي قام بها بن زايد الى مقر ترامب بنيويورك من أجل لقاء الرئيس الاميركي (المنتخب آنذاك) وكذلك “Kushner”. ولفت الى أن هذه المساعي ساعدت على تعزيز العلاقات بين “Kushner” وبن سلمان. الا  ان الكاتب حذر في الختام من عدم التهور في الحملة ضد قطر، وشدد على ضرورة "الاستماع الى العقول الاهدأ" في ابو ظبي والرياض وواشنطن، محذراً من ان الخطأً قد تكون له تداعيات وخيمة للمنطقة والعالم.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة