دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مع تواصل العمل في تنفيذ اتفاقي التسوية في مدينة التل في ريف دمشق الشمالي ومخيم خان الشيح بريف العاصمة الغربي، بدأ الحديث عن موافقة مسلحي بلدة كناكر على التفاوض مع الجيش العربي السوري، «حول مصير البلدة»، وعن اتفاق تسوية في بلدتي زاكية والكسوة.
وتحدثت مصادر وثيقة الاطلاع على تفاصيل اتفاق التسوية في مدينة التل عن «إقبال كثيف» من المسلحين والمطلوبين على تسجيل أسمائهم من أجل تسوية أوضاعهم، وقدرت عدد من سجلوا أسماءهم حتى ساعة إعداد هذا التقرير بألف شخص، لكن مصادر في لجان المصالحة لم تؤكد ولم تنف الرقم.
وتحدثت المصادر الوثيقة الاطلاع عن حالة من الارتياح النفسي سادت أوساط المواطنين بعد التوصل إلى الاتفاق والبدء بتنفيذ بنوده.
وكانت المصادر نفسها قالت أول من أمس: إنه «بدأت صباح السبت عملية تسليم الأسلحة من المسلحين (في مدينة التل) وتسوية الأوضاع، وأن 15 شخصاً تمت تسوية أوضاعهم»، بعد التوصل إلى اتفاق التسوية ليل الجمعة السبت.
وأوضحت، أن الاتفاق يتضمن «خروج كل المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم بسلاحهم الفردي إلى المناطق التي يرغبون فيها وتسليم جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة لتتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في البقاء بالمدينة، وتسوية أوضاع المطلوبين من نساء ورجال من منطقة التل». وذكرت، أن الاتفاق يتضمن تسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والفارين، مع تشكيل لجنة من 200 شخص من الأهالي ولجان المصالحة وممن تمت تسوية أوضاعهم، لتأمين حماية المدينة بإشراف الجهات المختصة». وتضمن الاتفاق «فتح طريق دمشق التل وتسهيل دخول جميع المواد الغذائية وغيرها إلى المدينة وكذلك فتح طريق منين التل».
وتمتد مدينة التل في الريف الشمالي للعاصمة على سلسلة جبال القلمون، وتبعد عن مركز دمشق نحو 14 كلم.
وتُعد المدينة مفتاح الغوطة الشرقية من الجهة الشمالية من ناحية مدينة برزة وتمتد مع وادي موسى باتجاه وادي بردى. كما أنها تشكل أحد المعابر الإستراتيجية للمسلحين من سلسلة القلمون باتجاه العاصمة، فضلا عن كونها تشكل تهديداً رئيسياً على أوتستراد دمشق – حمص، إذ تسيطر عليه من كل اتجاهاته.
مع بداية الأحداث قام الجيش العربي السوري بعملية عسكرية في مدينة التل لتخضع بعدها للمصالحة على قاعدة عدم التعرض للطريق الدولي.
وبعد قيام المسلحين بخرق بنود الهدنة والمصالحة وتهديدهم للمدنيين داخل المدينة وخارجها، بادر الجيش إلى حماية المدنيين داخل المدينة والطريق الدولية، حيث قام بتاريخ 23/11/2016 بتضييق الحصار على المسلحين عبر السيطرة على وادي موسى، معبر المسلحين الوحيد.
أثر هذه الإجراءات، تحركت فعاليات المدينة وخرجت في تظاهرات تطالب المسلحين بالخروج.
ومع انتهاء سيطرة المسلحين على المدينة يكون الجيش قد قطع أهم طرق إمداد المسلحين عن الغوطة الشرقية، ويغلق بوابة من بوابات إمداد مسلحي وادي بردى.
وعلى خط مواز، تواصلت أمس عملية تنفيذ اتفاق التسوية في مخيم خان الشيح بريف دمشق الغربي، وقال شهود عيان لـ«الوطن»: إن الباصات الخضراء توافدت إلى المنطقة تمهيدا لنقل المسلحين غير الراغبين بتسوية أوضاعهم إلى إدلب.
من جانبها ذكرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسوك» أنه تم أمس فتح الطرقات في المنطقة وتواصلت عملية تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف على أن يتم يوم غد ترحيل المسلحين إلى إدلب. وتحدثت المصادر عن أن «اتفاقاً في زاكية والكسوة (القريبتين سيبصر النور قريباً».
وفي السياق ذكر موقع «الحل السوري» المعارض أن الميليشيات المسلحة في بلدة كناكر في ريف دمشق الغربي «وافقت على التفاوض مع قوات النظام حول مصير البلدة»، وأنه من المقرر أن يتم «تشكيل وفد خاص بالتفاوض (أمس الأحد)، لتستكمل بذلك المفاوضات التي ستحدد الوضع النهائي في البلدة».
ونقل الموقع عن مصدر من المنطقة رفض ذكر اسمه: إن المفاوضات «ستبدأ فعلياً فور تشكيل الوفد الذي سيتم اختياره اليوم لتمثيل كناكر في هذه الفترة». مضيفاً: إن الفترة الماضية «شهدت اضطرابات ميدانية للضغط على المعارضة المسلحة في البلدة لإجبارها على التفاوض، حيث زادت وتيرة الاعتقالات على الحواجز العسكرية، كما تم إغلاق الطريق الواصل إليها بشكل كامل»، وفق المصدر، الذي قال إن تظاهرتين خرجتا من مسجد البلدة، الأولى طالبت بـ«إتمام المصالحة والابتعاد عن الدمار».
وسيتم التركيز في المفاوضات على ملفات «المعتقلين، والمنشقين، والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، وسلاح الفصائل، والرافضين للمصالحة، وأمور إنسانية واجتماعية أخرى»، بحسب المصدر ذاته.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة