دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تزامنآ مع الوقت الذي يجري فيه الحديث على كل المستويات الدولية والأقليمية ،عن العمل على بناء أطار عام وشامل لوضع حد لفوضى المنطقة العربية والاقليم ككل،وخصوصآ ملف الحرب على سورية والحرب على اليمن وملفات مكافحة الارهاب وميزان القوى بالمنطقة والأقليم ككل وأمن إسرائيل والطاقة ،وو،الخ، وربط هذه الملفات بمجموعها بأطار حل شامل وكامل لملفات الأقليم ،برز إلى الواجهة موقف النظام السعودي المعارض بشكل مبطن لمجمل هذه المسارات ،رغم محاولة النظام السعودي أظهار نفسه بوصفه الراعي والشريك بهذه الحلول ،وهذه "أكذوبة كبرى وواضحة للجميع "،فالنظام السعودي مازال يعمل وعبر أدواته السياسية والاعلامية والعسكرية والمالية ،على نسف كل هذه الأحاديث الدولية والاقليمية بشكل مباشر أو غير مباشر ،وما حالة التصعيد السعودية الاخيرة باليمن الادليل يثبت هذه الحقيقة التي نتحدث بها .
الملأحظ خلال الايام القليلة الماضية ان النظام السعودي يستميت وينتحر تدريجيآ بحربه على اليمن، السعوديون اليوم يعلمون جيدآ ما معنى أن يفتحوا جبهة عريضة وصراعآ مفتوحآ على كل الاحتمالات باليمن "في ظل الحديث الاقليمي والدولي عن حلول وقت الحلول لأزمات المنطقة والأقليم ككل "، دوائر صنع القرار بالنظام السعودي تعلم جيدآ ما مدى الخطورة المستقبلية وحجم التداعيات المستقبلية التي ستفرزها هذه الموجة من التصعيد في اليمن، وبالأحرى هي تعلم جيدآ حجم الإفرازات المباشرة للانغماس السعودي بهذه الحرب العدوانية على اليمن على موقف ودور السعودية بالتسويات المقبلة بالمنطقة، ومع كل هذا وذاك قرر السعوديون أن يخوضوا هذه المغامرة والمقامرة الجديدة ،لعلهم يستطيعون أن يحققوا انتصارا حتى وإن كان إعلاميا أو على حساب دماء اليمنيين الذين يقاتل ويقتل بعضهم اليوم خدمة لمشاريع الغير،لإيصال رسائل سعودية واضحة بأن السعودية مازالت موجودة وقادرة على الرد على الاتفاق النووي الإيراني بطرقها الخاصة ،وانها غير معنية بالحديث عن التسويات قبل حسمها للملف اليمني لصالحها .
حالة التصعيد السعودية بالملف اليمني ،يقابلها حالة تصعيد سعودية غير مباشرة ومرواغة واضحة للعيان بما يخص ملف الحرب على سورية ،في ظل الحديث عن وجود نوايا إقليمية ودولية هدفها وضع حد ورؤية عادلة إلى حد ما للتسوية لملفات الحرب على سورية،الدور السعودي بهذا الأتجاه برز وبشكل واضح بأنه دور معطل لكل هذه الاحاديث ،والدليل على ذلك هو حالة التصعيد السياسي والاعلامي وحتى العسكري الغير مباشر التي مارسته السعودية مؤخرآ بخصوص رؤيتها لطرق الحل للحرب على سورية ،فحديث وزير خارجية النظام السعودي مؤخرآ من روما بخصوص رؤية النظام السعودي لطرق ومسارات الحل للحرب على سورية ،تؤكد ان النظام السعودي مازال يكرر اسطوانته المشروخة التي يكررها منذ أربعة اعوام بخصوص موقفه من السلطة الشرعية السورية ،التي يمثلها الرئيس بشار الاسد ،وبغض النظر عن كل اللقاءات "الغامضة "بين السعوديين والسوريين التي عمل على ترتيبها كل من الاماراتيين والمصريين والروس،ورغم الحديث عن تفاهات روسية –سعودية ،يبدوا واضحآ ان النظام السعودي مازال مصرآ على عدم الانصهار ببوتقة الدول العربية والأقليمية والدولية الساعية لأيجاد تسوية خاصة بملفات المنطقة ككل وعلى رأسها ملف الحرب على سورية قبل حسم معركة اليمن "لصالحه "،وهنا يشاطر التركي والقطري بالطبع السعودي رؤيته المعارضة لهذه التسويات .
حلفاء النظام السعودي بدورهم وأخص العرب منهم لوحظ بالفترة الاخيرة مدى إمتعاضهم من السياسة الخارجية السعودية بما يخص ملفات المنطقة العربية والإقليم ككل وخصوصآ رؤية النظام السعودي الخاصة بالتقارب مع حركات وجماعات تنتمي لحركة الاخوان المسلميين،السعودي بدوره شعر مبكرآ بتزايد حدة هذا الامتعاض لدى حلفائه وحاول قدر الأمكان التخفيف من حدة هذا الامتعاض من خلال زيارات مكوكية قام بها "بن سلمان "،لبعض العواصم العربية مؤخرآ ،ولكن يبدوا واضحآ ان زيارات "بن سلمان "،لم تحقق المرجو منها ،رغم تعهد الأخير بزيادة الدعم الاقتصادي والسياسي لهذه العواصم وتعهده بالتنسيق مع حلفاء الرياض العرب بما يخص رؤية الرياض للتسوية لملفات المنطقة ،ولكن يبدوا ان كل هذا وذاك لم يساهم بمجموعة بطمأنة حلفاء الرياض العرب بما يخص إمتعاضهم من الموقف والدور السعودي بالمنطقة العربية والأقليم ككل ،وهذا ما أنتج مؤخرآ معالم تبلور جهد رباعي تقوم به "مصر والاردن وعُمان والامارات "،للدفع نحو إيجاد حل سياسي لمعظم ملفات الأقليم وعلى رأسها ملف الحرب على سورية ،وهذا الجهد إعتقد انه يأتي اليوم ويبرز بشكل واضح ،بمحاولة من هذه العواصم الأربع وبضغط من قوى دولية ،للضغط على الرياض لتغيير موقفها من مجمل ملفات المنطقة ،ولكن على ما يبدوا ان الرياض مازالت متمسكة بموقفها المعارض "مرحليآ "لمجمل التسويات بألمنطقة قبل حسمها للملف اليمني لصالحها ،ويدعمها بهذا المسعى إنقرة والدوحة وباريس وبعض القوى السياسية المؤثرة بواشنطن،ومن خلف الكواليس تل إبيب لمصالح إسرائيلية خاصة.
ختامآ ،ان حالة التصعيد التي يمارسها النظام السعودي باليمن ،والتي تتزامن معها وبشكل مباشر رؤية سعودية معارضة لمجمل التسويات بألمنطقة وخصوصآ لملف الحرب على سورية ،تؤكد ان النظام السعودي يمارس حالة هستيرية من العناد والتعنت في ظل جهد دولي وإقليمي يسعى بشكل أو بآخر لإيجاد حالة من التفاهم الإقليمي والدولي لترتيب ملفات المنطقة والتي سينطوي ويبنى عليها كذلك بشكل أو بآخر ترتيب لملفات دولية كبرى ،وهذا التعنت والعناد يبدوا إنه سيكون له تداعيات خطرة على مستقبل علاقات الرياض مع حلفائها بمجموعهم ،كما إنه سيضع الرياض مستقبلآ بحالة عزلة دولية وإقليمية بحال وجود إجماع دولي وإقليمي لإيجاد حالة من التسويات بالمنطقة والإقليم ككل ،وهذا ما يعني بمجموعه ان النظام السعودي هو الخاسر الوحيد بالنهاية ان إستمر بعناده وتعنته ،والواضح وفقآ لجميع المؤشرات والمعطيات التي أمامنا إنه سيستمر بهذا العناد والتعنت ...
المصدر :
الماسة السورية/ هشام الهبيشان
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة