وثيقة مسربة تابعة لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، يعود تاريخها إلى آب 2012، كشفت عن دور الولايات المتحدة وحلفائها في خلق "داعش" للقضاء على الرئيس السوري بشار الأسد.

لماذا تسربت هذه الوثيقة؟ وهل من الممكن تسريب الوثائق الأمريكية السرية بهذه البساطة؟ أم أنّ الأمر مقصود؟ هل معركة هيلاري كلينتون، والتي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية في آب 2012، للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هي الهدف، خاصة وقد أشارت في كتابها الأخير "الخيارات الصعبة " إلى العلاقة بين "داعش" والسياسة الأميركية الجديدة في الشرق الاوسط؟

منظمة "Judicial Watch"، نشرت مجموعة من الوثائق التابعة لوزارة الدفاع الأميركية بعد أن رُفعت صفة السرية عنها نتيجة دعوى قضائية رفعتها المنظمة ضدّ الحكومة الأميركية. وكانت الدعوى ومعظم الوثائق تتعلق بأحداث بنغازي عام 2012، لكن إحدى الوثائق تتضمن معلومات مقلقة للغاية متعلقة بالوضع في سوريا والعراق.

وقد أعلن  رئيس المخابرات المركزية جون برينان خلال لقاء مع قناة "CBS"، أن المخابرات الأمريكية كانت تملك بيانات عن نمو إمكانيات جماعة "الدولة الإسلامية" المتطرفة القتالية. يقول برينان:"كانت هناك كمية كافية من المعلومات الاستخباراتية حول نمو قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" والقضايا التي تحيط بالحكومة العراقية والتوتر في العلاقات الطائفية، ما قد يؤدي إلى تفاقم العديد من هذه القضايا".

و في فيديـو مسرب وخطير جدًا لرئيس وكالة المخابرات الأمريكيــة CIA السابق "جيمـس وولسـي" في العام 2006 يقول: "سنصنع لهــم إسلامــًا يناسبنــا، ثــم نجعلهم يقومون بالثــورات، ثــم ينقسمون علــى بعـض وتُخلق النعرات والعصبيات. ومــن بعدها قادمــون للزحف وسوف ننتصــر". هذه هي الأسباب الحقيقية للفوضى التي نعيشها اليوم في تونس و مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن وتصفية الحسابات مع الكويت والسعودية.

"داعش" ترسم طريق الفوضى كما جرى في "الاكوادور" من تحضير لفرق الموت والاغتيال والقتل الجماعي تحت رعاية أمنية مباشرة من المخابرات الأميركية وعبر وكلاء إقليميين يشرفون على تدفق المسلحين وتأمين الأسلحة وأخيرًا الاعتراف بالتدريب والتمويل. وما تسرب من خلال وثائق "ويكيليكس" والمعلومات التي تحدث عنها الاستخبارتي الأميركي أدوارد سنودن، الذي أصبح ملاحقًا لأنّه كشف الحقيقة، ليس إلا حلقة في إدارة الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على سوريا ومصر اليوم كما أدارتها في أميركا الجنوبية  منذ نصف قرن وفشلت.

 

"داعش" كانت فرصة ثمينة للتخلص من الرئيس الأسد، وحصار إيران وروسيا، وضرب خطوط الغاز الروسية. هذا الهدف كان مشتركًا بين (إسرائيل) والسعودية. والملفت للنظر هو مقدار السخرية من مصطلح المعارضة المعتدلة، الذي روجت له الإدارة الأمريكية، والذي يتجلى بحقيقته، "داعش"، التي نراها اليوم والتي أتت نتيجة لاقتراح بريجنسكي في الثمانينات لإرسال المسلمين إلى المدارس الدينية لصناعة التطرف الذي لا يزال يستعمل حتى الآن وظهر في نموذج "داعش". وأعتقد أن التاريخ بدأ يكشف أسرار المخابرات الأميركية، وما تم تنظيمه وإدارته في الإكوادور، وقد وثقه العميل السابق للوكالة فيليب اجي Philip Agee في كتابه " من داخل الشركة، "يوميات المخابرات الأميركية"“Inside the Company: CIA Diary” والذي يوثق العمليات السرية والاغتيالات التي قامت بتنفذها الوكالة   في الإكوادور والأوروغواي والمكسيك بالتعاون مع مجموعات الجريمة المنظمة وتجار المخدرات لنشر الفوضى والسيطرة الأمنية والاقتصادية على الحكومات.. ما جرى في الإكوادور منذ نصف قرن، يحدث الآن في سوريا والعراق ومصر.

 

  • فريق ماسة
  • 2015-07-12
  • 6281
  • من الأرشيف

داعش خارج سيطرة المخابرات الاميركية... ما هو الهدف القادم؟

وثيقة مسربة تابعة لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، يعود تاريخها إلى آب 2012، كشفت عن دور الولايات المتحدة وحلفائها في خلق "داعش" للقضاء على الرئيس السوري بشار الأسد. لماذا تسربت هذه الوثيقة؟ وهل من الممكن تسريب الوثائق الأمريكية السرية بهذه البساطة؟ أم أنّ الأمر مقصود؟ هل معركة هيلاري كلينتون، والتي كانت وزيرة الخارجية الأمريكية في آب 2012، للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة هي الهدف، خاصة وقد أشارت في كتابها الأخير "الخيارات الصعبة " إلى العلاقة بين "داعش" والسياسة الأميركية الجديدة في الشرق الاوسط؟ منظمة "Judicial Watch"، نشرت مجموعة من الوثائق التابعة لوزارة الدفاع الأميركية بعد أن رُفعت صفة السرية عنها نتيجة دعوى قضائية رفعتها المنظمة ضدّ الحكومة الأميركية. وكانت الدعوى ومعظم الوثائق تتعلق بأحداث بنغازي عام 2012، لكن إحدى الوثائق تتضمن معلومات مقلقة للغاية متعلقة بالوضع في سوريا والعراق. وقد أعلن  رئيس المخابرات المركزية جون برينان خلال لقاء مع قناة "CBS"، أن المخابرات الأمريكية كانت تملك بيانات عن نمو إمكانيات جماعة "الدولة الإسلامية" المتطرفة القتالية. يقول برينان:"كانت هناك كمية كافية من المعلومات الاستخباراتية حول نمو قدرات تنظيم "الدولة الإسلامية" والقضايا التي تحيط بالحكومة العراقية والتوتر في العلاقات الطائفية، ما قد يؤدي إلى تفاقم العديد من هذه القضايا". و في فيديـو مسرب وخطير جدًا لرئيس وكالة المخابرات الأمريكيــة CIA السابق "جيمـس وولسـي" في العام 2006 يقول: "سنصنع لهــم إسلامــًا يناسبنــا، ثــم نجعلهم يقومون بالثــورات، ثــم ينقسمون علــى بعـض وتُخلق النعرات والعصبيات. ومــن بعدها قادمــون للزحف وسوف ننتصــر". هذه هي الأسباب الحقيقية للفوضى التي نعيشها اليوم في تونس و مصر وسوريا وليبيا والعراق واليمن وتصفية الحسابات مع الكويت والسعودية. "داعش" ترسم طريق الفوضى كما جرى في "الاكوادور" من تحضير لفرق الموت والاغتيال والقتل الجماعي تحت رعاية أمنية مباشرة من المخابرات الأميركية وعبر وكلاء إقليميين يشرفون على تدفق المسلحين وتأمين الأسلحة وأخيرًا الاعتراف بالتدريب والتمويل. وما تسرب من خلال وثائق "ويكيليكس" والمعلومات التي تحدث عنها الاستخبارتي الأميركي أدوارد سنودن، الذي أصبح ملاحقًا لأنّه كشف الحقيقة، ليس إلا حلقة في إدارة الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على سوريا ومصر اليوم كما أدارتها في أميركا الجنوبية  منذ نصف قرن وفشلت.   "داعش" كانت فرصة ثمينة للتخلص من الرئيس الأسد، وحصار إيران وروسيا، وضرب خطوط الغاز الروسية. هذا الهدف كان مشتركًا بين (إسرائيل) والسعودية. والملفت للنظر هو مقدار السخرية من مصطلح المعارضة المعتدلة، الذي روجت له الإدارة الأمريكية، والذي يتجلى بحقيقته، "داعش"، التي نراها اليوم والتي أتت نتيجة لاقتراح بريجنسكي في الثمانينات لإرسال المسلمين إلى المدارس الدينية لصناعة التطرف الذي لا يزال يستعمل حتى الآن وظهر في نموذج "داعش". وأعتقد أن التاريخ بدأ يكشف أسرار المخابرات الأميركية، وما تم تنظيمه وإدارته في الإكوادور، وقد وثقه العميل السابق للوكالة فيليب اجي Philip Agee في كتابه " من داخل الشركة، "يوميات المخابرات الأميركية"“Inside the Company: CIA Diary” والذي يوثق العمليات السرية والاغتيالات التي قامت بتنفذها الوكالة   في الإكوادور والأوروغواي والمكسيك بالتعاون مع مجموعات الجريمة المنظمة وتجار المخدرات لنشر الفوضى والسيطرة الأمنية والاقتصادية على الحكومات.. ما جرى في الإكوادور منذ نصف قرن، يحدث الآن في سوريا والعراق ومصر.  

المصدر : سلاب نيوز/ أمين الهاشم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة