دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على هامش اجتماع «مجموعة العمل الدولية من أجل سوريا» ولقائه مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع مجلة «ذي نيويوركر» إنه «لن يكون هناك أي وقف لإطلاق النار ضد داعش والنصرة والقاعدة في سوريا... بل إن عملية وقف إطلاق النار والفترة الانتقالية السياسية ستسيران على خطّين، الأول هو أن تلتقي الحكومة السورية والمعارضة التي تريد مستقبلاً مسالماً للبلد من أجل الوحدة الوطنية وتحقيق المسار السياسي، والثاني، أن يوقف الجميع دعم المجموعات المتطرفة، وأن يتوقّفوا عن تأمين معابر لهم ويوقفوا مدّهم بالسلاح والمال».
وحول تغيّر الموقف الأميركي وعدم مطالبتهم بـ «تغيير نظام» الرئيس بشار الأسد أخيراً، قال ظريف إنه «استشعر لهجة أكثر واقعية من الأوروبيين والغرب بشكل عام وأحياناً في الموقف الأميركي... إذ تبدو التصريحات الأميركية الأخيرة واعدة نوعاً ما». وهل يبدو الأسد مهيّأً للتنحي من أجل تسهيل عملية السلام؟ أجاب ظريف، إن الحديث عن ذلك ليس إلا «افتراضاً حول ما ستؤول اليه المفاوضات... إذ إن الناس يحاولون إقرار نتائج المفاوضات قبل أن نوافق على المباشرة بها حتى». وأضاف أن الرئيس السوري «سيكون جاهزاً لأي نتيجة سيفضي اليها الحوار الداخلي السوري ولإرادة الشعب السوري». فهل إيران متمسّكة بالرئيس السوري؟ أجاب ظريف أن «طهران تؤمن أنه ليس من شأنها ولا من شأن أي أحد أن يقرر مصير شخصيات آخرين في بلدان اخرى».
تبيّن أنّ «المعتدلين» أرادوا محاربة الحكومة السورية فقط
وعن الوضع الميداني، أكّد ظريف قيام إيران بمساعدة «العراق وسوريا، بطلب منهما، لمحاربة المتطرفين من خلال إرسال مستشارين». وشدد على أن الجيش السوري هو من يحارب «داعش» على الأرض، «وإلا فمَن يفعل ذلك برأيك؟ الولايات المتحدة؟» سأل ظريف مراسل «نيويوركر» متهكّماً.
ماذا عن المقاتلين الثوّار؟ ردّ ظريف إن «هذه مزحة!»، شارحاً أنه بعد التجربة الأميركية في تدريب «معارضين معتدلين» للقتال ضد «داعش» تبيّن أن «جميع هؤلاء أرادوا محاربة الحكومة فقط» وأردف: «يجب أن نعي حقيقة أن المقاتلين المعارضين لم يطلقوا رصاصة واحدة على داعش».
وعن التنسيق مع روسيا، قال ظريف إنهم «يحاولون التنسيق باستمرار مع موسكو ومع باقي الأطراف، باستثناء واشنطن، في ما خصّ الشؤون السورية». «هدفنا هنا هو تسهيل إتمام وحدة وطنية ومصالحة سورية بين السوريين الذين يريدون حلّاً سلمياً للأزمة وليس بين الذين يريدون تدمير البلاد من أجل أيديولوجيا منحرفة».
وفي مقال نشر في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أمس، أكّد وزير الخارجية الإيراني أن «لا حلّ عسكرياً للأزمة السورية.. إذ إن صناديق الاقتراع لا الرصاص هي التي ستدخل سوريا الى عصر جديد»، وذكّر بأنه «لتحقيق ذاك الهدف، لطالما دعت إيران الى وقف فوري لإطلاق النار والى حوار بين الحكومة السورية والمعارضة التي ترفض الإرهاب، إضافة الى جهود دولية صادقة ومنسّقة للقضاء على التطرّف العنيف، وحملة دولية لحلّ الأزمة الانسانية الآن وإعادة إعمار سوريا». ظريف انتقد في مقاله الأطراف الذين يضعون «شروطاً مسبقة» لوقف العنف وحمام الدم في البلد، وقال إن «المحزن والمثير للسخرية» في ذلك هو أن «تلك الشروط المسبقة لا تمثّل إرادة الشعب السوري ورغباته بل هي تعكس أجندات لاعبين خارجيين لا يحقّ لأي منهم أن يفرض إرادته على بلد مستقلّ».
المصدر :
الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة