أكد مسؤول غربي رفيع المستوى لـ "الحياة" أن "التحول" في الموقف التركي من تنظيم "داعش" المتطرف سيكون محورياً في اجتماع النواة الصلبة للتحالف الدولي - العربي ضد "داعش" المقرر في كيبيك بكندا بعد يومين".

وأوضح المسؤول أن "بداية التحول جرت في بداية تموز الحالي، عندما نشر الجيش التركي نصف قواته مزودة عتاداً ثقيلاً على طول الحدود مع سورية مع تأكيد المسؤولين السياسيين أنهم ليسوا بصدد "التوغل" في شمال سوريا، ثم بدء شن حملة شملت اعتقالات بضع مئات من عناصر "داعش" وتشديد إجراءات عبور المقاتلين الأجانب إلى سوريا، إضافة إلى شن مقاتلات التحالف غارات "غامضة وداعمة" لمقاتلي الفصائل الإسلامية المتمركزة ضد "داعش" في جبهة مارع في ريف حلب.

وأشار المسؤول إلى أن "دولاً غربية سلمت أنقرة قوائم بحوالي 14500 شخص أجنبي من 90 دولة يشتبه بأنهم دخلوا أراضيها للانضمام إلى "داعش" في سوريا والعراق، كان بينهم 34 في المئة من دول الخليج و 22 في المئة من شمال أفريقيا و17 في المئة من دول الاتحاد السوفياتي السابق".

وأوضح المسؤول أنه "في خضم هذه التطورات زارت مساعدة وزير الدفاع الاميركي والجنرال جون آلن، كريستين ورموث أنقرة لوضع لمسات على التفاهمات بين تركيا وأميركا، وعدم تكرار خيبات سابقة بعد عدم إقرار الرئيس الاميركي باراك أوباما مقترحات أعلنها آلن"، مشيراً إلى أنه "بعد مفاوضات استمرت يومين، توصل الجانبان إلى حلول وسط وتفاهمات بقي الجانبان حذرين إزاءها إلى حين اتصال أوباما بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمباركتها. وكان بينها إقامة "جزيرة آمنة" تمتد من جرابلس على الحدود السورية - التركية إلى مدينة مارع معقل "لواء التوحيد" والفصائل المعتدلة في ريف حلب، بحيث يكون عمقها نحو 50 كيلومتراً"، كاشفاً أن "هذا كان حلاً وسطاً وتنازلاً يرضي الجانب التركي لأنه يحول دون ربط الأقاليم الكردية الثلاثة، خصوصاً عين العرب "كوباني" وعفرين شمال سوريا ومن دون إجراء تغيير ديموغرافي يؤسس لقيام "كردستان سورية"، مقابل موافقة أنقرة على عدم وجود المتطرفين وتحديداً "النصرة" و"داعش" في هذه "الجزيرة".

وأكد المسؤول "تقارير إعلامية نشر بعضها في صحيفة "حرييت" التركية، وفيها أن المقاتلات التركية ستفرض "حظراً جزئياً" للطيران لكن، من دون دخولها المجال الجوي السوري، ما يعني تفعيل اتفاق يعود إلى منتصف الخمسينات بحظر اقتراب الطيران السوري شمال شريط حدودي بعمق 25 كيلومتراً. كما سمح للتحالف باستخدام قواعد تركية في باتمان ودياربكر وملاطيا في "حالات طارئة".

وتوقع المسؤول أن "تسمح هذه التفاهمات بانضمام دول غربية إلى غارات التحالف في سوريا".

  • فريق ماسة
  • 2015-07-25
  • 13422
  • من الأرشيف

مسؤول غربي للحياة: موقف تركيا الجديد من "داعش" سيكون محور اجتماع كيبيك

أكد مسؤول غربي رفيع المستوى لـ "الحياة" أن "التحول" في الموقف التركي من تنظيم "داعش" المتطرف سيكون محورياً في اجتماع النواة الصلبة للتحالف الدولي - العربي ضد "داعش" المقرر في كيبيك بكندا بعد يومين". وأوضح المسؤول أن "بداية التحول جرت في بداية تموز الحالي، عندما نشر الجيش التركي نصف قواته مزودة عتاداً ثقيلاً على طول الحدود مع سورية مع تأكيد المسؤولين السياسيين أنهم ليسوا بصدد "التوغل" في شمال سوريا، ثم بدء شن حملة شملت اعتقالات بضع مئات من عناصر "داعش" وتشديد إجراءات عبور المقاتلين الأجانب إلى سوريا، إضافة إلى شن مقاتلات التحالف غارات "غامضة وداعمة" لمقاتلي الفصائل الإسلامية المتمركزة ضد "داعش" في جبهة مارع في ريف حلب. وأشار المسؤول إلى أن "دولاً غربية سلمت أنقرة قوائم بحوالي 14500 شخص أجنبي من 90 دولة يشتبه بأنهم دخلوا أراضيها للانضمام إلى "داعش" في سوريا والعراق، كان بينهم 34 في المئة من دول الخليج و 22 في المئة من شمال أفريقيا و17 في المئة من دول الاتحاد السوفياتي السابق". وأوضح المسؤول أنه "في خضم هذه التطورات زارت مساعدة وزير الدفاع الاميركي والجنرال جون آلن، كريستين ورموث أنقرة لوضع لمسات على التفاهمات بين تركيا وأميركا، وعدم تكرار خيبات سابقة بعد عدم إقرار الرئيس الاميركي باراك أوباما مقترحات أعلنها آلن"، مشيراً إلى أنه "بعد مفاوضات استمرت يومين، توصل الجانبان إلى حلول وسط وتفاهمات بقي الجانبان حذرين إزاءها إلى حين اتصال أوباما بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمباركتها. وكان بينها إقامة "جزيرة آمنة" تمتد من جرابلس على الحدود السورية - التركية إلى مدينة مارع معقل "لواء التوحيد" والفصائل المعتدلة في ريف حلب، بحيث يكون عمقها نحو 50 كيلومتراً"، كاشفاً أن "هذا كان حلاً وسطاً وتنازلاً يرضي الجانب التركي لأنه يحول دون ربط الأقاليم الكردية الثلاثة، خصوصاً عين العرب "كوباني" وعفرين شمال سوريا ومن دون إجراء تغيير ديموغرافي يؤسس لقيام "كردستان سورية"، مقابل موافقة أنقرة على عدم وجود المتطرفين وتحديداً "النصرة" و"داعش" في هذه "الجزيرة". وأكد المسؤول "تقارير إعلامية نشر بعضها في صحيفة "حرييت" التركية، وفيها أن المقاتلات التركية ستفرض "حظراً جزئياً" للطيران لكن، من دون دخولها المجال الجوي السوري، ما يعني تفعيل اتفاق يعود إلى منتصف الخمسينات بحظر اقتراب الطيران السوري شمال شريط حدودي بعمق 25 كيلومتراً. كما سمح للتحالف باستخدام قواعد تركية في باتمان ودياربكر وملاطيا في "حالات طارئة". وتوقع المسؤول أن "تسمح هذه التفاهمات بانضمام دول غربية إلى غارات التحالف في سوريا".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة