عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نغمة تنحي الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن السلام لا يمكن أن يحل في سورية إذ ما استمر الرئيس الأسد في السلطة. ولوح بزج مزيد من قوات بلاده ضمن عملية «درع الفرات».

 

وفي مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» للأنباء معه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس، دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى إيجاد حل في سورية لا يشمل الرئيس الأسد. وقال: «يجب أن يحدد مستقبل سورية شعبها… لا يمكن أن يكون  الرئيس  الأسد جزءاً من أي فترة انتقالية… على العالم أن يجد حلاً لا يشمل  الرئيس  الأسد… على الدول الأخرى احترام وحدة الأراضي السورية».

 

بدوره، اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الحكومة السورية باستهداف «المعارضة المعتدلة» وعدم العمل على مكافحة تنظيمات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة». وقال في لقاء مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: إن «النظام السوري يستمر في غاراته ضدّ المعارضة المسلحة في مدينة حلب ومناطق أخرى في عموم سورية، رغم إعلان حالة وقف إطلاق النار في عموم البلاد». وأضاف جاويش أوغلو قائلاً: «ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النظام السوري بإنهاء حالة وقف إطلاق النار واستئناف عملياته العسكرية ضدّ المعارضة المعتدلة، فهو يعوق وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، وهذه المرة لا تختلف عن سابقاتها».

من جهة أخرى، اعتبر أردوغان، الذي بحث الأزمة السورية مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في نيويورك، أن «داعش ووحدات حماية الشعب هما المصدر الرئيسي للتهديد» الذي تواجه تركيا في سورية. وأضاف محذراً «لقد تحلينا بالصبر. لم نرسل كل قواتنا إلى سورية.. ومع المعارضة المعتدلة تم تحرير جرابلس»، وذلك أواخر آب الماضي.

وشدد على أن تركيا تدعم طرد داعش من مدينة الرقة، لكنه بين أن بلاده «لن تعمل بمفردها لتحرير الرقة»، وأضاف: «سنشارك في أعمال قوات التحالف».

بدوره وصف وزير الخارجية التركي مدينتي الرقة والموصل العراقية بـ«عاصمتي تنظيم داعش»، مشدداً على ضرورة تطهير هاتين المدينتين من هذا التنظيم. وإذ أشار إلى أن بعض القادة والبلدان الأوروبيين يدعمون هذا التصور التركي، وأن الولايات المتحدة تأخذه بعين الاعتبار، بين أن بعض البلدان رفضت إرسال قواتها الخاصة إلى المنطقة، منتظرةً أن تقوم تركيا بمفردها بتلك المهمة. وأوضح أن أنقرة لم توافق على ذلك. وقال: «نحن قلنا لهم، لماذا تركيا لوحدها؟ فهذا عدونا المشترك، ويجب علينا أن نكافحه سويًا، كما أثبتنا للجميع بعد عملية جرابلس أنه يمكن التغلب على داعش بسهولة».

من جهة أخرى، كشف جاويش أوغلو عن هدف بلاده الجديد ضمن عملية «درع الفرات»، والمتمثل في تطهير منطقة جيب منبج من داعش وتحويلها إلى منطقة آمنة! علماً أن «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً هي من يسيطر على مدينة منبج ومنطقتها. وأضاف «بعدها (منطقة منبج) يجب أن يكون الهدف الجديد هو مدينة الباب».

وتتناقض تصريحات جاويش أوغلو مع تصريحات أردوغان الذي سبق أن أعلن عشية توجهه إلى نيويورك أن الحملة التي تدعمها تركيا ستتجه جنوباً نحو مدينة الباب. وتريد واشنطن محافظة «الديمقراطية» على سيطرتها على منبج وهو ما ترفضه أنقرة بشكل قاطع. ورفع عناصر «الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، العلم الأميركي على مبان في منبج كما رفعته على مبنى الجمرك في تل أبيض بريف الرقة الشمالي. وربما كان هذا هو السبب الذي من أجله أيدت تركيا موقف الميليشيات الرافض لمشاركة القوات الأميركية في القتال ضد داعش انطلاقاً من بلدة الراعي باتجاه الباب.

وبعد أيام من تعليق «حماية الشعب» علماً أميركياً في مدينة تل أبيض، علقت بلدية أقجة قلعة التركية الأعلام التركية على المباني والأعمدة على طول 5 كم من حدودها المحاذية لتل أبيض.

وقال رئيس بلدية أقجة قلعة عبد الكريم أيهان: «أردنا من خلال تعليق الأعلام إظهار مدى أصالة العلم التركي للطرف المقابل، إننا نقف هنا مع أعلامنا وسيادتنا، في حين أن الميليشيات الكردية تظن أنها ستنشئ دولة لها من خلال الاحتماء بالعلم الأميركي». وتابع قائلاً: «إن الميليشيات الكردية تسعى إلى إقامة دولة من كرتون ليست لها القدرة على الصمود في وجه الرياح، لكن الدولة التركية القوية ستبقى قائمة هنا إلى الأبد».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-09-19
  • 5292
  • من الأرشيف

أردوغان ...مستقبل سورية يحدده شعبها.. ولا سلام فيها مع بقاء الرئيس الأسد!!

عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى نغمة تنحي الرئيس بشار الأسد، معتبراً أن السلام لا يمكن أن يحل في سورية إذ ما استمر الرئيس الأسد في السلطة. ولوح بزج مزيد من قوات بلاده ضمن عملية «درع الفرات».   وفي مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» للأنباء معه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس، دعا أردوغان المجتمع الدولي إلى إيجاد حل في سورية لا يشمل الرئيس الأسد. وقال: «يجب أن يحدد مستقبل سورية شعبها… لا يمكن أن يكون  الرئيس  الأسد جزءاً من أي فترة انتقالية… على العالم أن يجد حلاً لا يشمل  الرئيس  الأسد… على الدول الأخرى احترام وحدة الأراضي السورية».   بدوره، اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الحكومة السورية باستهداف «المعارضة المعتدلة» وعدم العمل على مكافحة تنظيمات إرهابية مثل داعش وجبهة النصرة». وقال في لقاء مع شبكة «سي. إن. إن» الأميركية للأخبار: إن «النظام السوري يستمر في غاراته ضدّ المعارضة المسلحة في مدينة حلب ومناطق أخرى في عموم سورية، رغم إعلان حالة وقف إطلاق النار في عموم البلاد». وأضاف جاويش أوغلو قائلاً: «ليست المرة الأولى التي يقوم فيها النظام السوري بإنهاء حالة وقف إطلاق النار واستئناف عملياته العسكرية ضدّ المعارضة المعتدلة، فهو يعوق وصول المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، وهذه المرة لا تختلف عن سابقاتها». من جهة أخرى، اعتبر أردوغان، الذي بحث الأزمة السورية مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في نيويورك، أن «داعش ووحدات حماية الشعب هما المصدر الرئيسي للتهديد» الذي تواجه تركيا في سورية. وأضاف محذراً «لقد تحلينا بالصبر. لم نرسل كل قواتنا إلى سورية.. ومع المعارضة المعتدلة تم تحرير جرابلس»، وذلك أواخر آب الماضي. وشدد على أن تركيا تدعم طرد داعش من مدينة الرقة، لكنه بين أن بلاده «لن تعمل بمفردها لتحرير الرقة»، وأضاف: «سنشارك في أعمال قوات التحالف». بدوره وصف وزير الخارجية التركي مدينتي الرقة والموصل العراقية بـ«عاصمتي تنظيم داعش»، مشدداً على ضرورة تطهير هاتين المدينتين من هذا التنظيم. وإذ أشار إلى أن بعض القادة والبلدان الأوروبيين يدعمون هذا التصور التركي، وأن الولايات المتحدة تأخذه بعين الاعتبار، بين أن بعض البلدان رفضت إرسال قواتها الخاصة إلى المنطقة، منتظرةً أن تقوم تركيا بمفردها بتلك المهمة. وأوضح أن أنقرة لم توافق على ذلك. وقال: «نحن قلنا لهم، لماذا تركيا لوحدها؟ فهذا عدونا المشترك، ويجب علينا أن نكافحه سويًا، كما أثبتنا للجميع بعد عملية جرابلس أنه يمكن التغلب على داعش بسهولة». من جهة أخرى، كشف جاويش أوغلو عن هدف بلاده الجديد ضمن عملية «درع الفرات»، والمتمثل في تطهير منطقة جيب منبج من داعش وتحويلها إلى منطقة آمنة! علماً أن «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة أميركياً هي من يسيطر على مدينة منبج ومنطقتها. وأضاف «بعدها (منطقة منبج) يجب أن يكون الهدف الجديد هو مدينة الباب». وتتناقض تصريحات جاويش أوغلو مع تصريحات أردوغان الذي سبق أن أعلن عشية توجهه إلى نيويورك أن الحملة التي تدعمها تركيا ستتجه جنوباً نحو مدينة الباب. وتريد واشنطن محافظة «الديمقراطية» على سيطرتها على منبج وهو ما ترفضه أنقرة بشكل قاطع. ورفع عناصر «الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، العلم الأميركي على مبان في منبج كما رفعته على مبنى الجمرك في تل أبيض بريف الرقة الشمالي. وربما كان هذا هو السبب الذي من أجله أيدت تركيا موقف الميليشيات الرافض لمشاركة القوات الأميركية في القتال ضد داعش انطلاقاً من بلدة الراعي باتجاه الباب. وبعد أيام من تعليق «حماية الشعب» علماً أميركياً في مدينة تل أبيض، علقت بلدية أقجة قلعة التركية الأعلام التركية على المباني والأعمدة على طول 5 كم من حدودها المحاذية لتل أبيض. وقال رئيس بلدية أقجة قلعة عبد الكريم أيهان: «أردنا من خلال تعليق الأعلام إظهار مدى أصالة العلم التركي للطرف المقابل، إننا نقف هنا مع أعلامنا وسيادتنا، في حين أن الميليشيات الكردية تظن أنها ستنشئ دولة لها من خلال الاحتماء بالعلم الأميركي». وتابع قائلاً: «إن الميليشيات الكردية تسعى إلى إقامة دولة من كرتون ليست لها القدرة على الصمود في وجه الرياح، لكن الدولة التركية القوية ستبقى قائمة هنا إلى الأبد».    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة