وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل بيضه في سلة «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، بتوليتها مع المجموعات التكفيرية غرفة عمليات مهمتها إحداث خرق مهم على جبهات مدينة حلب ضارباً عرض الحائط «بالفيتو» الأميركي الصريح بمنع استنساخ سيناريو «الجهاديين» في إدلب المجاورة.

وأوضح مصدر دبلوماسي عربي في أنقرة، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الوطن»، أن المعلومات التي ترشح عن أروقة صنع القرار في حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» تؤكد أن أردوغان «خرج بشكل نهائي عن بيت الطاعة الأميركي» عندما أوكل لـ«النصرة» وشقيقاتها عبر «غرفة عمليات أنصار الشريعة» مهمة زعزعة استقرار أحياء حلب الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري إثر إخفاق «غرفة عمليات فتح حلب» في تنفيذ المطلوب منها.

وأشار المصدر إلى أن تفاهمات جديدة بين أقطاب المثلث التركي السعودي والقطري دفعت بأردوغان وحكومة أحمد داوود أوغلو إلى تبني الطرح القطري بتولية «النصرة» مهمة قيادة المجموعات المسلحة بحلب على غرار إدلب على أمل تحقيق «إنجاز» عسكري يعزز موقف الرئيس التركي في وجه الإدارة الأميركية على خلفية الخلاف المحتدم بينهما جراء دعم الأخيرة لإنشاء «كانتون» كردي داخل الأراضي السورية وعلى الحدود التركية الجنوبية وتحذير الأول من إخراج المسعى إلى النور بدليل استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى تخوم المنطقة المنتخبة للتدخل في حال الضرورة.

وقال المصدر: إن الهدف الأساسي من التصعيد الأخير للدول الإقليمية الداعمة للإرهابيين في سورية يستهدف نسف أي مسعى سلمي قد تتوصل إليه «مجموعة الاتصال» الأميركية الروسية والدول الساعية لتهيئة الأرضية المناسبة للحل السلمي عدا عن نزع الغطاء عن مظلة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.

ولفت إلى أنه وبعد مضي ثلاثة أيام من تأسيس وبدء عمليات «أنصار الشريعة» ومساندة «فتح حلب» لها، انخفض سقف توقعات الداعمين الإقليميين من إحداث خرق كبير على جبهات المدينة مع فقدان زخم «الجهاديين» في معاركهم الأولى وتصدي الجيش العربي السوري ببسالة لمخططاتهم على الرغم من «الخروقات» البسيطة التي يجري العمل لسد ثغراتها.

واستهجن الدبلوماسي العربي تصريحات أوغلو عن مخاوفه من موجة تهجير جديدة من حلب باتجاه الحدود التركية في الوقت الذي تدعم حكومته «القاعدة» وإرهابييها في المدينة والريف لخلق موجات نزوح جديدة، وهو ما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن 2170 و2178.

ميدانياً، أكد مصدر ميداني لـ»الوطن» أن الوضع في جميع الجبهات المشتعلة تحت السيطرة ولا مخاوف من تعديل خريطة السيطرة بشكل يهدد أمن السكان والمدينة الصامدة بفضل عزيمة الجيش العربي السوري في وجه الغزو البربري وأشد الهجمات ضراوة.

وشدد المصدر أن ما يخشى منه أصبح وراء ظهور القوات المسلحة السورية بعد تلقين الإرهابيين درساً كبيراً ومقتل أكثر من 250 منهم وجرح ما لا يقل عن 600 آخرين خلال الأيام الثلاثة المنصرمة وأن جبهات الأشرفية والخالدية وجمعية الزهراء والراشدين متماسكة بقوة وقادرة على صد أي محاولة تقدم للإرهابيين، وأشار إلى أن الجيش بصدد القيام بعملية تستعيد مركز البحوث العلمية غرب المدينة من يد المسلحين بعدما تمكن من استعادة سيطرته على منطقة إكثار البذار شمالي الجمعية التي حدث فيها خرق غير ذي قيمة عسكرية الخميس الفائت مع بدء عمليات اليوم الأول لمقاتلي «القاعدة».

واستقدم الجيش تعزيزات جديدة من النخبة إلى حي الزهراء وإلى مدخل المدينة الغربي باتجاه البحوث العلمية وقرية المنصورة التي يتدفق منها المسلحون من الريف المتصل بأرياف إدلب لصد أي هجمات محتملةوللمباشرة بعمليات هجومية.

وكانت «غرفة عمليات أنصار الشريعة» أعلن عن تأسيسها الخميس الفائت من 13 فصيلاً من التشكيلات العسكرية الإسلامية المتشددة بزعامة «النصرة» وعضوية كل من «جبهة أنصار الدين» وحركتي «أحرار الشام» «ومجاهدي الإسلام» و«كتيبة التوحيد والجهاد» و«الفوج الأول» و«أنصار الخلافة» و«جند الله» و«كتيبة الصحابة» و«لواء السلطان مراد» و«كتيبة أبو عمارة» و«كتائب فجر الخلافة»، وجميعها فصائل إسلامية متشددة تنتهج نهج «القاعدة» وتدين بالولاء له.

  • فريق ماسة
  • 2015-07-04
  • 14605
  • من الأرشيف

مصدر ميداني: ماكان يُخشى منه في حلب أصبح وراء ظهور القوات السورية المسلحة

وضع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كل بيضه في سلة «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، بتوليتها مع المجموعات التكفيرية غرفة عمليات مهمتها إحداث خرق مهم على جبهات مدينة حلب ضارباً عرض الحائط «بالفيتو» الأميركي الصريح بمنع استنساخ سيناريو «الجهاديين» في إدلب المجاورة. وأوضح مصدر دبلوماسي عربي في أنقرة، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الوطن»، أن المعلومات التي ترشح عن أروقة صنع القرار في حكومة تصريف الأعمال التركية «العدالة والتنمية» تؤكد أن أردوغان «خرج بشكل نهائي عن بيت الطاعة الأميركي» عندما أوكل لـ«النصرة» وشقيقاتها عبر «غرفة عمليات أنصار الشريعة» مهمة زعزعة استقرار أحياء حلب الآمنة الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري إثر إخفاق «غرفة عمليات فتح حلب» في تنفيذ المطلوب منها. وأشار المصدر إلى أن تفاهمات جديدة بين أقطاب المثلث التركي السعودي والقطري دفعت بأردوغان وحكومة أحمد داوود أوغلو إلى تبني الطرح القطري بتولية «النصرة» مهمة قيادة المجموعات المسلحة بحلب على غرار إدلب على أمل تحقيق «إنجاز» عسكري يعزز موقف الرئيس التركي في وجه الإدارة الأميركية على خلفية الخلاف المحتدم بينهما جراء دعم الأخيرة لإنشاء «كانتون» كردي داخل الأراضي السورية وعلى الحدود التركية الجنوبية وتحذير الأول من إخراج المسعى إلى النور بدليل استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى تخوم المنطقة المنتخبة للتدخل في حال الضرورة. وقال المصدر: إن الهدف الأساسي من التصعيد الأخير للدول الإقليمية الداعمة للإرهابيين في سورية يستهدف نسف أي مسعى سلمي قد تتوصل إليه «مجموعة الاتصال» الأميركية الروسية والدول الساعية لتهيئة الأرضية المناسبة للحل السلمي عدا عن نزع الغطاء عن مظلة المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا. ولفت إلى أنه وبعد مضي ثلاثة أيام من تأسيس وبدء عمليات «أنصار الشريعة» ومساندة «فتح حلب» لها، انخفض سقف توقعات الداعمين الإقليميين من إحداث خرق كبير على جبهات المدينة مع فقدان زخم «الجهاديين» في معاركهم الأولى وتصدي الجيش العربي السوري ببسالة لمخططاتهم على الرغم من «الخروقات» البسيطة التي يجري العمل لسد ثغراتها. واستهجن الدبلوماسي العربي تصريحات أوغلو عن مخاوفه من موجة تهجير جديدة من حلب باتجاه الحدود التركية في الوقت الذي تدعم حكومته «القاعدة» وإرهابييها في المدينة والريف لخلق موجات نزوح جديدة، وهو ما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن 2170 و2178. ميدانياً، أكد مصدر ميداني لـ»الوطن» أن الوضع في جميع الجبهات المشتعلة تحت السيطرة ولا مخاوف من تعديل خريطة السيطرة بشكل يهدد أمن السكان والمدينة الصامدة بفضل عزيمة الجيش العربي السوري في وجه الغزو البربري وأشد الهجمات ضراوة. وشدد المصدر أن ما يخشى منه أصبح وراء ظهور القوات المسلحة السورية بعد تلقين الإرهابيين درساً كبيراً ومقتل أكثر من 250 منهم وجرح ما لا يقل عن 600 آخرين خلال الأيام الثلاثة المنصرمة وأن جبهات الأشرفية والخالدية وجمعية الزهراء والراشدين متماسكة بقوة وقادرة على صد أي محاولة تقدم للإرهابيين، وأشار إلى أن الجيش بصدد القيام بعملية تستعيد مركز البحوث العلمية غرب المدينة من يد المسلحين بعدما تمكن من استعادة سيطرته على منطقة إكثار البذار شمالي الجمعية التي حدث فيها خرق غير ذي قيمة عسكرية الخميس الفائت مع بدء عمليات اليوم الأول لمقاتلي «القاعدة». واستقدم الجيش تعزيزات جديدة من النخبة إلى حي الزهراء وإلى مدخل المدينة الغربي باتجاه البحوث العلمية وقرية المنصورة التي يتدفق منها المسلحون من الريف المتصل بأرياف إدلب لصد أي هجمات محتملةوللمباشرة بعمليات هجومية. وكانت «غرفة عمليات أنصار الشريعة» أعلن عن تأسيسها الخميس الفائت من 13 فصيلاً من التشكيلات العسكرية الإسلامية المتشددة بزعامة «النصرة» وعضوية كل من «جبهة أنصار الدين» وحركتي «أحرار الشام» «ومجاهدي الإسلام» و«كتيبة التوحيد والجهاد» و«الفوج الأول» و«أنصار الخلافة» و«جند الله» و«كتيبة الصحابة» و«لواء السلطان مراد» و«كتيبة أبو عمارة» و«كتائب فجر الخلافة»، وجميعها فصائل إسلامية متشددة تنتهج نهج «القاعدة» وتدين بالولاء له.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة