دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يستأنف الجيش السوري بمساندة القوى الرديفة، العمليات العسكرية التي كان قد بدأها منذ خمسة أشهر تتالت خلالها الانتصارات، وأُعيدت مناطق في العمق، قصمت ظهر المجموعات المسلحة وقطعت طرق مواصلات خاصة بهم وذات أهمية كبيرة، وصولاً إلى تحرير كنسبا والتي أُبرمت بعد تحريرها الهدنة بين الطرفين.
يبدو اليوم أن الخطة العسكرية ومعركة التحرير عادت إلى الواجهة من جديد، لاسيما بعد عدة خروقات نفذتها المجموعات المسلحة ضمن اتفاقية الهدنة، حيث تم خلالها عدة هجمات لا يُستهان بها.
كما قام المسلحون بمحاولة استعادة "كنسبا" من القوات السورية. وقد تمكن الجيش من تجميع قواه و الرد بقوة وإعادة التثبيت على تلالها رغم النجاح النسبي لهجوم المسلحين في بداياته.
يُذكر أن الجيش السوري باستعادته "كنسبا" يكون قد سيطر على مساحة 750 كم مربع منذ بدء عمليته العسكرية ويبقى 135 كم ، ومن الناحية الاستراتيجية يكون قد تمكن من إغلاق مدخل ريف اللاذقية من الشمال الشرقي بشكل كبير، ليصبح اكثر قرباً من محافظة ادلب، اذ تبعد عن حدودها 3 كلم وعن جسر الشغور نحو 13 كلم، واكثر قرباً من الحدود التركية ـ السورية.
أما من خلال السيطرة على مرتفعات قريبة من كنسبا، بات الجيش السوري يشرف على طريق الوصل الخاصة بالمجموعات المسلحة في سهل الغاب وجسر الشغور كما بات مستعداً لشن عملية كبرى للسيطرة على قرى محافظة إدلب الشمالية الغربية التي تهيمن عليها فصائل متشددة.
المعركة اليوم أصبحت أكثر حزماً وإرادة. وقد عزمت القوات السورية على التقدم السريع والسيطرة على باقي التلال في الجبهة الشمالية الشرقية أي ما يقارب 18 في المئة من مساحة الريف، والتي يُسيطر عليها المسلحون ويتواجدون في قرى ابرزها كباني ، حدادة ، الراقم العسكري، عين الحور ومزغلة.
بدأت المعركة في اليومين الماضيين بشكل تدريجي، برسم خطة عسكرية مُحكمة، والتثبيت بقوة في نقاط هامة تُشرف على المحاور الثلاثة التي يستهدف الجيش اقتحامها خلال هذه العملية، تلك المحاور تُطل بشكل مباشر على ريف إدلب وهي الباب الرئيسي لدخوله وتحريره من المجموعات المسلحة.
وفي حديث لمصدر عسكري ميداني رفيع المستوى مع «آسيا نيوز»، قدم معلومات هامة عن عملية التحضير للمعركة حيث قال: في متابعة للأعمال القتالية في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي واستكمالاً للمعارك السابقة، الهدف الرئيسي اليوم هو تنفيذ عملية باتجاه قرية "مزغلة" الواقعة إلى الجهة الغربية من تلة الراقم 6170,14، وبالتوازي هناك قوة من الدفاع الوطني تُنفذ عملية على الراقم 670 وقوة ثانية على قرية "حدادة"
الهدف الرئيسي هو "مزغلة" الواقعة في العمق، حيث تنتشر القوات السورية على مشارفها باستخدام تأثير ناري كثيف، وبشكل مستمر على كافة النقاط المحيطة بالقرية، والتي تساعد على تقدم القوات على محاور مُتقدمة لسهولة السيطرة على القرية.
وبتطوير الهجوم على قرية "مزغلة" والسيطرة عليها هناك عملية عسكرية جارية في "كباني" و "تلة الشيخ حسن" نستطيع بعد السيطرة على تلك القرى إعلان جبهة ريف اللاذقية بالكامل خالية من المجموعات الإرهابية المسلحة.
أهمية السيطرة على التلال المذكورة تكمن في فتح النافذة على ريف محافظة إدلب وبدء عمليات الهجوم لتطهير الريف والمحافظة بالكامل ، حيث تقع هذه التلال على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب وعلى الحدود الدولية لتركيا؛ حيث تُشارك في هذه المعركة عدة كتائب ، كتيبة المدفعية ، الرشاشات ، سرايا الـ م.د حيث تقوم برمايات دقيقة بعد الحصول على الهدف عن طريق مجموعات الرصد والتعامل معه بشكل دقيق مما يُسهل تقدم القوات البرية إلى عمق القرية.
وقد أظهرت منشورات مسلحي ريف اللاذقية في مواقع التواصل الاجتماعي روحهم المعنوية السيئة، وهبوط معنوياتهم.
المصدر :
عـلا ديـوب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة