دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ما الذي قد يجمع لبنان بسوريا بدول الخليج؟ سؤال قد تكون إجابته مفاجأة: الكبتاغون!
خيط واحد يجمع هذه الدول بين مصدّر ومستورد ومستهلك لهذه التجارة غير الشرعية. «الكبتاغون: مخدّر الحرب السورية» تحقيق استقصائي (30 دقيقة) للزميل رضوان مرتضى يتطرّق إلى هذه الظاهرة، ويتناول كيف أصبح لبنان مصنّعاً ومصدّراً لحبوب الكبتاغون التي بتنا نسمع عن عمليات مداهمة وضبط لها بكثرة في الآونة الأخيرة.
ويظهر الفيلم أيضاً كيفية دخول هذه المادة المخدّرة في سباق التسلّح في سوريا عبر بيعها لدول الخليج والاستفادة من أموالها لتسليح «المعارضة» السورية. الشريط (إنتاج وإخراج: شيفالا مادلينا) الذي تعرضه قناة «bbc عربي» الليلة، سيعرّج على إحدى الدول الأوروبية لمقابلة رجل أعمال سوري نقل المساعدات المالية التي كان يقدّمها للجمعيات الخيرية إلى التنظيمات المسلحة السورية ليواجه كما يقول: «الأموال السعودية التي تُصرف لتدمير سوريا». مقابلة صعبة المنال طبعاً مع رجل يؤدي هذا الدور. سيظهر رجل الأعمال مموّه الوجه والصوت، فيما ستعاين كاميرا العمل عن قرب في كيف يُصنّع الكبتاغون في «مكان سرّي» في البقاع اللبناني، وكيف يتم توضيبه تحضيراً لتهريبه عبر الحدود اللبنانية ــ السورية، كما يشرح لنا مرتضى.
إلى جانب الغوص في صناعة الكبتاغون، يصورّ العمل أيضاً عملية مداهمة أمنية لإحدى البؤر المصنّعة لهذه المادة. بعدها، ينتقل فريق العمل (تصوير: عيسى صليبي، وأديب فرحات، ومحمد بشير) إلى داخل الحدود السورية، وتحديداً بين منطقتيّ جرود عرسال والقلمون، ليتضح من شهادات المعارضين المسلحين هناك، اعتماد جزء منهم على الكبتاغون لا سيّما في المساعدة «في الاستمرارية في القتال والصمود طويلاً في المعارك». فيقول أحدهم في الفيلم إنّ الكبتاغون يمنحه لياقة بدنية عالية وقوّة ذهنية: «أبقى دائماً مصحصحاً». هذه «الفوائد» تنسحب أيضاً على دول الخليج، إذ يدخل فريق العمل دولة الكويت ويرصد حجم استهلاك الكبتاغون هناك، إذ تصب معظم الاستخدامات في التنشيط الجنسي.
إنّه العمل التسجيلي الرابع لرضوان مرتضى، يقتفي من خلاله أثر حبة الكبتاغون من لبنان إلى سوريا فالكويت، كما ورد في الإعلان الترويجي. يظهر الصحافي الشاب كمعلّق ومراسل أمام الكاميرا، ويدخل إحدى الدول الأوروبية (رفض الإفصاح عنها حماية لرجل الأعمال السوري الذي يقطن هناك) ليقابل التاجر الكبير الذي كان صعباً إقناعه بالظهور على الشاشة، حتى ولو أخفى هويته.
إذاً نحن أمام مادّة جديدة تستقصي صناعة الكبتاغون لتدخل في تسليح الجماعات السورية المسلحة، الدعم المالي لها الذي يدخل بدوره في صراعات المنطقة وتصفية الحسابات على الأرض السورية المحترقة.
«الكبتاغون: مخدّر الحرب السورية»
المصدر :
الأخبار/ زينب حاوي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة