أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن تحرير ما يزيد على 80 ألفاً من سكان حلب بمن فيهم عشرات الآلاف من الأطفال لم يكن في يوم من الأيام جزءاً من خطط وزارات الخارجية الفرنسية والأمريكية والبريطانية

 

 التي زعمت خلال السنوات الماضية أنها تدافع عن هؤلاء المدنيين موضحاً أن دعوة حكومات هذه الدول لفرض عقوبات على روسيا وسورية بعد تحرير أهلنا المدنيين إنما تبرهن من جديد أن هؤلاء السوريين قد استخدموا من قبل رعاة الإرهاب لحماية الإرهابيين من كل الألوان ولممارسة الابتزاز السياسي الرخيص.

 

وقال الجعفري في بيان خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط: “مرة أخرى يتداعى ممثلو ومشغلو تنظيم “جبهة النصرة” والجماعات الإرهابية التابعة له لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن في محاولة منهم لنجدة هؤلاء الإرهابيين وتقديم دعم معنوي وسياسي لهم في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في مكافحة الإرهاب في سورية، الإرهاب بشقيه المعتدل والمعدل وراثياً”.

 

وأضاف مندوب سورية “إن العشرات من المدنيين الذين حاولوا اليوم الخروج من الأحياء الشرقية في حلب إلى الأحياء الغربية أي الهروب من مناطق الإرهابيين إلى مناطق انتشار الجيش العربي السوري قتلوا من قبل الإرهابيين” المعارضين المعتدلين المعدلين وراثياً” الذين تحبهم وفود الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.

 

وقال الجعفري: “أؤكد لممثلي أبومحمد الجولاني في مجلس الأمن وهو الأخ غير الشقيق لأبي بكر البغدادي زعيم ما يسمى داعش أن استمرارهم في المتاجرة بالدم السوري وبمعاناة الشعب السوري من خلال اختزال ما يجري في سورية بأنه مسألة إنسانية بحتة لن يثني حكومة الجمهورية العربية السورية بدعم من حلفائها عن ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في مكافحة الإرهاب وفي إنقاذ السوريين من ويلات وممارسات هذه المجموعات وذلك انسجاماً مع مبادئ القانون الدولي وتطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لمكافحة الإرهاب شأنها في ذلك شأن أي دولة عضو ذات سيادة في هذه المنظمة الدولية”.

 

وأشار الجعفري إلى الرسالة التي كتبها أطفال سورية احتجاجاً على اعتداءات التنظيمات الإرهابية واستهدافها بالقذائف الصاروخية للمدارس في حلب وسلموها أمس للممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في دمشق حيث قالوا فيها: “نريد الذهاب إلى مدارسنا دون خوف من سيارة مفخخة، نريد أن نلعب دون أن تفاجئنا القذائف والعبوات الناسفة، نريد أن نعيش بأمان وسلام وفرح، إن دماء رفاقنا الأطفال الذين ارتقوا شهداء في كل المدن السورية لن تذهب هدراً بل هي منارة النصر القريب على قوى الإرهاب والظلام”.

 

وأوضح الجعفري: “يبدو أن ممثل اليونيسيف الذي يحضر الجلسة لم يسمع بهذه الرسالة وإن ممثلي جبهة النصرة داخل مجلس الأمن وخارجه لن يسمعوا كلام هؤلاء الأطفال ولن يسمعوا القصص ولا الشهادات المروعة التي رواها عشرات الآلاف من أهلنا ممن أنقذهم الجيش السوري وحلفاؤه في مدينة حلب خلال الأيام الماضية عن ممارسات جبهة النصرة والجماعات الإرهابية التابعة لها خلال السنوات الأربع الماضية وهي معاناة ومآس مروعة تبدأ ببيعهم المساعدات الإنسانية ورغيف الخبز بأسعار لا قبل لهم بها ولا تنتهي بتجنيد أطفالهم وسبي نسائهم واتخاذهم دروعاً بشرية وهي كلها قصص حقيقية يطلع عليها الرأي العام العالمي على مدار الساعة ولا علاقة لها بقصص ألف ليلة وليلة التي يحلو للبعض روايتها داخل أروقة هذا المجلس”.

 

وتوجه الجعفري لمندوبة الولايات المتحدة الأمريكية بالقول: “إن داعش وجبهة النصرة وكل هؤلاء الإرهابيين الذين يسبون النساء قد وضعوا قائمة بأسعارهن عندما يبيعوهن في سوق النخاسة حسب العمر فيبدو أن الشريحة التي تنطبق على بعض الزميلات الحاضرات هنا في هذه القاعة للأسف تجعلهن عرضة للبيع بأربعين دولاراً فقط، قيمة المرأة عندما تسبى 40 دولاراً فقط”.

 

ولفت الجعفري إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين لم يستخدما كلمة “الإرهابيين” وإنما استخدما تعبير” المجموعات المسلحة من غير الدول” عندما أشارا إلى منعهم المدنيين في شرق حلب من الخروج مؤكداً أن “هذا يعني أن هذه الجماعات الإرهابية تأخذ المدنيين دروعاً بشرية”.

 

وشدد الجعفري على أن المسرح العبثي الذي مارسه البعض داخل هذا المجلس اليوم من خلال البيانات المضللة التي تتسق مع مواقف حكوماتهم الابتزازية وممارساتها الهدامة لن يحجب نور الشمس ولا حقيقة أن أهلنا في بعض أحياء حلب قد استعادوا الأمل في الحياة بعد أن حررهم الجيش السوري وحلفاؤه وقدم لهم كل وسائل العيش الكريم من مأوى وغذاء ودواء ما وفر لهم الشعور بالأمان والاستقرار بعد معاناة تجاوزت أربع سنوات.

 

وقال الجعفري: “لقد فشل هذا المسرح العبثي وأبطاله من ممثلي جبهة النصرة داخل المجلس في تشويه الإنجاز العسكري المتمثل في تحرير المدنيين في حلب من الإرهاب كما فشل في تشويه صورة الأداء الإنساني والإغاثي الذي قدمته الحكومة السورية بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء لهؤلاء المدنيين بعد تخليصهم من براثن الإرهاب”.

 

وأشار في هذا الصدد إلى أن الحكومة السورية قد طلبت اليوم من مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة في دمشق المساهمة في الجهد الإغاثي الذي تبذله الحكومة السورية للتخفيف من معاناة عشرات الآلاف في مدينة حلب وأن يقوم الممثل المقيم باستعمال مخزون مستودعات الأمم المتحدة في مدينة حلب وأي مساعدات أخرى تسهم في سد الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وأن الممثل المقيم سيذهب إلى حلب لأن السلطات الحكومية السورية وافقت على ذلك غداً الخميس.

 

ونوه مندوب سورية في هذا المجال بجهود وإنجازات روسيا الاتحادية الصديقة التي لم يقتصر دعمها لسورية على الحرب ضد الإرهاب بل امتد بشكل كبير ليشمل مختلف أوجه العمل الإنساني والإغاثي وكان آخرها تكليف الرئيس فلاديمير بوتين وزارتي الدفاع والطوارئ إرسال مستشفيات متنقلة لتقديم المساعدة الطبية لسكان حلب والمناطق القريبة منها مؤكداً أنها مستشفيات ميدانية حقيقية وليست استديوهات لفبركة بطولات وهمية لإرهابيي ما يسمى “الخوذ البيضاء” التي أسسها ضابط الاستخبارات البريطاني جيمس لوميزورييه ويبدو من اسمه أن له أصولا فرنسية كهوية من دعا لعقد هذه الجلسة.

 

وأضاف الجعفري: “لقد آن الأوان لهذا المسرح العبثي أن يتوقف عن ممارساته التي أدت إلى انتشار خطر الإرهاب بشكل غير مسبوق ما نتج عنه حالة من الذعر لدى الرأي العام العالمي بعد وصول هذا الإرهاب إلى كل أنحاء العالم وقد بات حرياً على هذه الدول أن تدرك أنه لا يمكن استخدام الإرهاب كأداة لتحويل حلب إلى قندهار أخرى، هذا الأمر لن يروه ولا حتى في منامهم أو كوابيسهم”.

 

وقال الجعفري: “إنه من المؤسف أن هذه الممارسة السياسية الخفيفة لا تقتصر على حكومات دول أعضاء في الأمم المتحدة بل تمتد لتشمل بعض كبار موظفي الأمانة العامة للأمم المتحدة الذين وصفوا مصير عشرات الآلاف من المدنيين الذين أنقذهم الجيش السوري وحلفاؤه من براثن الإرهاب بأنه مصير مجهول وغير آمن وكأنهم يتداعون إلى مد يد الغيث والعون للإرهابيين ويرسلون لهم الرسالة تلو الأخرى أن استمروا في إرهابكم المعتدل ونتكفل نحن بتبييض صفحتكم في مجلس الأمن”.

 

وأضاف الجعفري: “لقد بات أمراً واقعاً وخطراً أن البعض في مجلس الأمن قد تخلى عن مسؤولياته في محاربة الإرهاب وصيانة الأمن والسلم الدوليين وجعله مسرحاً للابتزاز والتجاذب السياسي في معرض معالجته للحرب الإرهابية المفروضة على سورية حتى وصل الأمر بهذه الدول إلى عرقلة إدراج تنظيمات إرهابية على قوائم مجلس الأمن الخاصة بالتنظيمات الإرهابية وكان آخرها كما تعرفون رفض كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إدراج تنظيمي “جيش محمد” و” أحرار الشام” الإرهابيين على تلك القوائم”.

 

ولفت الجعفري إلى أن تخلي هذه الدول عن مسؤولياتها في تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاسيما القرار 2253 امتد إلى غض الطرف عن ممارسات بعض الدول في دعمها للمجموعات الإرهابية المتمثلة بتقديم الدعم المالي والإعلامي غير المحدود للإرهابيين والفتاوى التكفيرية والجهادية الوهابية والتسهيلات اللوجستية وفتح الحدود أمام السلاح والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وهي كلها أمور يقدمها كل من نظام آل سعود الأب الروحي للإرهاب العالمي ونظام أردوغان الراعي الحقيقي لتنظيم “الإخوان المسلمين” الإرهابي العالمي والذي مازال يتوهم حتى اليوم بأنه سلطان زمانه وكذلك نظام آل ثاني القطري الممول والراعي الرئيسي لـ “جبهة النصرة” والذي أكد وزير خارجيته أمس الأول في تصريحات لوكالة رويترز استمرار مشيخته في تقديم الدعم والسلاح للإرهابيين في سورية حتى لو توقفت الإدارة الأمريكية المقبلة عن تقديم هذا الدعم.

 

وأضاف الجعفري: “يندرج في ذات السياق الدور التخريبي الذي تمارسه إسرائيل من خلال الدعم الذي تقدمه للتنظيمات الإرهابية في منطقة الفصل وفي محيط مدينة درعا ولا سيما لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي” مشيراً في هذا الصدد إلى العدوان الإسرائيلي في الساعات المتأخرة من ليلة أمس” والذي لم يتطرق إليه أحد ممن قدموا لكم الاحاطات هذا اليوم” على منطقة الصبورة بريف دمشق الغربي مؤكداً أن هذا العدوان يشكل محاولة يائسة من كيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع معنويات التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنهارة بعد تكبيدها خسائر فادحة في العديد من المناطق ولاسيما في الريف الغربي لدمشق.

 

وقال الجعفري: “أجدد دعوتي إلى رقيقي القلب في هذا المجلس ممن مازالوا يتعاطفون مع “الإرهابيين المعتدلين المعدلين وراثياً” لأن يعملوا على استعادة نفاياتهم المتوحشة هذه والتي عملوا على تصديرها لنا خلال السنوات الخمس الماضية وأن يعتنوا بهم إن شاؤوا من خلال إنشاء مناطق إدارة ذاتية لهم في مدنهم هم، في أوروبا وأمريكا وفي أماكن أخرى، خذوهم إذا كنتم تريدون “جبهة النصرة” خذوا أفرادها لعندكم وأعطوهم سمات دخول وإقامات وسيكونون إرهابيين جيدين في بلادكم”.

 

وجدد الجعفري التزام الحكومة السورية بسياستها القائمة على الموازاة بين أولوية محاربة الإرهاب باعتباره يشكل التهديد الأساسي للأمن والاستقرار في مختلف أنحاء سورية وبين السعي إلى حل سياسي أساسه الحوار السوري السوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة مشيراً في هذا الصدد إلى أن الحكومة السورية لاتزال تنتظر دعوة مبعوث الأمين العام الخاص إلى سورية لاستئناف الحوار السوري الذي أوقفه منذ أيار 2016.

 

ولفت الجعفري إلى أن المدعوين اليوم لإحاطة هذا المجلس بتقييم ما يجري في مدينة حلب قد تمت استضافتهم من كل من لندن وجنيف وعمان وغاب عن الشاشة حضور أي مندوب أو ممثل للأمم المتحدة من سورية وهو أمر أثبت نجاعته في الجلسة السابقة من خلال مشاركة اليزابيث هوف ممثلة الصحة العالمية في دمشق التي أفادتنا بكثير من المعلومات موضحاً أن “هذه ثغرة خطرة جداً من حيث استبعاد ممثلي الأمم المتحدة العاملين في دمشق من تقديم إحاطاتهم لهذا المجلس وهو مشهد عجيب يذكرنا بمشهد عجيب آخر من حيث قيام ثلاث دول أعضاء في هذا المجلس بالعمل على إعداد مشروع قرار إنساني من دون التنسيق والتشاور مع وفد حكومة الجمهورية العربية السورية”.

  • فريق ماسة
  • 2016-11-30
  • 14203
  • من الأرشيف

الجعفري: ملتزمون بمكافحة الإرهاب وبالسعي لحل سياسي دون شروط مسبقة

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن تحرير ما يزيد على 80 ألفاً من سكان حلب بمن فيهم عشرات الآلاف من الأطفال لم يكن في يوم من الأيام جزءاً من خطط وزارات الخارجية الفرنسية والأمريكية والبريطانية    التي زعمت خلال السنوات الماضية أنها تدافع عن هؤلاء المدنيين موضحاً أن دعوة حكومات هذه الدول لفرض عقوبات على روسيا وسورية بعد تحرير أهلنا المدنيين إنما تبرهن من جديد أن هؤلاء السوريين قد استخدموا من قبل رعاة الإرهاب لحماية الإرهابيين من كل الألوان ولممارسة الابتزاز السياسي الرخيص.   وقال الجعفري في بيان خلال جلسة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط: “مرة أخرى يتداعى ممثلو ومشغلو تنظيم “جبهة النصرة” والجماعات الإرهابية التابعة له لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن في محاولة منهم لنجدة هؤلاء الإرهابيين وتقديم دعم معنوي وسياسي لهم في ظل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه في مكافحة الإرهاب في سورية، الإرهاب بشقيه المعتدل والمعدل وراثياً”.   وأضاف مندوب سورية “إن العشرات من المدنيين الذين حاولوا اليوم الخروج من الأحياء الشرقية في حلب إلى الأحياء الغربية أي الهروب من مناطق الإرهابيين إلى مناطق انتشار الجيش العربي السوري قتلوا من قبل الإرهابيين” المعارضين المعتدلين المعدلين وراثياً” الذين تحبهم وفود الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.   وقال الجعفري: “أؤكد لممثلي أبومحمد الجولاني في مجلس الأمن وهو الأخ غير الشقيق لأبي بكر البغدادي زعيم ما يسمى داعش أن استمرارهم في المتاجرة بالدم السوري وبمعاناة الشعب السوري من خلال اختزال ما يجري في سورية بأنه مسألة إنسانية بحتة لن يثني حكومة الجمهورية العربية السورية بدعم من حلفائها عن ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في مكافحة الإرهاب وفي إنقاذ السوريين من ويلات وممارسات هذه المجموعات وذلك انسجاماً مع مبادئ القانون الدولي وتطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة لمكافحة الإرهاب شأنها في ذلك شأن أي دولة عضو ذات سيادة في هذه المنظمة الدولية”.   وأشار الجعفري إلى الرسالة التي كتبها أطفال سورية احتجاجاً على اعتداءات التنظيمات الإرهابية واستهدافها بالقذائف الصاروخية للمدارس في حلب وسلموها أمس للممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في دمشق حيث قالوا فيها: “نريد الذهاب إلى مدارسنا دون خوف من سيارة مفخخة، نريد أن نلعب دون أن تفاجئنا القذائف والعبوات الناسفة، نريد أن نعيش بأمان وسلام وفرح، إن دماء رفاقنا الأطفال الذين ارتقوا شهداء في كل المدن السورية لن تذهب هدراً بل هي منارة النصر القريب على قوى الإرهاب والظلام”.   وأوضح الجعفري: “يبدو أن ممثل اليونيسيف الذي يحضر الجلسة لم يسمع بهذه الرسالة وإن ممثلي جبهة النصرة داخل مجلس الأمن وخارجه لن يسمعوا كلام هؤلاء الأطفال ولن يسمعوا القصص ولا الشهادات المروعة التي رواها عشرات الآلاف من أهلنا ممن أنقذهم الجيش السوري وحلفاؤه في مدينة حلب خلال الأيام الماضية عن ممارسات جبهة النصرة والجماعات الإرهابية التابعة لها خلال السنوات الأربع الماضية وهي معاناة ومآس مروعة تبدأ ببيعهم المساعدات الإنسانية ورغيف الخبز بأسعار لا قبل لهم بها ولا تنتهي بتجنيد أطفالهم وسبي نسائهم واتخاذهم دروعاً بشرية وهي كلها قصص حقيقية يطلع عليها الرأي العام العالمي على مدار الساعة ولا علاقة لها بقصص ألف ليلة وليلة التي يحلو للبعض روايتها داخل أروقة هذا المجلس”.   وتوجه الجعفري لمندوبة الولايات المتحدة الأمريكية بالقول: “إن داعش وجبهة النصرة وكل هؤلاء الإرهابيين الذين يسبون النساء قد وضعوا قائمة بأسعارهن عندما يبيعوهن في سوق النخاسة حسب العمر فيبدو أن الشريحة التي تنطبق على بعض الزميلات الحاضرات هنا في هذه القاعة للأسف تجعلهن عرضة للبيع بأربعين دولاراً فقط، قيمة المرأة عندما تسبى 40 دولاراً فقط”.   ولفت الجعفري إلى أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين لم يستخدما كلمة “الإرهابيين” وإنما استخدما تعبير” المجموعات المسلحة من غير الدول” عندما أشارا إلى منعهم المدنيين في شرق حلب من الخروج مؤكداً أن “هذا يعني أن هذه الجماعات الإرهابية تأخذ المدنيين دروعاً بشرية”.   وشدد الجعفري على أن المسرح العبثي الذي مارسه البعض داخل هذا المجلس اليوم من خلال البيانات المضللة التي تتسق مع مواقف حكوماتهم الابتزازية وممارساتها الهدامة لن يحجب نور الشمس ولا حقيقة أن أهلنا في بعض أحياء حلب قد استعادوا الأمل في الحياة بعد أن حررهم الجيش السوري وحلفاؤه وقدم لهم كل وسائل العيش الكريم من مأوى وغذاء ودواء ما وفر لهم الشعور بالأمان والاستقرار بعد معاناة تجاوزت أربع سنوات.   وقال الجعفري: “لقد فشل هذا المسرح العبثي وأبطاله من ممثلي جبهة النصرة داخل المجلس في تشويه الإنجاز العسكري المتمثل في تحرير المدنيين في حلب من الإرهاب كما فشل في تشويه صورة الأداء الإنساني والإغاثي الذي قدمته الحكومة السورية بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء لهؤلاء المدنيين بعد تخليصهم من براثن الإرهاب”.   وأشار في هذا الصدد إلى أن الحكومة السورية قد طلبت اليوم من مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة في دمشق المساهمة في الجهد الإغاثي الذي تبذله الحكومة السورية للتخفيف من معاناة عشرات الآلاف في مدينة حلب وأن يقوم الممثل المقيم باستعمال مخزون مستودعات الأمم المتحدة في مدينة حلب وأي مساعدات أخرى تسهم في سد الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وأن الممثل المقيم سيذهب إلى حلب لأن السلطات الحكومية السورية وافقت على ذلك غداً الخميس.   ونوه مندوب سورية في هذا المجال بجهود وإنجازات روسيا الاتحادية الصديقة التي لم يقتصر دعمها لسورية على الحرب ضد الإرهاب بل امتد بشكل كبير ليشمل مختلف أوجه العمل الإنساني والإغاثي وكان آخرها تكليف الرئيس فلاديمير بوتين وزارتي الدفاع والطوارئ إرسال مستشفيات متنقلة لتقديم المساعدة الطبية لسكان حلب والمناطق القريبة منها مؤكداً أنها مستشفيات ميدانية حقيقية وليست استديوهات لفبركة بطولات وهمية لإرهابيي ما يسمى “الخوذ البيضاء” التي أسسها ضابط الاستخبارات البريطاني جيمس لوميزورييه ويبدو من اسمه أن له أصولا فرنسية كهوية من دعا لعقد هذه الجلسة.   وأضاف الجعفري: “لقد آن الأوان لهذا المسرح العبثي أن يتوقف عن ممارساته التي أدت إلى انتشار خطر الإرهاب بشكل غير مسبوق ما نتج عنه حالة من الذعر لدى الرأي العام العالمي بعد وصول هذا الإرهاب إلى كل أنحاء العالم وقد بات حرياً على هذه الدول أن تدرك أنه لا يمكن استخدام الإرهاب كأداة لتحويل حلب إلى قندهار أخرى، هذا الأمر لن يروه ولا حتى في منامهم أو كوابيسهم”.   وقال الجعفري: “إنه من المؤسف أن هذه الممارسة السياسية الخفيفة لا تقتصر على حكومات دول أعضاء في الأمم المتحدة بل تمتد لتشمل بعض كبار موظفي الأمانة العامة للأمم المتحدة الذين وصفوا مصير عشرات الآلاف من المدنيين الذين أنقذهم الجيش السوري وحلفاؤه من براثن الإرهاب بأنه مصير مجهول وغير آمن وكأنهم يتداعون إلى مد يد الغيث والعون للإرهابيين ويرسلون لهم الرسالة تلو الأخرى أن استمروا في إرهابكم المعتدل ونتكفل نحن بتبييض صفحتكم في مجلس الأمن”.   وأضاف الجعفري: “لقد بات أمراً واقعاً وخطراً أن البعض في مجلس الأمن قد تخلى عن مسؤولياته في محاربة الإرهاب وصيانة الأمن والسلم الدوليين وجعله مسرحاً للابتزاز والتجاذب السياسي في معرض معالجته للحرب الإرهابية المفروضة على سورية حتى وصل الأمر بهذه الدول إلى عرقلة إدراج تنظيمات إرهابية على قوائم مجلس الأمن الخاصة بالتنظيمات الإرهابية وكان آخرها كما تعرفون رفض كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا إدراج تنظيمي “جيش محمد” و” أحرار الشام” الإرهابيين على تلك القوائم”.   ولفت الجعفري إلى أن تخلي هذه الدول عن مسؤولياتها في تطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاسيما القرار 2253 امتد إلى غض الطرف عن ممارسات بعض الدول في دعمها للمجموعات الإرهابية المتمثلة بتقديم الدعم المالي والإعلامي غير المحدود للإرهابيين والفتاوى التكفيرية والجهادية الوهابية والتسهيلات اللوجستية وفتح الحدود أمام السلاح والمقاتلين الإرهابيين الأجانب وهي كلها أمور يقدمها كل من نظام آل سعود الأب الروحي للإرهاب العالمي ونظام أردوغان الراعي الحقيقي لتنظيم “الإخوان المسلمين” الإرهابي العالمي والذي مازال يتوهم حتى اليوم بأنه سلطان زمانه وكذلك نظام آل ثاني القطري الممول والراعي الرئيسي لـ “جبهة النصرة” والذي أكد وزير خارجيته أمس الأول في تصريحات لوكالة رويترز استمرار مشيخته في تقديم الدعم والسلاح للإرهابيين في سورية حتى لو توقفت الإدارة الأمريكية المقبلة عن تقديم هذا الدعم.   وأضاف الجعفري: “يندرج في ذات السياق الدور التخريبي الذي تمارسه إسرائيل من خلال الدعم الذي تقدمه للتنظيمات الإرهابية في منطقة الفصل وفي محيط مدينة درعا ولا سيما لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي” مشيراً في هذا الصدد إلى العدوان الإسرائيلي في الساعات المتأخرة من ليلة أمس” والذي لم يتطرق إليه أحد ممن قدموا لكم الاحاطات هذا اليوم” على منطقة الصبورة بريف دمشق الغربي مؤكداً أن هذا العدوان يشكل محاولة يائسة من كيان الاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع معنويات التنظيمات الإرهابية التكفيرية المنهارة بعد تكبيدها خسائر فادحة في العديد من المناطق ولاسيما في الريف الغربي لدمشق.   وقال الجعفري: “أجدد دعوتي إلى رقيقي القلب في هذا المجلس ممن مازالوا يتعاطفون مع “الإرهابيين المعتدلين المعدلين وراثياً” لأن يعملوا على استعادة نفاياتهم المتوحشة هذه والتي عملوا على تصديرها لنا خلال السنوات الخمس الماضية وأن يعتنوا بهم إن شاؤوا من خلال إنشاء مناطق إدارة ذاتية لهم في مدنهم هم، في أوروبا وأمريكا وفي أماكن أخرى، خذوهم إذا كنتم تريدون “جبهة النصرة” خذوا أفرادها لعندكم وأعطوهم سمات دخول وإقامات وسيكونون إرهابيين جيدين في بلادكم”.   وجدد الجعفري التزام الحكومة السورية بسياستها القائمة على الموازاة بين أولوية محاربة الإرهاب باعتباره يشكل التهديد الأساسي للأمن والاستقرار في مختلف أنحاء سورية وبين السعي إلى حل سياسي أساسه الحوار السوري السوري وبقيادة سورية ودون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة مشيراً في هذا الصدد إلى أن الحكومة السورية لاتزال تنتظر دعوة مبعوث الأمين العام الخاص إلى سورية لاستئناف الحوار السوري الذي أوقفه منذ أيار 2016.   ولفت الجعفري إلى أن المدعوين اليوم لإحاطة هذا المجلس بتقييم ما يجري في مدينة حلب قد تمت استضافتهم من كل من لندن وجنيف وعمان وغاب عن الشاشة حضور أي مندوب أو ممثل للأمم المتحدة من سورية وهو أمر أثبت نجاعته في الجلسة السابقة من خلال مشاركة اليزابيث هوف ممثلة الصحة العالمية في دمشق التي أفادتنا بكثير من المعلومات موضحاً أن “هذه ثغرة خطرة جداً من حيث استبعاد ممثلي الأمم المتحدة العاملين في دمشق من تقديم إحاطاتهم لهذا المجلس وهو مشهد عجيب يذكرنا بمشهد عجيب آخر من حيث قيام ثلاث دول أعضاء في هذا المجلس بالعمل على إعداد مشروع قرار إنساني من دون التنسيق والتشاور مع وفد حكومة الجمهورية العربية السورية”.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة