تراجعت الرئاسة التركية عن تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أعلن فيه أن الهدف من توغل جيش بلاده في الأراضي سورية، هو «الإطاحة» بالرئيس بشار الأسد، بعد مطالبة موسكو أنقرة «بتفسير» هذا التصريح، وتنديد دمشق به وتأكيدها أن «سورية شعباً وجيشاً وقيادة لن تسمح لهذا الطاغية المتغطرس بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها».

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أمس أن «تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أمس (الثلاثاء) التي تضمنت حقيقة أهداف العدوان التركي على سورية كشفت بوضوح أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية ما هو إلا نتيجة للأطماع والأوهام التي تغذي فكر هذا الطاغية الإخواني المتطرف وأن سورية لن تسمح له بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها» وفق ما ذكرت وكالة «سانا».

 

وأدان رجب طيب أردوغان في كلمة يوم الثلاثاء ما وصفه بفشل الأمم المتحدة في سورية وقال: إن توغل تركيا في آب عندما أرسلت دبابات ومقاتلات وقوات خاصة عبر الحدود كان بدافع السخط. وأضاف أردوغان: «نحن هناك لتحقيق العدالة. نحن هناك لإنهاء حكم (الرئيس) الأسد الوحشي الذي ينشر إرهاب الدولة»، حسب زعمه.

 

ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين تعقيباً على تصريحات أردوغان: إن «هذه التصريحات جاءت لتضع حداً لأكاذيبه ولتكشف بوضوح أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية ما هو إلا نتيجة للأطماع والأوهام التي تغذي فكر هذا الطاغية الإخواني المتطرف والذي جعل من تركيا قاعدة أساسية للمجموعات الإرهابية التي تنهل من الفكر نفسه وتعمل على ضرب الاستقرار والأمن في سورية والعراق وتتحمل المسؤولية الأولى عن معاناة الأبرياء جراء الجرائم الإرهابية التي ترتكبها بدعم من النظام التركي».

 

وأضاف المصدر: إن «من السخرية بمكان أن يتحدث طاغية مثل أردوغان عن الديمقراطية وهو الذي جعل من تركيا سجناً كبيراً لكل معارض لسياساته الأمر الذي قوبل بانتقاد واسع من المجتمع الدولي».

 

وأكد المصدر أن «سورية شعباً وجيشاً وقيادة لن تسمح لهذا الطاغية المتغطرس بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها وإذا كانت تحارب الآن أدوات وعملاء هذا الطاغية فإن غداً لناظره قريب».

 

وقال المصدر: إن «سورية تطالب المجتمع الدولي بوضع حد لسلوكيات أردوغان وتدخلاته في شؤون دول المنطقة والتي تشكل تهديداً للسلم الإقليمي والدولي وتتناقض مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخاصة لجهة توفير النظام الأردوغاني كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية».

 

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «كان هذا التصريح بحق كلاماً جديداً بالنسبة لنا». وأضاف: «هذا تصريح خطير للغاية ويختلف عن تصريحات سابقة وعن فهمنا للوضع. نأمل في أن يزودنا شركاؤنا الأتراك بتفسير ما لهذا الأمر».

 

من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيطرح خلال مباحثاته في تركيا الخميس تصريحات أردوغان بشأن الرئيس الأسد.

 

وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف رداً على سؤال لوكالة «تاس»: «سيكون موضوعاً جيداً لتوضيح النيات والمواقف».

 

من جهتها، علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات أردوغان قائلة: «درسنا أمس هذه المسألة. إن هذه التصريحات أثارت ضجة كبيرة، وحاولنا أن نفهم هل قال ذلك بالفعل وكيف نقل ما قاله. إن ما نقل عنه لم يكن تصريحاً مسجلاً له»، مؤكدة «نحن نعتمد على تصريحات علنية فقط».

 

وفي وقت لاحق من موقف دمشق وموسكو من تصريح أردوغان نقل الموقع الالكتروني لقناة «المنار» عن وكالة «سبوتنيك» الروسية بأن مصدراً في ديوان الرئاسة التركي، أفاد بأن تصريح الرئيس التركي، حول إسقاط الرئيس الأسد، «لا ينبغي أن يؤخذ حرفياً».

 

وقال المصدر في ديوان الرئاسة التركية: «جاء تصريح الرئيس هذا أمس، ولكن لا ينبغي أن يؤخذ حرفياً. آمل أن يتم تجاوز سوء الفهم هذا مع روسيا المتعلق بهذا التصريح سريعاً»، مضيفاً: إن بيانات رسمية بشأن تصريح أردوغان يمكن أن يعطيها فقط قادة البلاد رفيعو المستوى.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-11-29
  • 3961
  • من الأرشيف

بعد تحذيرات دمشق و موسكو : الرئاسة التركية تتراجع عن تصريح أردوغان بشأن الرئيس الأسد: لا ينبغي أن يؤخذ حرفياً

تراجعت الرئاسة التركية عن تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أعلن فيه أن الهدف من توغل جيش بلاده في الأراضي سورية، هو «الإطاحة» بالرئيس بشار الأسد، بعد مطالبة موسكو أنقرة «بتفسير» هذا التصريح، وتنديد دمشق به وتأكيدها أن «سورية شعباً وجيشاً وقيادة لن تسمح لهذا الطاغية المتغطرس بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها». وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أمس أن «تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أمس (الثلاثاء) التي تضمنت حقيقة أهداف العدوان التركي على سورية كشفت بوضوح أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية ما هو إلا نتيجة للأطماع والأوهام التي تغذي فكر هذا الطاغية الإخواني المتطرف وأن سورية لن تسمح له بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها» وفق ما ذكرت وكالة «سانا».   وأدان رجب طيب أردوغان في كلمة يوم الثلاثاء ما وصفه بفشل الأمم المتحدة في سورية وقال: إن توغل تركيا في آب عندما أرسلت دبابات ومقاتلات وقوات خاصة عبر الحدود كان بدافع السخط. وأضاف أردوغان: «نحن هناك لتحقيق العدالة. نحن هناك لإنهاء حكم (الرئيس) الأسد الوحشي الذي ينشر إرهاب الدولة»، حسب زعمه.   ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين تعقيباً على تصريحات أردوغان: إن «هذه التصريحات جاءت لتضع حداً لأكاذيبه ولتكشف بوضوح أن العدوان التركي السافر على الأراضي السورية ما هو إلا نتيجة للأطماع والأوهام التي تغذي فكر هذا الطاغية الإخواني المتطرف والذي جعل من تركيا قاعدة أساسية للمجموعات الإرهابية التي تنهل من الفكر نفسه وتعمل على ضرب الاستقرار والأمن في سورية والعراق وتتحمل المسؤولية الأولى عن معاناة الأبرياء جراء الجرائم الإرهابية التي ترتكبها بدعم من النظام التركي».   وأضاف المصدر: إن «من السخرية بمكان أن يتحدث طاغية مثل أردوغان عن الديمقراطية وهو الذي جعل من تركيا سجناً كبيراً لكل معارض لسياساته الأمر الذي قوبل بانتقاد واسع من المجتمع الدولي».   وأكد المصدر أن «سورية شعباً وجيشاً وقيادة لن تسمح لهذا الطاغية المتغطرس بالتدخل في شؤونها وستقطع اليد التي تمتد إليها وإذا كانت تحارب الآن أدوات وعملاء هذا الطاغية فإن غداً لناظره قريب».   وقال المصدر: إن «سورية تطالب المجتمع الدولي بوضع حد لسلوكيات أردوغان وتدخلاته في شؤون دول المنطقة والتي تشكل تهديداً للسلم الإقليمي والدولي وتتناقض مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخاصة لجهة توفير النظام الأردوغاني كل أشكال الدعم للمجموعات الإرهابية».   وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: «كان هذا التصريح بحق كلاماً جديداً بالنسبة لنا». وأضاف: «هذا تصريح خطير للغاية ويختلف عن تصريحات سابقة وعن فهمنا للوضع. نأمل في أن يزودنا شركاؤنا الأتراك بتفسير ما لهذا الأمر».   من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف سيطرح خلال مباحثاته في تركيا الخميس تصريحات أردوغان بشأن الرئيس الأسد.   وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف رداً على سؤال لوكالة «تاس»: «سيكون موضوعاً جيداً لتوضيح النيات والمواقف».   من جهتها، علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على تصريحات أردوغان قائلة: «درسنا أمس هذه المسألة. إن هذه التصريحات أثارت ضجة كبيرة، وحاولنا أن نفهم هل قال ذلك بالفعل وكيف نقل ما قاله. إن ما نقل عنه لم يكن تصريحاً مسجلاً له»، مؤكدة «نحن نعتمد على تصريحات علنية فقط».   وفي وقت لاحق من موقف دمشق وموسكو من تصريح أردوغان نقل الموقع الالكتروني لقناة «المنار» عن وكالة «سبوتنيك» الروسية بأن مصدراً في ديوان الرئاسة التركي، أفاد بأن تصريح الرئيس التركي، حول إسقاط الرئيس الأسد، «لا ينبغي أن يؤخذ حرفياً».   وقال المصدر في ديوان الرئاسة التركية: «جاء تصريح الرئيس هذا أمس، ولكن لا ينبغي أن يؤخذ حرفياً. آمل أن يتم تجاوز سوء الفهم هذا مع روسيا المتعلق بهذا التصريح سريعاً»، مضيفاً: إن بيانات رسمية بشأن تصريح أردوغان يمكن أن يعطيها فقط قادة البلاد رفيعو المستوى.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة