دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعاد الجنرال الأميركي المتقاعد بول فاليلي طرح خطته لتسوية الأزمة السورية عبر حل يمر من خلال التعاون الروسي الأميركي، مؤكداً أن هذا التعاون بإمكانه إنهاء الحرب التي تشهدها سورية منذ ست سنوات، وإعادة بناء «النهضة» في هذه الدولة.
وسبق لهذا الجنرال الذي يرأس حركة «انهضي يا أميركا» ويقدم استشارات للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بشر مطلع آذار الماضي بتوافق روسي أميركي لتسوية الأزمة السورية في غضون 3 أشهر، لكن وبعد نحو شهر من تصريحاته كانت الصواريخ الأميركية تتساقط على إحدى قواعد سلاح الجو السوري في منطقة الشعيرات بريف حمص، الأمر الذي أزعج الروس إلى أبعد حد.
وعلى صدر إحدى الصحف الروسية، أوضح فاليلي خطته التي تتضمن توحيد روسيا والولايات المتحدة، «وحلفاء كل منهما»، جهودهم لمكافحة تنظيم داعش معتبراً القضاء عليه «الخطوة الأولى في تسوية الأزمة السورية»، على أن يلي ذلك برنامج لإقامة مناطق آمنة في سورية تبدأ من غربها وتسمح بعودة اللاجئين. وكتب فاليلي مقالاً لصحيفة «إيزفيستيا» الروسية نشرته أمس: «عندما التقينا.. ترامب، قلت له بصراحة إن عليه لقاء الرئيس فلاديمير بوتين. وكلما جرى هذا اللقاء أسرع كان ذلك أفضل». والأسبوع الماضي اتفق الزعيمان على عقد لقاء بينهما على هامش مشاركتهما في قمة دول «مجموعة العشرين» التي تستضيفها مدينة هامبورغ الألمانية في الثلث الأول من شهر تموز المقبل.
ونبه إلى أن العلاقات الأميركية الروسية تمر «من جديد.. بأوقات عصيبة»، واستدرك قائلاً: «لكننا لا نستطيع السماح لأنفسنا بهذا، لوجود تهديدات وأزمات في عالمنا المعاصر، لا يمكن القضاء عليها إلا بجهود مشتركة»، مشيراً إلى أن الأزمة السورية والأوضاع في الشرق الأوسط عموماً تتصدر تلك التهديدات والأزمات.
وذكر أن حركة «انهضي يا أميركا» صاغت خطة مفصلة لما سماها «نهضة سورية»، وأكد أن الخطة تعني «النهضة» بالمعنى الكامل، «لأنه يجب إنشاء بنى تحتية عصرية كاملة مكان تلك التي دمرت، وكذلك إعادة بناء الاقتصاد وعودة جيل كامل إلى حياة السلم، وخاصة الأطفال الذين شوهت الحرب حياتهم».
وسبق للجنرال الأميركي أن سلم نسخة من خطته للبيت الأبيض ولوزارة الخارجية الروسية.
وشدد في مقاله على أن دحر داعش وبسط الاستقرار السياسي سيكون الأساس لتنفيذ الخطة، وإلا لا معنى للحديث عن نهضة سورية، داعياً إلى تعاون الدولتين العظميين لتحقيق ذلك، وأضاف: «أعتقد أن تخفيف التوتر في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة سيسمح لبلدينا بتعاون حقيقي في سورية»، مبيناً أن الوضع الراهن ليس على النحو المرجو، إذ «يحارب العسكريون الروس والأميركيون عدواً مشترك.. لكن على انفراد»، محذراً من أن مسلحي داعش يستغلون هذا الوضع «في المناورة».
واستطرد مؤكداً أن إنشاء تنسيق عسكري روسي أميركي لمحاربة داعش كان سيجنب البلدين «تجنب النيران الصديقة والغارات الجوية على الحلفاء وحوادث أخرى نلاحظها في الوقت الحاضر»، في إشارة مبطنة إلى العدوان الأميركي على قاعدة الشعيرات.
وأكد أن دحر داعش والقضاء عليه بجهود «روسيا وحلفائها من جانب، وجهود الولايات المتحدة وحلفائها من جانب آخر، سيكون أول خطوة في تسوية الأزمة السورية، وتابع مشيراً إلى أن نهضة أي بلد من وجهة النظر العسكرية، تبدأ بإنشاء مناطق آمنة، وذكر أن أولى هذه المناطق ستقام في اللاذقية وطرطوس، «لأنها أقل تضرراً من العمليات القتالية، ولأنها لا تزال تحتفظ بالبنى التحتية للنقل والخدمات العامة»، مبيناً أن اللاجئين سيعودون إلى هذه المناطق، حيث ستتم تهيئة ظروف طبيعية لإسكانهم فيها، ولاحقاً، بحسب فاليلي، ومع انتشار «الاستقرار» في مناطق أخرى من سورية، ستتم إعادة بناء البنى التحتية الأساسية وخفض المخاطر على الحياة، على أن يعود اللاجئون إلى مناطق إقامتهم الطبيعية، وتعود الحياة إلى طبيعتها وينتعش الاقتصاد، وشرح أن «الهيئات واللجان، التي ستشكل وتعمل تحت رقابة السكان» ستؤدي دور الريادة، و«تصبح الأساس في إعادة بناء الدولة السورية الجديدة».
ولفت إلى أن توصل روسيا والولايات المتحدة إلى اتفاق بخصوص سورية وبجهودهما المشتركة تم دحر «داعش» ووضع نهاية للفوضى في سورية، فإن ذلك سيساعد على تعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط بما يعيد اللاجئين إلى وطنهم، وفي النهاية سيكون «الرابح من هذه التطورات هو البلدان الأوروبية».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة