لاجئون سوريون يبكون ويتعانقون أثناء توديعهم لبعضهم بعضا في شمال الأردن، وأطفال يساعدون آباءهم في حمل حقائب صغيرة ووضعها في حافلة تنتظرهم.

هؤلاء اللاجئون إما لم يستطيعوا الذهاب إلى أوروبا أو لا يرغبوا في ذلك، وسيذهبون في رحلة مختلفة محفوفة بالمخاطر ليعودوا إلى ديارهم في منطقة الحرب.

قالت سيدة، أم لثلاثة أطفال من درعا في جنوب سوريا : "ليس لدي أقارب هنا ولا أملك المال. الجميع بدأ في العودة. نحن متعبون".

وأضافت : "في سوريا سأجد أناسا أعرفهم وسأكون بينهم، سأكون بخير، مهما حدث".

وثمة نحو 600 ألف لاجئ مسجلين في الأردن، معظمهم يعيشون في مناطق حضرية. وبعد أربع سنوات من حرب أهلية دامية، أصبحوا لا يملكون شيئا وتملكهم اليأس.

فكل من يرغب في مغادرة الأردن إلى سوريا يتعين عليه التسجيل لركوب الحافلة في منطقة المغادرة في مخيم الزعتري للاجئين، كما يلجأ الكثيرون إلى الحصول على نصيحة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وقال أحد موظفي الحماية ويدعى عمر : "أول شئ نخبرهم به هو أنه لا يوجد أمان في سوريا من وجهة نظر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ثانيا هو عدم استطاعة العودة إلى الأردن على الإطلاق. إنها تذكرة ذهاب فقط".

ويعاني اللاجئون السوريون في الأردن من تعثر مالي شديد. وتقول الأمم المتحدة إن 86 في المئة يعيشون حاليا تحت خط الفقر الأردني والذي يقدر بـ96 دولارا في الشهر.

ولا تسمح الحكومة للكثيرين بالعمل بشكل قانوني ولم تعد توفر رعاية صحية مجانية.

في مطلع الشهر الماضي حصل 229 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات على مساعدات أقل من برنامج الأغذية العالمي نتيجة عدم توافر تبرعات دولية.

واضطرت الأسر إلى اتخاذ خيارات شديدة الصعوبة.

"لا خيار"

قرر أحد اللاجئين، ويدعى أبو أحمد، من حمص البقاء مع أمه المسنة في الأردن في حين أخذت زوجته طفليهما الصغار، إحداهما رضيعة، لتعود إلى والديها في دمشق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

وقال : "الحياة صعبة جدا هنا. ابنتي الرضيعة مريضة بالفعل ولا أقدر على تحمل نفقات علاجها. في سوريا سيكون ذلك متاحا".

عاد نحو 4 الآف لاجئ إلى سوريا في شهر أغسطس/آب.

وأضاف : "نحن منقسمون لأننا لا نملك خيارا. بعض المواقف أقوى منا، وابنتي لها الأولوية. تستيقظ من نومها ليلا على حالة اختناق، وأنا لا أملك سيارة لأذهب بها إلى المستشفى كما لا أملك المال لشراء الدواء".

وتتذكر زوجته رحلة الخروج من سوريا وتصفها بـ"عذاب"، وتتابع أخبار القتال المستمر وهي تدرك مخاطر العودة.

وقالت زوجته : "لسنا سعداء بالذهاب لكن الوضع هنا سئ للغاية. باهظ جدا. لا نحصل على قسائم صرف التعينات الغذائية. ونضطر إلى شراء المياه التي نشربها".وأضافت : "زوجي لا يستطيع العمل بشكل غير قانوني لعدة أيام في الشهر".

  • فريق ماسة
  • 2015-10-14
  • 13250
  • من الأرشيف

اليأس يدفع لاجئين سوريين للعودة إلى ديارهم في مناطق الصراع

لاجئون سوريون يبكون ويتعانقون أثناء توديعهم لبعضهم بعضا في شمال الأردن، وأطفال يساعدون آباءهم في حمل حقائب صغيرة ووضعها في حافلة تنتظرهم. هؤلاء اللاجئون إما لم يستطيعوا الذهاب إلى أوروبا أو لا يرغبوا في ذلك، وسيذهبون في رحلة مختلفة محفوفة بالمخاطر ليعودوا إلى ديارهم في منطقة الحرب. قالت سيدة، أم لثلاثة أطفال من درعا في جنوب سوريا : "ليس لدي أقارب هنا ولا أملك المال. الجميع بدأ في العودة. نحن متعبون". وأضافت : "في سوريا سأجد أناسا أعرفهم وسأكون بينهم، سأكون بخير، مهما حدث". وثمة نحو 600 ألف لاجئ مسجلين في الأردن، معظمهم يعيشون في مناطق حضرية. وبعد أربع سنوات من حرب أهلية دامية، أصبحوا لا يملكون شيئا وتملكهم اليأس. فكل من يرغب في مغادرة الأردن إلى سوريا يتعين عليه التسجيل لركوب الحافلة في منطقة المغادرة في مخيم الزعتري للاجئين، كما يلجأ الكثيرون إلى الحصول على نصيحة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال أحد موظفي الحماية ويدعى عمر : "أول شئ نخبرهم به هو أنه لا يوجد أمان في سوريا من وجهة نظر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ثانيا هو عدم استطاعة العودة إلى الأردن على الإطلاق. إنها تذكرة ذهاب فقط". ويعاني اللاجئون السوريون في الأردن من تعثر مالي شديد. وتقول الأمم المتحدة إن 86 في المئة يعيشون حاليا تحت خط الفقر الأردني والذي يقدر بـ96 دولارا في الشهر. ولا تسمح الحكومة للكثيرين بالعمل بشكل قانوني ولم تعد توفر رعاية صحية مجانية. في مطلع الشهر الماضي حصل 229 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات على مساعدات أقل من برنامج الأغذية العالمي نتيجة عدم توافر تبرعات دولية. واضطرت الأسر إلى اتخاذ خيارات شديدة الصعوبة. "لا خيار" قرر أحد اللاجئين، ويدعى أبو أحمد، من حمص البقاء مع أمه المسنة في الأردن في حين أخذت زوجته طفليهما الصغار، إحداهما رضيعة، لتعود إلى والديها في دمشق الخاضعة لسيطرة النظام السوري. وقال : "الحياة صعبة جدا هنا. ابنتي الرضيعة مريضة بالفعل ولا أقدر على تحمل نفقات علاجها. في سوريا سيكون ذلك متاحا". عاد نحو 4 الآف لاجئ إلى سوريا في شهر أغسطس/آب. وأضاف : "نحن منقسمون لأننا لا نملك خيارا. بعض المواقف أقوى منا، وابنتي لها الأولوية. تستيقظ من نومها ليلا على حالة اختناق، وأنا لا أملك سيارة لأذهب بها إلى المستشفى كما لا أملك المال لشراء الدواء". وتتذكر زوجته رحلة الخروج من سوريا وتصفها بـ"عذاب"، وتتابع أخبار القتال المستمر وهي تدرك مخاطر العودة. وقالت زوجته : "لسنا سعداء بالذهاب لكن الوضع هنا سئ للغاية. باهظ جدا. لا نحصل على قسائم صرف التعينات الغذائية. ونضطر إلى شراء المياه التي نشربها".وأضافت : "زوجي لا يستطيع العمل بشكل غير قانوني لعدة أيام في الشهر".

المصدر : بي بي سي /يولاند نيل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة