قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقائه نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده ستعزز دعمها للجيش السوري دون المشاركة في عمليات برية.

 وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك فجر الثلاثاء أيلول قال بوتين: "نحن نفكر الآن في كيفية تقديم دعم إضافي للجيش السوري في مكافحة الإرهاب، لكن الحديث لا يدور عن مشاركتنا في أي عملية برية هناك". وأضاف أن العمل ضد الإرهاب في سوريا يجب أن يسير بشكل متواز مع العملية السياسية في البلاد.

وأكد بوتين أن روسيا تدرس إمكانية المشاركة في غارات جوية ضد "داعش" في سوريا والعراق لكن في إطار القانون الدولي فقط.

وفي رده على سؤال حول المركز المعلوماتي الخاص بمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، والذي تم الإعلان عن إقامته في بغداد، أشار بوتين إلى أن هذا المركز مفتوح لمشاركة جميع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب. كما ذكر أن التحالف الواسع الذي تقترح روسيا تشكيله لهذا الهدف، قد يضم كلا من إيران والأردن وتركيا، والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة.

وتعليقا على إصرار كل من أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قال بوتين إن "أوباما وهولاند ليسا مواطنين سوريين ولا يمكن أن يشاركا في تقرير مصير الشعب السوري".

وأقر بوتين ببقاء بعض الخلافات بينه وبين أوباما إزاء سبل معالجة الأزمة السورية على الرغم من نقاط التلاقي بينهما.

فإذا كانت موسكو وواشنطن متفقتان على شيء واحد هو ضرورة وقف سفك الدماء فإن التناقضات بينهما لا تزال باقية في مسألة مصير الرئيس الأسد.

ففي الوقت الذي أكد فيه بوتين ضرورة دعم دمشق والجيش الحكومي السوري كقوة وحيدة تقف ضد "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية على الأرض، كرر أوباما موقفه القائل إن الرئيس الأسد هو "الجاني" حسب زعمه..

أما عن سبل مواجهة الإرهاب في سوريا فأكد أوباما استعداد بلاده للعمل مع روسيا وإيران في هذا المجال، فيما أشار بوتين إلى ضرورة أن يسير كل عمل "تحالفي" ضد الإرهاب في سوريا أو العراق في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الشأن.

وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، صرح الرئيس الروسي أن دور الولايات المتحدة "فعال جدا" في تسويتها. كما تطرق إلى سياسة العقوبات التي تمارسها الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، قائلا إنها سياسة "غير فعالة لا سيما ضد بلد مثل روسيا".

يذكر أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة شهدت ترديا شديدا في ضوء الأوضاع في أوكرانيا، ففي أواخر يونيو/حزيران من العام الماضي، حيث انتقلت واشنطن من عقوبات مفروضة ضد أشخاص وشركات معينة إلى عقوبات موجهة ضد قطاعات من الاقتصاد الروسي. وردت موسكو على ذلك بتقييد استيراد البضائع الغذائية من دول فرضت عقوبات ضدها.

هذا وأفادت وكالة "تاس" بأن المحادثات بين الرئيسين جرت وراء الأبواب المغلقة في مقر الأمم المتحدة في قاعة المشاورات التابعة لمجلس الأمن الدولي. ويعد هذا المكان قانونيا جزءا من أراضي روسيا، علما أن هذه الأخيرة تتولى رئاسة المجلس في هذا الشهر.

وهذا اللقاء هو الأول بين الرئيسين منذ العام 2013، عندما أجريا محادثات على هامش قمة "الثماني الكبار" في إيرلندا الشمالية، ومع أنهما أجريا في العام ذاته لقاء آخر على هامش قمة "مجموعة العشرين" في سان بطرسبورغ، إلا أنه كان لقاء قصيرا دام نصف ساعة فقط، أكد فيه الرئيسان موقفهما من الملف السوري دون أن يسجلا أي تقارب في الآراء بشأنه.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-09-28
  • 14250
  • من الأرشيف

بوتين بعد لقاء اوباما: روسيا تعزز دعمها للجيش السوري دون المشاركة في عمليات برية وتدرس المشاركة بغارات ضد داعش.. في سوريا والعراق-

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب لقائه نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده ستعزز دعمها للجيش السوري دون المشاركة في عمليات برية.  وفي مؤتمر صحفي عقده في نيويورك فجر الثلاثاء أيلول قال بوتين: "نحن نفكر الآن في كيفية تقديم دعم إضافي للجيش السوري في مكافحة الإرهاب، لكن الحديث لا يدور عن مشاركتنا في أي عملية برية هناك". وأضاف أن العمل ضد الإرهاب في سوريا يجب أن يسير بشكل متواز مع العملية السياسية في البلاد. وأكد بوتين أن روسيا تدرس إمكانية المشاركة في غارات جوية ضد "داعش" في سوريا والعراق لكن في إطار القانون الدولي فقط. وفي رده على سؤال حول المركز المعلوماتي الخاص بمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية"، والذي تم الإعلان عن إقامته في بغداد، أشار بوتين إلى أن هذا المركز مفتوح لمشاركة جميع الدول المعنية بمكافحة الإرهاب. كما ذكر أن التحالف الواسع الذي تقترح روسيا تشكيله لهذا الهدف، قد يضم كلا من إيران والأردن وتركيا، والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة. وتعليقا على إصرار كل من أوباما ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد قال بوتين إن "أوباما وهولاند ليسا مواطنين سوريين ولا يمكن أن يشاركا في تقرير مصير الشعب السوري". وأقر بوتين ببقاء بعض الخلافات بينه وبين أوباما إزاء سبل معالجة الأزمة السورية على الرغم من نقاط التلاقي بينهما. فإذا كانت موسكو وواشنطن متفقتان على شيء واحد هو ضرورة وقف سفك الدماء فإن التناقضات بينهما لا تزال باقية في مسألة مصير الرئيس الأسد. ففي الوقت الذي أكد فيه بوتين ضرورة دعم دمشق والجيش الحكومي السوري كقوة وحيدة تقف ضد "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية على الأرض، كرر أوباما موقفه القائل إن الرئيس الأسد هو "الجاني" حسب زعمه.. أما عن سبل مواجهة الإرهاب في سوريا فأكد أوباما استعداد بلاده للعمل مع روسيا وإيران في هذا المجال، فيما أشار بوتين إلى ضرورة أن يسير كل عمل "تحالفي" ضد الإرهاب في سوريا أو العراق في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الشأن. وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، صرح الرئيس الروسي أن دور الولايات المتحدة "فعال جدا" في تسويتها. كما تطرق إلى سياسة العقوبات التي تمارسها الولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، قائلا إنها سياسة "غير فعالة لا سيما ضد بلد مثل روسيا". يذكر أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة شهدت ترديا شديدا في ضوء الأوضاع في أوكرانيا، ففي أواخر يونيو/حزيران من العام الماضي، حيث انتقلت واشنطن من عقوبات مفروضة ضد أشخاص وشركات معينة إلى عقوبات موجهة ضد قطاعات من الاقتصاد الروسي. وردت موسكو على ذلك بتقييد استيراد البضائع الغذائية من دول فرضت عقوبات ضدها. هذا وأفادت وكالة "تاس" بأن المحادثات بين الرئيسين جرت وراء الأبواب المغلقة في مقر الأمم المتحدة في قاعة المشاورات التابعة لمجلس الأمن الدولي. ويعد هذا المكان قانونيا جزءا من أراضي روسيا، علما أن هذه الأخيرة تتولى رئاسة المجلس في هذا الشهر. وهذا اللقاء هو الأول بين الرئيسين منذ العام 2013، عندما أجريا محادثات على هامش قمة "الثماني الكبار" في إيرلندا الشمالية، ومع أنهما أجريا في العام ذاته لقاء آخر على هامش قمة "مجموعة العشرين" في سان بطرسبورغ، إلا أنه كان لقاء قصيرا دام نصف ساعة فقط، أكد فيه الرئيسان موقفهما من الملف السوري دون أن يسجلا أي تقارب في الآراء بشأنه.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة