اكتمل انهيار الجولة الحالية من مفاوضات جنيف السورية، فيما بدا ان واشنطن سمحت لهذا المسار التراجعي بالاستمرار، والتركيز في المقابل على المعلومات التي رصدتها حول تعاظم النشاط العسكري الروسي في الشمال السوري،

 

وتحديدا قرب حلب استعدادا على ما يبدو لمواجهات الحسم مع الفصائل المسلحة التي تحتل احياء من المدينة وبعض اريافها.

 

وبينما كانت موسكو تجدد الاعراب عن قلقها على وصول المفاوضات الى مرحلة الانهيار بسبب سلوك «معارضة الرياض» والدول التي تدعمها، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد، بعدما عقد اجتماعا طارئا لمجلس الامن القومي، على ان التدخل العسكري الروسي ساهم في احتفاظ الجيش السوري بالمبادرة الاستراتيجية في ساحات المعارك.

واشنطن في المقابل والتي لم تبذل مجهودا يذكر لمنع انهيار المفاوضات السورية خلال اليومين الماضيين اقله من خلال محاولة الضغط على «معارضة الرياض» للالتزام بجلسات جنيف وردع سلسلة التصريحات النارية التي اطلقتها المعارضة، تحدثت بالامس عن نقل روسيا المزيد من العتاد العسكري، أو القوات، إلى سوريا، مشيرة الى ان القوات الروسية تعيد نشر قواتها المدفعية في شمال سوريا، بما يشمل مناطق قرب مدينة حلب.

وقال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس، في الرياض حيث حضر الرئيس باراك أوباما قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، «نحن قلقون من تقارير عن قيام روسيا بنقل عتاد إلى سوريا». وأضاف «نعتقد أن قيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري، أو القوات، إلى سوريا أمر سلبي. نرى أن من الأفضل أن تتركز جهودنا على دعم العملية الديبلوماسية».

وقال مسؤول أميركي إن روسيا تعيد نشر المدفعية في شمال سوريا، بما يشمل مناطق قرب حلب. وأضاف أن «إعادة نشر المدفعية وبعض القوات قرب حلب جاء عقب استعادة القوات الحكومية لمدينة تدمر من تنظيم داعش». وأشار مسؤولون أميركيون إلى وجود ملحوظ لـ «جبهة النصرة» حول حلب.

ومن جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو في أنقرة، انه «رغم الانسحاب الجزئي المعلن نرى أن روسيا تحتفظ بوجود عسكري كبير لدعم النظام السوري. وقف إطلاق النار في سوريا يواجه ضغوطا، لكنه لا يزال أفضل أساس لحل سلمي للأزمة من خلال التفاوض».

بوتين

الى ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين عقد اجتماعاً طارئاً مع مجلس الأمن القومي الروسي، «حيث تم التعبير عن قلق روسيا إزاء تأزم الوضع بخصوص المفاوضات بين الأطراف السورية».

وقال بوتين، خلال اجتماع مع مجموعة من ضباط الجيش لمناسبة تعيينهم في مناصب عليا، إن «القوات الجوية الروسية نفذت في سوريا مهمة داخلية بارزة، تمثلت في مكافحة المجرمين المتحدرين من روسيا ورابطة الدول المستقلة».

وأضاف «بفضل القوات الجوية الروسية استعاد الجيش السوري المبادرة الإستراتيجية. والجماعات الإرهابية تكبدت خسائر هائلة»، مؤكداً أن «القوات الروسية تمكنت خلال فترة قصيرة في سوريا من إحداث انعطافة كبيرة في الوضع، وتقديم دعم قوي للحكومة الشرعية».

وأعلن بوتين أن «قدراً كبيراً من العمل قد تم إنجازه خلال عملية نزع الألغام في تدمر، ولا يزال هناك حجم كبير من العمل يجب القيام به». وكان قائد سلاح الهندسة في الجيش الروسي الجنرال يوري ستافيتسكي ابلغ بوتين أن الجيش الروسي انتهى من نزع الألغام والعبوات التي زرعها تنظيم «داعش» في المواقع الأثرية في تدمر، والتي كان الجيش السوري استعاد السيطرة عليها أواخر آذار الماضي. وأضاف ستافيتسكي أن «وحدات سلاح الهندسة تقوم الآن بإزالة الألغام من الإحياء السكنية في مدينة تدمر والمطار».

مفاوضات جنيف

وقال المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مقابلة مع التلفزيون السويسري، إن محادثات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل، برغم قرار وفد «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثق عن مؤتمر المعارضة في الرياض، مغادرة جنيف، واصفاً هذا الامر بانه «استعراض ديبلوماسي».

واعلن أن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات. وأضاف «لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار، يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية وسنطلب من الدول الراعية الاجتماع».

وكان اعلن أن إيصال المساعدات الإنسانية لم يشهد إلا تقدماً محدوداً، وأن روسيا تضغط لإدخال قافلة لمدينة داريا المحاصرة. وأضاف أنه سيعين خلال أيام منسقاً لتولي قضية المعتقلين في سوريا. ووصف منع الحكومة السورية دخول المعدات الطبية للمناطق المحاصرة بأنه «مقلق» ومخالف للقانون الدولي.

واقر دي ميستورا بأن من شأن تكثيف المساعدات الإنسانية و «عودة وقف الأعمال القتالية إلى الاستقرار أن يساعد كثيراً في المناقشات السياسية».

وقال كبير مفاوضي معارضة الرياض أسعد الزعبي إن كل أعضاء وفد الهيئة سيغادرون جنيف بحلول اليوم، وإنه لا توجد فرصة تذكر لاستئناف المحادثات ما لم يتغير الوضع جذرياً على الأرض.

وكانت الهيئة علقت مشاركتها في المفاوضات الاثنين الماضي، لكنها وافقت على مواصلة المحادثات الفنية بعيداً عن مبنى الأمم المتحدة. غير أنها قررت أمس وقف المفاوضات بشكل كامل لحين تلبية مطالبها بخصوص الوضع العسكري على الأرض.

  • فريق ماسة
  • 2016-04-21
  • 14329
  • من الأرشيف

بوتين مرتاح لامتلاك الجيش السوري زمام المبادرة ....حلب: الروس يعززون مدفعيتهم

اكتمل انهيار الجولة الحالية من مفاوضات جنيف السورية، فيما بدا ان واشنطن سمحت لهذا المسار التراجعي بالاستمرار، والتركيز في المقابل على المعلومات التي رصدتها حول تعاظم النشاط العسكري الروسي في الشمال السوري،   وتحديدا قرب حلب استعدادا على ما يبدو لمواجهات الحسم مع الفصائل المسلحة التي تحتل احياء من المدينة وبعض اريافها.   وبينما كانت موسكو تجدد الاعراب عن قلقها على وصول المفاوضات الى مرحلة الانهيار بسبب سلوك «معارضة الرياض» والدول التي تدعمها، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤكد، بعدما عقد اجتماعا طارئا لمجلس الامن القومي، على ان التدخل العسكري الروسي ساهم في احتفاظ الجيش السوري بالمبادرة الاستراتيجية في ساحات المعارك. واشنطن في المقابل والتي لم تبذل مجهودا يذكر لمنع انهيار المفاوضات السورية خلال اليومين الماضيين اقله من خلال محاولة الضغط على «معارضة الرياض» للالتزام بجلسات جنيف وردع سلسلة التصريحات النارية التي اطلقتها المعارضة، تحدثت بالامس عن نقل روسيا المزيد من العتاد العسكري، أو القوات، إلى سوريا، مشيرة الى ان القوات الروسية تعيد نشر قواتها المدفعية في شمال سوريا، بما يشمل مناطق قرب مدينة حلب. وقال نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض بن رودس، في الرياض حيث حضر الرئيس باراك أوباما قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، «نحن قلقون من تقارير عن قيام روسيا بنقل عتاد إلى سوريا». وأضاف «نعتقد أن قيام روسيا بنقل مزيد من العتاد العسكري، أو القوات، إلى سوريا أمر سلبي. نرى أن من الأفضل أن تتركز جهودنا على دعم العملية الديبلوماسية». وقال مسؤول أميركي إن روسيا تعيد نشر المدفعية في شمال سوريا، بما يشمل مناطق قرب حلب. وأضاف أن «إعادة نشر المدفعية وبعض القوات قرب حلب جاء عقب استعادة القوات الحكومية لمدينة تدمر من تنظيم داعش». وأشار مسؤولون أميركيون إلى وجود ملحوظ لـ «جبهة النصرة» حول حلب. ومن جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو في أنقرة، انه «رغم الانسحاب الجزئي المعلن نرى أن روسيا تحتفظ بوجود عسكري كبير لدعم النظام السوري. وقف إطلاق النار في سوريا يواجه ضغوطا، لكنه لا يزال أفضل أساس لحل سلمي للأزمة من خلال التفاوض». بوتين الى ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بوتين عقد اجتماعاً طارئاً مع مجلس الأمن القومي الروسي، «حيث تم التعبير عن قلق روسيا إزاء تأزم الوضع بخصوص المفاوضات بين الأطراف السورية». وقال بوتين، خلال اجتماع مع مجموعة من ضباط الجيش لمناسبة تعيينهم في مناصب عليا، إن «القوات الجوية الروسية نفذت في سوريا مهمة داخلية بارزة، تمثلت في مكافحة المجرمين المتحدرين من روسيا ورابطة الدول المستقلة». وأضاف «بفضل القوات الجوية الروسية استعاد الجيش السوري المبادرة الإستراتيجية. والجماعات الإرهابية تكبدت خسائر هائلة»، مؤكداً أن «القوات الروسية تمكنت خلال فترة قصيرة في سوريا من إحداث انعطافة كبيرة في الوضع، وتقديم دعم قوي للحكومة الشرعية». وأعلن بوتين أن «قدراً كبيراً من العمل قد تم إنجازه خلال عملية نزع الألغام في تدمر، ولا يزال هناك حجم كبير من العمل يجب القيام به». وكان قائد سلاح الهندسة في الجيش الروسي الجنرال يوري ستافيتسكي ابلغ بوتين أن الجيش الروسي انتهى من نزع الألغام والعبوات التي زرعها تنظيم «داعش» في المواقع الأثرية في تدمر، والتي كان الجيش السوري استعاد السيطرة عليها أواخر آذار الماضي. وأضاف ستافيتسكي أن «وحدات سلاح الهندسة تقوم الآن بإزالة الألغام من الإحياء السكنية في مدينة تدمر والمطار». مفاوضات جنيف وقال المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا، في مقابلة مع التلفزيون السويسري، إن محادثات جنيف ستتواصل الأسبوع المقبل، برغم قرار وفد «الهيئة العليا للمفاوضات»، المنبثق عن مؤتمر المعارضة في الرياض، مغادرة جنيف، واصفاً هذا الامر بانه «استعراض ديبلوماسي». واعلن أن 400 ألف شخص قتلوا في الحرب السورية الدائرة منذ خمس سنوات. وأضاف «لا يمكن أن نسمح لهذا بأن ينهار. يجب أن نراجع وقف إطلاق النار، يجب أن نسرع المساعدات الإنسانية وسنطلب من الدول الراعية الاجتماع». وكان اعلن أن إيصال المساعدات الإنسانية لم يشهد إلا تقدماً محدوداً، وأن روسيا تضغط لإدخال قافلة لمدينة داريا المحاصرة. وأضاف أنه سيعين خلال أيام منسقاً لتولي قضية المعتقلين في سوريا. ووصف منع الحكومة السورية دخول المعدات الطبية للمناطق المحاصرة بأنه «مقلق» ومخالف للقانون الدولي. واقر دي ميستورا بأن من شأن تكثيف المساعدات الإنسانية و «عودة وقف الأعمال القتالية إلى الاستقرار أن يساعد كثيراً في المناقشات السياسية». وقال كبير مفاوضي معارضة الرياض أسعد الزعبي إن كل أعضاء وفد الهيئة سيغادرون جنيف بحلول اليوم، وإنه لا توجد فرصة تذكر لاستئناف المحادثات ما لم يتغير الوضع جذرياً على الأرض. وكانت الهيئة علقت مشاركتها في المفاوضات الاثنين الماضي، لكنها وافقت على مواصلة المحادثات الفنية بعيداً عن مبنى الأمم المتحدة. غير أنها قررت أمس وقف المفاوضات بشكل كامل لحين تلبية مطالبها بخصوص الوضع العسكري على الأرض.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة