للمرة الأولى منذ بداية الأحداث في سوريا، فتح الجيش السوري أكثر من 10 جبهات في وقت واحد، محققاً تقدماً على مختلف الجبهات، تحت غطاء جوي روسي، ضمن سلسلة عمليات يشكل الشمال السوري العامل المشترك بينها، بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لفتح معركة حلب الكبرى.

وعلى الرغم من تعدد جبهات القتال في وقت واحد وسط سوريا، ورغم ارتفاع وتيرة المعارك في العاصمة وفي الجنوب السوري، تشكل المناطق الشمالية محور عمليات الجيش السوري، خصوصاً أنها شكلت منذ بداية الأحداث إحدى أبرز مناطق عبور المقاتلين القادمين من تركيا، كما شكلت نقطة ارتكاز لعمليات الفصائل المسلحة التي تشكل تركيا الداعم اللوجستي الأبرز لها، الأمر الذي يعقد هذه المعارك ويشعبها.

الجديد على هذه المحاور تمثل في فتح معارك ريف حمص الشمالي، في أول تحرك عسكري فعلي نحو هذه المنطقة منذ بداية الأحداث. وقال مصدر عسكري سوري، لـ «السفير»، إن قوات الجيش السوري، تؤازرها قوات الدفاع الوطني، بدأت عملية اقتحام برية واسعة لمناطق سيطرة الفصائل المتشددة في ريف حمص الشمالي. وبيّن المصدر أن العملية بدأت في الساعة الخامسة من فجر أمس بعد تمهيد بسلاحي الجو والمدفعية، فيما ذكر مصدر ميداني أن الطائرات الروسية قامت بالتمهيد للعملية عبر سلسلة غارات استهدفت مواقع تمركز الفصائل وغرف القيادة والتحكم.

ونفذ الطيران الحربي السوري نحو 30 غارة استهدفت مقارّ المسلحين في الغنطو وتلبيسة والغجر وسنيسل، فيما قامت القوات الراجلة بدخول قرية الخالدية المحاذية للدار الكبيرة، وسيطرت عليها بالكامل. كذلك اقتحمت القوات الراجلة سنيسل والغنطو وتيرمعلة، حيث دارت اشتباكات عنيفة.

ويهدف الجيش السوري من عملياته إلى توسيع «الطوق النظيف» الخالي من المسلحين، والدفع بهم نحو الشمال السوري، في عملية متكاملة ترتبط بالعمليات الجارية في ريفي حماه واللاذقية، وإخراج المسلحين من داخل الطوق وحصر المعارك في المناطق الشمالية من سوريا وقضمها تدريجيا، وفق المصدر، الذي أضاف أن «فتح هذا العدد الكبير من الجبهات هو تطبيق للخطة التي تقضي أيضا بتشتيت قوات المسلحين وتوزيعها على جبهات عديدة، وهو أمر سيرهقهم ويخفف من وطأة العمليات».

وفي منطقة الغاب بريف حماه، تابع الجيش السوري تقدمه نحو منطقة السرمانية التي انسحبت منها قوات «جيش الفتح» بعد قصف عنيف استهدف مواقع تمركز المسلحين، فيما اكتفى الجيش السوري بتمشيط القرية من دون التمركز فيها بسبب استمرار المعارك في تلال جب الأحمر الحاكمة والمطلة. وتفتح السيطرة على السرمانية الباب على مدينة جسر الشغور الإستراتيجية، الأمر الذي ينقل المعارك المباشرة إلى داخل محافظة إدلب ويشرع الباب نحو التغلغل في مدينة إدلب.

وفي وقت تغلي فيه المنطقة الوسطى في سوريا تستعد قوات الجيش السوري لبدء هجوم واسع النطاق في مدينة حلب لم تكشف المصادر العسكرية بعد عن محاوره. وعلى الرغم من السرية الكبيرة المحيطة بالعملية المنتظرة في حلب، إلا أن مصادر ميدانية رجحت أن تتابع قوات الجيش السوري تقدمها وتغلغلها في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع تقدم القوات السورية في المناطق الشرقية، عبر فتح معارك نحو الشرق تنطلق من مدينة حلب توازي العمليات التي انطلقت من مدينة السفيرة لفك الحصار عن مطار كويرس الذي يحاصره تنظيم «داعش». وسيطرت القوات السورية أمس على قرية النعام وتل النعام الإستراتيجي في خطوة وصفها مصدر عسكري بأنها مهمة نحو فك الحصار عن المطار المحاصر.

وإضافة إلى التغلغل في ريف حلب الشمالي، وزيادة تقسيم الريف المشتعل بصراع الفصائل، الأمر الذي قد يساهم بسهولة قضم المناطق، من المنتظر أن تنفذ القوات السورية عملية تقدم برية سريعة لفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء المحاصرتين، الأمر الذي سيوفر للقوات البرية قاعدة انطلاق أخرى للتغلغل في الشمال، كما يفك الطوق عن عدد كبير من المقاتلين المحاصرين في القريتين ما سيرفع من وتيرة المعارك في الشمال، وفق مصدر ميداني.

  • فريق ماسة
  • 2015-10-15
  • 10028
  • من الأرشيف

اتساع رقعة المواجهة.. والشمال هو الهدف ..الجيش السوري يفتح أكثر من 10 جبهات

للمرة الأولى منذ بداية الأحداث في سوريا، فتح الجيش السوري أكثر من 10 جبهات في وقت واحد، محققاً تقدماً على مختلف الجبهات، تحت غطاء جوي روسي، ضمن سلسلة عمليات يشكل الشمال السوري العامل المشترك بينها، بالتزامن مع الاستعدادات الجارية لفتح معركة حلب الكبرى. وعلى الرغم من تعدد جبهات القتال في وقت واحد وسط سوريا، ورغم ارتفاع وتيرة المعارك في العاصمة وفي الجنوب السوري، تشكل المناطق الشمالية محور عمليات الجيش السوري، خصوصاً أنها شكلت منذ بداية الأحداث إحدى أبرز مناطق عبور المقاتلين القادمين من تركيا، كما شكلت نقطة ارتكاز لعمليات الفصائل المسلحة التي تشكل تركيا الداعم اللوجستي الأبرز لها، الأمر الذي يعقد هذه المعارك ويشعبها. الجديد على هذه المحاور تمثل في فتح معارك ريف حمص الشمالي، في أول تحرك عسكري فعلي نحو هذه المنطقة منذ بداية الأحداث. وقال مصدر عسكري سوري، لـ «السفير»، إن قوات الجيش السوري، تؤازرها قوات الدفاع الوطني، بدأت عملية اقتحام برية واسعة لمناطق سيطرة الفصائل المتشددة في ريف حمص الشمالي. وبيّن المصدر أن العملية بدأت في الساعة الخامسة من فجر أمس بعد تمهيد بسلاحي الجو والمدفعية، فيما ذكر مصدر ميداني أن الطائرات الروسية قامت بالتمهيد للعملية عبر سلسلة غارات استهدفت مواقع تمركز الفصائل وغرف القيادة والتحكم. ونفذ الطيران الحربي السوري نحو 30 غارة استهدفت مقارّ المسلحين في الغنطو وتلبيسة والغجر وسنيسل، فيما قامت القوات الراجلة بدخول قرية الخالدية المحاذية للدار الكبيرة، وسيطرت عليها بالكامل. كذلك اقتحمت القوات الراجلة سنيسل والغنطو وتيرمعلة، حيث دارت اشتباكات عنيفة. ويهدف الجيش السوري من عملياته إلى توسيع «الطوق النظيف» الخالي من المسلحين، والدفع بهم نحو الشمال السوري، في عملية متكاملة ترتبط بالعمليات الجارية في ريفي حماه واللاذقية، وإخراج المسلحين من داخل الطوق وحصر المعارك في المناطق الشمالية من سوريا وقضمها تدريجيا، وفق المصدر، الذي أضاف أن «فتح هذا العدد الكبير من الجبهات هو تطبيق للخطة التي تقضي أيضا بتشتيت قوات المسلحين وتوزيعها على جبهات عديدة، وهو أمر سيرهقهم ويخفف من وطأة العمليات». وفي منطقة الغاب بريف حماه، تابع الجيش السوري تقدمه نحو منطقة السرمانية التي انسحبت منها قوات «جيش الفتح» بعد قصف عنيف استهدف مواقع تمركز المسلحين، فيما اكتفى الجيش السوري بتمشيط القرية من دون التمركز فيها بسبب استمرار المعارك في تلال جب الأحمر الحاكمة والمطلة. وتفتح السيطرة على السرمانية الباب على مدينة جسر الشغور الإستراتيجية، الأمر الذي ينقل المعارك المباشرة إلى داخل محافظة إدلب ويشرع الباب نحو التغلغل في مدينة إدلب. وفي وقت تغلي فيه المنطقة الوسطى في سوريا تستعد قوات الجيش السوري لبدء هجوم واسع النطاق في مدينة حلب لم تكشف المصادر العسكرية بعد عن محاوره. وعلى الرغم من السرية الكبيرة المحيطة بالعملية المنتظرة في حلب، إلا أن مصادر ميدانية رجحت أن تتابع قوات الجيش السوري تقدمها وتغلغلها في ريف حلب الشمالي، بالتزامن مع تقدم القوات السورية في المناطق الشرقية، عبر فتح معارك نحو الشرق تنطلق من مدينة حلب توازي العمليات التي انطلقت من مدينة السفيرة لفك الحصار عن مطار كويرس الذي يحاصره تنظيم «داعش». وسيطرت القوات السورية أمس على قرية النعام وتل النعام الإستراتيجي في خطوة وصفها مصدر عسكري بأنها مهمة نحو فك الحصار عن المطار المحاصر. وإضافة إلى التغلغل في ريف حلب الشمالي، وزيادة تقسيم الريف المشتعل بصراع الفصائل، الأمر الذي قد يساهم بسهولة قضم المناطق، من المنتظر أن تنفذ القوات السورية عملية تقدم برية سريعة لفك الحصار عن قريتي نبل والزهراء المحاصرتين، الأمر الذي سيوفر للقوات البرية قاعدة انطلاق أخرى للتغلغل في الشمال، كما يفك الطوق عن عدد كبير من المقاتلين المحاصرين في القريتين ما سيرفع من وتيرة المعارك في الشمال، وفق مصدر ميداني.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة