ظهرت لأول مرة منذ سنوات انتقادات للنظام المصري في وسائل الإعلام السعودية، في مؤشر مهم على أن الرياض أصبحت مستاءة من النظام في مصر، خاصة في أعقاب الموقف المصري المؤيد للمشروع الروسي في مجلس الأمن وكذلك في أعقاب استقبال القاهرة لأكبر المسؤولين الأمنيين في الحكومة السورية وهو اللواء علي المملوك.

وبحسب "عربي21 " نشر الكاتب السعودي المعروف خلف الحربي مقالا في جريدة "عكاظ" تحت عنوان (مصر: ثورة الفيديوهات) يتضمن انتقادا نادرا للنظام المصري في صحيفة سعودية، حيث يشير إلى "سيل الفيديوهات التي تكشف أن حالة السخط على الوضع العام تقترب من حالة المواجهة وبصورة يصعب إخفاؤها".

وقال الحربي: إن "هذه الفيديوهات التي جاءت من كل حدب وصوب أربكت الآلة الإعلامية للجيش لأنها لم تأت من الإخوان المسلمين عدوهم الأساسي ولا من منظمات المجتمع المدني المتهمة بخدمة مؤامرة كونية ضد مصر.. بل جاءت من الهامش.. من الشوارع الخلفية التي أنهكتها خطوات الكادحين بحثا عن لقمة نظيفة لأولادهم.. إنه صوت الشعب الذي لا يمكن تزويره ورأي الشارع الذي لا يمكن معالجته بتقنية (الفوتوشوب)".

ورأى الحربي أن النظام المصري تعامل فورا مع هذه الفيديوهات وفق مبدأ: لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يفل الفيديو إلا الفيديو، حيث "تم تسريب فيديوهات مضادة تعدد الإنجازات التي تم تحقيقها في عهد الرئيس السيسي مثل إنشاء قناة السويس الجديدة، وإنشاء مجمعات سكنية، والاتفاق على مفاعل نووي، وقبل أن ينتهي الفيديو يُذكر الناس بأحوال سوريا والعراق وليبيا واليمن كي يعرفوا قيمة الحياة التي يعيشونها حتى لو كانت بلا زيت وسكر!".

ويقول الحربي أن "الفيديوهات المضادة لم تنجح في التغطية على فيديوهات (الناس الغلابة)؛ لأن الأخيرة صادقة، والصدق دائما يغلب الكذب مثلما يغلب النهار الليل".

وينتهي الكاتب السعودي إلى القول إن مصر "تقف على أعتاب مرحلة جديدة خطرة وقد تكون مهمة السيطرة على غضب الكادحين أصعب بكثير من مهمة السيطرة على الإخوان المسلمين".

وجاء مقال الحربي الناقد للنظام المصري متزامناً مع نقد آخر وجهه الأكاديمي الإماراتي المعروف بقربه من السعودية ومواقفها عبد الخالق عبد الله، والذي كتب في تغريدة له على "تويتر" قائلاً: "عفوا يا شعب مصر العظيم كنتُ أتوقع أن أسمع أحدكم يقول بوضوح لا أهلا ولا سهلا بمسؤول الأمن السوري الأول علي المملوك في مصر".

ولم يشهد الاعلام السعودي أي انتقادات لنظام مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح السيسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، حيث كانت السعودية تقدم الدعم لنظام السيسي طوال الفترة الماضية ولم تكن وسائل الإعلام التابعة لها توجه أي انتقاد لمصر أو نظامها.

  • فريق ماسة
  • 2016-10-17
  • 5934
  • من الأرشيف

كنتُ أتوقع أن أسمع أحدكم يقول لا أهلا ولا سهلا بمسؤول الأمن السوري ... الإعلام الخليجي يشن حملة على مصر

ظهرت لأول مرة منذ سنوات انتقادات للنظام المصري في وسائل الإعلام السعودية، في مؤشر مهم على أن الرياض أصبحت مستاءة من النظام في مصر، خاصة في أعقاب الموقف المصري المؤيد للمشروع الروسي في مجلس الأمن وكذلك في أعقاب استقبال القاهرة لأكبر المسؤولين الأمنيين في الحكومة السورية وهو اللواء علي المملوك. وبحسب "عربي21 " نشر الكاتب السعودي المعروف خلف الحربي مقالا في جريدة "عكاظ" تحت عنوان (مصر: ثورة الفيديوهات) يتضمن انتقادا نادرا للنظام المصري في صحيفة سعودية، حيث يشير إلى "سيل الفيديوهات التي تكشف أن حالة السخط على الوضع العام تقترب من حالة المواجهة وبصورة يصعب إخفاؤها". وقال الحربي: إن "هذه الفيديوهات التي جاءت من كل حدب وصوب أربكت الآلة الإعلامية للجيش لأنها لم تأت من الإخوان المسلمين عدوهم الأساسي ولا من منظمات المجتمع المدني المتهمة بخدمة مؤامرة كونية ضد مصر.. بل جاءت من الهامش.. من الشوارع الخلفية التي أنهكتها خطوات الكادحين بحثا عن لقمة نظيفة لأولادهم.. إنه صوت الشعب الذي لا يمكن تزويره ورأي الشارع الذي لا يمكن معالجته بتقنية (الفوتوشوب)". ورأى الحربي أن النظام المصري تعامل فورا مع هذه الفيديوهات وفق مبدأ: لا يفل الحديد إلا الحديد، ولا يفل الفيديو إلا الفيديو، حيث "تم تسريب فيديوهات مضادة تعدد الإنجازات التي تم تحقيقها في عهد الرئيس السيسي مثل إنشاء قناة السويس الجديدة، وإنشاء مجمعات سكنية، والاتفاق على مفاعل نووي، وقبل أن ينتهي الفيديو يُذكر الناس بأحوال سوريا والعراق وليبيا واليمن كي يعرفوا قيمة الحياة التي يعيشونها حتى لو كانت بلا زيت وسكر!". ويقول الحربي أن "الفيديوهات المضادة لم تنجح في التغطية على فيديوهات (الناس الغلابة)؛ لأن الأخيرة صادقة، والصدق دائما يغلب الكذب مثلما يغلب النهار الليل". وينتهي الكاتب السعودي إلى القول إن مصر "تقف على أعتاب مرحلة جديدة خطرة وقد تكون مهمة السيطرة على غضب الكادحين أصعب بكثير من مهمة السيطرة على الإخوان المسلمين". وجاء مقال الحربي الناقد للنظام المصري متزامناً مع نقد آخر وجهه الأكاديمي الإماراتي المعروف بقربه من السعودية ومواقفها عبد الخالق عبد الله، والذي كتب في تغريدة له على "تويتر" قائلاً: "عفوا يا شعب مصر العظيم كنتُ أتوقع أن أسمع أحدكم يقول بوضوح لا أهلا ولا سهلا بمسؤول الأمن السوري الأول علي المملوك في مصر". ولم يشهد الاعلام السعودي أي انتقادات لنظام مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه الجنرال عبد الفتاح السيسي في الثالث من تموز/ يوليو 2013، حيث كانت السعودية تقدم الدعم لنظام السيسي طوال الفترة الماضية ولم تكن وسائل الإعلام التابعة لها توجه أي انتقاد لمصر أو نظامها.

المصدر : الماسة السورية/العالم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة