اجتماع مجلس الامن القومي الاميركي يصل متأخرا الى حلب وسوريا لاحداث اي تغيير كاسر للتوزان،بعد استكمال الروس نشر نظام «اس 300» المضادة للصواريخ البعيدة المدى وحماية الطيران السوري وخطوط الهجوم الاولى في حلب او المطارات السورية من اي ضربات اميركية محتملة. الرسالة الروسية يمكن قراءتها ايضا بان اي حظر جوي او منطقة امنة اميركية او تركية في سوريا، امر ساقط..

 

الكفة العسكرية والميدانية باتت تميل لمصلحة التحالف الروسي السوري. الخارجية الاميركية اعلنت «انها تدرس اتخاذ اجراءات عسكرية ودبلوماسية، بما فيها اجراءات احادية الجانب ضد سوريا». صقور «البنتاغون» ووكالات الاستخبارات يجتمعون ايضا في البيت الابيض، للبحث في الخيارات العسكرية والاقتصادية والسياسية في سوريا. كائنا ما كانت هذه الخيارات الا ان القطار قد فات الاميركيين، لإحداث تغييرات جوهرية في مسيرة العمليات الروسية السورية، وكيفما اتجهت خيارات المجتمعين في البيت الابيض، الا انها تقود جميعا الى اشعال حرب واسعة مع الروس في سوريا، خصوصا ان القواعد الروسية بدات تستقبل المزيد من الطائرات المقاتلة، فيما تقترب حاملة الطائرات الاميرال «كوزنتسوف» من السواحل السورية، وتزداد الحشود البرية الروسية في حميميم، وكويرس، وتدمر، والسفيرة في ريف حلب الشرقي تمهيدا لعملية اخرى نحو مدينة الباب.

المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست اعتبر في رد له على سؤال حول ما إذا كان اعتبار خيار توجيه ضربات اميركية ضد الجيش السوري يشكل حلا، «هناك مخاطرة مرتبطة بضربة ضد أهداف النظام. وهذه هي مخاطـرة... وأن القـوات المســلحة الأميركية والروسية ستكون أقرب إلى المواجهة، وهذا ليس في مصلحة أي من الطرفين».

المجتمعون في البيت الابيض يحتفظون مع ذلك بهامشين: هامش للتراجع اولا وكسب الوقت بتحريك مهمة الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، الذي لعب هذا الدور منذ عامين، والهاء الروس بهدنة ومفاوضات فاشلة مسبقة، لان تمثيل المعارضة لا يزال بيد السعودية و «الائتلافيين»، ولأن الروس والدولة السورية لن يقبلا بحل لا يأخذ بالاعتبار التغييرات الجوهرية الى طرأت على ميزان القوى، والذي لا يمكن ان تبنى اي تسوية الا وفق قوانينه، وليس وفق رغبات القوى الاقليمية التي تنحدر تدريجيا نحو هزيمتها.

وهامش اخر ممكن للمشاغبة بفرض عقوبات اضافية على سوريا، كما قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست، فضلا عن خيار رفع وتيرة ونوعية الاسلحة الصاروخية المدفعية او المضادة للطائرات، وهي قد لا تغير شيئا في المدى المنظور، خصوصا في حلب التي فات الاوان، بعد حصارها، لمنع اسقاطها بيد الجيش السوري والروس. المبادرة تسترضي مع ذلك، الموتورين في «البنتاغون» والاستخبارات ممن اسقط في ايديهم بعد فقدان السيطرة نسبيا على قلب الساحة السورية، وعلى خطوط الامداد نحو المجموعات المسلحة في حلب، وتراجع القدرة على توجيه اي ضربة عسكرية للجيش السوري. التلويح باجتماع حاسم يفترض الرد على التحدي الروسي باسقاط حلب وكسر الارادة الاميركية في الشمال السوري، لن يكون له اي اثر على مجرى العمليات في حلب.

واذا كان الهدف نجدة المجموعات المحاصرة في حلب، فالطيران الروسي، الذي لن يفكر الاميركيون في مواجهته، هو من ينفذ عمليات الاسناد الجوي والقصف بالقنابل الارتجاجية، وليس الجيش السوري الذي لا يزال يقوم ببعض المناوشات على محاور حلب ويستكمل دفع المسلحين من تخوم المدينة والمناطق الريفية المفتوحة لخطوط دفاعها الاخيرة، الى داخل الاحياء السكنية، التي يعمل على تقسيمها الى مربعات، وعزلها عن بعضها البعض قبل اطلاق عملية برية واسعة، على محاور عدة لاختراقها. كما ان خدعة الاغارة خطآ على مواقع الجيش السوري كما في دير الزور، لا يمكن استخدامها مرتين، من دون المخاطرة بمواجهة كبيرة مع الروس في سوريا.

«الصقور» في مجلس الامن القومي يجتمعون من دون ان يكون الاجماع الاميركي نفسه قد تحقق حول اي خطوة عسكرية تحديدا في سوريا، خصوصا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يبدو مستعدا للذهاب في مغامرة غير محسوبة ضد الروس في سوريا، وهو ما قاله وزير الخارجية جون كيري وكرره على الدوام ان سياسة الادارة الحالية لا تتضمن ارسال اي قوات برية الى سوريا او اي خيار عسكري.

الحرب الاميركية الروسية في سوريا بدات باستعراض صاروخي لتجنب الذهاب الى صدام حقيقي، الاجتماع الامني الاميركي يبدو منتهيا قبل ان يبدا، حيث تتدفق الى سوريا منظومات الدفاع الجوي الروسي . فبعد ال»اس 400» في حميميم الذي يحمي الساحل والقاعدة الجوية في مدى 300 كلم، والـ «اس 200» في مطار كويرس في ريف حلب الشرقي، ومطار خلخلة في السويداء، يستكمل الروس اغلاق السماء السورية بوجه اي مبادرة اميركية لفرض حظر جوي على السوريين، وتحدي الاميركيين في سوريا في المطلب الاميركي بمنع الطيران السوري من التحليق في اجوائه، فيما كانت سموات البر الشامي تنفتح لاسراب من كل فج عميق، اميركية وتركية وخليجية بحجة مواجهة «داعش». الانظمة الجديدة تنضم الى بطاريتين من الـ «اس 300 « و192 صاروخا يبلغ مداها 300 كلم.

الاس «300 في4» النسخة الاحدث من الصواريخ الروسية والمخصصة تفترض امكانيات حصول مواجهة مع الصواريخ العابرة للقارات، من «كروز» و «توما هوك» نزلت قبل ايام في قاعدة طرطوس الروسية. الصواريخ الروسية تتمتع بنظام تحكم ورادار يبلغ مداه 200 كلم قادرة على ملاحقة الصواريخ، قبل الطائرات حتى 150 كيلومترا. الجيش الروسي كان قد تعاقد العام الماضي على شراء 4 فرق منها. ومتأخرة ايضا الاجواء التي ينشرها صقور الادارة الاميركية، لتتشابه مع اجواء اب العام 2013، واعتبار حصار حلب مدخلا مشابها لأزمة الكيماوي، وحجة للاعتداء على سوريا. السماء السورية شبه مقفلة بقرار روسي سوري.

البيت الابيض

أكد البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك اوباما «قد يستخدم عدداً من الإمكانيات لعزل النظام السوري وربما الروس» كإجراء عقابي نظراً لاستمرار العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري بدعم روسي على مسلحي «المعارضة» في حلب.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست «لا نستبعد احتمال فرض عقوبات على روسيا وسوريا لكن بالتنسيق مع الشركاء»، مشيراً إلى أنه «على مدى السنوات الأخيرة، علمنا أن تطبيق العقوبات يحقق الفاعلية الأكبر، عندما ننسق استخدام هذه الآلية مع شركائنا وحلفائنا في العالم أجمع».

«واشنطن بوست»

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت في وقت سابق، أمس، أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية التدخل المباشر في النزاع السوري إلى جانب القوات «المعارضة» للرئيس الأسد. واشارت الى أن مسؤولين أمنيين أميركيين، ممثلين عن وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية وهيئة الأركان المشتركة من القوات المسلحة الأميركية، ناقشوا في البيت الأبيض الأربعاء الماضي خلال جلسة لما يسمى بـ «لجنة النواب» تنفيذ «ضربات عسكرية محدودة ضد نظام» الأسد من أجل إجباره على تغيير نهجه في نظام وقف إطلاق النار خلال العمليات في منطقة حلب، وفي جدوى مفاوضات سلام جادة طويلة الأمد».

وبحسب الصحيفة، ستناقش المسألة نفسها على مستوى «لجنة كبار المسؤولين»، أي أعضاء مجلس الوزراء الاميركي، اليوم.

وإذ لم تستبعد أن يتم عقد جلسة لمجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة أوباما في عطلة نهاية الأسبوع، أشارت في الوقت ذاته إلى أنه من غير المرجح أن يوافق أوباما على هذه الأفكار.

ونقلت «واشنطن بوست» عن أحد المشاركين في النقاش من الإدارة الأميركية قوله، إن الخيارات التي تبحث «لا تزال سرية، وتشمل غارات على مدارج القوات الجوية السورية باستخدام صواريخ كروز وغيرها من الأسلحة بعيدة المدى، تطلق من طائرات وسفن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة».

لافروف

من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس، أن روسيا ستواصل جهودها لحل الصراع السوري برغم أن الولايات المتحدة علقت التعاون معها في ما يتعلق بوقف إطلاق النار.

وقال للصحافيين أثناء استقباله رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الذي يزور موسكو، إن الاتفاق خرَّبه مؤيدو الحل العسكري في الولايات المتحدة، مضيفاً «نجح من يرفضون التسوية السياسية للأزمة السورية الذين يعارضون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولديهم خطط واضحة لحل الصراع بالقوة».

وأوضح أن الولايات المتحدة «غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها حسب اتفاقنا معها، ليس فقط في ما يخص فصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة، بل وفي ما يتعلق بالتزامات محددة ودقيقة للغاية، بفتح طريق الكاستيلو، باعتباره شريانا مهما لحل المشكلات الإنسانية في حلب، إنه لأمر محزن ومؤسف».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن قرار واشنطن تعليق قنوات الاتصال يدل على سعي الأميركيين لعقد «صفقة مع الشيطان» أي الإرهابيين، من أجل إسقاط حكومة الأسد. واضافت «يتعزز لدينا الانطباع بأن واشنطن في سعيها لتغيير السلطة في دمشق، مستعدة لعقد صفقة مع الشيطان أي الدخول في ائتلاف مع الإرهابيين المعروفين الذين يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ويزرعون معاييرهم غير الإنسانية بالقوة».

الدفاع الروسية

إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف إن «الولايات المتحدة أفشلت جميع اتفاقيات وقف الأعمال القتالية في سوريا بعجزها عن فصل ما تسمى المعارضة عن تنظيم جبهة النصرة، والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والحصول على السلاح»، داعياً واشنطن إلى «الاعتراف بأن كل المعارضة في سوريا الموالية لها جزء لا يتجزأ من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي».

إلى ذلك، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو «يبدو أن الأميركيين فقدوا السيطرة على الزمر المسلحة في سوريا، أو ربما دبّ الخلاف بين خارجيتهم والاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الأميركية. لا أستبعد أن تريد أطراف معينة تقطيع سوريا وبلقنتها في كيانات متفرقة وإطاحة حكومة الرئيس الأسد بالقوة».

ميدانياً، تعرضت السفارة الروسية في دمشق لقصف من مناطق قرب العاصمة السورية، تسيطر عليها فصائل مسلحة، بينها جبهة «فتح الشام». وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أن قذائف هاون، مصدرها حي جوبر الواقع على أطراف العاصمة السورية، أصابت مبنى السفارة من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-10-04
  • 14452
  • من الأرشيف

قرع أميركي متأخر لطبول حرب...«اس 300» الروسي يسبق «صقور» واشنطن إلى سورية

اجتماع مجلس الامن القومي الاميركي يصل متأخرا الى حلب وسوريا لاحداث اي تغيير كاسر للتوزان،بعد استكمال الروس نشر نظام «اس 300» المضادة للصواريخ البعيدة المدى وحماية الطيران السوري وخطوط الهجوم الاولى في حلب او المطارات السورية من اي ضربات اميركية محتملة. الرسالة الروسية يمكن قراءتها ايضا بان اي حظر جوي او منطقة امنة اميركية او تركية في سوريا، امر ساقط..   الكفة العسكرية والميدانية باتت تميل لمصلحة التحالف الروسي السوري. الخارجية الاميركية اعلنت «انها تدرس اتخاذ اجراءات عسكرية ودبلوماسية، بما فيها اجراءات احادية الجانب ضد سوريا». صقور «البنتاغون» ووكالات الاستخبارات يجتمعون ايضا في البيت الابيض، للبحث في الخيارات العسكرية والاقتصادية والسياسية في سوريا. كائنا ما كانت هذه الخيارات الا ان القطار قد فات الاميركيين، لإحداث تغييرات جوهرية في مسيرة العمليات الروسية السورية، وكيفما اتجهت خيارات المجتمعين في البيت الابيض، الا انها تقود جميعا الى اشعال حرب واسعة مع الروس في سوريا، خصوصا ان القواعد الروسية بدات تستقبل المزيد من الطائرات المقاتلة، فيما تقترب حاملة الطائرات الاميرال «كوزنتسوف» من السواحل السورية، وتزداد الحشود البرية الروسية في حميميم، وكويرس، وتدمر، والسفيرة في ريف حلب الشرقي تمهيدا لعملية اخرى نحو مدينة الباب. المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست اعتبر في رد له على سؤال حول ما إذا كان اعتبار خيار توجيه ضربات اميركية ضد الجيش السوري يشكل حلا، «هناك مخاطرة مرتبطة بضربة ضد أهداف النظام. وهذه هي مخاطـرة... وأن القـوات المســلحة الأميركية والروسية ستكون أقرب إلى المواجهة، وهذا ليس في مصلحة أي من الطرفين». المجتمعون في البيت الابيض يحتفظون مع ذلك بهامشين: هامش للتراجع اولا وكسب الوقت بتحريك مهمة الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا، الذي لعب هذا الدور منذ عامين، والهاء الروس بهدنة ومفاوضات فاشلة مسبقة، لان تمثيل المعارضة لا يزال بيد السعودية و «الائتلافيين»، ولأن الروس والدولة السورية لن يقبلا بحل لا يأخذ بالاعتبار التغييرات الجوهرية الى طرأت على ميزان القوى، والذي لا يمكن ان تبنى اي تسوية الا وفق قوانينه، وليس وفق رغبات القوى الاقليمية التي تنحدر تدريجيا نحو هزيمتها. وهامش اخر ممكن للمشاغبة بفرض عقوبات اضافية على سوريا، كما قال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست، فضلا عن خيار رفع وتيرة ونوعية الاسلحة الصاروخية المدفعية او المضادة للطائرات، وهي قد لا تغير شيئا في المدى المنظور، خصوصا في حلب التي فات الاوان، بعد حصارها، لمنع اسقاطها بيد الجيش السوري والروس. المبادرة تسترضي مع ذلك، الموتورين في «البنتاغون» والاستخبارات ممن اسقط في ايديهم بعد فقدان السيطرة نسبيا على قلب الساحة السورية، وعلى خطوط الامداد نحو المجموعات المسلحة في حلب، وتراجع القدرة على توجيه اي ضربة عسكرية للجيش السوري. التلويح باجتماع حاسم يفترض الرد على التحدي الروسي باسقاط حلب وكسر الارادة الاميركية في الشمال السوري، لن يكون له اي اثر على مجرى العمليات في حلب. واذا كان الهدف نجدة المجموعات المحاصرة في حلب، فالطيران الروسي، الذي لن يفكر الاميركيون في مواجهته، هو من ينفذ عمليات الاسناد الجوي والقصف بالقنابل الارتجاجية، وليس الجيش السوري الذي لا يزال يقوم ببعض المناوشات على محاور حلب ويستكمل دفع المسلحين من تخوم المدينة والمناطق الريفية المفتوحة لخطوط دفاعها الاخيرة، الى داخل الاحياء السكنية، التي يعمل على تقسيمها الى مربعات، وعزلها عن بعضها البعض قبل اطلاق عملية برية واسعة، على محاور عدة لاختراقها. كما ان خدعة الاغارة خطآ على مواقع الجيش السوري كما في دير الزور، لا يمكن استخدامها مرتين، من دون المخاطرة بمواجهة كبيرة مع الروس في سوريا. «الصقور» في مجلس الامن القومي يجتمعون من دون ان يكون الاجماع الاميركي نفسه قد تحقق حول اي خطوة عسكرية تحديدا في سوريا، خصوصا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لا يبدو مستعدا للذهاب في مغامرة غير محسوبة ضد الروس في سوريا، وهو ما قاله وزير الخارجية جون كيري وكرره على الدوام ان سياسة الادارة الحالية لا تتضمن ارسال اي قوات برية الى سوريا او اي خيار عسكري. الحرب الاميركية الروسية في سوريا بدات باستعراض صاروخي لتجنب الذهاب الى صدام حقيقي، الاجتماع الامني الاميركي يبدو منتهيا قبل ان يبدا، حيث تتدفق الى سوريا منظومات الدفاع الجوي الروسي . فبعد ال»اس 400» في حميميم الذي يحمي الساحل والقاعدة الجوية في مدى 300 كلم، والـ «اس 200» في مطار كويرس في ريف حلب الشرقي، ومطار خلخلة في السويداء، يستكمل الروس اغلاق السماء السورية بوجه اي مبادرة اميركية لفرض حظر جوي على السوريين، وتحدي الاميركيين في سوريا في المطلب الاميركي بمنع الطيران السوري من التحليق في اجوائه، فيما كانت سموات البر الشامي تنفتح لاسراب من كل فج عميق، اميركية وتركية وخليجية بحجة مواجهة «داعش». الانظمة الجديدة تنضم الى بطاريتين من الـ «اس 300 « و192 صاروخا يبلغ مداها 300 كلم. الاس «300 في4» النسخة الاحدث من الصواريخ الروسية والمخصصة تفترض امكانيات حصول مواجهة مع الصواريخ العابرة للقارات، من «كروز» و «توما هوك» نزلت قبل ايام في قاعدة طرطوس الروسية. الصواريخ الروسية تتمتع بنظام تحكم ورادار يبلغ مداه 200 كلم قادرة على ملاحقة الصواريخ، قبل الطائرات حتى 150 كيلومترا. الجيش الروسي كان قد تعاقد العام الماضي على شراء 4 فرق منها. ومتأخرة ايضا الاجواء التي ينشرها صقور الادارة الاميركية، لتتشابه مع اجواء اب العام 2013، واعتبار حصار حلب مدخلا مشابها لأزمة الكيماوي، وحجة للاعتداء على سوريا. السماء السورية شبه مقفلة بقرار روسي سوري. البيت الابيض أكد البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأميركي باراك اوباما «قد يستخدم عدداً من الإمكانيات لعزل النظام السوري وربما الروس» كإجراء عقابي نظراً لاستمرار العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري بدعم روسي على مسلحي «المعارضة» في حلب. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست «لا نستبعد احتمال فرض عقوبات على روسيا وسوريا لكن بالتنسيق مع الشركاء»، مشيراً إلى أنه «على مدى السنوات الأخيرة، علمنا أن تطبيق العقوبات يحقق الفاعلية الأكبر، عندما ننسق استخدام هذه الآلية مع شركائنا وحلفائنا في العالم أجمع». «واشنطن بوست» وكانت صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت في وقت سابق، أمس، أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية التدخل المباشر في النزاع السوري إلى جانب القوات «المعارضة» للرئيس الأسد. واشارت الى أن مسؤولين أمنيين أميركيين، ممثلين عن وزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية وهيئة الأركان المشتركة من القوات المسلحة الأميركية، ناقشوا في البيت الأبيض الأربعاء الماضي خلال جلسة لما يسمى بـ «لجنة النواب» تنفيذ «ضربات عسكرية محدودة ضد نظام» الأسد من أجل إجباره على تغيير نهجه في نظام وقف إطلاق النار خلال العمليات في منطقة حلب، وفي جدوى مفاوضات سلام جادة طويلة الأمد». وبحسب الصحيفة، ستناقش المسألة نفسها على مستوى «لجنة كبار المسؤولين»، أي أعضاء مجلس الوزراء الاميركي، اليوم. وإذ لم تستبعد أن يتم عقد جلسة لمجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة أوباما في عطلة نهاية الأسبوع، أشارت في الوقت ذاته إلى أنه من غير المرجح أن يوافق أوباما على هذه الأفكار. ونقلت «واشنطن بوست» عن أحد المشاركين في النقاش من الإدارة الأميركية قوله، إن الخيارات التي تبحث «لا تزال سرية، وتشمل غارات على مدارج القوات الجوية السورية باستخدام صواريخ كروز وغيرها من الأسلحة بعيدة المدى، تطلق من طائرات وسفن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة». لافروف من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس، أن روسيا ستواصل جهودها لحل الصراع السوري برغم أن الولايات المتحدة علقت التعاون معها في ما يتعلق بوقف إطلاق النار. وقال للصحافيين أثناء استقباله رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الذي يزور موسكو، إن الاتفاق خرَّبه مؤيدو الحل العسكري في الولايات المتحدة، مضيفاً «نجح من يرفضون التسوية السياسية للأزمة السورية الذين يعارضون تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولديهم خطط واضحة لحل الصراع بالقوة». وأوضح أن الولايات المتحدة «غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها حسب اتفاقنا معها، ليس فقط في ما يخص فصل المعارضة المعتدلة عن جبهة النصرة، بل وفي ما يتعلق بالتزامات محددة ودقيقة للغاية، بفتح طريق الكاستيلو، باعتباره شريانا مهما لحل المشكلات الإنسانية في حلب، إنه لأمر محزن ومؤسف». واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن قرار واشنطن تعليق قنوات الاتصال يدل على سعي الأميركيين لعقد «صفقة مع الشيطان» أي الإرهابيين، من أجل إسقاط حكومة الأسد. واضافت «يتعزز لدينا الانطباع بأن واشنطن في سعيها لتغيير السلطة في دمشق، مستعدة لعقد صفقة مع الشيطان أي الدخول في ائتلاف مع الإرهابيين المعروفين الذين يحلمون بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء ويزرعون معاييرهم غير الإنسانية بالقوة». الدفاع الروسية إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف إن «الولايات المتحدة أفشلت جميع اتفاقيات وقف الأعمال القتالية في سوريا بعجزها عن فصل ما تسمى المعارضة عن تنظيم جبهة النصرة، والسماح للإرهابيين بإجراء إعادة التموضع والحصول على السلاح»، داعياً واشنطن إلى «الاعتراف بأن كل المعارضة في سوريا الموالية لها جزء لا يتجزأ من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي». إلى ذلك، قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو «يبدو أن الأميركيين فقدوا السيطرة على الزمر المسلحة في سوريا، أو ربما دبّ الخلاف بين خارجيتهم والاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الأميركية. لا أستبعد أن تريد أطراف معينة تقطيع سوريا وبلقنتها في كيانات متفرقة وإطاحة حكومة الرئيس الأسد بالقوة». ميدانياً، تعرضت السفارة الروسية في دمشق لقصف من مناطق قرب العاصمة السورية، تسيطر عليها فصائل مسلحة، بينها جبهة «فتح الشام». وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أن قذائف هاون، مصدرها حي جوبر الواقع على أطراف العاصمة السورية، أصابت مبنى السفارة من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا.  

المصدر : محمد بلوط – السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة