أيامٌ قليلة قادمة تفصلنا عن القمة التركية الأمريكية في واشنطن يومي 16- 17 أيار الجاري، والتي تأتي بعد تصعيد عسكري واضح من كلا الطرفين الأمريكي والتركي على امتداد الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد”، ابتداءاً من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي وحتى أقصى شمال الحسكة شمال شرق سوريا.

وشهد الشريط الحدودي تحركات عسكرية أمريكية واضحة وتمركز أكثر من 900 جندي أمريكي في نقاط تسيطر عليها ميليشيا “YPG”، حيث أكد قياديون من الميليشيا أن ثلاثة أرتالٍ من القوات الأمريكية انتشرت في اليومين الماضيين على طول الحدود السورية – التركية، ” كقوات فصل ” بين الجيش التركي و”قسد”، رتلٌ من عين العرب حتى تل أبيض، ورتل من تل أبيض إلى رأس العين، وآخر من القامشلي انتهاءً بحدود العراق. لكن قيادياً في الميليشيا عزى أن الأرتال الأمريكية في هذه المنطقة هي من تحضيراتِ “معركة الرقة ” المرتقبة.

وصول راجمات صواريخ إلى معبر أطمة

 

وعلى الضِّفَّة الأخرى من الجانب التركي سجل شهود عيان وصول راجمات صواريخ مغطاة إلى معبر أطمة (السوري – التركي) بالتزامن مع تحليق كثيف لطائرات سلاح الجو التركي في أجواء أطمة وحارم، مع استقدامِ آليات عسكرية ثقيلة وعشرات المجنزرات التركية وهو ما يوحي باستعداداتٍ عامة للقيام بعمل عسكري في الفترة القريبة.

ورغم التجاذبات السياسية بين الطرفين الأمريكي والتركي، أعلن الجيش التركي أن أحد مواقعه في بلدة جيلان بينار جنوب شرق البلاد على الحدود مع سوريا قد تعرضت لهجومٍ صاروخي في وقت مبكر من أراض سورية تخضع لسيطرة ميليشيا “YPG” وأكد الجيش أنه رد على الهجوم بالمثل وقتل 11 من عناصر الميليشيا، في حين تواصل القصف الناري بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين النقاط العسكرية المتقابلة للطرفين لا سيما في مناطق عامودا والدرباسية في ريف القامشلي الغربي.

 

وتوعد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بمتابعة التحركات العسكرية لبلاده “إن ما حصل في سنجار وقره تشوك سيتواصل” ولكنه لم يوضح توقيت هذه التحركات العسكرية قبل أم بعد زيارته إلى واشنطن، ورأى مراقبون في كلام أردوغان محاولة لفرض شروط أنقرة على واشنطن.

تواجد روسي في عفرين

يذكر أن عملية درع الفرات السابقة انطلقت في 24 آب 2016 أي في نفس اليوم الذي بدأ فيه نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما (جو بايدن) زيارته لأنقرة، وتكرر الأمر الآن بعد وصول قائد القوات الأمريكية في أوروبا إلى أنقرة ولقائه بالقيادات العسكرية للجيش التركي من أجل احتواء التوتر على الحدود السورية التركية، وخاصة بعد الغارات التركية التي استهدفت ميليشيا “YPG” في كل من سنجار بالعراق وكراتشوك بسورية.

وعبر أردوغان عن انزعاجه من رؤية الجنود الأمريكيين، في مواقع ميليشيا “YPG”، بقوله “نحن كعضو في حلف الشمال الأطلسي يزعجنا صور ومشاهد استقبال قافلة عسكرية أمريكية بأعلام تنظيم (YPG) ، وعندها سنضطر لمعالجة الأمر بأنفسنا” وأضاف بلهجة تحذيرية “كما قلنا سابقاً إن استمر الوضع على هذا فسنعمل على قطع حبل المشيمة بأنفسنا” في إشارة لدعم القوات الأمريكية للميليشيا.

وبشكل متزامن تقريباً كان لافتاً تحريك بعض القوات الروسية من قاعدة حميميم إلى منطقة عفرين لتكون بحسب وزارة الدفاع الروسية “قوات فصلٍ أيضاً بين ميليشيا “YPG”، حليفة موسكو، والجيش الحر المدعوم من الجيش التركي، ولمراقبة وقف اطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية كانون الأول الماضي” لكن مصادر أخرى في المنطقة أكَّدت عزم القوات الروسية على إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في عفرين.

ما بين تراشقاتٍ سياسيةٍ وعسكرية ينتظر المراقبون القمة التركية الأمريكية والتي، وبحسب خبراء، ستغير الكثير على أرض الواقع إذا تغيرت السياسة الأمريكية بالتعاطي مع القضية السورية (سياسياً وعسكرياً)، إلى حينها تبقى التحركات العسكرية تمشي على استحياءٍ على طول الحدود السورية – التركية والتي ترفع فيها أعلام كثيرة بحججٍ مختلفة، ويبقى المشترك بينها هو المصلحة السياسية والعسكرية.

  • فريق ماسة
  • 2017-05-07
  • 10339
  • من الأرشيف

تحركات عسكرية تركية-أميركية على حدود سورية.. كيف ستكون المعركة القادمة؟

أيامٌ قليلة قادمة تفصلنا عن القمة التركية الأمريكية في واشنطن يومي 16- 17 أيار الجاري، والتي تأتي بعد تصعيد عسكري واضح من كلا الطرفين الأمريكي والتركي على امتداد الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد”، ابتداءاً من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي وحتى أقصى شمال الحسكة شمال شرق سوريا. وشهد الشريط الحدودي تحركات عسكرية أمريكية واضحة وتمركز أكثر من 900 جندي أمريكي في نقاط تسيطر عليها ميليشيا “YPG”، حيث أكد قياديون من الميليشيا أن ثلاثة أرتالٍ من القوات الأمريكية انتشرت في اليومين الماضيين على طول الحدود السورية – التركية، ” كقوات فصل ” بين الجيش التركي و”قسد”، رتلٌ من عين العرب حتى تل أبيض، ورتل من تل أبيض إلى رأس العين، وآخر من القامشلي انتهاءً بحدود العراق. لكن قيادياً في الميليشيا عزى أن الأرتال الأمريكية في هذه المنطقة هي من تحضيراتِ “معركة الرقة ” المرتقبة. وصول راجمات صواريخ إلى معبر أطمة   وعلى الضِّفَّة الأخرى من الجانب التركي سجل شهود عيان وصول راجمات صواريخ مغطاة إلى معبر أطمة (السوري – التركي) بالتزامن مع تحليق كثيف لطائرات سلاح الجو التركي في أجواء أطمة وحارم، مع استقدامِ آليات عسكرية ثقيلة وعشرات المجنزرات التركية وهو ما يوحي باستعداداتٍ عامة للقيام بعمل عسكري في الفترة القريبة. ورغم التجاذبات السياسية بين الطرفين الأمريكي والتركي، أعلن الجيش التركي أن أحد مواقعه في بلدة جيلان بينار جنوب شرق البلاد على الحدود مع سوريا قد تعرضت لهجومٍ صاروخي في وقت مبكر من أراض سورية تخضع لسيطرة ميليشيا “YPG” وأكد الجيش أنه رد على الهجوم بالمثل وقتل 11 من عناصر الميليشيا، في حين تواصل القصف الناري بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين النقاط العسكرية المتقابلة للطرفين لا سيما في مناطق عامودا والدرباسية في ريف القامشلي الغربي.   وتوعد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بمتابعة التحركات العسكرية لبلاده “إن ما حصل في سنجار وقره تشوك سيتواصل” ولكنه لم يوضح توقيت هذه التحركات العسكرية قبل أم بعد زيارته إلى واشنطن، ورأى مراقبون في كلام أردوغان محاولة لفرض شروط أنقرة على واشنطن. تواجد روسي في عفرين يذكر أن عملية درع الفرات السابقة انطلقت في 24 آب 2016 أي في نفس اليوم الذي بدأ فيه نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما (جو بايدن) زيارته لأنقرة، وتكرر الأمر الآن بعد وصول قائد القوات الأمريكية في أوروبا إلى أنقرة ولقائه بالقيادات العسكرية للجيش التركي من أجل احتواء التوتر على الحدود السورية التركية، وخاصة بعد الغارات التركية التي استهدفت ميليشيا “YPG” في كل من سنجار بالعراق وكراتشوك بسورية. وعبر أردوغان عن انزعاجه من رؤية الجنود الأمريكيين، في مواقع ميليشيا “YPG”، بقوله “نحن كعضو في حلف الشمال الأطلسي يزعجنا صور ومشاهد استقبال قافلة عسكرية أمريكية بأعلام تنظيم (YPG) ، وعندها سنضطر لمعالجة الأمر بأنفسنا” وأضاف بلهجة تحذيرية “كما قلنا سابقاً إن استمر الوضع على هذا فسنعمل على قطع حبل المشيمة بأنفسنا” في إشارة لدعم القوات الأمريكية للميليشيا. وبشكل متزامن تقريباً كان لافتاً تحريك بعض القوات الروسية من قاعدة حميميم إلى منطقة عفرين لتكون بحسب وزارة الدفاع الروسية “قوات فصلٍ أيضاً بين ميليشيا “YPG”، حليفة موسكو، والجيش الحر المدعوم من الجيش التركي، ولمراقبة وقف اطلاق النار الساري في سوريا منذ نهاية كانون الأول الماضي” لكن مصادر أخرى في المنطقة أكَّدت عزم القوات الروسية على إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في عفرين. ما بين تراشقاتٍ سياسيةٍ وعسكرية ينتظر المراقبون القمة التركية الأمريكية والتي، وبحسب خبراء، ستغير الكثير على أرض الواقع إذا تغيرت السياسة الأمريكية بالتعاطي مع القضية السورية (سياسياً وعسكرياً)، إلى حينها تبقى التحركات العسكرية تمشي على استحياءٍ على طول الحدود السورية – التركية والتي ترفع فيها أعلام كثيرة بحججٍ مختلفة، ويبقى المشترك بينها هو المصلحة السياسية والعسكرية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة