دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتوطن7 أنواع نظامية من أصل 8 من الحوتيات الموجودة في البحر الأبيض المتوسط في المياه السورية وتشير الدلائل إلى أن دلافين أنف الزجاجة هي الأكثر وجودا إضافة إلى الدلفين قصير المنقار والدلافين المخططة ما دفع السكان المحليين إلى إطلاق اسم خلجان الدلافين على كثير من مناطق الساحل السوري.
وبين الدكتور أمير إبراهيم باحث في المعهد العالي للبحوث البحرية عضو اللجنة العلمية الدولية المنبثقة عن اتفاقية حماية الحوتيات أنه في آذار 2006 قيم فريق خبراء من الاتحاد العالمي لحماية البيئة (اي يو سي ان) والمركز الإقليمي للمناطق ذات الحماية الخاصة (ار اي سي) والاتفاقية الدولية لحماية الحوتيات في البحر المتوسط والبحر الاسود والمحيط الأطلسي (اكوبامس) حالة توزع الحوتيات في البحر الأبيض المتوسط حيث تبين أن الحوت طويل الزعنفة منقرض من المنطقة.
وأوضح ابراهيم أن المعلومات حول نمط توزع وانتشار أنواع الحوتيات في سورية تقتصر على تقارير المشاهدة فقط بالرغم من أن هناك مناطق عديدة في الساحل السوري عرفت باحتوائها على الدلافين وسميت محليا خلجان الدلفين مشيرا إلى أن المقابلات مع الصيادين المحليين من مناطق مختلفة في الساحل السوري أظهرت أن الدلافين تشاهد بشكل غير منتظم.
وبين أنه ينظر في الساحل السوري للدلافين على أنها حيوانات لطيفة وتدل على وجود الأسماك في المنطقة كما أن دلفين أنف الزجاجة يشاهد على عمق نحو 50مترا وأحيانا بشكل قريب جدا من الشاطئ موضحا أن هذا النوع من الدلافين يعد الأكثر تفاعلا مع الثروات السمكية البحرية.
وأشار إبراهيم إلى وجود مايزيد على20 حالة نفوق لأنواع مختلفة من الحوتيات دلافين وحيتان من ذوات الأسنان وعديماتها عثر عليها في مناطق متعددة من الساحل السوري وتمت معاينتها منذ عام 2003 حتى الآن حيث تم التعرف عليها وتصنيفها علميا وإجراء الدراسات البيولوجية اللازمة عليها.
ولفت إلى أنه بهدف التوثيق العلمي لهذه الأنواع تم حفظ نماذج منها على شكل جسم كامل محنط أو من هياكلها العظمية أو أجزاء محددة من أجسامها وعرضت بشكل علمي كعينات مرجعية في متحف التنوع الحيوي بالمعهد العالي للبحوث البحرية في جامعة تشرين.
وقال ابراهيم إن أخطر ما يهدد الدلافين حاليا يتمثل في الوقوع العرضي بشباك صيد الأسماك لذلك تستعمل الرنانات (الأجهزة الصوتية) لإبعادها عن الشباك والحد من موتها إلى جانب الصيد المباشر للأغراض التجارية استخلاص زيت الساعات الحساسة غالي الثمن من أجزاء من الرأس إضافة إلى قلة الغذاء والضربات التي تتلقاها من مراوح محركات السفن والتلوث بالضجيج الناجم عن النقل البحري والمؤثرات الكهرومغناطيسية المكثفة في الأوساط المائية.
وأضاف ابراهيم أن تعدد حالات جنوح الحيتان ونفوقها على السواحل السورية يشير إلى وجوب وضع مشروعات عمل ميدانية لحمايتها كي تؤدي دورها في النظم البيئية البحرية مبينا أن هذا الموضوع استحوذ على حيز لابأس به من الخطة الوطنية لحماية الحوتيات في المياه البحرية السورية التي وضعت عام 2008 بالتنسيق بين وزارة الدولة لشؤون البيئة والمعهد العالي للبحوث البحرية بجامعة تشرين والمركز الإقليمي للمناطق ذات الحماية الخاصة في تونس ومكتب سكرتاريا الاتفاقية الدولية لحماية الحوتيات في البحر المتوسط والبحر الأسود والمناطق المتاخمة من المحيط الأطلسي.
وبين ابراهيم أن الخطة الوطنية لحماية الحيتان والدلافين في المياه البحرية السورية تضم إجراءات الحماية اللازمة والإطار القانوني لها والمشروعات المقترحة في خطة العمل من حيث التعليم والتوعية وبناء القدرات والبحث العلمي وإدارة التنوع الحيوي البحري وإقامة المحميات البحرية لافتا إلى أن هذه الخطة بانتظار اعتمادها من قبل الجهات ذات العلاقة.
وقال ابراهيم إنه تزداد حالات النفوق والجنوح للحيتان والدلافين عند الإصابات الطفيلية الشديدة أو الولادات الحديثة والمريضة أو التي فقدت أمهاتها أو نتيجة زيادة أعدادها ضمن القطيع أو اصطدامها بالشواطئ الرملية الضحلة أو إعاقة قدرتها التوجيهية لسبب مرضي أو وجود مؤرات خارجية تتداخل مع النظام الراداري الذي تعتمد عليه الحوتيات ذوات الأسنان في الحركة والتوجه.
وأضاف أن الدلافين والحيتان تصدر نحو20 نبرة صوتية تتم كردة فعل لانفعالات وحالات سيكولوجية محددة فبعضها يطلق صراخ بقصد التنبيه للخطر أو التواصل مع أفراد المجموعة أثناء السباحة غير أنه ليس باستطاعة الدلافين في الطبيعة تجميع هذه النبرات الصوتية في صورة جمل لتكوين لغة متمايزة ولو أن لبعضها القدرة على إصدار أصوات غنائية قد تدوم لساعتين أحيانا مع تغاير نبرات الصوت الغنائي حسب السن والجنس والمكان ويمكن للحوت تكرار هذه الأصوات الغنائية لعدة مرات في اليوم.
وبين ابراهيم أن الدلافين ميالة لإنقاذ الغرقى ومصاحبة الصيادين الذين يرمون الأسماك لإطعامها إضافة إلى معاداتها للصيادين الذين يطلقون النيران عليها بقصد قتلها مشيرا إلى أن هذا يدل على تطور الدماغ والجهاز العصبي عند الحيتان والدلافين فهي تعد الأقرب بنيويا ووظيفيا للإنسان من بين كل الكائنات الحية الأخرى.
ولفت ابراهيم إلى أن هناك حيتانا ودلافين تمتلك أسنان وتتغذى على الأسماك والحبارات والقشريات وتستهلك ما يقارب ثلث وزنها من الغذاء يوميا ومنها ما يستعيض عن الأسنان بوجود الصفائح البالينية التي تنتشر على شكل مكنسة على الفك العلوي وتعمل على ترشيح وفلترة العوالق الحيوانية والنباتية الموجودة في كميات الماء الضخمة التي تدخلها إلى فمها وذلك أثناء طرحها إلى الخارج.
وأوضح أن الحوت يستخدم اللسان لكشط ما لصق من عوالق على الوجه الداخلي للصفائح البالينية وتوجيهها نحو البلعوم مشيرا إلى أن أنواع الدلافين والحيتان تسبح بسرعات متفاوتة وتغوص في أعماق المياه وتتنفس الهواء الجوي من خلال فتحة تنفسية أو فتحتين في أعلى الرأس حيث تخرج رأسها بين الحين والآخر أثناء السباحة لتنفث هواء الزفير وتستنشق الهواء الجوي.
بدورهم عبر عدد من الصيادين في الساحل السوري عن تفاؤلهم بالدلافين لكونها مؤشرا على وجود الأسماك ووفرة الصيد في المنطقة بينما يرى فيها صيادون آخرون أنها مفترسة للأسماك ومخربة للشباك وتقلل محصول الصيد في حين يرى البعض الآخر أنها أداة توجيه للأسماك نحو الشباك.
وبالإشارة إلى مشاهدات أبعد من المياه الشاطئية أفصح الصيادون عن مشاهدة أنواع أخرى من الدلافين بعيدة عن الشاطئ بمجموعات تضم أكثر من100 حيوان.
كما صرح الصيادون عن مشاهدات لدلافين أنف الزجاجة في منطقة أم الطيور وحيتان ذوات الزعنفة في المياه البعيدة عن الشاطئ والدلفين قصير المنقار الدلافين المخططة في أماكن مختلفة من الساحل السوري.
هذا وتسهم الحوتيات في تحقيق التوازن البيئي البحري وتحتل قمة الهرم الغذائي في منظومة السلاسل الغذائية البحرية وبالتالي يعتبر وجودها مهما لسلامة البيئة وديمومة التنوع الحيوي البحري ودعم المخزون الوراثي في الأوساط البحرية.
وتعتبر الحيتان والدلافين من الثدييات التي تعيش في الأوساط المائية البحرية حيث توجد في المياه الضحلة والعميقة بعيدا عن الشاطئ حسب النوع وكثيرا ما تقترب من الخلجان الشاطئية للحصول على الغذاء ويوجد في البحر الأبيض المتوسط21 نوعا من الحيتان والدلافين 8 منها توجد بشكل دائم أو نظامي وهي الحوت ذو الزعنفة وحوت العنبر وحوت كوفييه ذو المنقار وحوت طويل الزعانف ودلفين ريسو ودلفين أنف الزجاجة والدلفين الشائع القصير المنقار والدلفين المخطط في حين تعد كل الأنواع الأخرى زائرة أو عرضية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة