تقترب قوات الجيش السوري وحلفائه من تحرير كامل مدينة تدمر الاستراتيجية في البادية السورية بعد قرابة عام من سيطرة إرهابيي تنظيم "داعش" على المدينة وتقدمهم غربا باتحاه طريق حمص دمشق،

 

 

 حيث وصلوا الى بلدة القريتين التي أصبحت معبرا لتسلل عناصر من داعش نحو جبال القلمون وجرود عرسال، حيث ساهم تقدم داعش في تشجيع بعض المجموعات على الانفصال عن قيادة "النصرة" في القلمون المتمثلة بابي مالك التلي، واعلان بيعتها لداعش ما جعل الطرفين يخوضان صراعا دمويا خلال السنة الماضية وبداية السنة الحالية.

 

ومن خلال الالتفاف الذي قام به الحيش السوري وحلفاؤه متجاوزين القريتين والمسافات البعيدة التي تفصلها عن تدمر، والتركيز على مجموعات التلال والهضاب المحيطة بالمدينة والتي تتحكم بممراتها ومداخلها، تكون القوة التابعة لداعش شرق حمص بين القريتين والفركلوس قد أصبحت في عزلة تامة عن قواعد التنظيم في الشرق السوري، وبالتالي بعيدة عن التموين والتذخير والإمداد، وكل تواصل لوجيستي، ما يجعل قضية بقاء عناصر التنظيم الإرهابي في تلك المنطقة بحكم المنتهي مع تحرير تدمر. هذا الواقع سوف ينعكس سلبا على الجماعات المسلحة في جبال القلمون وفي داخل عرسال، حيث تتوقع مصادر مختصة وأهلية في البقاع الشمالي حركة انتقال لبعض المجموعات المسلحة من القلمون الى مناطق في شمال حمص او في البادية بعد تحرير تدمر، ما يضعف المجموعات التابعة لـ"جبهة النصرة" التي طلب بعضها طريق انسحاب إلى ادلب قبل فترة قبل ان ينقطع التواصل بينها وبين الجهات العسكرية والأمنية التابعة للدولة السورية وحلفائها، ويبدو ان ابو مالك التلي ومصطفى الحجيري الملقب ( ابو طاقية) قد قطعا الطريق على أية تسوية من هذا النوع.

 

في المقلب الاخر عند البادية السورية شرقا، سوف يكون لتحرير تدمر تاثيرات كبيرة على المعركة الكبرى في دير الزور، وسوف يفتح تحرير تدمر الباب واسعا امام استعادة مدينة دير الزور وحتى الحدود العراقية وبالتالي فتح خط لبنان العراق، وتأمين خاصرة حمص الشرقية وخاصرة دمشق عند مثلث الحدود الاردنية السورية العراقية في الصحراء، فضلا عن تأمين عملية استعادة حقول النفط السوري في الشرق، وتأمين محطات الغاز في بادية حمص، وبتأمين دير الزور تصبح الرقة الهدف الكبير والأخير للجيش السوري حيث يمكن له التقدم نحوها من ثلاثة محاور بالتعاون مع الوحدات الكردية، تمهيدا للمرحلة الحاسمة التي سوف تبدأ بطرد داعش الى العراق، وهناك سوف تعمل قوات الجيش العراقي مع الحشد الشعبي على دفعها للتوجه نحو الحدود العراقية السعودية، حسب مصادر موثوقة.

 

مراجع ميدانية تحدثت لموقع "العهد" عن معركة تدمر، حث قالت انها نموذج سوف يتم تطبيقه في كل من دير الزور والرقة بسبب الطبيعة الجغرافية الواحدة للشرق السوري، واشارت المراجع إلى ان معركة تدمر أخذت حيزا كبيرا من الوقت بسبب وضع المدينة التاريخي والأثري، وحفاظا على المعالم الاثرية للمدينة، وهذا الوضع الحذر والدقيق الذي يكبل العمل الميداني والعسكري في عملية تحرير مدينة تدمر لا ينطبق على دير الزور والرقة حيث ستكون يد الطيران الروسي والسوري طليقة اكثر ولديها إمكانيات للمناورة اكبر وهذا ايضا ينطبق على سلاح المدفعية والمشاة تختم المراجع كلامها.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2016-03-25
  • 11908
  • من الأرشيف

تحرير تدمر .. يفتح طريق العراق والرقة ويعزل مسلحي القلمون

تقترب قوات الجيش السوري وحلفائه من تحرير كامل مدينة تدمر الاستراتيجية في البادية السورية بعد قرابة عام من سيطرة إرهابيي تنظيم "داعش" على المدينة وتقدمهم غربا باتحاه طريق حمص دمشق،      حيث وصلوا الى بلدة القريتين التي أصبحت معبرا لتسلل عناصر من داعش نحو جبال القلمون وجرود عرسال، حيث ساهم تقدم داعش في تشجيع بعض المجموعات على الانفصال عن قيادة "النصرة" في القلمون المتمثلة بابي مالك التلي، واعلان بيعتها لداعش ما جعل الطرفين يخوضان صراعا دمويا خلال السنة الماضية وبداية السنة الحالية.   ومن خلال الالتفاف الذي قام به الحيش السوري وحلفاؤه متجاوزين القريتين والمسافات البعيدة التي تفصلها عن تدمر، والتركيز على مجموعات التلال والهضاب المحيطة بالمدينة والتي تتحكم بممراتها ومداخلها، تكون القوة التابعة لداعش شرق حمص بين القريتين والفركلوس قد أصبحت في عزلة تامة عن قواعد التنظيم في الشرق السوري، وبالتالي بعيدة عن التموين والتذخير والإمداد، وكل تواصل لوجيستي، ما يجعل قضية بقاء عناصر التنظيم الإرهابي في تلك المنطقة بحكم المنتهي مع تحرير تدمر. هذا الواقع سوف ينعكس سلبا على الجماعات المسلحة في جبال القلمون وفي داخل عرسال، حيث تتوقع مصادر مختصة وأهلية في البقاع الشمالي حركة انتقال لبعض المجموعات المسلحة من القلمون الى مناطق في شمال حمص او في البادية بعد تحرير تدمر، ما يضعف المجموعات التابعة لـ"جبهة النصرة" التي طلب بعضها طريق انسحاب إلى ادلب قبل فترة قبل ان ينقطع التواصل بينها وبين الجهات العسكرية والأمنية التابعة للدولة السورية وحلفائها، ويبدو ان ابو مالك التلي ومصطفى الحجيري الملقب ( ابو طاقية) قد قطعا الطريق على أية تسوية من هذا النوع.   في المقلب الاخر عند البادية السورية شرقا، سوف يكون لتحرير تدمر تاثيرات كبيرة على المعركة الكبرى في دير الزور، وسوف يفتح تحرير تدمر الباب واسعا امام استعادة مدينة دير الزور وحتى الحدود العراقية وبالتالي فتح خط لبنان العراق، وتأمين خاصرة حمص الشرقية وخاصرة دمشق عند مثلث الحدود الاردنية السورية العراقية في الصحراء، فضلا عن تأمين عملية استعادة حقول النفط السوري في الشرق، وتأمين محطات الغاز في بادية حمص، وبتأمين دير الزور تصبح الرقة الهدف الكبير والأخير للجيش السوري حيث يمكن له التقدم نحوها من ثلاثة محاور بالتعاون مع الوحدات الكردية، تمهيدا للمرحلة الحاسمة التي سوف تبدأ بطرد داعش الى العراق، وهناك سوف تعمل قوات الجيش العراقي مع الحشد الشعبي على دفعها للتوجه نحو الحدود العراقية السعودية، حسب مصادر موثوقة.   مراجع ميدانية تحدثت لموقع "العهد" عن معركة تدمر، حث قالت انها نموذج سوف يتم تطبيقه في كل من دير الزور والرقة بسبب الطبيعة الجغرافية الواحدة للشرق السوري، واشارت المراجع إلى ان معركة تدمر أخذت حيزا كبيرا من الوقت بسبب وضع المدينة التاريخي والأثري، وحفاظا على المعالم الاثرية للمدينة، وهذا الوضع الحذر والدقيق الذي يكبل العمل الميداني والعسكري في عملية تحرير مدينة تدمر لا ينطبق على دير الزور والرقة حيث ستكون يد الطيران الروسي والسوري طليقة اكثر ولديها إمكانيات للمناورة اكبر وهذا ايضا ينطبق على سلاح المدفعية والمشاة تختم المراجع كلامها.    

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة