دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
هاجمت صحيفة "الاهرام" كبرى الصحف الحكومية الرسمية المصرية السياسة السعودية في المنطقة في مقال نشره رئيس تحريرها "محمد عبد الهادي علام" منتقدا فيه زيارة وفد حماس ورموز من جماعة الإخوان المسلمين للرياض مؤخرًا، وقال إن السعودية تحاول أن تواجه إيران، بإذكاء نار الفتنة الطائفية وبجماعات متشددة ومحاولة إحياء جماعة الاخوان المسلمين التي انتهت بعد "ثورة 30 يونيو".
وجاء ذلك الهجوم بعد يوم واحد على زيارة قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري، لجده ولقائه كبار المسؤلين السعوديين بما فيهم الملك سلمان.
وقال علام،: "إن عملية إعادة حركة حماس، التى باعت مصر من أجل سوريا وإيران، ثم باعت إيران وسوريا من أجل حماية مشروعها والدعم الأمريكي الصهيوني لمشروع الفوضى الإقليمية، واستقبال قادتها في عواصم عربية، لن يخدم الدول التي فتحت لهم أبوابها، لأن الحركة اعتادت الانقلاب وخدمة أهدافها وليس أهداف القضية الفلسطينية، التي تمثل حماس خنجرًا في ظهرها اليوم، ولا يمكن الوثوق في توجهاتها".. حسب تعبيره.
وبعد أن هنأ علام، إيران، على نجاحها في تحقيق اتفاق تاريخي بشأن برنامجها النووي بفضل دبلوماسيتها الناجحة، وجه رئيس تحرير "الأهرام" انتقادات لدور السعودية - دون أن يُسمِّها - في هذا الملف وقال،: "من حقنا أن نلوم البعض منا على ارتهان مصير عالمنا العربي بعوامل متغيرة، بعد أن ضاعت الثوابت في غياهب المصالح الضيقة، ورغبات السيطرة والظهور بمظهر الكبار في خداع بصري كشفه الاتفاق مع إيران، حيث ارتعدت العواصم نفسها، التي ظنت يومًا أنها تملك رسم خريطة المنطقة بأموالها والميلشيات، التي تدعمها في عملية تفتيت دول ومجتمعات سيكون للتاريخ حكم قاس بشأنها، عندما يٌكتب بإنصاف عما جرى من نفر منا "!!.
وقال،: "كانت عواصم عربية تعتمد على الدعم الأمريكي (الغربي) في مواجهة سياسات طهران، دون أن تبذل جهدًا لعلاج الخلل الخطير بالاعتماد شبه الكامل على الصديق الأمريكي".
(وحذر علام، مما وصفه بـ "محاولات أطراف - في اشارة إلى السعودية - استحضار الصراع (السني الشيعي لمواجهة ايران"، وقال،: "إن مصر لا تعتمد أساليب المواجهة الطائفية أو المذهبية على مدي تاريخها".
وأضاف،: "لن تكون مصر يومًا رأس حربة في صراع مذهبي ضد إيران، يتغذى على سياسات تروج لجماعات طائفية وفاشية، تريد القفز على السلطة في الدول العربية، وتقنع أطرافًا في السلطة في بعض الدول، أن لديها قدرة على المواجهة المذهبية. ".
وقال رئيس تحرير الأهرام إنه،: " فى الأسابيع الأخيرة برزت دعوات لتقوية شوكة جماعات مثل الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي الإرهابي في مصر واليمن وسوريا وليبيا، والترويج لسياسة التحالف معها لوقف المطامع الخارجية، وكأن تلك الجماعات ليست شريكة في الفوضي وحصاد الدم المروع في المنطقة وهو توجه مستغرب يستبعد المشاركة الحتمية في ضرورة بناء مجتمعات مدنية حديثة ويُعلي من شأن الطائفية البغيضة التي ترفضها مصر وتحارب من أجل احتواء آثارها المدمرة".
وأضاف،: "أن مواجهة داء الإرهاب وجماعات التطرف من خلال دعم جماعات نظيرة متشددة هو من قبيل الجهل وقصر النظر والاستعباط السياسي، ولو اعتقد البعض أن مثل تلك السياسات سوف تحميه فهو واهم، فمثل تلك السياسة عمرها قصير في حماية الأنظمة ولا تخدم حماية الأمن القومي لدول المنطقة".
وأشاد رئيس تحرير الأهرام، في هذا الصدد، بموقف أبوظبي المناهض لرؤية السعودية، التي وصفها بالمتقلبة ، وقال "في المقابل تقف دولة الإمارات صُلبة وقوية في موقفها المبدئي الرافض لتلك الرؤية المتقلبة في التعامل مع الجماعة وتساند الموقف الرسمي والشعبي المصري بلا تردد أو خشية من أحد".
وقال علام، في نهاية مقاله المثير للجدل "والسؤال في تلك الحالة: ما الذي حدث حتى تعود تلك الدول- في اشارة للسعودية - إلى سيرتها الأولى؟ وهل هناك ضغوط من الولايات المتحدة من أجل إعادة الجماعة إلى الواجهة؟ وما الذي يدفعها إلى تبني سياسات تخالف ما جرى في العامين الماضيين؟"
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة