شهد ريف حلب الشمالي هروباً جماعياً للميليشيات المسلحة التي تسميها واشنطن «معارضة معتدلة» وتدعمها أنقرة، بعدما قلب تنظيم داعش الإرهابي الطاولة على مخططات واشنطن التي تستهدف شمال سورية وشمالها الشرقي

 وحاصر مدينة مارع بعدما استولى على 12 قرية في محيطها، على حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل المشكلة الكردية شأن البلدان التي يعيش فيها الأكراد.

وأفادت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الشامية»، أكبر فصيل مسلح في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن» أن المشهد الميداني يسير باتجاه سقوط مارع في قبضة داعش الذي فجر خمس مفخخات في محيط المدينة أمس ولجأ إلى خلاياه النائمة داخلها والتي تخوض اشتباكات مع المسلحين المدافعين عنها داخلها وفي مقدمتهم «لواء التوحيد» الإخواني المنصهر في الجبهة، ما أضعف الروح المعنوية للمسلحين خصوصاً بعد غلق طرق إمدادهم بشكل كامل وفشل محاولاتهم بمساندة طائرات «التحالف الدولي» فك الحصار عن المدينة.

 

 

وأوضحت المصادر، أن حالاً من التخبط بدأت تسود إعزاز وبوابة السلامة الحدودية فيها مع تركيا مع اقتراب التنظيم إلى مسافة أقل من 2 كيلو متر منها بعد سيطرته أول من أمس على الطريق الوحيد الذي يصلها بمارع والقرى السبع المتاخمة له في عملية مفاجئة غيرت مجرى الأحداث العسكرية بشكل جذري بعدما كانت الحكومة التركية تخطط لإنشاء منطقة عازلة تضم إعزاز، في وقت باشرت فيه «الديمقراطية» بقيادة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، عملية عسكرية واسعة للسيطرة على الرقة عاصمة التنظيم بغية وصل الكانتونات الكردية الثلاثة الجزيرة وعين العرب وعفرين.

وأدى تقدم داعش باتجاه مارع إلى نزوح أكثر من 6 آلاف من المدينة بينهم مسلحون، ورجحت مواقع معارضة ارتفاع العدد، وأكدت أن العشرات قتلوا من الطرفين خلال المعارك.

 

 

وفي ريف الرقة الشمالي، أفادت مصادر من ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» لـ«الوطن» باستهداف «الديمقراطية» لمعاقل داعش في مناطق «تل شاهين والعدرية والمليحان»، جنوبي بلدة عين عيسى، مع استهداف طيران «التحالف الدولي» لمواقعه في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن خسائر في صفوف التنظيم.

 

 

ورجح محللون عسكريون لـ«الوطن» توقف داعش عند حدود إعزاز مقابل توقف تقدم «الديمقراطية» على الحدود الشمالية للرقة في حال قبلت القيادة العسكرية الأميركية عملية المقايضة.

 

 

وفي موضوع متصل تحدث بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في أثينا، الجمعة عن حل مشكلة الأكراد في سورية بالقول: «نحن لا نقوم بهذا، هذا ليس شأننا، هذا شأن الأكراد وحكومات البلدان التي يعيشون فيها»، مشيراً بحسب موقع «روسيا اليوم» إلى أن بلاده على اتصال مع جهات كثيرة بينها الشركاء الأميركيون حول هذا الموضوع، وقال: «نجري حواراً بشكل دوري، ولدينا اتصالات في بعض دول الجوار نجريها مرتين في اليوم، صباحاً ومساء، وتوجد عملية تفاوضية».

 

  • فريق ماسة
  • 2016-05-28
  • 14205
  • من الأرشيف

داعش يقلب الطاولة على واشنطن وهروب جماعي لـ«المعتدلة» من مارع

شهد ريف حلب الشمالي هروباً جماعياً للميليشيات المسلحة التي تسميها واشنطن «معارضة معتدلة» وتدعمها أنقرة، بعدما قلب تنظيم داعش الإرهابي الطاولة على مخططات واشنطن التي تستهدف شمال سورية وشمالها الشرقي  وحاصر مدينة مارع بعدما استولى على 12 قرية في محيطها، على حين أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن حل المشكلة الكردية شأن البلدان التي يعيش فيها الأكراد. وأفادت مصادر معارضة مقربة من «الجبهة الشامية»، أكبر فصيل مسلح في ريف حلب الشمالي لـ«الوطن» أن المشهد الميداني يسير باتجاه سقوط مارع في قبضة داعش الذي فجر خمس مفخخات في محيط المدينة أمس ولجأ إلى خلاياه النائمة داخلها والتي تخوض اشتباكات مع المسلحين المدافعين عنها داخلها وفي مقدمتهم «لواء التوحيد» الإخواني المنصهر في الجبهة، ما أضعف الروح المعنوية للمسلحين خصوصاً بعد غلق طرق إمدادهم بشكل كامل وفشل محاولاتهم بمساندة طائرات «التحالف الدولي» فك الحصار عن المدينة.     وأوضحت المصادر، أن حالاً من التخبط بدأت تسود إعزاز وبوابة السلامة الحدودية فيها مع تركيا مع اقتراب التنظيم إلى مسافة أقل من 2 كيلو متر منها بعد سيطرته أول من أمس على الطريق الوحيد الذي يصلها بمارع والقرى السبع المتاخمة له في عملية مفاجئة غيرت مجرى الأحداث العسكرية بشكل جذري بعدما كانت الحكومة التركية تخطط لإنشاء منطقة عازلة تضم إعزاز، في وقت باشرت فيه «الديمقراطية» بقيادة «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، عملية عسكرية واسعة للسيطرة على الرقة عاصمة التنظيم بغية وصل الكانتونات الكردية الثلاثة الجزيرة وعين العرب وعفرين. وأدى تقدم داعش باتجاه مارع إلى نزوح أكثر من 6 آلاف من المدينة بينهم مسلحون، ورجحت مواقع معارضة ارتفاع العدد، وأكدت أن العشرات قتلوا من الطرفين خلال المعارك.     وفي ريف الرقة الشمالي، أفادت مصادر من ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية» لـ«الوطن» باستهداف «الديمقراطية» لمعاقل داعش في مناطق «تل شاهين والعدرية والمليحان»، جنوبي بلدة عين عيسى، مع استهداف طيران «التحالف الدولي» لمواقعه في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن خسائر في صفوف التنظيم.     ورجح محللون عسكريون لـ«الوطن» توقف داعش عند حدود إعزاز مقابل توقف تقدم «الديمقراطية» على الحدود الشمالية للرقة في حال قبلت القيادة العسكرية الأميركية عملية المقايضة.     وفي موضوع متصل تحدث بوتين خلال مؤتمر صحفي في ختام محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في أثينا، الجمعة عن حل مشكلة الأكراد في سورية بالقول: «نحن لا نقوم بهذا، هذا ليس شأننا، هذا شأن الأكراد وحكومات البلدان التي يعيشون فيها»، مشيراً بحسب موقع «روسيا اليوم» إلى أن بلاده على اتصال مع جهات كثيرة بينها الشركاء الأميركيون حول هذا الموضوع، وقال: «نجري حواراً بشكل دوري، ولدينا اتصالات في بعض دول الجوار نجريها مرتين في اليوم، صباحاً ومساء، وتوجد عملية تفاوضية».  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة