يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في ريفي حماة واللاذقية وسط تقدم بطيء وحذر، مع استمرار الطائرات الروسية في استهداف تجمعات التنظيمات المسلحة وآلياتهم، في حين أطلق «جيش الفتح» «المرحلة الثانية» من «غزوة حماة» لمنع تقدم الجيش السوري

 يتقدم الجيش السوري ببطء في ريفي حماة الشمالي واللاذقية، حيث يخوض معارك عنيفة مع المسلحين داخل بلدة كفرنبودة بعد تراجعه إلى منطقة خزان المياه، نتيجة هجوم مضاد للمسلحين تمكنوا خلاله من اقتحام البلدة والسيطرة على أجزاء منها. وتستمر عملية تقدم للجيش باتجاه بلدة التمانعة، جنوبي إدلب، من محور بلدة سكيك، حيث ما زالت الاشتباكات مستمرة قرب إحدى التلال القريبة من بلدة التمانعة.

وإلى الشرق من حماة، أطلق الجيش، صباح أمس، عملية عسكرية باتجاه بلدة التينة من محور بلدة السعن، حيث بدأها بتمهيد مدفعي وضربات جوية. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ العملية تأتي في إطار تأمين طريق خناصر، حيث يتم استخدام القرية من قبل المسلحين لإطلاق القذائف باتجاه الطريق، وما زالت المعارك دائرة في محيط البلدة، ولم يتم اقتحامها بعد حيث يتحصن فيها المسلحون، ويعمل سلاحا الجو والمدفعية على تدمير التحصينات لبدء عملية الاقتحام.

وفي موازاة ذلك، أعلن «جيش الفتح»، في بيان، إطلاق معركة «غزوة تحرير حماة»، حيث دعا في بيانه جميع «المجاهدين» في طريق حماة والمحاصرين من داخل حماة أن يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم. وهدّد «جيش "الفتح» تنظيم «داعش»، في حال تدخل لإفشال المعركة، باعتبار«أن أي فئة تعترض طريقه من .. أو "الرافضة أو داعش فإنه سيتم قتالها».

ورأى ناشطون معارضون أنّ معركة غزوة حماة صعبة جداً، وستكون معركة طويلة، لوجود عشرات القطع العسكرية قبل الوصول إلى مدينة حماة أو مطارها، والتي تمتد على مساحة عشرات الكيلومترات، وتحتاج إلى كمية كبيرة من السلاح والذخيرة والمقاتلين لتغطية جميع الجبهات في آن واحد، وخاصة مع وجود الطائرات الروسية التي بإمكانها قلب موازين المعركة، بينما رآها آخرون فرصة لعرقلة عمليات الجيش للتقدم نحو ريف إدلب.

 

يعمل الجيش التركي على بناء جدار عازل في بلدة أطمة «منعاً للتهريب»

 

وفي ريف اللاذقية، ما زالت المعارك تدور بين الجيش السوري والمسلحين داخل ضاحية سلمى، حيث تمكن الجيش من تثبيت مواقعه في الكتل التي سيطر عليها بالتزامن مع استهداف سلاح الجو الروسي لتحصينات المسلحين داخل البلدة، إضافة إلى تمهيد سلاح المدفعية للمجموعات البرية للتقدم داخل الضاحية، فيما ثبّت الجيش موقعه في إحدى التلال القريبة من جب الأحمر بعد انسحابه من البلدة نتيجة القصف العنيف من قبل المسلحين.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها قصفت 86 موقعاً لتنظيم «داعش» في محافظات الرقة وحماة وإدلب واللاذقية وحلب. ولفت المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكوف، إلى أن طائرات «سو 34 وسو 24 وسو 25 نفذت خلال الـ24 ساعة الماضية 88 طلعة قتالية وضربت 86 موقعاً للبنية التحتية التابعة للإرهابيين، مشيراً إلى انضمام مقاتلات «سو (سوخوي) 30» إلى مجموعات القوات الجوية الروسية في سوريا.

وأعلنت «تنسيقيات» المعارضة مقتل عدد من القياديين في معارك ريف حماة، من بينهم أبو الليث الحمصي، أبرز القادة العسكريين لـ«جبهة النصرة»، والقائد العسكري في «لواء أنصار الدين» التابع لـ«حركة أحرار الشام»، حمدو السليم.

 

تركيا تستولي على أراض سورية

 

من جهة أخرى، قالت مصادر محلية في ريف إدلب إنّ الجيش التركي اقتحم الحدود السورية التركية عند بلدة أطمة شمالي إدلب، معززاً بالدبابات والمدرعات، ووقعت مواجهات بينه وبين محتجين من الأهالي.

وأشارت المصادر إلى أنه طالب أهالي المنطقة بإخلائها على عمق 100 متر بحجة بناء جدار عازل يمنع التهريب، معلنة أن المواجهات تجددت أمس عندما عاود الجيش التركي اقتحام المنطقة، حيث حاول الأهالي منع دخول آليات الحفر والجرافات، ما دفع العناصر التركية إلى إطلاق النار لتفريق المحتجين والبدء بعمليات الحفر.

 

مقتل ضابط سعودي في معركة الفوعة الأخيرة

 

في سياق آخر، أعلنت مواقع «جهادية» مقتل الملازم أول السابق في الجيش السعودي، صخر السلمي، متأثراً بجراحه التي أصيب خلال معركة الفوعة الأخيرة. وأشارت هذه المواقع إلى أن السلمي هو من ساعد عبدالله المحيسني («القاضي العام في جيش الفتح» حالياً) في الدخول إلى سوريا واستقبله ولازمه، مضيفة أنه «كان من بين المحاصرين في أحياء حمص القديمة، وخرج خلال التسوية، وتوجّه بعدها إلى ريف إدلب».

 

بعد اطلاق فصائل المعارضة معركة «وبشّر الصابرين» في ريف القنيطرة الشمالي للسيطرة على نقاط عدة أساسية للجيش السوري وسيطرتهم على بعضها، استطاع الجيش السوري و«اللجان الشعبية» خلال الأيام الثلاثة الماضية، فرض سيطرتهم على تل القبع وتل الأحمر الاستراتيجي ومزرعة الامل ومعمل الحليب، بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة أدت إلى مقتل 45 مسلحاً وجرح 75 آخرين، وتدمير 3 دبابات و8 آليات تحمل رشاشات ثقيلة فضلاً عن 6 سيارات.

  • فريق ماسة
  • 2015-10-13
  • 12312
  • من الأرشيف

تقدّم حذر في «سلمى» وسهل الغاب ..الجيش لحماية طريق خناصر و«جيش الفتح» يطلق «غزوة حماة»

يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في ريفي حماة واللاذقية وسط تقدم بطيء وحذر، مع استمرار الطائرات الروسية في استهداف تجمعات التنظيمات المسلحة وآلياتهم، في حين أطلق «جيش الفتح» «المرحلة الثانية» من «غزوة حماة» لمنع تقدم الجيش السوري  يتقدم الجيش السوري ببطء في ريفي حماة الشمالي واللاذقية، حيث يخوض معارك عنيفة مع المسلحين داخل بلدة كفرنبودة بعد تراجعه إلى منطقة خزان المياه، نتيجة هجوم مضاد للمسلحين تمكنوا خلاله من اقتحام البلدة والسيطرة على أجزاء منها. وتستمر عملية تقدم للجيش باتجاه بلدة التمانعة، جنوبي إدلب، من محور بلدة سكيك، حيث ما زالت الاشتباكات مستمرة قرب إحدى التلال القريبة من بلدة التمانعة. وإلى الشرق من حماة، أطلق الجيش، صباح أمس، عملية عسكرية باتجاه بلدة التينة من محور بلدة السعن، حيث بدأها بتمهيد مدفعي وضربات جوية. وقال مصدر ميداني لـ«الأخبار» إنّ العملية تأتي في إطار تأمين طريق خناصر، حيث يتم استخدام القرية من قبل المسلحين لإطلاق القذائف باتجاه الطريق، وما زالت المعارك دائرة في محيط البلدة، ولم يتم اقتحامها بعد حيث يتحصن فيها المسلحون، ويعمل سلاحا الجو والمدفعية على تدمير التحصينات لبدء عملية الاقتحام. وفي موازاة ذلك، أعلن «جيش الفتح»، في بيان، إطلاق معركة «غزوة تحرير حماة»، حيث دعا في بيانه جميع «المجاهدين» في طريق حماة والمحاصرين من داخل حماة أن يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم. وهدّد «جيش "الفتح» تنظيم «داعش»، في حال تدخل لإفشال المعركة، باعتبار«أن أي فئة تعترض طريقه من .. أو "الرافضة أو داعش فإنه سيتم قتالها». ورأى ناشطون معارضون أنّ معركة غزوة حماة صعبة جداً، وستكون معركة طويلة، لوجود عشرات القطع العسكرية قبل الوصول إلى مدينة حماة أو مطارها، والتي تمتد على مساحة عشرات الكيلومترات، وتحتاج إلى كمية كبيرة من السلاح والذخيرة والمقاتلين لتغطية جميع الجبهات في آن واحد، وخاصة مع وجود الطائرات الروسية التي بإمكانها قلب موازين المعركة، بينما رآها آخرون فرصة لعرقلة عمليات الجيش للتقدم نحو ريف إدلب.   يعمل الجيش التركي على بناء جدار عازل في بلدة أطمة «منعاً للتهريب»   وفي ريف اللاذقية، ما زالت المعارك تدور بين الجيش السوري والمسلحين داخل ضاحية سلمى، حيث تمكن الجيش من تثبيت مواقعه في الكتل التي سيطر عليها بالتزامن مع استهداف سلاح الجو الروسي لتحصينات المسلحين داخل البلدة، إضافة إلى تمهيد سلاح المدفعية للمجموعات البرية للتقدم داخل الضاحية، فيما ثبّت الجيش موقعه في إحدى التلال القريبة من جب الأحمر بعد انسحابه من البلدة نتيجة القصف العنيف من قبل المسلحين. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها قصفت 86 موقعاً لتنظيم «داعش» في محافظات الرقة وحماة وإدلب واللاذقية وحلب. ولفت المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الجنرال إيغور كوناشينكوف، إلى أن طائرات «سو 34 وسو 24 وسو 25 نفذت خلال الـ24 ساعة الماضية 88 طلعة قتالية وضربت 86 موقعاً للبنية التحتية التابعة للإرهابيين، مشيراً إلى انضمام مقاتلات «سو (سوخوي) 30» إلى مجموعات القوات الجوية الروسية في سوريا. وأعلنت «تنسيقيات» المعارضة مقتل عدد من القياديين في معارك ريف حماة، من بينهم أبو الليث الحمصي، أبرز القادة العسكريين لـ«جبهة النصرة»، والقائد العسكري في «لواء أنصار الدين» التابع لـ«حركة أحرار الشام»، حمدو السليم.   تركيا تستولي على أراض سورية   من جهة أخرى، قالت مصادر محلية في ريف إدلب إنّ الجيش التركي اقتحم الحدود السورية التركية عند بلدة أطمة شمالي إدلب، معززاً بالدبابات والمدرعات، ووقعت مواجهات بينه وبين محتجين من الأهالي. وأشارت المصادر إلى أنه طالب أهالي المنطقة بإخلائها على عمق 100 متر بحجة بناء جدار عازل يمنع التهريب، معلنة أن المواجهات تجددت أمس عندما عاود الجيش التركي اقتحام المنطقة، حيث حاول الأهالي منع دخول آليات الحفر والجرافات، ما دفع العناصر التركية إلى إطلاق النار لتفريق المحتجين والبدء بعمليات الحفر.   مقتل ضابط سعودي في معركة الفوعة الأخيرة   في سياق آخر، أعلنت مواقع «جهادية» مقتل الملازم أول السابق في الجيش السعودي، صخر السلمي، متأثراً بجراحه التي أصيب خلال معركة الفوعة الأخيرة. وأشارت هذه المواقع إلى أن السلمي هو من ساعد عبدالله المحيسني («القاضي العام في جيش الفتح» حالياً) في الدخول إلى سوريا واستقبله ولازمه، مضيفة أنه «كان من بين المحاصرين في أحياء حمص القديمة، وخرج خلال التسوية، وتوجّه بعدها إلى ريف إدلب».   بعد اطلاق فصائل المعارضة معركة «وبشّر الصابرين» في ريف القنيطرة الشمالي للسيطرة على نقاط عدة أساسية للجيش السوري وسيطرتهم على بعضها، استطاع الجيش السوري و«اللجان الشعبية» خلال الأيام الثلاثة الماضية، فرض سيطرتهم على تل القبع وتل الأحمر الاستراتيجي ومزرعة الامل ومعمل الحليب، بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة أدت إلى مقتل 45 مسلحاً وجرح 75 آخرين، وتدمير 3 دبابات و8 آليات تحمل رشاشات ثقيلة فضلاً عن 6 سيارات.

المصدر : سائر اسليم - الاخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة