دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
غارات مكثفة للطيران الروسي على محاور القتال التي يحاول المسلحون في معظمها صدّ تقدم الجيش السوري نحو مواقعهم في ريفي حلب واللاذقية. يأتي ذلك، بالتزامن مع هجوم معاكس على مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي
تتغير خرائط السيطرة على جبهات عدة في أرياف حلب واللاذقية وحماة بشكل مستمر والتي تشهد معارك مستمرة بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، إلا أن السيطرة على أكثر المناطق أهمية كانت من نصيب الجيش والفصائل المؤازرة له، في وقت شهد فيه ريف حلب الشمالي معارك عنيفة بين «الوحدات» الكردية وفصائل تابعة لـ«قوات سورية الديموقراطية» من جهة، و«جبهة النصرة» وحلفائها من جهة أخرى.
ولا تزال جبهة ريف حلب الجنوبي تشهد حالة عدم استقرار نتيجة الهجمات المتتالية للفصائل المسلحة على مواقع الجيش السوري في تل باجر وتل حدية وبلدة عزيزة. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ الجيش السوري حصّن مواقعه في معظم النقاط التي سيطر عليها في معركة ريف حلب الجنوبي، مشيراً إلى أن أي انسحاب من نقطة هو لتجنب وقوع شهداء، ريثما يتم استيعاب الهجوم ورصد تحركات المسلحين، ومن ثم يبدأ الجيش بهجوم معاكس يستعيد فيه النقاط التي تم التراجع فيها. وأضاف إنّ الهجوم الأخير للمسلحين على بلدة عزيزة كان الأعنف لكثافة عدد «الانغماسيين» الذين حاولوا اختراق مواقع الجيش ولم ينجحوا، حيث سقط أكثر من 50 مسلحاً بين قتيل وجريح، بينهم قيادي من «النصرة».
وأضاف المصدر إنّ الجيش السوري يحضّر للمعركة القادمة باتجاه خان طومان والزربة اللتين بدأ سلاحا الجو والمدفعية بالتمهيد نحوهما، مشيراً إلى أن هجمات المسلحين معظمها يكون خط الإمداد لها من محوري الزربة وخان طومان. وبسقوط تلك البلدتين، تكون معركة الريف الجنوبي قد انتهت ويصبج الجيش السوري على حدود ريف إدلب الشرقي.
وأما في ريف حلب الشمالي، فقد شنّت فصائل مسلحة؛ أبرزها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، هجمات عنيفة على أكثر من محور على قرى قريبة من منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية الواقعة تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية، وبعضها يخضع لسيطرة «جيش الثوار» التابع لـ«قوات سوريا الديموقراطية». وبدأ هجوم الفصائل المسلحة على بلدة مريمين التي استهدفت بعشرات الصواريخ والقذائف، ما أجبر «الوحدات» على الانسحاب منها.
شنّ المسلحون أمس هجوماً جديداً في ريف حماة الشمالي
وتزامن سيطرة «النصرة» على مريمين بهجوم لباقي الفصائل على قرى كشتعار وأناب ومراش جنوب عفرين، حيث ذكرت مصادر معارضة أن الفصائل المسلحة سيطرت على بلدة كشتعار (غرب طريق حلب ــ أعزاز). وقال مصدر كردي لـ«الأخبار» إنّ «الوحدات، بمؤازرة من جيش الثوار، تمكنت من استعادة بلدة مريمين وأسر عدد من مسلحي جبهة النصرة وأحرار الشام»، نافياً سقوط بلدة كشتعار بيد «النصرة»، إذ إن «الاشتباكات لا تزال مستمرة».
وفي السياق، قصف «لواء أحرار سوريا» حيّ الشيخ مقصود ذا الغالبية الكردية في مدينة حلب بعشرات القذائف، ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين؛ بينهم أطفال. كذلك، تصدّت «الوحدات» لهجوم عنيف لـ«جبهة النصرة» على نقاطها في محيط الحي من جهة طريق الكاستيلو وحي الشقيف. وكان «لواء أحرار سوريا» قد أعلن في بيان له انتهاء المهلة المحددة لقوات الـ«pkk» بتسليم الحي، واصفاً إياها بـ«أذناب النظام والاحتلال الروسي».
وفي ريف اللاذقية، سيطر الجيش السوري على تلة كشكار، شمال دير حنا في الريف الشمالي الشرقي بعد اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة، بالتزامن مع استمرار المعارك على محور جب الأحمر باتجاه تلال كباني.
إلى ذلك، نجحت قوات الجيش في تثبيت مواقعها في مرتفعي كتف الغنمة وكتف الغدر الاستراتيجين، حيث بدأ التمهيد منهما باتجاه عرافيت شمالاً.
في السياق، تشهد جبهة جبل زاهية هدوءاً حذراً بعد انسحاب الجيش منه باتجاه جبل النسر ونبع المر، بعد هجوم للفصائل المسلحة بدعم من مدفعية الجيش التركي الذي استهدف مواقع الجيش السوري في الجبل، بحسب بيان للجيش السوري.
وعلى جبهات ريف حماة، لا يزال الوضع فيها غير مستقر نتيجة الهجمات العنيفة التي تشنها عدة فصائل؛ أبرزها «جيش النصر» و«جند الأقصى» على مواقع الجيش شمالاً وشرقاً. وقال مصدر ميداني في حماة لـ«الأخبار» إنّ عشرات العربات التابعة لـ«جند الأقصى» انسحبت من جبهات ريف حلب الجنوبي باتجاه ريف حماة الشمالي الذي يشهد اشتباكات عنيفة في محيط بلدة معان ومدينة صوران. وأشار إلى أن الجيش أحبط محاولة المسلحين بالتسلل نحو تلة بزام، شمال صوران، التي سقط في محيطها أكثر من 30 مسلحاً، بينما استشهد وجرح عدد من العسكريين.
وأشار المصدر إلى أن الفصائل المسلحة تمكنت من السيطرة على حاجزين للجيش شمال وغرب بلدة معان، بالتزامن مع استهداف سلاح الجو الروسي بأكثر من 20 غارة مواقع المسلحين في محاور الهجوم في بلدات عطشان وسكيك ومورك ولطمين، ما ساهم في تخفيف الضغط على قوات الجيش المدافعة عن معان وتل بزام. كذلك أفشل الجيش هجمات مسلحي «جيش النصر» على نقاطه في الزلاقيات وشليوط وزلين شمال شرق حلفايا وبلدة السطحيات شرق حماة.
المصدر :
سائر اسليم – الاخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة