فيما أعلنت وكالة نوفوستي نقلا عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إن الأردن سلم الجانب الروسي قائمة بنحو 160 تنظيما مشتبها فيه بالتورط في الأنشطة الإرهابية بسوريا، أكدت صحيفة الغد الأردنية نقلا عن مصادر حكومية في عمان أن التفاصيل والمعلومات حول قائمة التنظيمات الإرهابية في سوريا سيتم الإعلان عنها في الوقت والطريقة المناسبة بعد التشاور مع الحلفاء والأشقاء"، وقللت المصادر "من دقة ما تناقلته وسائل إعلام روسية من أن هناك 160 منظمة أو مجموعة إرهابية بالقائمة".

لا ، كما لا يمكن لمصدر سياسي أن يطلق تصريحات غير دقيقة، ومن الواضح أن الخبر الذي تناقلته الوكالة الروسية صحيح، لكن إعلانه أحرج الحكومة الأردنية، وكشف ميل الأردن الحقيقي نحو الموقف الروسي حيال المنظمات الإرهابية في سوريا.

مؤتمر الرياض للمعارضة السورية

بحسب الوكالة الروسية، وضع الأردن على رأس القائمة تنظيم "داعش" والجماعات التي تتبعه في كافة أنحاء سوريا، كما ضمت القائمة "جبهة النصرة" وكافة كتائبها، و"جيش المهاجرين والأنصار"، و"فجر الإسلام"، و"جند الأقصى"، و"حركة نور الدين زنكي" و"لواء التوحيد"، و"كتائب أحرار الشام".

وتتفق الأطراف الإقليمية والدولية على وضع بعض الفصائل في قائمة الإرهاب، مثل "داعش" و"النصرة" و"جيش المهاجرين والأنصار" الذي بايع "جبهة النصرة" قبل ثلاثة أشهر، و"جند الاقصى" التي كانت معروفة باسم "سرايا القدس" قبل انشقاقها عن النصرة والالتحاق بـ "داعش"، و "الكتيبة الخضراء" التي بايعت "جيش المهاجرين والأنصار"، وحركة "فجر الإسلام" التي أسسها أبو عبد الله الشامي في حلب تحت عقيدة "دفع الصائل ولجم الباغي"، لكن اندماجها مع حركة "شام الإسلام" و"جيش المهاجرين والأنصار" عبر تأسيس جبهة "أنصار الدين"، جعلها ضمن الفصائل المتفق على وضعها في قائمة الإرهاب.

لكن الأطراف نفسها تختلف كثيرا حول تحديد هوية الفصائل الأخرى، مثل حركة نور الدين الزنكي وهي جزء من مجلس قيادة الثورة السورية، و "لواء التوحيد" وهو مجموعة من الكتائب المسلحة التابعة لـ "الجيش الحر"، على أن الخلاف الرئيسي يكمن حول "أحرار الشام" ذات الثقل العسكري الكبير، وفيما تطالب موسكو بوضعها ضمن قائمة الإرهاب، ترفض الدول الإقليمية ذلك وتصفها بالحليف الميداني الأكثر قوة وثقة، فيما لم تعلن بعد الولايات المتحدة والدول الأوروبية موقفها من هذه الحركة، علما أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية و"ديلي تلغراف" البريطانية منحت لبيب النحاس رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة فرصة كتابة مقالين فيهما، لتوضيح ماهية الحركة ومواقفها.

ومن المفترض أن يتم تحديد قائمة المنظمات الإرهابية قبيل عقد جلسة مجلس الأمن الدولي من أجل إصدار قرار أممي ملزم، لكن تأخر الأردن في وضع القائمة يشير إلى حجم الخلاف الدولي حولها، على أن يشكل اجتماع المجموعة الدولية خطوة متقدمة حيال هذه المسألة.

تعتبر عملية تحديد قائمة المنظمات الإرهابية في سوريا القضية الأصعب قبيل إطلاق مفاوضات التسوية، لأنها ستؤدي إلى تغيير كبير في الواقع الميداني نتيجة تغيير الاصطفافات العسكرية، ولذلك تخشى الدول الإقليمية وضع الفصائل القوية ضمن القائمة، وبالتالي تجريد هذه الدول من قوتها على الأرض في سوريا.

  • فريق ماسة
  • 2015-12-18
  • 11893
  • من الأرشيف

بيان مؤتمر الرياض وهوية المنظمات الإرهابية يخيمان على اجتماع نيويورك حول سورية

فيما أعلنت وكالة نوفوستي نقلا عن مصدر في الخارجية الروسية قوله إن الأردن سلم الجانب الروسي قائمة بنحو 160 تنظيما مشتبها فيه بالتورط في الأنشطة الإرهابية بسوريا، أكدت صحيفة الغد الأردنية نقلا عن مصادر حكومية في عمان أن التفاصيل والمعلومات حول قائمة التنظيمات الإرهابية في سوريا سيتم الإعلان عنها في الوقت والطريقة المناسبة بعد التشاور مع الحلفاء والأشقاء"، وقللت المصادر "من دقة ما تناقلته وسائل إعلام روسية من أن هناك 160 منظمة أو مجموعة إرهابية بالقائمة". لا ، كما لا يمكن لمصدر سياسي أن يطلق تصريحات غير دقيقة، ومن الواضح أن الخبر الذي تناقلته الوكالة الروسية صحيح، لكن إعلانه أحرج الحكومة الأردنية، وكشف ميل الأردن الحقيقي نحو الموقف الروسي حيال المنظمات الإرهابية في سوريا. مؤتمر الرياض للمعارضة السورية بحسب الوكالة الروسية، وضع الأردن على رأس القائمة تنظيم "داعش" والجماعات التي تتبعه في كافة أنحاء سوريا، كما ضمت القائمة "جبهة النصرة" وكافة كتائبها، و"جيش المهاجرين والأنصار"، و"فجر الإسلام"، و"جند الأقصى"، و"حركة نور الدين زنكي" و"لواء التوحيد"، و"كتائب أحرار الشام". وتتفق الأطراف الإقليمية والدولية على وضع بعض الفصائل في قائمة الإرهاب، مثل "داعش" و"النصرة" و"جيش المهاجرين والأنصار" الذي بايع "جبهة النصرة" قبل ثلاثة أشهر، و"جند الاقصى" التي كانت معروفة باسم "سرايا القدس" قبل انشقاقها عن النصرة والالتحاق بـ "داعش"، و "الكتيبة الخضراء" التي بايعت "جيش المهاجرين والأنصار"، وحركة "فجر الإسلام" التي أسسها أبو عبد الله الشامي في حلب تحت عقيدة "دفع الصائل ولجم الباغي"، لكن اندماجها مع حركة "شام الإسلام" و"جيش المهاجرين والأنصار" عبر تأسيس جبهة "أنصار الدين"، جعلها ضمن الفصائل المتفق على وضعها في قائمة الإرهاب. لكن الأطراف نفسها تختلف كثيرا حول تحديد هوية الفصائل الأخرى، مثل حركة نور الدين الزنكي وهي جزء من مجلس قيادة الثورة السورية، و "لواء التوحيد" وهو مجموعة من الكتائب المسلحة التابعة لـ "الجيش الحر"، على أن الخلاف الرئيسي يكمن حول "أحرار الشام" ذات الثقل العسكري الكبير، وفيما تطالب موسكو بوضعها ضمن قائمة الإرهاب، ترفض الدول الإقليمية ذلك وتصفها بالحليف الميداني الأكثر قوة وثقة، فيما لم تعلن بعد الولايات المتحدة والدول الأوروبية موقفها من هذه الحركة، علما أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية و"ديلي تلغراف" البريطانية منحت لبيب النحاس رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة فرصة كتابة مقالين فيهما، لتوضيح ماهية الحركة ومواقفها. ومن المفترض أن يتم تحديد قائمة المنظمات الإرهابية قبيل عقد جلسة مجلس الأمن الدولي من أجل إصدار قرار أممي ملزم، لكن تأخر الأردن في وضع القائمة يشير إلى حجم الخلاف الدولي حولها، على أن يشكل اجتماع المجموعة الدولية خطوة متقدمة حيال هذه المسألة. تعتبر عملية تحديد قائمة المنظمات الإرهابية في سوريا القضية الأصعب قبيل إطلاق مفاوضات التسوية، لأنها ستؤدي إلى تغيير كبير في الواقع الميداني نتيجة تغيير الاصطفافات العسكرية، ولذلك تخشى الدول الإقليمية وضع الفصائل القوية ضمن القائمة، وبالتالي تجريد هذه الدول من قوتها على الأرض في سوريا.

المصدر : حسين محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة