في الأسبوع الثالث من شباط/فبراير زار وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان العاصمة الروسية، موسكو، على رأس وفد عسكري وأمني عالي المستوى، للتفاوض على سلسلة من صفقات الأسلحة الهامة مع روسيا. وإذا تم تنفيذ هذه الصفقات فعلاً، فقد تكون أكبر عملية شراء عتاد عسكري لطهران من الخارج منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وتأتي رحلة دهقان في أعقاب زيارة البعثة العسكرية الإيرانية لموسكو في تشرين الأول/أكتوبر، وزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لطهران في أوائل عام 2015. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد أكدا على ضرورة توطيد العلاقات العسكرية والأمنية خلال اجتماعهما في تشرين الثاني/نوفمبر في إيران.

 

صفقة مقاتلات

 

أفادت وسائل الإعلام الروسية والإيرانية أنّ طهران على وشك شراء عدد كبير من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز "سوخوي سو-30 أس أم إي فلانكر"، على افتراض تمكّن موسكو من التغلب على المعارضة الدولية للصفقة وربّما الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي. وسيتم تسليم البعض من هذه الطائرات مركّبةً بالكامل، في حين سيتم جمع الباقي منها من قبل شركات طيران إيرانية قرب أصفهان من معدات نصف مفككة.

 

أما التكوين الدقيق للطائرات الإيرانية، فلم يتحدد بعد. فيمكن لطائرة "سو-30" ذات المقعدين أن تحمل مزيجاً من الأسلحة المتطورة جو-جو وجو-أرض، بما في ذلك الصاروخ جو-جو "آر-77" (المشابه للصاروخ الأمريكي جو-جو المعروف بـ "آم رام"، الذي يتجاوز مداه 90 كم)، وصاروخ "ياخونت" المضاد للسفن (الذي يبلغ مداه الأقصى 300 كيلومتر). ويبقى السؤال ما إذا كان سيتم تسليم الطائرات مع أي من حزم مجموعة الرادار المتقدمة المقروءة ضوئياً أو مع محركات "إي أل-31 أف" المحسّنة المقدمة للعملاء الآخرين لشركة "سوخوي"، إلا أن المعروف أنّها ستكون مجهزةً بالكامل بإلكترونيات طيران روسية، سيتم جمع بعضها في إيران. وبعد دخول الطائرات إلى الخدمة الفعلية، سيتم تفريقها على الأرجح بين ست قواعد جوية في جميع انحاء البلاد، حيث أن بإمكانها أن تحسّن إلى حد كبير الدفاع الجوي الإيراني والاعتراض الجوي، وقدرة إيران على توجيه ضربات بعيدة المدى متعددة المهام تصل إلى مسافة 5000 كم مع قدرة التزود بالوقود جواً.

 

وتفتقر إيران أيضاً إلى طائرات تدريب متقدمة، لذلك، من المتوقع أن تطلب تزويدها ببضع طائرات من طراز "ياكوفليف ياك-130" من روسيا، علماً أنّه يمكن تسليح هذه الطائرات بقذائف وصواريخ للاضطلاع بأدوار مكافحة التمرد. وقد ترك الزمن بصمته على معظم الطائرات المقاتلة الإيرانية، وعلى الرغم من التحسينات الكثيرة التي تمّ إدخالها عليها، حان الوقت ليتم استبدالها. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تتوقف عن العمل في أي وقت قريب.

 

بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير الصحفية إلى أنّ المفاوضات تجري على قدم وساق لتصميم مروحيات "كاموف" ومحركات الطائرات وإنتاجها بشكل مشترك، مع أنّه من غير الواضح ما إذا تم التوقيع على أي عقود في هذا الشأن خلال زيارة دهقان. إذ ستحتاج إيران إلى مصدر موثوق من المحركات الحديثة لمشاريع الطائرات المقاتلة التي تنوي تصنيعها بنفسها، إلاّ أنّ برامجها التعاونية السابقة المعنية ببحوث وتطوير الطائرات غالباً ما تحولت إلى مشاريع مطوّلة أسفرت عن القليل من النتائج الملموسة أو عدم وجودها. فعلى سبيل المثال، إن برنامجيْها "أنتونوف أن-140" و "شفق" مع أوكرانيا وروسيا على التوالي قد ذهبا سدىً بسبب عجز الإدارة المزمن والفساد والأولويات المتغيرة باستمرار. وهنا يشار إلى أنّ رئيس قسم "جهاد الاكتفاء الذاتي" التابع للقوة الجوية للجيش الإيراني كان ضمن الوفد الذي توجه إلى موسكو في الاسبوع الثالث من شباط/فبراير، لذلك هناك احتمال بأن إيران قد التمست مرةً أخرى المساعدة الروسية لمشاريع صواريخها وطائراتها المقاتلة.

 

ومؤخراً أعلنت طهران أيضاً عن احتمال إبرامها صفقة مع "شركة الطائرات المتحدة" الروسية للحصول على حوالى مائة من طائرات الركاب الإقليمية من طراز "سوخوي سوبرجيت أس أس جي-100" حتى قبل حصول هذه الطائرات على شهادات الطيران المدني الإيرانية المناسبة. وقد أثار ذلك تكهنات بأن موسكو تستخدم صفقة الطائرات المقاتلة المحتملة كوسيلة ضغط لتدفع قدماً نحو بيع طائرة الركاب الصغيرة التي حاولت التنافس ضد طائرات غربية مماثلة. وتحاول "شركة الطائرات المتحدة" الحصول على الإذن من مورّدي قطع الغيار الأمريكيين الذين تتعامل معهم من أجل المضي قدماً في عملية التسليم.

 

صواريخ "S-300"

 

سوف تبدأ روسيا قريباً بتسليم ما يصل إلى خمسة أنظمة صواريخ أرض-جو طويلة المدى من طراز "ألماز أس-300 بي أم يو-2 فيفوريت" إلى إيران. وعادة يمكن لبطاريات الدفاع الجوي التي طال انتظارها تعقّب ما يصل إلى مائة هدف والاشتباك مع ستة منها في آن واحد على مدى يصل إلى 200 كم. ومن المحتمل أن يأتي النظام محسّناً بمركز قيادة جديد قادر أيضاً على التحكم بصواريخ "أس-200" ("أس إيه-5 غامون") الموجودة في الخدمة الفعلية في إيران. كما ومن المرجّح أن تتضمن وحدات الإطلاق الفردية أجهزة رادار ذات صفوف مرحلية من طراز "96 أل 6"/"96 أل 6 إي" مخصصة، الأمر الذي يمنحها نطاق كشف إضافي مداه 100 كم وقدرات ذاتية تتناسب تماماً مع أسلوب إيران الحربي غير المتناظر.

 

وقد أشار مسؤولون إيرانيون عن اهتمامهم أيضاً بالنظام الروسي الأحدث "أس-400 ترايمف"، إلا أنّ تأخُر أعمال الإنتاج الحالي يجعل من صفقة شراء كهذه أمراً مستبعداً جداً في أي وقت قريب. فقد توقفت موسكو عن إنتاج صواريخ "أس-300" في عام 2011، لذلك فإن بطاريات الصواريخ المخصصة لإيران هي تلك التي تم استبدالها تدريجياً بـ "أس-400" في استعمال الجيش الروسي. وبالتالي يعتزم الكرملين وقف بيع "أس-400" للخارج إلى حين استيفاء جميع الطلبات المحلية.

 

ويجدر بالذكر أنّه لا يمكن لـ "أس-300 پي أم يو-2" أن تتعقب أهدافاً كثيرة بقدر "أس-400" وهي أقل قدرة على الكشف عن الأهداف الخفية ومواجهة التدابير المضادة الإلكترونية. إلاّ أنّه بإمكانها أن تشمل الصاروخ الجديد من طراز "46 أن 6 إي 2" ذا المدى الموسع الذي يبلغ 380 كم، في حين تقتصر "أس-400" حالياً على قدرة الاشتباك مع أهداف على مدى أقصاه 250 كم.

 

دبابات جديدة

 

تفيد التقارير أنّ طهران اقتربت من وضع اللمسات الأخيرة على صفقة لشراء دبابات القتال الرئيسية الحديثة الروسية من طراز "تي-90 أس" وترخيص إنتاجها في إيران. وقد اشترت إيران عدداً كبيراً من دبابات "تي-72 أس" من روسيا وأوروبا الشرقية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، كما وأنشأت خط تجميع "تي-72 أس" الخاص بها في غرب إيران. بالإضافة إلى ذلك، اضطلعت بأنشطة بحث وتطوير لبناء دبابة قتال رئيسية إيرانية تدعى "ذو الفقار" باستخدامها مكونات "تي-72". وحتى أن الجيل الثالث من "ذو الفقار" الذي يشبه كثيراً الدبابة الأمريكية "أبرامز أم 1 إيه 1" لم يبدأ خدمته التشغيلية بعد، إلاّ أنّه يمكن لتوثيق العلاقات العسكرية مع روسيا أن يسفر عن توفير التقنيات الأساسية لإنجاز مثل هذه المشاريع في النهاية.

 

التعاون في مجال الفضاء

 

واجهت إيران مشاكل في إطلاق وتشغيل محركات تعزيز مركبة إطلاق الأقمار الصناعية، حيث قامت ببضع عمليات إطلاق على مدار برنامجها ولم تقم بأي منها في العام المنصرم. لذا، فإن وجود تقنية الحقن الروسية سيكون موضع ترحيب كبير في طهران. وفي تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، فازت وزارة الدفاع الإيرانية بعقد من مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني لعدة مشاريع ذات صلة، تستعمل جميعها المساعدة الخارجية إذا دعت الحاجة لذلك، وهذه المشاريع هي: إنجاز محطة الإطلاق الفضائية الجديدة بالقرب من سمنان؛ واستكمال تطوير الجيل الأول من "سيمرغ أس أل في" الخامد على ما يبدو (والقادر على وضع قمر فضائي بوزن 100 كغ في مدار الـ 500 كم) لإطلاقه للمرة الأولى في العام المقبل؛ وبناء قمر صناعي لمراقبة الأرض. وتعدّ الشركات الروسية والصينية أفضل المصادر لمثل هذه المساعدة لطهران في الوقت الحالي، وقد تكون تلك الشركات على استعداد لتوفير القوى العاملة والتدريب ونقل التقنيات.

 

المحصلة

 

في أعقاب الاتفاق النووي بين إيران و «مجموعة الخمسة زائد واحد»، ونتيجةً للصراع السوري المستمر، بلغت الروابط الاستراتيجية بين إيران وروسيا مستويات لم يسبقها مثيل. إن ذلك ليس مستغرباً نظراً إلى أنّ قواتهما تقاتل جنباً إلى جنب في سوريا منذ بعض الوقت. ونتيجةً لذلك، يمكن توقع نمو العلاقات العسكرية الثنائية بينهما، وفتح إمكانيات استكشاف مستويات ومجالات تعاون جديدة بين طهران وموسكو. وأمام هذا الواقع، اتسمت العلاقة العسكرية بين البلدين بالضعف في الماضي، حيث غالباً لم تؤدي المفاوضات المطولة ومذكرات التفاهم إلى شيء، وأحياناً بسبب الضغوط الخارجية. وسيكون تنفيذ أي من الاتفاقات التي تمت مناقشتها أعلاه بمثابة إشارة على أنّ الأمور آخذة في التغيّر.

  • فريق ماسة
  • 2016-02-24
  • 8177
  • من الأرشيف

تجهزوا لسماع أكبر صفقة تسلح بين روسيا وإيران

في الأسبوع الثالث من شباط/فبراير زار وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان العاصمة الروسية، موسكو، على رأس وفد عسكري وأمني عالي المستوى، للتفاوض على سلسلة من صفقات الأسلحة الهامة مع روسيا. وإذا تم تنفيذ هذه الصفقات فعلاً، فقد تكون أكبر عملية شراء عتاد عسكري لطهران من الخارج منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وتأتي رحلة دهقان في أعقاب زيارة البعثة العسكرية الإيرانية لموسكو في تشرين الأول/أكتوبر، وزيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لطهران في أوائل عام 2015. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد أكدا على ضرورة توطيد العلاقات العسكرية والأمنية خلال اجتماعهما في تشرين الثاني/نوفمبر في إيران.   صفقة مقاتلات   أفادت وسائل الإعلام الروسية والإيرانية أنّ طهران على وشك شراء عدد كبير من الطائرات المقاتلة متعددة المهام من طراز "سوخوي سو-30 أس أم إي فلانكر"، على افتراض تمكّن موسكو من التغلب على المعارضة الدولية للصفقة وربّما الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي. وسيتم تسليم البعض من هذه الطائرات مركّبةً بالكامل، في حين سيتم جمع الباقي منها من قبل شركات طيران إيرانية قرب أصفهان من معدات نصف مفككة.   أما التكوين الدقيق للطائرات الإيرانية، فلم يتحدد بعد. فيمكن لطائرة "سو-30" ذات المقعدين أن تحمل مزيجاً من الأسلحة المتطورة جو-جو وجو-أرض، بما في ذلك الصاروخ جو-جو "آر-77" (المشابه للصاروخ الأمريكي جو-جو المعروف بـ "آم رام"، الذي يتجاوز مداه 90 كم)، وصاروخ "ياخونت" المضاد للسفن (الذي يبلغ مداه الأقصى 300 كيلومتر). ويبقى السؤال ما إذا كان سيتم تسليم الطائرات مع أي من حزم مجموعة الرادار المتقدمة المقروءة ضوئياً أو مع محركات "إي أل-31 أف" المحسّنة المقدمة للعملاء الآخرين لشركة "سوخوي"، إلا أن المعروف أنّها ستكون مجهزةً بالكامل بإلكترونيات طيران روسية، سيتم جمع بعضها في إيران. وبعد دخول الطائرات إلى الخدمة الفعلية، سيتم تفريقها على الأرجح بين ست قواعد جوية في جميع انحاء البلاد، حيث أن بإمكانها أن تحسّن إلى حد كبير الدفاع الجوي الإيراني والاعتراض الجوي، وقدرة إيران على توجيه ضربات بعيدة المدى متعددة المهام تصل إلى مسافة 5000 كم مع قدرة التزود بالوقود جواً.   وتفتقر إيران أيضاً إلى طائرات تدريب متقدمة، لذلك، من المتوقع أن تطلب تزويدها ببضع طائرات من طراز "ياكوفليف ياك-130" من روسيا، علماً أنّه يمكن تسليح هذه الطائرات بقذائف وصواريخ للاضطلاع بأدوار مكافحة التمرد. وقد ترك الزمن بصمته على معظم الطائرات المقاتلة الإيرانية، وعلى الرغم من التحسينات الكثيرة التي تمّ إدخالها عليها، حان الوقت ليتم استبدالها. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تتوقف عن العمل في أي وقت قريب.   بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير الصحفية إلى أنّ المفاوضات تجري على قدم وساق لتصميم مروحيات "كاموف" ومحركات الطائرات وإنتاجها بشكل مشترك، مع أنّه من غير الواضح ما إذا تم التوقيع على أي عقود في هذا الشأن خلال زيارة دهقان. إذ ستحتاج إيران إلى مصدر موثوق من المحركات الحديثة لمشاريع الطائرات المقاتلة التي تنوي تصنيعها بنفسها، إلاّ أنّ برامجها التعاونية السابقة المعنية ببحوث وتطوير الطائرات غالباً ما تحولت إلى مشاريع مطوّلة أسفرت عن القليل من النتائج الملموسة أو عدم وجودها. فعلى سبيل المثال، إن برنامجيْها "أنتونوف أن-140" و "شفق" مع أوكرانيا وروسيا على التوالي قد ذهبا سدىً بسبب عجز الإدارة المزمن والفساد والأولويات المتغيرة باستمرار. وهنا يشار إلى أنّ رئيس قسم "جهاد الاكتفاء الذاتي" التابع للقوة الجوية للجيش الإيراني كان ضمن الوفد الذي توجه إلى موسكو في الاسبوع الثالث من شباط/فبراير، لذلك هناك احتمال بأن إيران قد التمست مرةً أخرى المساعدة الروسية لمشاريع صواريخها وطائراتها المقاتلة.   ومؤخراً أعلنت طهران أيضاً عن احتمال إبرامها صفقة مع "شركة الطائرات المتحدة" الروسية للحصول على حوالى مائة من طائرات الركاب الإقليمية من طراز "سوخوي سوبرجيت أس أس جي-100" حتى قبل حصول هذه الطائرات على شهادات الطيران المدني الإيرانية المناسبة. وقد أثار ذلك تكهنات بأن موسكو تستخدم صفقة الطائرات المقاتلة المحتملة كوسيلة ضغط لتدفع قدماً نحو بيع طائرة الركاب الصغيرة التي حاولت التنافس ضد طائرات غربية مماثلة. وتحاول "شركة الطائرات المتحدة" الحصول على الإذن من مورّدي قطع الغيار الأمريكيين الذين تتعامل معهم من أجل المضي قدماً في عملية التسليم.   صواريخ "S-300"   سوف تبدأ روسيا قريباً بتسليم ما يصل إلى خمسة أنظمة صواريخ أرض-جو طويلة المدى من طراز "ألماز أس-300 بي أم يو-2 فيفوريت" إلى إيران. وعادة يمكن لبطاريات الدفاع الجوي التي طال انتظارها تعقّب ما يصل إلى مائة هدف والاشتباك مع ستة منها في آن واحد على مدى يصل إلى 200 كم. ومن المحتمل أن يأتي النظام محسّناً بمركز قيادة جديد قادر أيضاً على التحكم بصواريخ "أس-200" ("أس إيه-5 غامون") الموجودة في الخدمة الفعلية في إيران. كما ومن المرجّح أن تتضمن وحدات الإطلاق الفردية أجهزة رادار ذات صفوف مرحلية من طراز "96 أل 6"/"96 أل 6 إي" مخصصة، الأمر الذي يمنحها نطاق كشف إضافي مداه 100 كم وقدرات ذاتية تتناسب تماماً مع أسلوب إيران الحربي غير المتناظر.   وقد أشار مسؤولون إيرانيون عن اهتمامهم أيضاً بالنظام الروسي الأحدث "أس-400 ترايمف"، إلا أنّ تأخُر أعمال الإنتاج الحالي يجعل من صفقة شراء كهذه أمراً مستبعداً جداً في أي وقت قريب. فقد توقفت موسكو عن إنتاج صواريخ "أس-300" في عام 2011، لذلك فإن بطاريات الصواريخ المخصصة لإيران هي تلك التي تم استبدالها تدريجياً بـ "أس-400" في استعمال الجيش الروسي. وبالتالي يعتزم الكرملين وقف بيع "أس-400" للخارج إلى حين استيفاء جميع الطلبات المحلية.   ويجدر بالذكر أنّه لا يمكن لـ "أس-300 پي أم يو-2" أن تتعقب أهدافاً كثيرة بقدر "أس-400" وهي أقل قدرة على الكشف عن الأهداف الخفية ومواجهة التدابير المضادة الإلكترونية. إلاّ أنّه بإمكانها أن تشمل الصاروخ الجديد من طراز "46 أن 6 إي 2" ذا المدى الموسع الذي يبلغ 380 كم، في حين تقتصر "أس-400" حالياً على قدرة الاشتباك مع أهداف على مدى أقصاه 250 كم.   دبابات جديدة   تفيد التقارير أنّ طهران اقتربت من وضع اللمسات الأخيرة على صفقة لشراء دبابات القتال الرئيسية الحديثة الروسية من طراز "تي-90 أس" وترخيص إنتاجها في إيران. وقد اشترت إيران عدداً كبيراً من دبابات "تي-72 أس" من روسيا وأوروبا الشرقية في أوائل تسعينيات القرن الماضي، كما وأنشأت خط تجميع "تي-72 أس" الخاص بها في غرب إيران. بالإضافة إلى ذلك، اضطلعت بأنشطة بحث وتطوير لبناء دبابة قتال رئيسية إيرانية تدعى "ذو الفقار" باستخدامها مكونات "تي-72". وحتى أن الجيل الثالث من "ذو الفقار" الذي يشبه كثيراً الدبابة الأمريكية "أبرامز أم 1 إيه 1" لم يبدأ خدمته التشغيلية بعد، إلاّ أنّه يمكن لتوثيق العلاقات العسكرية مع روسيا أن يسفر عن توفير التقنيات الأساسية لإنجاز مثل هذه المشاريع في النهاية.   التعاون في مجال الفضاء   واجهت إيران مشاكل في إطلاق وتشغيل محركات تعزيز مركبة إطلاق الأقمار الصناعية، حيث قامت ببضع عمليات إطلاق على مدار برنامجها ولم تقم بأي منها في العام المنصرم. لذا، فإن وجود تقنية الحقن الروسية سيكون موضع ترحيب كبير في طهران. وفي تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، فازت وزارة الدفاع الإيرانية بعقد من مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني لعدة مشاريع ذات صلة، تستعمل جميعها المساعدة الخارجية إذا دعت الحاجة لذلك، وهذه المشاريع هي: إنجاز محطة الإطلاق الفضائية الجديدة بالقرب من سمنان؛ واستكمال تطوير الجيل الأول من "سيمرغ أس أل في" الخامد على ما يبدو (والقادر على وضع قمر فضائي بوزن 100 كغ في مدار الـ 500 كم) لإطلاقه للمرة الأولى في العام المقبل؛ وبناء قمر صناعي لمراقبة الأرض. وتعدّ الشركات الروسية والصينية أفضل المصادر لمثل هذه المساعدة لطهران في الوقت الحالي، وقد تكون تلك الشركات على استعداد لتوفير القوى العاملة والتدريب ونقل التقنيات.   المحصلة   في أعقاب الاتفاق النووي بين إيران و «مجموعة الخمسة زائد واحد»، ونتيجةً للصراع السوري المستمر، بلغت الروابط الاستراتيجية بين إيران وروسيا مستويات لم يسبقها مثيل. إن ذلك ليس مستغرباً نظراً إلى أنّ قواتهما تقاتل جنباً إلى جنب في سوريا منذ بعض الوقت. ونتيجةً لذلك، يمكن توقع نمو العلاقات العسكرية الثنائية بينهما، وفتح إمكانيات استكشاف مستويات ومجالات تعاون جديدة بين طهران وموسكو. وأمام هذا الواقع، اتسمت العلاقة العسكرية بين البلدين بالضعف في الماضي، حيث غالباً لم تؤدي المفاوضات المطولة ومذكرات التفاهم إلى شيء، وأحياناً بسبب الضغوط الخارجية. وسيكون تنفيذ أي من الاتفاقات التي تمت مناقشتها أعلاه بمثابة إشارة على أنّ الأمور آخذة في التغيّر.

المصدر : فرزين نديمي - معهد واشنطن -


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة