كتب فلاديمير موخين في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن واشنطن شرعت عمليا في تنفيذ خطتها "باء" في سوريا بأيدي جهات تركية وعربية لدعم ما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة" هناك.

وأشار إلى انسحاب جملة من الزمر المسلحة من الهدنة المعلنة في سوريا والتحاقها بتنظيم "جبهة النصرة" في شن الهجمات على مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب، فضلا عن تسجيل نشاط ملحوظ لهذه الجماعات في ريف دمشق.

ولفت النظر إلى أن استئناف العصابات المسلحة نشاطها شمال سوريا، يترافق بسيل من المواد الإعلامية التي تطعن بجهود الحكومة السورية على مسار السلم والتسوية.

وأشار في استطلاع لوسائل الإعلام الغربية والعربية، إلى ورود أكثر من 100 نبأ من نوع واحد راجت يوم أمس وتحدثت عن ضربات جوية للجيش السوري طالت معرة النعمان في ريف إدلب مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنيا، وكل ذلك، نقلا عمّا يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" في لندن.

 والملفت في هذه الأنباء، أن جون كيربي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وفي تعليق على هذه "الضربة" قال: "نرجح أن تكون القوات الجوية السورية هي التي نفذت هذا الهجوم".

  هيئة الأركان العامة في الجيش السوري، نفت من جهتها صحة هذه الأنباء جملة وتفصيلا، نظرا لأن الطائرات الحربية السورية لم تشن أي غارات تزامنا مع توقيت الحادث المزعوم، وعززت نفيها هذا، "بأنه يتم في الوقت الراهن تسخير جميع الطاقات وتركيزها على صد هجمات الإرهابيين في محافظتي اللاذقية وحلب".

 دمشق من جهتها، تؤكد حسب موخين، أن ما حدث في معرة النعمان، عمل تخريبي ترافق بسيل كبير من الأخبار التضليلية بما يخدم مناهضي الدولة السورية.

 كما تشدد دمشق كذلك، على أن الهدف الرئيس من وراء العملية التخريبية، تبرير رفض "فريق الرياض" المعارض مواصلة المفاوضات في جنيف بذريعة استهداف السلطات السورية المدنيين.

 واعتبر موخين أن تقديم تركيا والسعودية الدعم العسكري لما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سوريا، يأتي خدمة للولايات المتحدة، فيما تؤكد وسائل الإعلام السورية حصول المسلحين على صواريخ "تاو" الأمريكية المضادة للدروع، وذخائر مدفعية وغير ذلك من أسلحة وعتاد اشترتها أنقرة والرياض في وقت سابق لهم.

 كما تشير مصادر متفرقة حسب موخين، إلى أن الاستخبارات السعودية والتركية قد نظمت بدعم من الاستخبارات الأمريكية توريد الأسلحة والعتاد إلى المسلحين في سوريا عبر أراضي دول أخرى.

 واستشهد موخين في هذا الصدد، بما راج على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا من صور تظهر تسلّم عناصر ما يسمى بـ"حركة تحرير حمص" المرتبطة بـ"الجيش السوري الحر"، صواريخ صينية محمولة على الكتف مضادة للأهداف الجوية.

 من جهتها، ترجح وسائل الإعلام السورية أن تكون قطر وراء تزويد المسلحين بالصواريخ الصينية المذكورة عبر السودان، فيما أسقط المسلحون هذا العام ثلاث طائرات حربية سورية حسب مصادر صحفية.

 وفي التعليق على ما يشاع بصدد الصواريخ الصينية وغيرها التي في حوزة المسلحين، أكد موخين، أنه وإذا ما صدقت هذه الأنباء، فإن قوات الجيش السوري سوف تعاني الأمريّن، حيث ستصبح بين ناري المسلحين والمدفعية التركية المستمرة بين الفينة والأخرى في استهداف مواقع الجيش السوري.

 ولفت النظر في هذا السياق، إلى ما نشرته صحيفة "حرييت" التركية مؤخرا نقلا عن مصدر عسكري، أن أنقرة قد استقدمت أعدادا كبيرة من الدبابات والمدافع ذاتية الحركة وعززت بها مواقع الجيش التركي الممتدة على طول الحدود مع شمال سوريا، وذلك "في إطار مكافحة تنظيم "داعش "، في وقت تعكف فيه تركيا نفسها على تمرير مسلحي التنظيم المذكور وتؤازرهم.

 وأشار إلى أن تجدد نشاط المجاميع المسلحة شمال سوريا في إطار ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، إنما تمخض عن دعم تركي مستجد، حيث أن الزمر الخارجة من الهدنة لم تلتحق بها قبل أن قصمت عمليات الجيش السوري ظهرها وبعثرت عناصرها.

 ولفت موخين النظر في تحليل نشاط المسلحين الملحوظ شمال سوريا، إلى أنه وإذا ما استطاعوا الاستيلاء على خان تومان، فإن ذلك سيتيح لهم قطع الطريق الدولية بين حلب ودمشق من جديد.

 وذكر أنه، فيما أعلنت دمشق عن التحاق متطوعين عراقيين تابعين لـ"حركة النجباء" بالقوات الحكومية السورية شمال البلاد، تؤكد صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادر رسمية أمريكية، أن موسكو قد نشرت في حلب واللاذقية بطاريات مدفعيتها لرفد الجيش السوري، وذلك رغم نفي روسيا المتكرر إرسال أي قوات برية إلى سوريا.

 وبالوقوف على تأكيدات الصحيفة الأمريكية ومصادرها الرسمية، خلص موخين إلى أن ذلك إن دل على شيء، فعلى نية واشنطن نفسها القيام بخطوات كهذه، حيث أعلن ستيف وورن الناطق الرسمي باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أن قاذفات بلاده "بي-52"، التي جرى نشرها مطلع الشهر الماضي في قطر، ما انفكت طيلة أسبوع تستهدف مواقع "داعش" في العراق وسوريا، دون أن يسمي أيا من هذه الأهداف، أو يحدد أماكنها.

 وفي ختام التعليق، أعاد موخين إلى الأذهان تركيز واشنطن في السابق على تقديم الدعم للأكراد شمال سوريا، ولم يستبعد في هذه المناسبة، أنه وإذا ما أعلنت رسميا عن انطلاق خطتها "باء"، فإن ذلك سيعني أن طائراتها سوف تقدم الدعم لما يسمى بـ"المعارضة السورية المعتدلة" عبر ضرب قوات الجيش السوري ومواقعه.

  • فريق ماسة
  • 2016-04-22
  • 13353
  • من الأرشيف

واشنطن شرعت عمليا في تنفيذ خطتها (باء )

كتب فلاديمير موخين في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن واشنطن شرعت عمليا في تنفيذ خطتها "باء" في سوريا بأيدي جهات تركية وعربية لدعم ما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة" هناك. وأشار إلى انسحاب جملة من الزمر المسلحة من الهدنة المعلنة في سوريا والتحاقها بتنظيم "جبهة النصرة" في شن الهجمات على مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب، فضلا عن تسجيل نشاط ملحوظ لهذه الجماعات في ريف دمشق. ولفت النظر إلى أن استئناف العصابات المسلحة نشاطها شمال سوريا، يترافق بسيل من المواد الإعلامية التي تطعن بجهود الحكومة السورية على مسار السلم والتسوية. وأشار في استطلاع لوسائل الإعلام الغربية والعربية، إلى ورود أكثر من 100 نبأ من نوع واحد راجت يوم أمس وتحدثت عن ضربات جوية للجيش السوري طالت معرة النعمان في ريف إدلب مما أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنيا، وكل ذلك، نقلا عمّا يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" في لندن.  والملفت في هذه الأنباء، أن جون كيربي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وفي تعليق على هذه "الضربة" قال: "نرجح أن تكون القوات الجوية السورية هي التي نفذت هذا الهجوم".   هيئة الأركان العامة في الجيش السوري، نفت من جهتها صحة هذه الأنباء جملة وتفصيلا، نظرا لأن الطائرات الحربية السورية لم تشن أي غارات تزامنا مع توقيت الحادث المزعوم، وعززت نفيها هذا، "بأنه يتم في الوقت الراهن تسخير جميع الطاقات وتركيزها على صد هجمات الإرهابيين في محافظتي اللاذقية وحلب".  دمشق من جهتها، تؤكد حسب موخين، أن ما حدث في معرة النعمان، عمل تخريبي ترافق بسيل كبير من الأخبار التضليلية بما يخدم مناهضي الدولة السورية.  كما تشدد دمشق كذلك، على أن الهدف الرئيس من وراء العملية التخريبية، تبرير رفض "فريق الرياض" المعارض مواصلة المفاوضات في جنيف بذريعة استهداف السلطات السورية المدنيين.  واعتبر موخين أن تقديم تركيا والسعودية الدعم العسكري لما يسمى بالمعارضة المعتدلة في سوريا، يأتي خدمة للولايات المتحدة، فيما تؤكد وسائل الإعلام السورية حصول المسلحين على صواريخ "تاو" الأمريكية المضادة للدروع، وذخائر مدفعية وغير ذلك من أسلحة وعتاد اشترتها أنقرة والرياض في وقت سابق لهم.  كما تشير مصادر متفرقة حسب موخين، إلى أن الاستخبارات السعودية والتركية قد نظمت بدعم من الاستخبارات الأمريكية توريد الأسلحة والعتاد إلى المسلحين في سوريا عبر أراضي دول أخرى.  واستشهد موخين في هذا الصدد، بما راج على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا من صور تظهر تسلّم عناصر ما يسمى بـ"حركة تحرير حمص" المرتبطة بـ"الجيش السوري الحر"، صواريخ صينية محمولة على الكتف مضادة للأهداف الجوية.  من جهتها، ترجح وسائل الإعلام السورية أن تكون قطر وراء تزويد المسلحين بالصواريخ الصينية المذكورة عبر السودان، فيما أسقط المسلحون هذا العام ثلاث طائرات حربية سورية حسب مصادر صحفية.  وفي التعليق على ما يشاع بصدد الصواريخ الصينية وغيرها التي في حوزة المسلحين، أكد موخين، أنه وإذا ما صدقت هذه الأنباء، فإن قوات الجيش السوري سوف تعاني الأمريّن، حيث ستصبح بين ناري المسلحين والمدفعية التركية المستمرة بين الفينة والأخرى في استهداف مواقع الجيش السوري.  ولفت النظر في هذا السياق، إلى ما نشرته صحيفة "حرييت" التركية مؤخرا نقلا عن مصدر عسكري، أن أنقرة قد استقدمت أعدادا كبيرة من الدبابات والمدافع ذاتية الحركة وعززت بها مواقع الجيش التركي الممتدة على طول الحدود مع شمال سوريا، وذلك "في إطار مكافحة تنظيم "داعش "، في وقت تعكف فيه تركيا نفسها على تمرير مسلحي التنظيم المذكور وتؤازرهم.  وأشار إلى أن تجدد نشاط المجاميع المسلحة شمال سوريا في إطار ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، إنما تمخض عن دعم تركي مستجد، حيث أن الزمر الخارجة من الهدنة لم تلتحق بها قبل أن قصمت عمليات الجيش السوري ظهرها وبعثرت عناصرها.  ولفت موخين النظر في تحليل نشاط المسلحين الملحوظ شمال سوريا، إلى أنه وإذا ما استطاعوا الاستيلاء على خان تومان، فإن ذلك سيتيح لهم قطع الطريق الدولية بين حلب ودمشق من جديد.  وذكر أنه، فيما أعلنت دمشق عن التحاق متطوعين عراقيين تابعين لـ"حركة النجباء" بالقوات الحكومية السورية شمال البلاد، تؤكد صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلا عن مصادر رسمية أمريكية، أن موسكو قد نشرت في حلب واللاذقية بطاريات مدفعيتها لرفد الجيش السوري، وذلك رغم نفي روسيا المتكرر إرسال أي قوات برية إلى سوريا.  وبالوقوف على تأكيدات الصحيفة الأمريكية ومصادرها الرسمية، خلص موخين إلى أن ذلك إن دل على شيء، فعلى نية واشنطن نفسها القيام بخطوات كهذه، حيث أعلن ستيف وورن الناطق الرسمي باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، أن قاذفات بلاده "بي-52"، التي جرى نشرها مطلع الشهر الماضي في قطر، ما انفكت طيلة أسبوع تستهدف مواقع "داعش" في العراق وسوريا، دون أن يسمي أيا من هذه الأهداف، أو يحدد أماكنها.  وفي ختام التعليق، أعاد موخين إلى الأذهان تركيز واشنطن في السابق على تقديم الدعم للأكراد شمال سوريا، ولم يستبعد في هذه المناسبة، أنه وإذا ما أعلنت رسميا عن انطلاق خطتها "باء"، فإن ذلك سيعني أن طائراتها سوف تقدم الدعم لما يسمى بـ"المعارضة السورية المعتدلة" عبر ضرب قوات الجيش السوري ومواقعه.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة