الدولة الأردنية على ما يبدو، تسعى إلى إعادة ترتيب أوراق تحالفاتها التاريخية خصوصاً بعد مرحلة من فوضى الخيارات و مرور بعض العلاقات بحالة من الفتور.

على الصعيد الإعلامي، شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً أردنياً لافتاً ضد النظام في سورية. تبعها خطوة ظهور "العريفي" في شمال الأردن الخطوة التي لا يمكن النظر إليها بعيداً عن استراتيجية إعادة التموضع الأردني، فالرسالة رسالة سياسية بامتيازة على جبهتين: جبهة التصعيد السوري، و جبهة التطمين السعودي.

أما الرسالة الأهم فكانت بالإعلان عن ضبط خلية إرهابية مرتبطة بفيلق القدس الايراني و التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في الأردن. 

الإعلان عن ضبط هذه الخلية يعني من وجهة نظر سياسية تفجير أي محاولات سابقة أو لاحقة، على الأقل على المدى القصير، للتقارب الأردني الايراني. 

المطلعين على تفاصيل الملف، يؤكدون أن الخطوة الأردنية تجاه طهران لم تكن خطوة جدية من الأساس، مما يضعها في سياق التكتيك الذي كان يهدف إلى تحريك بعض الملفات الراكدة في المنطقة.

مقربين من دوائر صنع القرار السعودي اعتبروا أن زيارة ناصر جودة إلى طهران بعيداً عن أي تنسيق سعودي أردني شكلت صاعقة للإدراة السعودية الجديدة عداك عن غياب الكيمياء الشخصية بين شخوص الإدارة السعودية و مجمل المبعوثين الأردنيين إلى الرياض.

الأمر الذي يفسره الظهور القوي لرئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله و يلقي الضوء بقوة على أزمة التمثيل الدبلوماسي الاردني التي لم تعد تخف على أحد.

محاولة الخروج من حالة "صفر أرباح" تمثلت اليوم في خطوات استباقية للاستدارة الأردنية و التي لا يمكن أن تتوقف عند رسائل ضمنية إعلامية أو أمنية، بل لا بد أن يتبعها تغييرات جوهرية تعيد هيبة التمثيل السياسي للإدارة الأردنية و تعيد ترتيب أوراق تحالفاتها الاستراتيجية.

القرار السياسي الأردني يبدو أنه يميل إلى العودة السريعة إلى محور الأردن التقليدي الذي لا يرى نفسه بعيداً عن المحور السعودي. لكن في المقابل لا يمكن إغفال خلاصة التحليل المنطقي للرسائل الأردنية الثلاث:

١- التلويح بالتدخل في الجنوب السوري (على الأقل عبر تسليح العشائر السورية).

٢ - استضافة المحرضين على حمل السلاح في سورية ضد النظام.

٣ - نسف خطوة التلويح بالتقارب مع طهران عبر الإعلان ضبط خلية إرهابية في الأردن مرتبطه بفيلق القدس و رمزية كون المجرم عراقي الجنسية.

 

فالرسائل الثلاثة تشير إلى رغبة الأردن بالاصطفاف إلى جانب المحور السعودي بتبني خط العداء لأعداء السعودية و الانسجام مع التحول في المواقف السعودية.

لكن مضامين هذه الرسالة تؤكد أن العودة إلى السعودية لا يمكن أن تتم إلا من بوابة واحدة فقط، و هي البوابة الأمنية، فالرسالة الأمنية تقول باختصار أن العلاقة السياسية لبعض الملفات لا يمكن أن يتم التعامل معها إلا من الزاوية الأمنية...

 

 

  • فريق ماسة
  • 2015-07-08
  • 14153
  • من الأرشيف

المراقب للحراك الأردني يخلص أن طبيعة هذا الحراك ناتجة عن عقلية بيروقراطية و أمنية بامتياز.

الدولة الأردنية على ما يبدو، تسعى إلى إعادة ترتيب أوراق تحالفاتها التاريخية خصوصاً بعد مرحلة من فوضى الخيارات و مرور بعض العلاقات بحالة من الفتور. على الصعيد الإعلامي، شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً أردنياً لافتاً ضد النظام في سورية. تبعها خطوة ظهور "العريفي" في شمال الأردن الخطوة التي لا يمكن النظر إليها بعيداً عن استراتيجية إعادة التموضع الأردني، فالرسالة رسالة سياسية بامتيازة على جبهتين: جبهة التصعيد السوري، و جبهة التطمين السعودي. أما الرسالة الأهم فكانت بالإعلان عن ضبط خلية إرهابية مرتبطة بفيلق القدس الايراني و التي كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية في الأردن.  الإعلان عن ضبط هذه الخلية يعني من وجهة نظر سياسية تفجير أي محاولات سابقة أو لاحقة، على الأقل على المدى القصير، للتقارب الأردني الايراني.  المطلعين على تفاصيل الملف، يؤكدون أن الخطوة الأردنية تجاه طهران لم تكن خطوة جدية من الأساس، مما يضعها في سياق التكتيك الذي كان يهدف إلى تحريك بعض الملفات الراكدة في المنطقة. مقربين من دوائر صنع القرار السعودي اعتبروا أن زيارة ناصر جودة إلى طهران بعيداً عن أي تنسيق سعودي أردني شكلت صاعقة للإدراة السعودية الجديدة عداك عن غياب الكيمياء الشخصية بين شخوص الإدارة السعودية و مجمل المبعوثين الأردنيين إلى الرياض. الأمر الذي يفسره الظهور القوي لرئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله و يلقي الضوء بقوة على أزمة التمثيل الدبلوماسي الاردني التي لم تعد تخف على أحد. محاولة الخروج من حالة "صفر أرباح" تمثلت اليوم في خطوات استباقية للاستدارة الأردنية و التي لا يمكن أن تتوقف عند رسائل ضمنية إعلامية أو أمنية، بل لا بد أن يتبعها تغييرات جوهرية تعيد هيبة التمثيل السياسي للإدارة الأردنية و تعيد ترتيب أوراق تحالفاتها الاستراتيجية. القرار السياسي الأردني يبدو أنه يميل إلى العودة السريعة إلى محور الأردن التقليدي الذي لا يرى نفسه بعيداً عن المحور السعودي. لكن في المقابل لا يمكن إغفال خلاصة التحليل المنطقي للرسائل الأردنية الثلاث: ١- التلويح بالتدخل في الجنوب السوري (على الأقل عبر تسليح العشائر السورية). ٢ - استضافة المحرضين على حمل السلاح في سورية ضد النظام. ٣ - نسف خطوة التلويح بالتقارب مع طهران عبر الإعلان ضبط خلية إرهابية في الأردن مرتبطه بفيلق القدس و رمزية كون المجرم عراقي الجنسية.   فالرسائل الثلاثة تشير إلى رغبة الأردن بالاصطفاف إلى جانب المحور السعودي بتبني خط العداء لأعداء السعودية و الانسجام مع التحول في المواقف السعودية. لكن مضامين هذه الرسالة تؤكد أن العودة إلى السعودية لا يمكن أن تتم إلا من بوابة واحدة فقط، و هي البوابة الأمنية، فالرسالة الأمنية تقول باختصار أن العلاقة السياسية لبعض الملفات لا يمكن أن يتم التعامل معها إلا من الزاوية الأمنية...    

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة