دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انصهرت «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، بالتجمعات السكنية في محافظة إدلب لدرجة «الذوبان» بين الأهالي في خطوة احترازية سبقت الضربات الجوية الروسية المتوقعة مع اقتراب المهلة المحددة التي منحتها وزارة الدفاع الروسية لفصائل المعارضة المسلحة بالانفكاك عنها وفصل تشابكاتها معها بغية استهدافها.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح مصدر معارض مقرب من ميليشيا «أحرار الشام الإسلامية»، المندمجة مع «النصرة» فيما يسمى «جيش الفتح في إدلب» أن فصائل «الفتح» باستثناء «جند الأقصى» اتخذت قراراً بالابتعاد قدر الإمكان عن «النصرة» بحيث لا تثير سخطها، وترجمت ذلك على الأرض بإخلاء الفصائل لمقراتها بذريعة اتقاء الضربات الروسية، الأمر الذي دفع فرع القاعدة في سورية لاتخاذ تدابير مماثلة بحيث لم يبق لها أي مقر بداخله مقاتلون عائدون له، دون التخلي عن مهام الحراسة.
وزاد من مخاوف «النصرة» بالإضافة إلى نأي بعض الفصائل عنها في مسعى لعزلها جزئياً بخلاف ما هو عليه الوضع في حلب، ازدياد نشاط المناوئين لها الذين يشك بتواصلهم مع الجيش العربي السوري وحتى مع مركز حميميم لتزويده بإحداثيات تنقل عناصر وقيادات «النصرة»، وهو ما دفعها لإصدار أوامر تمنع مقاتليها من ارتداء اللباس الأفغاني المميز لهم بمن في ذلك السوريون منهم، بهدف تسهيل مهمتهم في التخفي داخل القرى والبلدات والمدن التي تعتبر معاقل رئيسية لهم، بحسب مصادر أهلية لـ«الوطن».
وبينت المصادر بأن المواقع والمراكز العائدة لـ«النصرة» ولـ«أحرار الشام» التي جرى استهدافها في الأيام الثلاثة الماضية، هي أولى ثمرات التعاون مع السكان الرافضين لوجود المسلحين برمتهم. ونقلت عن المسلحين خشيتهم من تصاعد حدة استهدافهم في الأيام المقبلة كنوع من التمهيد لـ«عاصفة السوخوي» الروسية الجديدة التي قالت موسكو إنها قد تبدأ نهاية الأسبوع الجاري.
ولفتت المصادر إلى أن نشاط عناصر «النصرة» اقتصر على المناطق القريبة من الشريط الحدودي مع تركيا الذي تتوقع بأن المقاتلات السورية والروسية ستحيده لاعتبارات لها علاقة بنوع من التفاهم بين موسكو مع أنقرة، وعلى الرغم من ذلك تحوطت «النصرة» من الإغارة على مراكزها وتجمعاتها في المنطقة الحدودية عبر التمويه والتخفي.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة