على وقع التقدم البطيء لعملية «تحرير» الرقة المدعومة أميركياً على الأرض ومن الجو، وفي خضمّ الدعوات الروسية إلى واشنطن للتنسيق حول العملية، تقدم تنظيم «داعش» على حساب الفصائل «المعتدلة» في ريف حلب الشمالي، وحاصر مدينة مارع، بعد قطع طريق إمدادها من أعزاز شمالاً.

 التقدم غير المتوقع على هذا المحور، بالتوازي مع معركة الرقة المسوّقة إعلامياً بشكل كبير، يعكس خوف التنظيم من استغلال انشغاله على الجبهتين، من قبل الفصائل المدعومة تركياً للتقدم والسيطرة على «المنطقة الآمنة» قبالة الحدود، بعد محاولة فاشلة منذ ما يزيد على الشهر. وسيطر «داعش» خلال اشتباكات مع مليشيات «الجيش الحر» على قرى كلجبرين، وتل جبرين، وكفركلبين، وتل حسين، وطامية، وبريشة والندة والنيارة في ريف حلب الشمالي. وأكّدت التنسيقيات مقتل عددٍ من مقاتلي «الحر»، وتحديداً من فصيلي «تجمع فاستقم كما أمرت» و«لواء الفتح»، في وقتٍ شهدت فيه المنطقة نزوح عددٍ كبيرٍ من المدنيين باتجاه الحدود التركية. وبذلك، يكون التنظيم قد فرض سيطرته على معظم الريف الشمالي.

في غضون ذلك، شهدت مدينة إدلب انفجار سيارة مفخخة أثناء خروج المصلين من مسجد شعيب وسط المدينة، ما أدى الى مقتل خمسة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين، فيما أوردت وكالة «سانا» نبأ مقتل 50 مسلحاً من «جبهة النصرة» في محيط قرية معان، شمالي مدينة حماة، إثر صدّ وحدات الجيش السوري لهجومٍ لهم. أما في غوطة دمشق الشرقية، وتحديداً في قاطعها الجنوبي، فقد عادت عشرات العائلات إلى منازلها، في موازاة عمليات الإصلاح والصيانة لترميم البنى التحتية. في المقابل، أعلن المسلحون سيطرتهم على بلدة الديرخبية، في الغوطة الغربية.

وفي سياق آخر، رأى رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، أن بؤر التصعيد الرئيسية تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أن تلك البؤر تقع في شمال ريفي حلب وإدلب في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا. وأوضح أن «التنظيم استغل نظام وقف الأعمال القتالية، وقرب مواقعه من تشكيلات المعارضة المعتدلة، التي لا تستهدفها القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، ليستعيد جزئياً قدراته على القتال، ويطلق عمليات هجومية نشطة». وقال رودسكوي إن «التغذية الدائمة بالأسلحة وإرسال التعزيزات من تركيا، سمحا لإرهابيي جبهة النصرة بمواصلة عمليات القصف الاستفزازية وشن الهجمات على القوات الحكومية السورية، ما يؤدي إلى تقويض عمليات الجيش السوري ضد إرهابيي داعش». بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بلاده لم تسحب مسألة توجيه الضربات الروسية ــ الأميركية المشتركة من جدول الأعمال، مشيراً إلى أن تأجيل استهداف «جبهة النصرة» أتى لمصلحة تحريك العملية نحو الاستقرار، على أساس اتفاق بين عسكريي البلدين.

إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في تعزيز التنسيق مع واشنطن في قضية تحرير مدينة الرقة، وأضاف نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن الجانب الروسي يتبادل المعلومات مع الأميركيين يومياً على مستوى وزيري الخارجية ووزارتي الدفاع للبلدين لبحث تطورات الوضع والالتزام بوقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات، مشيراً إلى انخفاض عددها خلال الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمل موسكو في استئناف مباحثات جنيف بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن بلاده أرادت أن يكون وفد المعارضة موحداً، وأن تكون المفاوضات مباشرة، إلا أن الظروف حالياً ليس مهيأة لذلك.

  • فريق ماسة
  • 2016-05-27
  • 13624
  • من الأرشيف

«داعش» يستبق «تحرير» الرقة ويحاصر مارع

على وقع التقدم البطيء لعملية «تحرير» الرقة المدعومة أميركياً على الأرض ومن الجو، وفي خضمّ الدعوات الروسية إلى واشنطن للتنسيق حول العملية، تقدم تنظيم «داعش» على حساب الفصائل «المعتدلة» في ريف حلب الشمالي، وحاصر مدينة مارع، بعد قطع طريق إمدادها من أعزاز شمالاً.  التقدم غير المتوقع على هذا المحور، بالتوازي مع معركة الرقة المسوّقة إعلامياً بشكل كبير، يعكس خوف التنظيم من استغلال انشغاله على الجبهتين، من قبل الفصائل المدعومة تركياً للتقدم والسيطرة على «المنطقة الآمنة» قبالة الحدود، بعد محاولة فاشلة منذ ما يزيد على الشهر. وسيطر «داعش» خلال اشتباكات مع مليشيات «الجيش الحر» على قرى كلجبرين، وتل جبرين، وكفركلبين، وتل حسين، وطامية، وبريشة والندة والنيارة في ريف حلب الشمالي. وأكّدت التنسيقيات مقتل عددٍ من مقاتلي «الحر»، وتحديداً من فصيلي «تجمع فاستقم كما أمرت» و«لواء الفتح»، في وقتٍ شهدت فيه المنطقة نزوح عددٍ كبيرٍ من المدنيين باتجاه الحدود التركية. وبذلك، يكون التنظيم قد فرض سيطرته على معظم الريف الشمالي. في غضون ذلك، شهدت مدينة إدلب انفجار سيارة مفخخة أثناء خروج المصلين من مسجد شعيب وسط المدينة، ما أدى الى مقتل خمسة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين، فيما أوردت وكالة «سانا» نبأ مقتل 50 مسلحاً من «جبهة النصرة» في محيط قرية معان، شمالي مدينة حماة، إثر صدّ وحدات الجيش السوري لهجومٍ لهم. أما في غوطة دمشق الشرقية، وتحديداً في قاطعها الجنوبي، فقد عادت عشرات العائلات إلى منازلها، في موازاة عمليات الإصلاح والصيانة لترميم البنى التحتية. في المقابل، أعلن المسلحون سيطرتهم على بلدة الديرخبية، في الغوطة الغربية. وفي سياق آخر، رأى رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي، أن بؤر التصعيد الرئيسية تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «جبهة النصرة»، مشيراً إلى أن تلك البؤر تقع في شمال ريفي حلب وإدلب في المناطق المحاذية للحدود مع تركيا. وأوضح أن «التنظيم استغل نظام وقف الأعمال القتالية، وقرب مواقعه من تشكيلات المعارضة المعتدلة، التي لا تستهدفها القوات الجوية والفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، ليستعيد جزئياً قدراته على القتال، ويطلق عمليات هجومية نشطة». وقال رودسكوي إن «التغذية الدائمة بالأسلحة وإرسال التعزيزات من تركيا، سمحا لإرهابيي جبهة النصرة بمواصلة عمليات القصف الاستفزازية وشن الهجمات على القوات الحكومية السورية، ما يؤدي إلى تقويض عمليات الجيش السوري ضد إرهابيي داعش». بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بلاده لم تسحب مسألة توجيه الضربات الروسية ــ الأميركية المشتركة من جدول الأعمال، مشيراً إلى أن تأجيل استهداف «جبهة النصرة» أتى لمصلحة تحريك العملية نحو الاستقرار، على أساس اتفاق بين عسكريي البلدين. إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أملها في تعزيز التنسيق مع واشنطن في قضية تحرير مدينة الرقة، وأضاف نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن الجانب الروسي يتبادل المعلومات مع الأميركيين يومياً على مستوى وزيري الخارجية ووزارتي الدفاع للبلدين لبحث تطورات الوضع والالتزام بوقف إطلاق النار ورصد الانتهاكات، مشيراً إلى انخفاض عددها خلال الفترة الأخيرة. وأعرب عن أمل موسكو في استئناف مباحثات جنيف بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن بلاده أرادت أن يكون وفد المعارضة موحداً، وأن تكون المفاوضات مباشرة، إلا أن الظروف حالياً ليس مهيأة لذلك.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة