دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يبدو أن نيران الفتنة التي قدم من السعودية ليشعلها باتت تحاصره من كل جانب، ولم يبق له سوى النحيب والاستغاثة، هذا هو حال شرعي ميليشيا «جيش الفتح» عبد اللـه المحيسني، سعودي الجنسية،الذي أقر بفشل «ملحمة حلب الكبرى» في نسختيها الأولى والثانية التي تغنى بها وروج لها، مناشداً تركيا بالتدخل العسكري المباشر أمام الجيش العربي السوري لقلب المعادلة العسكرية في شمالي سورية، معترفاً بأن مصيره ومصير من قدموا إلى سورية حاملين الإرهاب هو الخروج منها. كلام المحيسني هذا يعتبر دليلاً على أن معركة أحياء شرقي حلب قد حسمت، ففي شقه الأول يحمل إقراراً بالفشل وفي شقه الثاني يطلب المستحيل، فأي تركيا تلك التي ستتدخل مباشرة أمام الجيش العربي السوري وحلفائه في حلب أو غيرها من الجغرافية السورية، ما يعني أن المحيسني ومسلحيه ينتظرون مصيراً محتوماً بين الاستسلام أو الهلاك.
كما أن كلام المحيسني بأنه «سنُهجر جميعنا إلى خارج الشام»، يترك دلالات عن تهديد ضمني بأن على الدول الإقليمية الراعية للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة وفي مقدمتها بلده السعودية ودول الخليج عموماً وتركيا الاختيار بين دعم تلك التنظيمات والميليشيات أو أن يتحملوا عبء خروجهم من سورية وعودتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وتباكى المحيسني، في إطلالاته الأسبوعية في برنامج «الشام في أسبوع» الذي يبث مساء كل جمعة، مستغيثاً ومحاولاً استثارة أنقرة، وفق ما نقلت صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية: «ماذا تنتظر تركيا حتى تتدخل عسكرياً لنصرة أهل السنة في الشام وخاصة بعد مقتل جنودها في غارة جوية للطيران السوري على مشارف مدينة الباب».
وادعى المحيسني بصيغة «العالم ما في القلوب»، أن «الشعب التركي يؤيد هذا التدخل العسكري، وعلى تركيا أن تدخل بكل قواتها لإنقاذ أهل السنة». وانتقد المحيسني قادة الفصائل بسبب الخلافات التي وصفها بأنها «أخرت النصر وتسببت بفشل محاولات فك الحصار عن حلب»، مطالباً قادة تلك الفصائل بأن «يتقوا اللـه»، واعداً «بشن المزيد من الهجمات خلال الأيام المقبلة لفك الحصار عن حلب»، مشيراً إلى أن «جيش الفتح لديه عدة خيارات لشن مثل هذه الهجمات».واعترف المحيسني، أن «ملحمة حلب الكبرى» وهي ثاني هجوم تشنه التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة بهدف فك الطوق العسكري عن مسلحي أحياء شرقي حلب «قد أخفقت»، كما انتقد «الجيوش العربية التي تدفع الأموال للمهرجانات العسكرية والاحتفالات»، وطالبها بـ«إرسال هذه الأموال لمقاتلي الفصائل في سورية حتى يفك الحصار عن حلب»، ملقياً مسؤولية الفشل العسكري على «خذلان العرب لأهل السنة في سورية» على حد تعبيره.
وحاول المحيسني تلميع صورة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة المتهشمة وبث نوع من التفاؤل، مدعياً أن «المقاتلين في أحياء شرقي حلب لن يخرجوا منها تحت أي ظرف»، وحاول تضخيم أعداد المسلحين في حلب بالقول: إنه هناك «ثلاثمئة وخمسين ألف مقاتل في حلب»، وسعى إلى كسب المقاتلين على خلفية الخسارات الكبرى التي مني بها المسلحون بحلب حيث «طالب كل الشباب في حلب بحمل السلاح».
وتعليقاً على اتفاق خروج المسلحين من مخيم خان الشيح في غوطة دمشق الغربية، قال المحسيني: إن «سيطرة النظام على داريا والمعضمية وقدسيا والهامة واليوم على خان الشيح هي عملية تهجير لأهل السنة، ومن أهل السنة من يؤيد النظام، فإن الفصائل إذا لم تجتمع فسنهجر جميعنا إلى خارج الشام».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة