تضاربت مواقف المرشحين الديمقراطيين في أول مناظرة رئاسية حول الحرب في سوريا ومحاربة داعش وحرب العراق.

ومالت وزيرة الخارجية السابقة، والمرشحة الأكثر شعبية للرئاسة، هيلاري كلينتون إلى يمين المرشحين الآخرين والرئيس باراك أوباما في القضايا الخارجية.

كلينتون دافعت عن دعمها لفرض منطقة حظر للطيران في سوريا، قائلة إن طائرات الولايات المتحدة موجودة في الأجواء السورية أصلاً، وإن هدف فرض الحظر يجب أن يكون لإجبار روسيا على "الجلوس حول الطاولة" للتفاوض حول مستقبل البلاد.

وقالت المرشحة الرئاسية "يجب أن نواجه بلطجة (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، وتحديداً في سوريا، وأنا أحيي إدارة أوباما لأنها منخرطة في محادثات مع الروس ليوضحوا لهم أنهم يجب أن يكونوا جزءاً من الحل في سوريا لإنهاء الصراع الدموي".

وأكدت كلينتون أهمية خلق مناطق آمنة تقلل من تدفق اللاجئين خارج سوريا، مبديةً خشيتها من "احتلال داعش للمزيد من الأراضي ومن تشكيل تهديد لأصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة وخارجها".

وأضافت: "يجب أن توضح الولايات المتحدة لبوتين أنه من غير المقبول خلق المزيد من الفوضى في سوريا، وأن يقصف الشعب السوري نيابة عن (رئيس النظام السوري بشار) الأسد، ولا يمكننا أن نفعل ذلك إن لم نتخذ موقفا أكثر قيادية، وهذا ما أدعو إليه الآن".

تناقض مع "الاشتراكي"

آراء كلينتون تضعها في تناقض مع المرشح ذي المرتبة الثانية في الاستطلاعات عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، والذي يصف نفسه "بالاشتراكي".

ساندرز وصف الأزمة في سوريا "بالمستنقع داخل المستنقع". وقال إن فرض منطقة حظر للطيران في سوريا قد يشكل خطراً ويؤدي إلى "مشاكل أخرى".

وما زالت قضية تصويت هيلاري كلينتون لصالح حرب العراق عام 2003 تثير الجدل. حاكم ولاية رود ايلاند السابق لينكون تشافي قال إن تصويتها لصالح الحرب يجب أن ينحيها من استلام مقاليد الرئاسة.

لكن كلينتون ركزت على سجلها في السياسة الخارجية، قائلة إنها كانت من مستشاري الرئيس القلائل الذين شجعوه على الموافقة على العملية التي أدت إلى قتل بن لادن.

يأتي تعليق هيلاري هذا كانتقاد غير مباشر لنائب الرئيس جو بايدن، الذي عارض العملية. بايدن، كما يرى الكثير من الممولين الديمقراطيين، هو الوحيد القادر على منافسة كلينتون بشكل جدي للترشيح الديمقراطي. لكن بايدن لم يقرر بعد إن كان سيترشح أم لا، وقرر عدم المشاركة في المناظرة رغم دعوة المنظمين له للحضور.

كلينتون دافعت أيضا عن تأييدها لاستخدام القوة العسكرية في ليبيا، قائلة إن الهدف كان لحماية المدنيين من مجزرة على يد القذافي. وقالت إن هناك دائماً أخطاراً تواجه الدبلوماسيين الموجودين في المناطق الخطرة، في إشارة للسفير الأميركي الذي قتل هناك.

وفي لحظة توافق بين غالبية المرشحين قال ساندرز إن الشعب الأميركي "سئم" من الحوار المتعلق باستخدام كلينتون لبريد إلكتروني خاص لأسباب العمل عندما كانت وزيرة للخارجية. كلينتون أعادت تأكيد موقفها أن ذلك كان غلطة، ولكن اعتبرت أنها لم تخرق القانون.

وجاء التباين الأكبر ليس من المرشحين الديمقراطيين، بل بين المناظرة الرئاسية الديمقراطية الأولى هذه والتي شارك فيها خمسة مرشحين، أهمهم هيلاري وساندرز، وبين المناظرتين الجمهوريتين السابقتين - بنجومية دونالد ترامب - اللتين عرضتا آراء 17 مرشحاً مختلفاً في جو أكثر صخباً.

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-10-13
  • 9730
  • من الأرشيف

أميركا.. الديمقراطيون يختلفون حول سورية بأول مناظرة

تضاربت مواقف المرشحين الديمقراطيين في أول مناظرة رئاسية حول الحرب في سوريا ومحاربة داعش وحرب العراق. ومالت وزيرة الخارجية السابقة، والمرشحة الأكثر شعبية للرئاسة، هيلاري كلينتون إلى يمين المرشحين الآخرين والرئيس باراك أوباما في القضايا الخارجية. كلينتون دافعت عن دعمها لفرض منطقة حظر للطيران في سوريا، قائلة إن طائرات الولايات المتحدة موجودة في الأجواء السورية أصلاً، وإن هدف فرض الحظر يجب أن يكون لإجبار روسيا على "الجلوس حول الطاولة" للتفاوض حول مستقبل البلاد. وقالت المرشحة الرئاسية "يجب أن نواجه بلطجة (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، وتحديداً في سوريا، وأنا أحيي إدارة أوباما لأنها منخرطة في محادثات مع الروس ليوضحوا لهم أنهم يجب أن يكونوا جزءاً من الحل في سوريا لإنهاء الصراع الدموي". وأكدت كلينتون أهمية خلق مناطق آمنة تقلل من تدفق اللاجئين خارج سوريا، مبديةً خشيتها من "احتلال داعش للمزيد من الأراضي ومن تشكيل تهديد لأصدقاء الولايات المتحدة في المنطقة وخارجها". وأضافت: "يجب أن توضح الولايات المتحدة لبوتين أنه من غير المقبول خلق المزيد من الفوضى في سوريا، وأن يقصف الشعب السوري نيابة عن (رئيس النظام السوري بشار) الأسد، ولا يمكننا أن نفعل ذلك إن لم نتخذ موقفا أكثر قيادية، وهذا ما أدعو إليه الآن". تناقض مع "الاشتراكي" آراء كلينتون تضعها في تناقض مع المرشح ذي المرتبة الثانية في الاستطلاعات عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز، والذي يصف نفسه "بالاشتراكي". ساندرز وصف الأزمة في سوريا "بالمستنقع داخل المستنقع". وقال إن فرض منطقة حظر للطيران في سوريا قد يشكل خطراً ويؤدي إلى "مشاكل أخرى". وما زالت قضية تصويت هيلاري كلينتون لصالح حرب العراق عام 2003 تثير الجدل. حاكم ولاية رود ايلاند السابق لينكون تشافي قال إن تصويتها لصالح الحرب يجب أن ينحيها من استلام مقاليد الرئاسة. لكن كلينتون ركزت على سجلها في السياسة الخارجية، قائلة إنها كانت من مستشاري الرئيس القلائل الذين شجعوه على الموافقة على العملية التي أدت إلى قتل بن لادن. يأتي تعليق هيلاري هذا كانتقاد غير مباشر لنائب الرئيس جو بايدن، الذي عارض العملية. بايدن، كما يرى الكثير من الممولين الديمقراطيين، هو الوحيد القادر على منافسة كلينتون بشكل جدي للترشيح الديمقراطي. لكن بايدن لم يقرر بعد إن كان سيترشح أم لا، وقرر عدم المشاركة في المناظرة رغم دعوة المنظمين له للحضور. كلينتون دافعت أيضا عن تأييدها لاستخدام القوة العسكرية في ليبيا، قائلة إن الهدف كان لحماية المدنيين من مجزرة على يد القذافي. وقالت إن هناك دائماً أخطاراً تواجه الدبلوماسيين الموجودين في المناطق الخطرة، في إشارة للسفير الأميركي الذي قتل هناك. وفي لحظة توافق بين غالبية المرشحين قال ساندرز إن الشعب الأميركي "سئم" من الحوار المتعلق باستخدام كلينتون لبريد إلكتروني خاص لأسباب العمل عندما كانت وزيرة للخارجية. كلينتون أعادت تأكيد موقفها أن ذلك كان غلطة، ولكن اعتبرت أنها لم تخرق القانون. وجاء التباين الأكبر ليس من المرشحين الديمقراطيين، بل بين المناظرة الرئاسية الديمقراطية الأولى هذه والتي شارك فيها خمسة مرشحين، أهمهم هيلاري وساندرز، وبين المناظرتين الجمهوريتين السابقتين - بنجومية دونالد ترامب - اللتين عرضتا آراء 17 مرشحاً مختلفاً في جو أكثر صخباً.    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة