لم يقتصر الدعم الروسي للجيش السوري على المد اللوجستي وتقديم برامج التدريب، وتبادل المعلومات الأمنية، خصوصاً التي تتعلق بالمجموعات الإرهابية المسلحة، بل تعدى ذلك الى التدخل المباشر على ما تؤشر بعض التحركات العسكرية، من خلال وجود عشرات الطائرات المقاتلة الروسية الحديثة من طراز "ميغ" و "سوخي" في مطار حميميم في اللاذقية، إضافة الى إنتشار وحدات من مشاة الجيش الروسي في مناطق معينة من الأراضي السورية، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية واسعة الاطلاع، لم تحدد بقعة عمل هذه الوحدات في الوقت الراهن.

 

وترجح المصادر أن تكون المهمة الأساسية الموكلة لهذه الوحدات هي حماية القواعد الجوية والبحرية الروسية في سورية، على أن يقوم الجيش السوري، الذي تم إعداده للقيام بعمليات نوعية لمكافحة الإرهاب، بمساعدة روسية، بقتال المسلحين التكفيريين، خصوصا بعدما تمرس في حرب العصابات المسلحة، خلال خمس سنوات خلت من عمر الأزمة.

 

وتتوقع المصادر أن يقوم الطيران الحربي الروسي بتأمين الغطاء الجوي للقوات البرية السورية في المواجهة المتوقعة مع المسلحين التكفيريين، بعد قيام الوحدات الروسية بمهمات "السطع"، أي رصد واستطلاع مقار الإرهابيين، وتحديدها، تمهيداً لاستهدافها بنيران الجيش السوري، ودائماً وفقاً لرأي المصادر.

 

وفي السياق، تحدثت معلومات، عن قيام القوات الروسية بتحديث الطائرات الحربية السورية، التي تعد من الجيل الثالث للطيران الروسي، وكذلك تطوير الطوافات المقاتلة "ميل مي 24".

 

كذلك رجحت المعلومات أن يكون الجيش السوري قد تسلم من روسيا مقاتلات "فروغ فوت" المخصصة لقتال العصابات، التي استخدمت في افغانتستان، وتم تطويرها في الحرب هناك، هذا إضافةً الى تزويده براجمات للصواريخ، وناقلات جند "بي تي أر" حديثة، وسواها من العتاد اللازم للمهمة المشار اليها أعلاه، ودائما بحسب المعلومات.

 

وتعقيباً على هذا الدعم العسكري غير المسبوق المذكور آنفاً، يرى مرجع استراتيجي أن أهم ما قدمته موسكو للجيش السوري من دعم، هو "إعادة هيكلة هذا الجيش"، وإعداده لمواجهة الخطر الإرهابي، على حد قوله.

 

وعن بنك الأهداف المفترض لغرفة العمليات السورية- الروسية، ترجح المصادر الميدانية أن هذه العمليات قد تطال مواقع "جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش في الغوطة الشرقية، لاسيما بعد استهدافه لمقر السفارة الروسية في دمشق، بتوجيهٍ من جهاتٍ إقليمية، بحسب ما جاء في بيان الخارجية الروسية، بالتأكيد إضافة الى مواقع "داعش" و "جبهة النصرة"، وسواها.

 

ولا تستبعد المصادر إنشاء غرفة عمليات روسية- أميركية مشتركة لمكافحة الإرهاب، لاسيما بعد قصف المقاتلات السورية لمواقع "داعش" في الرقة في الآونة الأخيرة، وهي واقعة في نطاق عمليات التحالف الدولي، لذلك فأن الولايات المتحدة مضطرة للتنسيق مع الجيشين الروسي والسوري في الحرب على الارهاب لمنع الاحتكاك، ودائما برأي المصادر.

 

على صعيد السياسي، تؤكد مصادر في المعارضة السورية أن هناك تحولاً دولياً حيال الأزمة السورية، لاسيما بعد الدعم الروسي السياسي والعسكري لدمشق غير المسبوق، بدليل تبدل مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية من مسألة تنحي الرئيس بشار الأسد، والتسليم ببقائه، إضافة الى زيارة وفود من المعارضة لموسكو.

  • فريق ماسة
  • 2015-09-25
  • 7951
  • من الأرشيف

إنتشار مشاة الجيش الروسي في سورية

لم يقتصر الدعم الروسي للجيش السوري على المد اللوجستي وتقديم برامج التدريب، وتبادل المعلومات الأمنية، خصوصاً التي تتعلق بالمجموعات الإرهابية المسلحة، بل تعدى ذلك الى التدخل المباشر على ما تؤشر بعض التحركات العسكرية، من خلال وجود عشرات الطائرات المقاتلة الروسية الحديثة من طراز "ميغ" و "سوخي" في مطار حميميم في اللاذقية، إضافة الى إنتشار وحدات من مشاة الجيش الروسي في مناطق معينة من الأراضي السورية، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية واسعة الاطلاع، لم تحدد بقعة عمل هذه الوحدات في الوقت الراهن.   وترجح المصادر أن تكون المهمة الأساسية الموكلة لهذه الوحدات هي حماية القواعد الجوية والبحرية الروسية في سورية، على أن يقوم الجيش السوري، الذي تم إعداده للقيام بعمليات نوعية لمكافحة الإرهاب، بمساعدة روسية، بقتال المسلحين التكفيريين، خصوصا بعدما تمرس في حرب العصابات المسلحة، خلال خمس سنوات خلت من عمر الأزمة.   وتتوقع المصادر أن يقوم الطيران الحربي الروسي بتأمين الغطاء الجوي للقوات البرية السورية في المواجهة المتوقعة مع المسلحين التكفيريين، بعد قيام الوحدات الروسية بمهمات "السطع"، أي رصد واستطلاع مقار الإرهابيين، وتحديدها، تمهيداً لاستهدافها بنيران الجيش السوري، ودائماً وفقاً لرأي المصادر.   وفي السياق، تحدثت معلومات، عن قيام القوات الروسية بتحديث الطائرات الحربية السورية، التي تعد من الجيل الثالث للطيران الروسي، وكذلك تطوير الطوافات المقاتلة "ميل مي 24".   كذلك رجحت المعلومات أن يكون الجيش السوري قد تسلم من روسيا مقاتلات "فروغ فوت" المخصصة لقتال العصابات، التي استخدمت في افغانتستان، وتم تطويرها في الحرب هناك، هذا إضافةً الى تزويده براجمات للصواريخ، وناقلات جند "بي تي أر" حديثة، وسواها من العتاد اللازم للمهمة المشار اليها أعلاه، ودائما بحسب المعلومات.   وتعقيباً على هذا الدعم العسكري غير المسبوق المذكور آنفاً، يرى مرجع استراتيجي أن أهم ما قدمته موسكو للجيش السوري من دعم، هو "إعادة هيكلة هذا الجيش"، وإعداده لمواجهة الخطر الإرهابي، على حد قوله.   وعن بنك الأهداف المفترض لغرفة العمليات السورية- الروسية، ترجح المصادر الميدانية أن هذه العمليات قد تطال مواقع "جيش الاسلام" بقيادة زهران علوش في الغوطة الشرقية، لاسيما بعد استهدافه لمقر السفارة الروسية في دمشق، بتوجيهٍ من جهاتٍ إقليمية، بحسب ما جاء في بيان الخارجية الروسية، بالتأكيد إضافة الى مواقع "داعش" و "جبهة النصرة"، وسواها.   ولا تستبعد المصادر إنشاء غرفة عمليات روسية- أميركية مشتركة لمكافحة الإرهاب، لاسيما بعد قصف المقاتلات السورية لمواقع "داعش" في الرقة في الآونة الأخيرة، وهي واقعة في نطاق عمليات التحالف الدولي، لذلك فأن الولايات المتحدة مضطرة للتنسيق مع الجيشين الروسي والسوري في الحرب على الارهاب لمنع الاحتكاك، ودائما برأي المصادر.   على صعيد السياسي، تؤكد مصادر في المعارضة السورية أن هناك تحولاً دولياً حيال الأزمة السورية، لاسيما بعد الدعم الروسي السياسي والعسكري لدمشق غير المسبوق، بدليل تبدل مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية من مسألة تنحي الرئيس بشار الأسد، والتسليم ببقائه، إضافة الى زيارة وفود من المعارضة لموسكو.

المصدر : حسان الحسن ـ المردة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة