أعلنت أنقرة عن مشاورات تركية أميركية على المستويين الدبلوماسي والعسكري بشأن أي حملة لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، على معقل تنظيم داعش في مدينة الرقة، كاشفةً عن رغبتها في الانضمام إلى الحملة إذا ما استبعدت «وحدات حماية الشعب» الكردية عنها. ورفضت تركيا في هذه المرحلة، التلويح بأي خيار إذا ما رفضت الولايات المتحدة، «شروطها» للمشاركة في الحملة على التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.

 

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «يجري وزير خارجيتنا (مولود جاويش أوغلو) وقيادتنا العسكرية محادثات مع الولايات المتحدة لبحث مسألة الرقة. أطلعناهم على شروطنا».

 

وعلى هامش قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الصين أوائل هذا الشهر، ذكر أردوغان أن نظيره الأميركي باراك أوباما اقترح مشاركة تركيا في حملة «التحالف الدولي» لطرد عناصر داعش من مدينة الرقة. وفي حينه أوضح أردوغان أنه يريد بحث الموضوع بين البلدين على المستويين الدبلوماسي والعسكري.

وشدد أردوغان للصحفيين على طائرته، عائداً من نيويورك بعد حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث اجتمع مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على أن اتخاذ تركيا والولايات المتحدة «خطوة مشتركة» في الرقة يعد أمراً مهماً لأنقرة»، لكنه أضاف منبهاً: «إذا لم تقحم الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في هذا الأمر، يمكننا القتال في هذه المعركة (الرقة) إلى جانب الولايات المتحدة»، وتابع قائلاً: «إذا قررت (واشنطن) العكس فإن القوات التركية لن تشارك في هذه الحملة».

وفي إشارة إلى سجل بلاده في ضرب داعش ضمن إطار عملية «درع الفرات»، قال أردوغان بحسب قناة «إن. تي. في» الخاصة: إن تركيا خاضت «أكثر قتال فاعلية مع تنظيم داعش على الرغم من التضليل» في إشارة إلى الدلائل التي تسوقها دول كثيرة في العالم وبينها سورية وروسيا وإيران وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، بشأن الدعم الذي قدمته تركيا لداعش، وبالأخص شراء النفط الذي سرقه التنظيم من سورية والعراق، والسماح بتدفق المقاتلين الأجانب عبر الأراضي التركية إلى هاتين الدولتين للانضمام إلى عناصر التنظيم.

ورداً على سؤال عن إذا ما كانت تركيا ستستمر في تقديم الدعم الجوي لـ«التحالف الدولي» في حال قررت الولايات المتحدة مهاجمة الرقة بالتنسيق مع «وحدات حماية» الشعب التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، قال أردوغان: «لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال قبل أن أستشير الجهات المختصة في بلادي، فهذا الأمر مرتبط بتقييم جهاز الاستخبارات وهيئة الأركان المسلحة ووزارة الخارجية والحكومة التركية بشكل عام». وأضاف: «إن حصل هذا الأمر فسنعقد اجتماعاتنا ونقرر الخطوات التي سنقدم عليها». ولفت الرئيس التركي إلى أن ميليشيات «الجيش الحر» التي تقاتل تحت راية «درع الفرات» تتابع مسيرها باتجاه مدينة الباب التي تعتبر معقل التنظيم في ريف حلب الشمالي.

كما كرر الإشارة إلى أنه سأل نائب الرئيس الأميركي عن شحنات الأسلحة التي أسقطتها طائرات أميركية لـ«وحدات حماية الشعب»، مبيناً أن بايدين قال: إنه ليس على علم بأي شحنات.

والأسبوع الماضي، قال مسؤولون عسكريون أميركيون كبار: إنهم يدرسون تسليح مقاتلي «وحدات حماية الشعب»، لكنهم أقروا بصعوبة تحقيق التوازن بين ذلك وبين العلاقات مع أنقرة.

وسبق أن كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الإدارة الأميركية تدرس خطة عسكرية للقيام بشكل مباشر بتسليح أكراد سورية، تحضيراً لشن هجوم جيد الإعداد على الرقة، وذلك من أجل تحقيق «نصر» لأوباما قبل مغادرته البيت الأبيض.

وتطرق أردوغان خلال حديثه إلى فكرة إنشاء منطقة آمنة في المناطق المطهرة من داعش، معتبراً أن الولايات المتحدة لم تعلن صراحة عن معارضتها لهذه الفكرة، وأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً لم يعلن معارضته لهذه الخطوة.

وبيّن أن المطلوب لإنشاء هذه المنطقة الآمنة يتمثل في دعم الدول المشاركة في «التحالف الدولي»، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية إنشاء وحدات سكنية في تلك المناطق في حال توفر الدعم المادي.

وبدوره، جدّد وزير الخارجية التركي رغبة بلاده في إقامة منطقة حظر جوي فوق المنطقة المطهرة من داعش في ريف حلب الشمالي، مضيفاً: «يمكننا مبدئيًا أن نتوسع 45 كيلو متراً على الأقل نحو الجنوب، ونحن مضطرون لذلك للوصول إلى مدينة منبج، ويمكن بعد ذلك أن تتشكل منطقة آمنة فعلية بنحو 5 آلاف كيلو مترات مربعة». واللافت أن الوزير تحدث عن منبج التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً.

وخلال حوار مع قناة «فرانس 24»، أشار جاويش أوغلو ردّاً على سؤال: «ألا تريدون التوسّع أكثر من ذلك؟»، إلى أن سلطات بلاده العسكرية تُجري مباحثات من أجل القيام بعملية في الرقة، لكنه بيّن أن موعد هذه العملية غير مُحدد، ولكن ينبغي الاستعداد لها.

وعن إذا ما كانت تركيا ستشن الهجوم على الرقة بنفسها، ألمح إلى أن بلاده ستكتفي بدعم ميليشيات «الحر» بالسلاح والعتاد وعبر القوات الخاصة وفتح الباب أمام قوات الدول الأوروبية من دون أن يأتي على ذكر الولايات المتحدة. وقال: «نحن ندعم قوات المعارضة المحلية المعتدلة في الحرب على داعش.. بإمكاننا مساعدتهم وتقديم الدعم لهم، كما يمكن للقوات الخاصة التركية والبريطانية والفرنسية والألمانية وغيرها أن تدعمهم». وأيدت أنقرة موقف ميليشيات «الحر» التي رفضت العمل مع القوات الأميركية التي انتشرت في بلدة الراعي بهدف دعم حملة درع الفرات على مدينة الباب.

وأشار جاويش أوغلو، إلى ضرورة هزيمة تنظيم داعش في الرقة ومدينة الموصل العراقية، مضيفاً: «يجب على الجيوش والتقنيين مناقشة العملية في الوقت الراهن، وهم مضطرون لذلك».

واعتبر، أن الأكراد «أصبحوا في وضع مشتت في أنحاء سورية»، وأشار إلى أن تركيا لا ترغب في الحرب على «وحدات حماية الشعب». وأضاف: لو كانت أنقرة «ترغب في الحرب على هذه التنظيمات مباشرة، لاختارت مدينة عين العرب أو مدينة أخرى خاضعة لسيطرة التنظيمات المذكورة، كنقطة انطلاق لعملياتها في سورية». وتابع بلهجة لا تخلو من تحذير مبطن: «لكن هدفها (تركيا) الأساسي في الوقت الراهن هو هزيمة داعش»، وأعرب عن أسفه للتعاون الأميركي «مع تنظيم إرهابي يستهدف تركيا بالأسلحة الأميركية»، في إشارة إلى الوحدات.

  • فريق ماسة
  • 2016-09-25
  • 10080
  • من الأرشيف

مشاورات أميركية تركية حول الرقة.. وأنقرة متمسكة بتوسيع «درع الفرات» إلى منبج والباب

أعلنت أنقرة عن مشاورات تركية أميركية على المستويين الدبلوماسي والعسكري بشأن أي حملة لـ«التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، على معقل تنظيم داعش في مدينة الرقة، كاشفةً عن رغبتها في الانضمام إلى الحملة إذا ما استبعدت «وحدات حماية الشعب» الكردية عنها. ورفضت تركيا في هذه المرحلة، التلويح بأي خيار إذا ما رفضت الولايات المتحدة، «شروطها» للمشاركة في الحملة على التنظيم المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.   وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «يجري وزير خارجيتنا (مولود جاويش أوغلو) وقيادتنا العسكرية محادثات مع الولايات المتحدة لبحث مسألة الرقة. أطلعناهم على شروطنا».   وعلى هامش قمة مجموعة العشرين التي استضافتها الصين أوائل هذا الشهر، ذكر أردوغان أن نظيره الأميركي باراك أوباما اقترح مشاركة تركيا في حملة «التحالف الدولي» لطرد عناصر داعش من مدينة الرقة. وفي حينه أوضح أردوغان أنه يريد بحث الموضوع بين البلدين على المستويين الدبلوماسي والعسكري. وشدد أردوغان للصحفيين على طائرته، عائداً من نيويورك بعد حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث اجتمع مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على أن اتخاذ تركيا والولايات المتحدة «خطوة مشتركة» في الرقة يعد أمراً مهماً لأنقرة»، لكنه أضاف منبهاً: «إذا لم تقحم الولايات المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في هذا الأمر، يمكننا القتال في هذه المعركة (الرقة) إلى جانب الولايات المتحدة»، وتابع قائلاً: «إذا قررت (واشنطن) العكس فإن القوات التركية لن تشارك في هذه الحملة». وفي إشارة إلى سجل بلاده في ضرب داعش ضمن إطار عملية «درع الفرات»، قال أردوغان بحسب قناة «إن. تي. في» الخاصة: إن تركيا خاضت «أكثر قتال فاعلية مع تنظيم داعش على الرغم من التضليل» في إشارة إلى الدلائل التي تسوقها دول كثيرة في العالم وبينها سورية وروسيا وإيران وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة، بشأن الدعم الذي قدمته تركيا لداعش، وبالأخص شراء النفط الذي سرقه التنظيم من سورية والعراق، والسماح بتدفق المقاتلين الأجانب عبر الأراضي التركية إلى هاتين الدولتين للانضمام إلى عناصر التنظيم. ورداً على سؤال عن إذا ما كانت تركيا ستستمر في تقديم الدعم الجوي لـ«التحالف الدولي» في حال قررت الولايات المتحدة مهاجمة الرقة بالتنسيق مع «وحدات حماية» الشعب التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، قال أردوغان: «لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال قبل أن أستشير الجهات المختصة في بلادي، فهذا الأمر مرتبط بتقييم جهاز الاستخبارات وهيئة الأركان المسلحة ووزارة الخارجية والحكومة التركية بشكل عام». وأضاف: «إن حصل هذا الأمر فسنعقد اجتماعاتنا ونقرر الخطوات التي سنقدم عليها». ولفت الرئيس التركي إلى أن ميليشيات «الجيش الحر» التي تقاتل تحت راية «درع الفرات» تتابع مسيرها باتجاه مدينة الباب التي تعتبر معقل التنظيم في ريف حلب الشمالي. كما كرر الإشارة إلى أنه سأل نائب الرئيس الأميركي عن شحنات الأسلحة التي أسقطتها طائرات أميركية لـ«وحدات حماية الشعب»، مبيناً أن بايدين قال: إنه ليس على علم بأي شحنات. والأسبوع الماضي، قال مسؤولون عسكريون أميركيون كبار: إنهم يدرسون تسليح مقاتلي «وحدات حماية الشعب»، لكنهم أقروا بصعوبة تحقيق التوازن بين ذلك وبين العلاقات مع أنقرة. وسبق أن كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن الإدارة الأميركية تدرس خطة عسكرية للقيام بشكل مباشر بتسليح أكراد سورية، تحضيراً لشن هجوم جيد الإعداد على الرقة، وذلك من أجل تحقيق «نصر» لأوباما قبل مغادرته البيت الأبيض. وتطرق أردوغان خلال حديثه إلى فكرة إنشاء منطقة آمنة في المناطق المطهرة من داعش، معتبراً أن الولايات المتحدة لم تعلن صراحة عن معارضتها لهذه الفكرة، وأنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً لم يعلن معارضته لهذه الخطوة. وبيّن أن المطلوب لإنشاء هذه المنطقة الآمنة يتمثل في دعم الدول المشاركة في «التحالف الدولي»، مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية إنشاء وحدات سكنية في تلك المناطق في حال توفر الدعم المادي. وبدوره، جدّد وزير الخارجية التركي رغبة بلاده في إقامة منطقة حظر جوي فوق المنطقة المطهرة من داعش في ريف حلب الشمالي، مضيفاً: «يمكننا مبدئيًا أن نتوسع 45 كيلو متراً على الأقل نحو الجنوب، ونحن مضطرون لذلك للوصول إلى مدينة منبج، ويمكن بعد ذلك أن تتشكل منطقة آمنة فعلية بنحو 5 آلاف كيلو مترات مربعة». واللافت أن الوزير تحدث عن منبج التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً. وخلال حوار مع قناة «فرانس 24»، أشار جاويش أوغلو ردّاً على سؤال: «ألا تريدون التوسّع أكثر من ذلك؟»، إلى أن سلطات بلاده العسكرية تُجري مباحثات من أجل القيام بعملية في الرقة، لكنه بيّن أن موعد هذه العملية غير مُحدد، ولكن ينبغي الاستعداد لها. وعن إذا ما كانت تركيا ستشن الهجوم على الرقة بنفسها، ألمح إلى أن بلاده ستكتفي بدعم ميليشيات «الحر» بالسلاح والعتاد وعبر القوات الخاصة وفتح الباب أمام قوات الدول الأوروبية من دون أن يأتي على ذكر الولايات المتحدة. وقال: «نحن ندعم قوات المعارضة المحلية المعتدلة في الحرب على داعش.. بإمكاننا مساعدتهم وتقديم الدعم لهم، كما يمكن للقوات الخاصة التركية والبريطانية والفرنسية والألمانية وغيرها أن تدعمهم». وأيدت أنقرة موقف ميليشيات «الحر» التي رفضت العمل مع القوات الأميركية التي انتشرت في بلدة الراعي بهدف دعم حملة درع الفرات على مدينة الباب. وأشار جاويش أوغلو، إلى ضرورة هزيمة تنظيم داعش في الرقة ومدينة الموصل العراقية، مضيفاً: «يجب على الجيوش والتقنيين مناقشة العملية في الوقت الراهن، وهم مضطرون لذلك». واعتبر، أن الأكراد «أصبحوا في وضع مشتت في أنحاء سورية»، وأشار إلى أن تركيا لا ترغب في الحرب على «وحدات حماية الشعب». وأضاف: لو كانت أنقرة «ترغب في الحرب على هذه التنظيمات مباشرة، لاختارت مدينة عين العرب أو مدينة أخرى خاضعة لسيطرة التنظيمات المذكورة، كنقطة انطلاق لعملياتها في سورية». وتابع بلهجة لا تخلو من تحذير مبطن: «لكن هدفها (تركيا) الأساسي في الوقت الراهن هو هزيمة داعش»، وأعرب عن أسفه للتعاون الأميركي «مع تنظيم إرهابي يستهدف تركيا بالأسلحة الأميركية»، في إشارة إلى الوحدات.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة