دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
"المفاوضات الحقيقية تجري بعيدا عن الاضواء بين الطرفين الروسي والامريكي، أما الاجتماعات التي تجري برعاية مبعوث الامم المتحدة، فهي للاعلام فقط، وللتوقيع عند اتفاق الدول الكبرى ".
هذا الكلام يقوله حرفيا مستشار غربي يعمل ضمن فريق مبعوث الامم المتحدة الى سوريا (ستيفان ديمستورا) .
الدبلوماسي الغربي الذي التقيناه في جنيف على هامش مؤتمر حول النهضة في العالم العربي بدعوة من المعهد الاسكندينافي، قال في حديثه ان فريق الامم المتحدة الراعي للمفاوضات بين الافرقاء السوريين، لا يعلم شيئا مما يدور بين الجانبين الروسي والامريكي ، مضيفا أن هناك مفاوضات جدية تدور بين روسيا وأمريكا في أحد الفنادق الكبرى في مدينة جنيف السويسرية، وهم يتقدمون ببطء ولكنهم مستمرون في المباحثات، دون ان نعلم مدى هذا التقدم، والى أي حد وصل الاتفاق بين الدولتين ،وأضاف ان هناك شعور بانهم سوف يطلبون من الوفود السورية المفاوضة التوقيع على ما يتفقون عليه، ولكن لا نعلم متى وكيف.
الدبلوماسي الغربي قال في حديثه ان الولايات المتحدة الامريكية سحبت يدها من الوفد السوري المعارض منذ عدة أشهر . وان السعودية هي التي ترعى شؤونه بالدرجة الاولى ومن ثم تركيا وقطر وأضاف في حديثه أن الخلافات الروسية الامريكية في أوروبا الوسطى قد تؤخر الاتفاق في سوريا، غير أنها لن تشكل سبب صدام بين الدولتين الكبيرتين، خصوصا ان التدخل العسكري الروسي تم بعلم الامريكي وبرضاه وبالتالي لن تقوم واشنطن بارسال اي قوات الى سوريا لمواجهة روسيا، كما لن تقوم طائرات التحالف بأي عمل يعرقل مشاركة الطيران الحربي الروسي في قصف مواقع الجماعات السورية المسلحة وبالتالي لن يتم عرقلة الدعم الروسي للجيش السوري في حربه ضد النصرة وداعش وباقي الفصائل المسلحة.
المفاوضات الحقيقية تجري بعيدا عن الاضواء
روسيا من ناحيتها لا تزال تعمل على ايجاد وفد معارض مؤلف من بعض معارضة الداخل، وتحديدا من هيئة التنسيق المعارضة ، فضلا عن محاولة إدخال ممثلين عن حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وهو الوجه السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا، غير أن وفد الرياض لا يزال يرفض تمثيل الاكراد تحت تأثيرات الضغوط التركية.
في السياق نفسه أفادت مصادر في المعارضة السورية عن خلافات كبيرة تسود داخل الوفد المفاوض الاتي من الرياض، وذلك على خلفية قرار اتخذته الدول الراعية ، يقضي بتقليص عدد الوفد المفاوض، في وقت تريد مجموعة المجلس الوطني الذي تسيطر عليه جماعة الاخوان المسلمين تمثيلا أكبر ، كما تطالب الجماعة زيادة عدد ممثليها في الوفد الرديف الذي يتولى تقديم الاستشارة للوفد الرئيسي نظريا . بينما حقيقة الامر أن التعيين حصل فقط لمنع الانشقاقات على حد تعبير معارض سوري مقيم في الخارج.
في الوقت عينه تحاول جماعة الاخوان المسلمين اخراج محمد علوش من الوفد المفاوض او على أقله سحب لقب كبير المفاوضين الذي أعطي له في مؤتمر الرياض ، مستغلة اوضاع جيش الاسلام السيئة ميدانيا بعد تعرضه لهجوم كبير في الغوطة وتراجعه أمام مجموعات جيش الفسطاط وفيلق الرحمن ومجموعات تابعة لجبهة النصرة.
وقد خرجت الى العلن اعتراضات جماعة الاخوان المسلمين، بعدما اتهمها جيش الاسلام بالمشاركة في الهجوم الذي يتعرض له في الغوطة،و بالتواطؤ مع النصرة للقضاء على وجود جيش الاسلام في جوار دمشق، وفي هذا الشأن تشير مصادر في المعارضة السورية أن الاستراتيجية القطرية حاليا تسعى للاقتراب اكثر من دمشق، من خلال تشجيع جبهة النصرة على السيطرة على مناطق نفوذ جيش الاسلام الممول سعوديا .
المصدر :
نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة