دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على عكس المركب التركي، الذي بدأ يتحسس رأسه ويحاول تقديم نفسه للروس بأنه أوقف التدخل في الشأن السوري، برز تصريح رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بأن مدينة حلب «ستتحرر رغماً عن محاصريها» بأنه رسالة داخلية وليس خارجية، وهدفها هو الرئيس رجب طيب أردوغان.
الأقلام في تركيا بدأت تؤكد بشكل أكثف من ذي قبل حدوث انقسام كبير داخل حزب العدالة والتربية، حيث يبرز تيار أردوغان وتيار داود أوغلو، وبينهما هوة تزداد مناعة على التعتيم يوماً بعد يوم. وحتى أن إعلام النظام التركي بدأ ينقسم؛ فهناك ما بات يعرف باسم «إعلام القصر»، التابع لأردوغان مباشرة، وهناك الامبراطورية الإعلامية التي بدأ داودأوغلو يكونها ويتبعها له.
ويقول المغرد الأشهر «فؤاد عوني»، المشهور بكشفه الكثير من كواليس الحزب الحاكم، إن أردوغان قد يقيل داودأوغلو في أي وقت، وأن أردوغان أسس حكومة ظل برئاسة معاونه بينالي يلدرم، بانتظار إعلانها وطرد داودأوغلو رسمياً. وأكدت بعض التسريبات أن داودأوغلو تسبب بكشف صورة فضيحة لنجل يلدرم، وهو يلعب في نوادي القمار، كي يقطع الطريق على وصول يلدرم الأب إلى رئاسة الوزراء بدلاً عنه.
ولفتت مصادر صحفية إلى أن داودأوغلو حاول اللقاء بالرئيس الأمريكي باراك أوباما من وراء ظهر أردوغان، والذي اعتبر ذلك محاولة انقلابية ضده لاستمالة الولايات المتحدة لصالح داود أوغلو في أي نزاع مستقبلي ضده، والذي كان قد وقع في موقف مهين حين رفض الرئيس الأمريكي مقابلته في مطلع الشهر إلا في ظروف غير لبقة، وسرعان ما أعلن أوباما انتقاداته لأردوغان بعد لقائه به مباشرة، مما كشف عن أن اللقاء لم يكن إيجابياً.
وإذا ما ربطنا الموضوع بالأزمة السورية فإن أردوغان أظهر شيئاً من الممانعة أمام الضغوط الأمريكية للتدخل في سورية دون غطاء من حلف شمال الأطلسي، إذ كانت إحدى الوثائق المسربة من بريد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد أوضحت أن أردوغان يريد الدخول في سورية، ولكنه كان متخوفاً من الخسائر التي قد يتعرض لها جيشه، ولذا لم يكن يريد الدخول إلا ضمن حلف عالمي يقوده الناتو. كما أورد أنه لا يثق بالوعود الأمريكية. في هذه الظروف. ولعل من نماذج ذلك أن تنظيم داعش قصف مدينة كيليس التركية حتى أوقع عشرات القتلى والجرحى، دون أن يتدخل الجيش التركي، وإنما تمارس السلطة التركية الصمت، وتتظاهر بعدم وجود أمر غير طبيعي، وذلك بعد الإنذارات الروسية بطيعة الحال.
وبينما هناك نقاط سلبية في علاقة أردوغان بواشنطن، وباللوبي الصهيوني فيها، فإن داودأوغلو يريد أن يقدم نفسه بأنه قابل لكل طلباتهم، ومستعد لتنفيذ تعليماتهم في سورية، وفي غير سورية طبعاً. ولذا اختار هذا الوقت للحديث عما سماه «تحرير حلب»، في إشارة غزل للقوى المعادية للحكومة السورية. ولولا ذلك فإنه بالتأكيد لا أحد يصدق أن المسلحين في حلب يمتلكون قدرة عملانية لإيقاع الهزيمة بالجيش المدعوم بقوات روسية وإيرانية، لا داودأوغلو ولا غيره.
المصدر :
سومر سلطان - آسيا نيوز
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة