إنه الحراك الأكثف في تاريخ البحث عن حل للأزمة السورية .. كأنما تم تلزيم هذا الحل أخيرا إلى الروس ومن ثم الإيرانيين، فيما لن تتخلى واشنطن عن ان تكون حاضرة فيه عبر ارسال فيلتمان الى دمشق قريبا، ودون أن زيارة الوفد الاماراتي الى دمشق بحثا عن اعادة فتح السفارة الإماراتية فيها، مع حديث عن امكانية جمع وزيري خارجية سورية والسعودية في موسكو في وقت قريب، إضافة الى عقد ” موسكو 3 ” قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل …

 هي الأزمة الصعبة التي تبدو دائما وكأنها تصطدم بحائط مكين يصعب اختراقه .. لكن خبرة اربع سنوات ونيف من التصعيد والحرب المجنونة والدمار الهائل والموت اليومي، تجعل من أهل الاختصاص السياسي، نظرة متقدمة نحو حل ما، وليس غير موسكو قادرة على حمل هذا الملف بعناية، الى جانب إيران الأقرب الى دمشق وروحها.

هي سورية دائما، تلك التي تشغل العالم اليوم بحثا وتدقيقا، فليس غيرها من يستأهل هذا الحراك المشغول من كل اتجاه، وهذا الاهتمام الذي يفترض ان يبلغ ذروته اذا ما تأمنت الطريق فعليا لتطريز حل يبدأ حبكة حبكة، ويبدو أن مطلعه قد بدأ من جهة تركيا التي منعت خلال الأيام الماضية من دخول إرهابيين من أراضيها إلى الأراضي السورية، وكلنا يعرف ماذا يختبيء في واقع تركيا من مفاجآت قد تطيح برئيسها الخاسر الاكبر حتى الآن من مراهناته في سورية.

ضمن هذا الواقع الذي يتجه الى شمولية البحث عن حل، تبدو المراهنات ايضا وكأنها عادت فتنفتح من جديد على بقاء الرئيس الأسد، وهو أمر مر معنا كثيرا خلال تطور الأزمة السورية، والذي ثبت تماما أنه كلام سرابي، بل هي مجرد تمنيات كتاب أو أفراد وسياسيين، او هي احلام، او صور دونكيشوتية.

نحن إذن أمام مرحلة يتجدد فيها الاتجاه الحريص على الخلاص السوري .. فهل قال الرئيس اوباما كلمته الأخيرة عن الحل السوري، وهل جرى التنازل الأميركي الى الروسي فباتت اللقاءات الأربعة بين وزيري الخارجية لافروف الروسي وكيري الاميركي ذات معنى ودليل على ان الطرفين وضعا في الاساس روحية الحل، لتظل التفاصيل ايضا قائمة.

ثم ماذا يجري في مسقط التي كان لها الفضل الأكبر في حل عقد الملف النووي الايراني، وهاهي تلعب الدور الاحتمالي في حل الحرب اليمنية، ومن ثم الاحتضان الجديد وربما القديم للازمة السورية، وليس غير السلطنة من يملك أوراقا مهمة في هذا الاتجاه، بل يملك اجماعا من كافة الفرقاء المتخاصمين او المتصارعين او غير المتفقين على انها الاكثر امانة في احتضان الأزمة ووضع خارطة طريق لها يؤدي الى الحل الممكن.

هي مرحلة الحراك الواسع الشامل، فاذا كان الظاهر منها مرئيا ومشاهدا ومعروفا، فكيف عليه المخبأ وراء الكواليس او المكرس في ملفات محمولة من قبل من لانراه وهو يطير بين العواصم القادرة محمولا على انشراح صدر بان الخطوة خطوة ستتبعها خطوات.

من قبيل الأمل فقط ، ما يجري من أجل حل الازمة السورية، بلغ حد التفاهم ، لكنه لايعني أننا على قاب قوسين ..

  • فريق ماسة
  • 2015-08-08
  • 5579
  • من الأرشيف

باختصار : سورية دائما ...بقلم زهير ماجد- الوطن العمانية

إنه الحراك الأكثف في تاريخ البحث عن حل للأزمة السورية .. كأنما تم تلزيم هذا الحل أخيرا إلى الروس ومن ثم الإيرانيين، فيما لن تتخلى واشنطن عن ان تكون حاضرة فيه عبر ارسال فيلتمان الى دمشق قريبا، ودون أن زيارة الوفد الاماراتي الى دمشق بحثا عن اعادة فتح السفارة الإماراتية فيها، مع حديث عن امكانية جمع وزيري خارجية سورية والسعودية في موسكو في وقت قريب، إضافة الى عقد ” موسكو 3 ” قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل …  هي الأزمة الصعبة التي تبدو دائما وكأنها تصطدم بحائط مكين يصعب اختراقه .. لكن خبرة اربع سنوات ونيف من التصعيد والحرب المجنونة والدمار الهائل والموت اليومي، تجعل من أهل الاختصاص السياسي، نظرة متقدمة نحو حل ما، وليس غير موسكو قادرة على حمل هذا الملف بعناية، الى جانب إيران الأقرب الى دمشق وروحها. هي سورية دائما، تلك التي تشغل العالم اليوم بحثا وتدقيقا، فليس غيرها من يستأهل هذا الحراك المشغول من كل اتجاه، وهذا الاهتمام الذي يفترض ان يبلغ ذروته اذا ما تأمنت الطريق فعليا لتطريز حل يبدأ حبكة حبكة، ويبدو أن مطلعه قد بدأ من جهة تركيا التي منعت خلال الأيام الماضية من دخول إرهابيين من أراضيها إلى الأراضي السورية، وكلنا يعرف ماذا يختبيء في واقع تركيا من مفاجآت قد تطيح برئيسها الخاسر الاكبر حتى الآن من مراهناته في سورية. ضمن هذا الواقع الذي يتجه الى شمولية البحث عن حل، تبدو المراهنات ايضا وكأنها عادت فتنفتح من جديد على بقاء الرئيس الأسد، وهو أمر مر معنا كثيرا خلال تطور الأزمة السورية، والذي ثبت تماما أنه كلام سرابي، بل هي مجرد تمنيات كتاب أو أفراد وسياسيين، او هي احلام، او صور دونكيشوتية. نحن إذن أمام مرحلة يتجدد فيها الاتجاه الحريص على الخلاص السوري .. فهل قال الرئيس اوباما كلمته الأخيرة عن الحل السوري، وهل جرى التنازل الأميركي الى الروسي فباتت اللقاءات الأربعة بين وزيري الخارجية لافروف الروسي وكيري الاميركي ذات معنى ودليل على ان الطرفين وضعا في الاساس روحية الحل، لتظل التفاصيل ايضا قائمة. ثم ماذا يجري في مسقط التي كان لها الفضل الأكبر في حل عقد الملف النووي الايراني، وهاهي تلعب الدور الاحتمالي في حل الحرب اليمنية، ومن ثم الاحتضان الجديد وربما القديم للازمة السورية، وليس غير السلطنة من يملك أوراقا مهمة في هذا الاتجاه، بل يملك اجماعا من كافة الفرقاء المتخاصمين او المتصارعين او غير المتفقين على انها الاكثر امانة في احتضان الأزمة ووضع خارطة طريق لها يؤدي الى الحل الممكن. هي مرحلة الحراك الواسع الشامل، فاذا كان الظاهر منها مرئيا ومشاهدا ومعروفا، فكيف عليه المخبأ وراء الكواليس او المكرس في ملفات محمولة من قبل من لانراه وهو يطير بين العواصم القادرة محمولا على انشراح صدر بان الخطوة خطوة ستتبعها خطوات. من قبيل الأمل فقط ، ما يجري من أجل حل الازمة السورية، بلغ حد التفاهم ، لكنه لايعني أننا على قاب قوسين ..

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة