لعلها المرة الأولى التي يصدق فيها عزمي بشارة في كلامه منذ انقلابه من ناشط ضد الاحتلال الاسرائيلي الى ناشط في ترويج السياسات القطرية الخادمة لسياسة "إسرائيل" العليا لنيل الرضا الاميركي.

المفكر الذي لا يفكر سوى بمصالحه الشخصية لم يرى في السياسات السعودية في المنطقة وخاصة تجاه روسية وسورية واليمن إلا "خطة دفاع عن النفس في مواجهة ايران" كون مشكلة السعودية مع القضايا السالفة الذكر هي الموقف الايراني المستفيد أو المساند للمواضيع الأنفة الذكر.

نعم هي إيران سبب الدعم السعودي للارهاب في سورية والعراق واليمن ولبنان لكن ليس السبب إيرانيا صرفا بالمعنى الدولتي، فمشكلة السعودية مع ايران، مشكلة ايران بالنسبة للقادة العرب بالاجمال هي احراجهم في موضوع فلسطين وفي موضوع التعامل مع قضايا تهم الرأي العام العربي سابقا مثل القضية الفلسطينية فكان الحل في تطييف الاعلام وفي التحريض المذهبي وفي دعم الحركات التكفيرية للتخلص من الاحراج العربي في وجه الاندفاعة الايرانية الداعمة للمقاومة في فلسطين أولا وللمقاومة في أي بلد عربي يقاتل الاسرائيليين ويناهض الاميركيين.

لولا موقف ايران الثورة (والى حد ما الدولة) من قضايا المقاومة وفلسطين لم يكن للسعودية ولا لكل أنظمة الردة العربية أي مشكلة مع إيران الفارسية التركمانية.

الدليل العقلي واضح وللتذكير يمكن مراجعة حجم الصداقة الايرانية الخليجية عامة والايرانية السعودية خاصة في زمن الشاه.

ما الذي اختلف بين إيران الشاهنشاهية، وإيران الخمينية ليس سوى علم فلسطين بديلا عن علم "إسرائيل" في وسط طهران.

التخبط تجاه الموقف الواجب في سورية وفي اليمن

شكلت سورية ساحة انتقام سعودية من النفوذ الايراني وساحة انتقام من القيادة السورية، وسعى السعوديون لاحلال بديل موال لهم بواسطة الحراك الشعبي الذي فشل، فكان البديل السلاح والحرب الارهابية كذلك فشل هذا الامر لذا كان التوجه السعودي نحو تقسيم البلاد بما يضمن لهم بقاء دمشق محاصرة وسورية مدمرة فيصبح الدور السوري المعروف قبل الازمة أمرا من التاريخ.

لم تسقط دمشق وسارت الامور بخلاف ما أراد السعودي، ومع التدخل الروسي والقرار الايراني بالقتال برا داخل الاراضي السورية أصبح الرهان على الفوضى أمراً غير مضمون العواقب في ظل اندفاعة معادية للسعودية قد لا تستطيع حسم الأمور فوق كل الأراضي السورية، ولكنها قادرة على تثبيت قاعدة جغرافية واسعة للحكومة السورية قابلة للحصول على استقرار نسبي يعيد القيادة السورية الى موقع الفاعل الاقليمي لا المحلي فقط.

الرهان على خلاف ذلك أوقف السعودية فيما هي عليه الآن من تخبط وعجز، فتسليح الارهابيين في سورية فاشل سلفاً لأن أشد ما في الترسانة الدولية فتكاً وصل الى أيدي المسلحين المتطرفين في سورية منذ سنوات. لا شيء لم يستعملوه ضد رجال السلطة حتى السلاح الكيميائي.

أما في اليمن فالرهان السعودي على سقوط سريع للقوات الوطنية اليمنية المدعومة شعبيا اصبح في خبر كان والورطة السعودية في اليمن تحولت ورطة سعودية في داخل جيزان ونجران وقد تمتد الى عسير مع تقدم القوات التابعة لأنصار الله وللقبائل الموالية لهم الى عمق الاراضي السعودية التي يمكن القول أنها أراضي تجب المطالبة بها لتعود الى السيادة اليمنية كونها مغتصبة من آل سعود وسكانها يعتبرون انفسهم يمنيين لا سعوديين.

أين الخلاص من الورطة التي أوقعت بها السعودية نفسها؟

بعد المحاولات السعودية المستميتة مع موسكو لتحييد الاخيرة عن قضية دعم الرئيس السوري خلال السنوات الماضية، وبعد الاعلان الصارخ لروسيا عن موقفها الاستراتيجي الساعي للاستثمار في سورية بهدف قطف ثمار أكبر عالميا وداخليا، لا بد من القول أن السعودية في موقع من جلب الدب الى كرمه، والوقت الحالي هو الاخطر والاكثر مرارة بالنسبة للسعوديين. فلم يعد يمكن ترك الداخل السعودي في راحة بينما يعبث السعوديون بأمن السوريين واليمنيين واللبنانيين ....والروس...

العملية الروسية لها جانب عسكري في سورية، ولها جانب سياسي دولي، ولكن الاكثر وضوحا هو ان العملية تلك لها جانب أمني داخل روسيا لحمايتها من الارهاب التكفيري المحلي المدعوم من عدو معلن لم يخفي نواياه لا سابقا ولا في الوقت الحالي واسم هذا العدو لروسيا هو المملكة العربية السعودية.

يروي مطلعون أن الأمير الأسود بندر بن سلطان هدد "على سبيل الطرافة " الرئيس بوتين في العام 2013 اذا قال له " اننا قادرون على اشعال روسيا بالارهاب لكننا لن نفعل لانكم أصدقائنا"، وبحسب المصادر نفسها فان الرئيس الروسي ابتسم دون ان يعلق بشكل مباشر لتنفجر سيارتين مفخختين في موكب لبندر بعد ذلك بأسابيع وسط الرياض وهي العملية التي أشيع أنها حصلت لكن لم يؤكدها مصدر مستقل.

سواء صحت الرواية أم تصح، فالعالم أجمع وكذا السعوديين يعرفون بأن الروس " ولأسبابهم الخاصة" لا يشعرون سوى بأن السعوديون يفهمون الأفعال لا الأقوال.

تلك موسكو...فماذا عن طهران ودمشق وهل سيبقى التراب السعودي بمنأى عن انتقام الدولتين؟؟

  • فريق ماسة
  • 2015-10-13
  • 5641
  • من الأرشيف

تخبط سعودي ..من سورية إلى اليمن

لعلها المرة الأولى التي يصدق فيها عزمي بشارة في كلامه منذ انقلابه من ناشط ضد الاحتلال الاسرائيلي الى ناشط في ترويج السياسات القطرية الخادمة لسياسة "إسرائيل" العليا لنيل الرضا الاميركي. المفكر الذي لا يفكر سوى بمصالحه الشخصية لم يرى في السياسات السعودية في المنطقة وخاصة تجاه روسية وسورية واليمن إلا "خطة دفاع عن النفس في مواجهة ايران" كون مشكلة السعودية مع القضايا السالفة الذكر هي الموقف الايراني المستفيد أو المساند للمواضيع الأنفة الذكر. نعم هي إيران سبب الدعم السعودي للارهاب في سورية والعراق واليمن ولبنان لكن ليس السبب إيرانيا صرفا بالمعنى الدولتي، فمشكلة السعودية مع ايران، مشكلة ايران بالنسبة للقادة العرب بالاجمال هي احراجهم في موضوع فلسطين وفي موضوع التعامل مع قضايا تهم الرأي العام العربي سابقا مثل القضية الفلسطينية فكان الحل في تطييف الاعلام وفي التحريض المذهبي وفي دعم الحركات التكفيرية للتخلص من الاحراج العربي في وجه الاندفاعة الايرانية الداعمة للمقاومة في فلسطين أولا وللمقاومة في أي بلد عربي يقاتل الاسرائيليين ويناهض الاميركيين. لولا موقف ايران الثورة (والى حد ما الدولة) من قضايا المقاومة وفلسطين لم يكن للسعودية ولا لكل أنظمة الردة العربية أي مشكلة مع إيران الفارسية التركمانية. الدليل العقلي واضح وللتذكير يمكن مراجعة حجم الصداقة الايرانية الخليجية عامة والايرانية السعودية خاصة في زمن الشاه. ما الذي اختلف بين إيران الشاهنشاهية، وإيران الخمينية ليس سوى علم فلسطين بديلا عن علم "إسرائيل" في وسط طهران. التخبط تجاه الموقف الواجب في سورية وفي اليمن شكلت سورية ساحة انتقام سعودية من النفوذ الايراني وساحة انتقام من القيادة السورية، وسعى السعوديون لاحلال بديل موال لهم بواسطة الحراك الشعبي الذي فشل، فكان البديل السلاح والحرب الارهابية كذلك فشل هذا الامر لذا كان التوجه السعودي نحو تقسيم البلاد بما يضمن لهم بقاء دمشق محاصرة وسورية مدمرة فيصبح الدور السوري المعروف قبل الازمة أمرا من التاريخ. لم تسقط دمشق وسارت الامور بخلاف ما أراد السعودي، ومع التدخل الروسي والقرار الايراني بالقتال برا داخل الاراضي السورية أصبح الرهان على الفوضى أمراً غير مضمون العواقب في ظل اندفاعة معادية للسعودية قد لا تستطيع حسم الأمور فوق كل الأراضي السورية، ولكنها قادرة على تثبيت قاعدة جغرافية واسعة للحكومة السورية قابلة للحصول على استقرار نسبي يعيد القيادة السورية الى موقع الفاعل الاقليمي لا المحلي فقط. الرهان على خلاف ذلك أوقف السعودية فيما هي عليه الآن من تخبط وعجز، فتسليح الارهابيين في سورية فاشل سلفاً لأن أشد ما في الترسانة الدولية فتكاً وصل الى أيدي المسلحين المتطرفين في سورية منذ سنوات. لا شيء لم يستعملوه ضد رجال السلطة حتى السلاح الكيميائي. أما في اليمن فالرهان السعودي على سقوط سريع للقوات الوطنية اليمنية المدعومة شعبيا اصبح في خبر كان والورطة السعودية في اليمن تحولت ورطة سعودية في داخل جيزان ونجران وقد تمتد الى عسير مع تقدم القوات التابعة لأنصار الله وللقبائل الموالية لهم الى عمق الاراضي السعودية التي يمكن القول أنها أراضي تجب المطالبة بها لتعود الى السيادة اليمنية كونها مغتصبة من آل سعود وسكانها يعتبرون انفسهم يمنيين لا سعوديين. أين الخلاص من الورطة التي أوقعت بها السعودية نفسها؟ بعد المحاولات السعودية المستميتة مع موسكو لتحييد الاخيرة عن قضية دعم الرئيس السوري خلال السنوات الماضية، وبعد الاعلان الصارخ لروسيا عن موقفها الاستراتيجي الساعي للاستثمار في سورية بهدف قطف ثمار أكبر عالميا وداخليا، لا بد من القول أن السعودية في موقع من جلب الدب الى كرمه، والوقت الحالي هو الاخطر والاكثر مرارة بالنسبة للسعوديين. فلم يعد يمكن ترك الداخل السعودي في راحة بينما يعبث السعوديون بأمن السوريين واليمنيين واللبنانيين ....والروس... العملية الروسية لها جانب عسكري في سورية، ولها جانب سياسي دولي، ولكن الاكثر وضوحا هو ان العملية تلك لها جانب أمني داخل روسيا لحمايتها من الارهاب التكفيري المحلي المدعوم من عدو معلن لم يخفي نواياه لا سابقا ولا في الوقت الحالي واسم هذا العدو لروسيا هو المملكة العربية السعودية. يروي مطلعون أن الأمير الأسود بندر بن سلطان هدد "على سبيل الطرافة " الرئيس بوتين في العام 2013 اذا قال له " اننا قادرون على اشعال روسيا بالارهاب لكننا لن نفعل لانكم أصدقائنا"، وبحسب المصادر نفسها فان الرئيس الروسي ابتسم دون ان يعلق بشكل مباشر لتنفجر سيارتين مفخختين في موكب لبندر بعد ذلك بأسابيع وسط الرياض وهي العملية التي أشيع أنها حصلت لكن لم يؤكدها مصدر مستقل. سواء صحت الرواية أم تصح، فالعالم أجمع وكذا السعوديين يعرفون بأن الروس " ولأسبابهم الخاصة" لا يشعرون سوى بأن السعوديون يفهمون الأفعال لا الأقوال. تلك موسكو...فماذا عن طهران ودمشق وهل سيبقى التراب السعودي بمنأى عن انتقام الدولتين؟؟

المصدر : خضر عواركة / أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة