دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مع التقدم السريع للجيش العربي السوري في الجهة الجنوبية لغوطة دمشق الشرقية، وتوجهه إلى عمق الغوطة، تحاول التنظيمات المسلحة الإسلامية والإرهابية إنهاء الاقتتال الدائر بينها والمستمر منذ نحو الشهر وأدى إلى مقتل المئات من مقاتليها.
وأقرت مواقع إلكترونية معارضة أمس بأن قوات الجيش العربي السوري «أحكمت يوم أمس الجمعة سيطرتها على بلدة دير العصافير جنوب الغوطة الشرقية، حيث نشرت مصادر موالية صوراً لقوات النظام داخل البلدة التي تعد أكبر بلدات جنوب الغوطة».
ونقل موقع «الحل السوري» عن الناشط «أبو أيهم دير العصافير»: إن «قوات النظام استطاعت دخول البلدة بعد اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة على أطراف البلدة، تزامناً مع قصف مدفعي شهدته المنطقة».
وجاءت سيطرة وحدات الجيش العربي السوري على دير العصافير بعد أن تمكنت في الأيام القليلة الماضية من السيطرة على بلدات بزينة وحرستا القنطرة ونولة وزبدين وقرى الركابية وحوش الدوير والبياض في القطاع الجنوبي، لتبقى بذلك بلدة بالا بيد التنظيمات المسلحة والإرهابية في القطاع ذاته. وتشهد منذ 22 نيسان الماضي المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية اقتتالاً عنيفاً على النفوذ بين مليشيات «جيش الإسلام» من جهة و«فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاس» الذي يضم جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سورية من جهة أخرى، وأدت بحسب نشطاء على موقع «فيس بوك» إلى حركة نزوح كبيرة بين المدنيين من تلك المناطق وإلى مقتل أكثر من 700 مقاتل من تلك المليشيات.
وأقر القيادي في «جيش الإسلام» محمد علوش بالتقدم الذي حققه الجيش العربي السوري في المنطقة الجنوبية من الغوطة الشرقية، وأرجعه إلى «انسحاب فيلق الرحمن بالكامل من الجبهات الأمامية، بعد إبعاده لمقاتلي جيش الإسلام منها» حسب مواقع معارضة. وأكد علوش أن «النصرة» تحاول من خلال المعارك في غوطة دمشق بالتعاون مع فيلق الرحمن استئصال جيش الإسلام، وذلك على غرار ما فعلت مع العديد من فصائل الجيش الحر (حوالى 13 فصيلاً) في الشمال السوري».
وأضاف: إن «النصرة» و«فيلق الرحمن» يسعيان للقضاء على «جيش الإسلام» لاتهامه بالخيانة على خلفية مشاركته في المفاوضات (المحادثات السورية السورية غير المباشرة التي تجري في جنيف)».
ويأتي تقدم الجيش العربي السوري في القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية وسط تخوف نشطاء معارضين من تقدمه باتجاه عمق الغوطة الشرقية. وكان نشطاء معارضون قد حملوا التنظيمات المسلحة والإرهابية في المنطقة مسؤولية تقدم الجيش العربي السوري وسيطرته على قرى القطاع الجنوبي، بسبب الاقتتال الحاصل بين تلك التنظيمات.
في غضون ذلك أفاد المتحدث الرسمي باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش، عبر بيان نشره على حسابه في «تويتر»، بأن «جيش الإسلام» يعلن، كبادرة حسن نية، عن إطلاق سراح تسعة موقوفين من مقاتلي «فيلق الرحمن»، الذين شاركوا في الاعتداء على مقرات الجيش في الأيام الماضية.
وأكد أيضاً أن «جيش الإسلام»، «ما زال وسيبقى حريصاً على وحدة الصف»، بحسب البيان، مستجيباً لكل مبادرة لحق الدماء، وراجياً أن تسهم هذه الخطوة في إعادة الثقة بين الفصائل المقاتلة على أرض الغوطة». وأورد البيان أسماء الموقوفين المطلق سراحهم.
على خط مواز أصدرت ميليشيا «الجيش الحر» بياناً حمّلت فيه «فيلق الرحمن» مسؤولية التصعيد في الغوطة الشرقية في حال عدم الاستجابة للمبادرة التي كان «الحر» تقدم بها لإنهاء الاقتتال في الغوطة الشرقية. وقال بيان «الحر»: إن إصدار «جيش الإسلام» لبيانه هو موافقة «غير مشروطة» على بنود المبادرة التي أطلقت في الخامس عشر من الشهر الجاري، وتعهد من جانبه بتطبيق ما يترتب عليه»، على حين «لم يصدر فيلق الرحمن أي استجابة أو موافقة حتى الآن» بحسب البيان.
ودعا «الحر»، «فيلق الرحمن» إلى «الموافقة على مضمون المبادرة دون قيد أو شرط خلال مدة أقصاها 24 ساعة من صدوره».
وتجددت بعد منتصف ليل الجمعة الاشتباكات بين «جيش الإسلام» من طرف، و«فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط» من طرف آخر عند أطراف بلدة مسرابا بغوطة دمشق الشرقية، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة